أنقرة (زمان التركية) – أكد تحالف القيم المشتركة أن حركة الخدمة مستمرة في أداء رسالتها الإنسانية، بعد في وفاة المفكر الإسلامي التركي الأستاذ فتح الله كولن -رحمه الله- ملهم الحركة، الذي كرّس حياته لخدمة الإنسانية وتعزيز مبادئ التعايش السلمي، ولفت التحالف إلى أن متطوعو الخدمة في جميع أنحاء العالم هم أصحاب إرث كولن.

جاء ذلك في بيان رسمي للتحالف، يسلط الضوء على الدور الذي لعبه الأستاذ فتح الله كولن في تأسيس حركة مدنية سلمية تهدف إلى خدمة المجتمع، عبر أنشطة متنوعة تشمل التعليم، وتعزيز الحوار، وتقديم العون الإنساني. كما يبرز البيان التزام حركة الخدمة بمبدأ العمل التطوعي، واحتضانها للتنوع الديني والثقافي، مستمدةً رؤيتها من القيم الإسلامية والإنسانية العالمية.

ووفق ما نقل موقع (فتح الله جولن) باللغة العربية، أكد تحالف القيم المشتركة في بيانه على أهمية مبدأ “العقل المشترك” الذي حرص الأستاذ كولن على ترسيخه منذ تأسيس الحركة، معتمدًا هذا المبدأ كركيزة للتعاون وتبادل الخبرات بين متطوعي الخدمة حول العالم. ويشير البيان أيضًا إلى التزام الحركة بالتفاعل مع المجتمعات المختلفة، وتشجيع التعددية والشفافية، وتجديد المستشارين بشكلٍ يواكب قيمها الأساسية.

يختتم البيان بالإشارة إلى استمرار متطوعي حركة الخدمة في أداء رسالتهم الإنسانية مستلهمين المبادئ التي أرساها الأستاذ كولن، التي تهدف إلى تحقيق السلام والعدالة، ودعم التعليم، واحترام القانون، وتعزيز الحوار بين الثقافات، بروح الوحدة والتضامن، بإذن الله وعنايته، وإليكم نص البيان:

“نتقدّم بخالصِ العزاء لمتطوعي ومُحبّي حركة الخدمة، في وفاةِ الأستاذ فتح الله كولن -رحمه الله-، سائلين الله تعالى أن يمنحهم الصبرَ الجميل والسلوان.

كما أُعلن عبر وسائل متعددة حتى اليوم، فإن حركة الخدمة هي حركة سلمية مدنية، تتطلع إلى تحقيق مُثُل التعايش السلمي وخدمة الإنسانية. ومن منطلق مسؤوليتها الاجتماعية، تولي الحركة اهتمامًا خاصًّا بمجالات التعليم، وتعزيز الحوار، وتقديم العون الإنساني، مرتكزةً في ذلك على مبدأ العمل التطوعي، ومحتضنةً التنوع الديني والاجتماعي والثقافي. وتستمد الحركة إلهامها من القيم الإسلامية والقيم الإنسانية العالمية.

لقد ترك الأستاذُ فتح الله كولن -رحمه الله- الذي كرّس حياته لخدمةِ الإنسانية، إرثًا معنويًّا وفكريًّا وثقافيًّا ألهم الملايين حول العالم. ولا شكَّ أن متطوعي الخدمة في مختلف البلدان، ممّن يتبنّون فكره ويعملون في سبيل خدمةِ الإنسانية بروح إيجابية، هم حملةُ هذا الإرث.

ومنذ انطلاق حركةِ الخدمة، حرص الأستاذ فتح الله كولن على تفعيل مبدأ المشورة، وحثّ عليه باستمرار. وقد أتاح ذلك تبادلَ الخبرات على مستوى عالمي، وجعل من “العقل المشترك” ركيزةً للتعاون الفعّال وتبادل الرؤى بين المتطوعين. ولهذا، سيبقى العقل المشترك والمشورة من المبادئ الأساسية في عمل حركة الخدمة وأنشطتها، كما هو دأبها حتى اليوم.

وتلتزم حركة الخدمة بمبادئ التفاعل مع المجتمعات المختلفة، وتشجيع التعدّدية والشفافية، وتجديد المستشارين وتنوعهم في مختلف المستويات، بما يتماشى مع قيمها الأساسية. وقد أثبت هذا النهج فعاليته الكبيرة في التخطيط وصنع القرار، وسيظلّ كذلك مستقبلًا.

وجديرٌ بالذكر أنّه قد أُعدّ كتاب بعنوان “القيم الأساسية لحركةِ الخدمة” بتوجيهٍ من الأستاذ فتح الله كولن -رحمه الله- وقد نال استحسانه. وتهدف هذه القيم إلى تعزيز السلامِ والعدالة، وتشجيع التعليم، وتقديم المساعدات الإنسانية، واحترام القانون وحقوق الإنسان، وتعزيز الحوار بين الثقافات. وسيواصل متطوعو الخدمة رسالتهم في خدمة الإنسانية بروح الوحدة والتضامن ضمن إطار هذه القيم، بإذن الله وعنايته، كما هو دأبهم”.

توقيع: تحالف القيم المشتركة (AFSV)

يشار إلى أن تحالف القيم المشتركة (Alliance for Shared Values – AFSV) هو منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة، تضم مؤسسات ومبادرات متعددة تهدف إلى تعزيز التفاهم والتعايش السلمي عبر العالم. يتعاون التحالف مع شبكة واسعة من المنظمات المستقلة والمبادرات التي تستلهم مبادئها من حركة الخدمة التي أسسها الأستاذ فتح الله كولن الذي وافته المنية الشهر الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعمل هذه المنظمات على دعم التعليم، وتطوير الحوار بين الثقافات، وتقديم المساعدات الإنسانية.

يسعى تحالف القيم المشتركة إلى تعزيز القيم الإنسانية العالمية مثل العدالة، والسلام، والتعددية، ويعمل على بناء جسور التفاهم بين الشعوب والثقافات، عبر أنشطة تعليمية وإنسانية وبرامج تهدف إلى تنمية روح المسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي.

 

Tags: أنقرةاسطنبولتحالف القيم المشتركةتركياحركة الخدمةفتح الله كولنكولنوفاة كولن

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: أنقرة اسطنبول تركيا حركة الخدمة فتح الله كولن كولن وفاة كولن وتعزیز الحوار حرکة الخدمة رحمه الله تهدف إلى

إقرأ أيضاً:

خطيب المسجد النبوي: أعظم ما يقرب العبد من ربه أداء الفرائض

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، الشيخ الدكتور خالد المهنا، المسلمين في خطبته بتقوى الله ومراقبته، فهي منبع الفضائل، ومجمع الشمائل، وأمنع المعاقل، ومن تمسك بأسبابها نجا.

خطيب المسجد النبوي: سيرة النبي محمد رحلة مفعمة بالدروسخطيب المسجد النبوي: سيرة النبي محمد دستور يصلح حال البشرية كلها

وقال خطيب المسجد النبوي، في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي: "إن العبد الموفق المنوَّر الطريق، لمن سار إلى ربه سيرًا مستقيمًا غير ذي عوج، مقتربًا من مولاه الجليل، لا ناكبًا عن الصراط، ولا ضالًا عن سواء السبيل، يدنو من ربه بأعماله الصالحة الخالصة، على نور من ربه، محبًا له كمال الحب، معظِّمًا غاية التعظيم والإجلال، متذلِّلًا لمولاه تمام الذل، مفتقرًا إليه الافتقار كله، راجيًا ثوابه، خائفًا من عقابه، متحققًا بصفات من أمر الله بالاقتداء بهم من النبيين والمرسلين، وخيار عباد الله الصالحين الذين قال فيهم سبحانه: (أُوْلَٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)".

وأشار خطيب المسجد النبوي، إلى أن أعظم ما يُدني العبد من ربه، ويُقرِّبه إلى مولاه، أداءُ فرائضه التي افترضها عليه، كما دل على ذلك قوله جل جلاله في الحديث الإلهي: (وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضتُه عليه)، ولا شيء أحب إليه سبحانه من توحيده في عبادته، وإخلاص الدين له، وهو أعظم فرائض الله على عباده، ولا شيء أبغض إليه من الشرك به، وهو أعظم ما نهى سبحانه عنه.

وبيَّن أن أجَلَّ فرائض الإسلام، وأولاها بالاهتمام، مؤكدًا أن ما يقرب إلى الملك القدوس السلام، فريضة الصلاة، قال الله تعالى لنبيه: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب)، وقال عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء).

وإنما كان ذلك لأن سجود العبد في صلاته نهاية العبودية والذل، ولله غاية العزة، وله العزة التي لا مقدار لها، فكلما بعدت من صفته، قربت من جنته، ودنوت من جواره في داره.

ومضى خطيب المسجد النبوي، قائلًا: لا يزال العبد المحب لربه يتقرب إليه بعد فرائض الدين بالنوافل، ويتبع الواجبات بالمستحبات والفضائل، حتى يحبه ربه، ومن أحبه الله كان له وليًّا ونصيرًا، فعصم سمعه وبصره عن المحرمات، ووقى يده عن العدوان، ورجله عن المشي إلى مساخط الله، فلم يمشِ بها إلا إلى مراضي ربه ومولاه، فتزكت بذلك نفسه، وطهر قلبه، فكان قريبًا من رب الأرض والسماوات، مجاب الدعوات.

كما دل على ذلك قوله سبحانه في الحديث الرباني: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه).

وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أنه تقرّب إلى الله خيارُ عبادهِ، وتوسلوا إليه بأعمالهم الصالحة، وأوفوا بعهدهم الذي عاهدوا، فقربهم سبحانه غاية القرب، حتى بلغ أعلى منازل القرب منهم عبداه محمدًا وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام، فاتخذ كلًا منهما خليلًا، كما قال عليه الصلاة والسلام: (لو كنتُ متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر، ولكن صاحبكم خليل الله)، وجعل منزلة روحيهما في البرزخ في أعلى المنازل، ودرجتهما في الجنة أعلى الدرجات، ثم بعدهما في القرب موسى الكليم عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم، ثم عيسى، ثم نوح، ثم سائر الرسل والأنبياء عليهم السلام، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، وعلي، ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، بحسب سبقهم إلى الإيمان، وهجرتهم، وجهادهم مع رسول الله، ثم أصحاب الأنبياء عليهم السلام، ثم خيار هذه الأمة من التابعين وتابعيهم، وأئمة الهدى من هذه الأمة من العلماء والأولياء.

وختم إمام وخطيب المسجد النبوي خطبته مبينًا أنه من فضل الله على عباده وتيسيره عليهم وإكرامه لهم، أنه لم يشرع لعباده أن يجعلوا بينهم وبينه وسائط من الخلق يرفعون إليه حوائجهم، ويتوسلون بهم إلى ربهم، ويسألونهم أن يُدنوهم من مولاهم، وإنما فتح للعبيد أبواب فضله ورحمته، ليتقربوا إليه بأعمالهم الصالحة، وليدنوا منه بمناجاتهم إياه، لا يُناجون أحدًا سواه، ولا يدعون غيره، ولا يطلبون من غيره القرب إليه سبحانه، بل إياه يدعون فيعطيهم، وإليه يزدلفون فيُدنيهم.

طباعة شارك المسجد النبوي المدينة المنورة الدكتور خالد المهنا خطبة الجمعة خطبة الجمعة اليوم

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد النبوي: أعظم ما يقرب العبد من ربه أداء الفرائض
  • أهم حدث في الساحة حاليا هو العدوان الذي يتعرض له السودان من تحالف دولي يدمر في بنيته التحتية
  • د.حماد عبدالله يكتب: السيرة الحسنة الباقية !!
  • الدرعي: القيم الإنسانية مرتكز تحقيق الأمان
  • الإفتاء ورابطة العلماء تدعوان إلى أداء صلاة الاستسقاء غداً الجمعة
  • كولن ودوسلدورف.. رحلة لقلب ألمانيا حيث التاريخ يصافح الحداثة
  • وزير الخارجية السعودي: اتفقنا على ضرورة وقف الحرب في غزة وتدفق المساعدات الإنسانية
  • كارثة مستمرة في ظل الإبادة.. 90 % من الأُسر تُواجه انعدام الأمن المائي في قطاع غزة
  • علي جمعة: الإسلام علّم الإنسانية مبادئ الحرب الرحيمة
  • هل يؤثر لبس الرجال للذهب على صحة الحج؟.. أمين الفتوى يُجيب