رئيس وزراء ماليزيا: الإسلام يرشدنا نحو فهم شامل لدورنا في الخلق
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
قال أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، خلال كلمته في مركز الأزهر للمؤتمرات بجامعة الأزهر، إن الإسلام يوحد الجميع ويمزج الفكر مع الهدف الأخلاقي لإرشادنا نحو فهم شامل لدورنا في الخلق، كما تلعب مؤسساتنا التعليمية دورا حاسما في رعاية هذه الرؤية للمعرفة، ويجب أن تكون أماكن يتعلم فيها الطلاب ليس فقط التفوق بل الخدمة؛ إذ يقترن التفكير النقدي ببوصلة أخلاقية قوية.
وأضاف أنه من خلال هذا التكامل بين الفكر والأخلاق، تعمل مؤسساتنا على تنشئة جيل من المفكرين والقادة المستعدين للحفاظ على كرامة الجميع وبناء عالم يعكس الوحدة والرحمة التي يتصورها الإسلام.
وأكد أن هذا دور الأزهر الشريف الذي يجب أن تقوم به مؤسسات التعليم العالي فهناك على سبيل المثال، بعض المؤسسات ذات الشهرة العالمية التي اكتسبت سمعة طيبة من حيث التميز الأكاديمي ولكن ينظر إليها للأسف على أنها تنتج خريجين مفلسين أخلاقيا، وهنا يصبح معيار التميز مع البوصلة الأخلاقية ضروريًا للغاية.
رئيس وزراء ماليزيا يدعو إلى الابتكاروتابع: «السؤال الحاسم هنا هو بينما يتحول العالم بوتيرة غير مسبوقة، كيف يستجيب العالم الإسلامي، تتطلب هذه التغييرات أكثر من مجرد التكيف أو التقليد؛ إنهم يدعون إلى المرونة والبصيرة والرؤية الراسخة، وللتغلب على هذه التحولات المعقدة، علينا أن نسعى بجرأة إلى الابتكار، وتعزيز الجهود التعاونية، والبقاء منفتحين على التقدم، وللقيام بذلك، علينا أيضا الاستفادة بعمق من التعاليم الخالدة لإيماننا، والتي توفر بوصلة أخلاقية ترشدنا نحو مجتمع متوازن ومتناغم، متجذر في العدالة والرحمة والوحدة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأزهر رئيس وزراء ماليزيا ماليزيا التفكير النقدي
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: مشهد الوقوف بعرفات في القرآن صورة رمزية للحشر
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم عبّر عن الركن الأعظم في الحج، وهو الوقوف بعرفات، ببلاغة مدهشة واختزال معجز فى قوله تعالى: "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام"، مشيرًا إلى أن هذه الآية الكريمة لم تذكر مشهد الصعود إلى عرفات، ولا الذكر والدعاء هناك، رغم عظمته، لكنها ركّزت فقط على لحظة الإفاضة، وهي الرجوع، لأن هذه الكلمة الواحدة تختزن كل المشهد، وتمثل ذروة التعبير البياني في كتاب الله.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر الشريف، خلال تصريح تليفزيوني، أن كلمة "أفضتم" لا تعني مجرد الانصراف، بل تعكس حركة جماعية تشبه الفيضان، وهو تصوير دقيق ومُعبر عن مشهد الحجيج وهم ينحدرون من عرفات على اختلاف منازلهم وطرقاتهم، في مشهد يذكّرنا بيوم الحشر حين يُبعث الناس من قبورهم، وهذا من أبلغ صور التذكير بالآخرة في رحلة الحج.
وأضاف أن ترك الذكر والدعاء في عرفات دون ذكر في النص القرآني كان مقصودًا، لأن الناس لا يغفلون عنه هناك، بينما يحتاجون للتذكير بالذكر في المشعر الحرام حيث يغلب عليهم التعب وقد تفتر الهمم، فجاء الأمر الإلهي ليحفز القلوب حتى في لحظات الفتور.
وأشار إلى أن لباس الإحرام نفسه يحمل رمزية عظيمة، فهو تذكير للمؤمن بتجرده من الدنيا كما ولد أول مرة، وأنه سيُكفّن كذلك في ثوبين أبيضين، تمامًا كما وقف بين يدي الله في هذه الرحلة، مجردًا من كل شيء سوى قلبه وأعماله.
وتابع: "الحج ليس مجرد طواف وسعي ووقوف، بل هو رحلة إلى الله، يتذكر فيها الإنسان المبتدأ والمنتهى، فيتجدد الإيمان وتلين القلوب وتسمو الأرواح، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة»، فهو لحظة تجردٍ تام بين يدي الله، تذيب الفوارق وتستنهض الوجدان نحو الآخرة، فيرجع الحاج كيوم ولدته أمه".