عربي21:
2025-05-31@01:17:08 GMT

لماذا ترى إيران الأسلحة النووية ضرورية لمستقبلها؟

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا أن "أولويتنا الأولى هي منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية". وفي كلمة وجهها إلى ضباط عسكريين جدد، أكد نتنياهو أن إسرائيل تتمتع "بحرية عمل غير مسبوقة" في أعقاب الغارات الجوية الأخيرة على أهداف إيرانية، قائلا: "يمكننا الوصول إلى أي مكان في إيران إذا لزم الأمر".

يؤكد هذا البيان التزام إسرائيل بمكافحة التهديد النووي الإيراني ويعكس التوترات المتزايدة بين البلدين، وتسلط تصريحات نتنياهو الضوء على مرحلة حاسمة في الصراع المستمر بين إيران وإسرائيل.

وتسلط تصريحات نتنياهو الضوء على منعطف حاسم في الصراع المستمر بين إيران وإسرائيل. وتنظر القيادة الإسرائيلية إلى طموحات إيران النووية باعتبارها تهديدا وجوديا، مما يستلزم اتخاذ موقف عسكري قوي لردع التقدم المحتمل في برنامج إيران النووي. وتشير الغارات الجوية الأخيرة، التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية، بما في ذلك تلك المرتبطة بإنتاج الصواريخ وأنظمة الدفاع، إلى استعداد إسرائيل لاتخاذ إجراءات حاسمة لإحباط قدرات إيران.

لقد أصبح سعي إيران للحصول على القدرات النووية نقطة محورية في الخطاب الدولي، وخاصة في ضوء التطورات الجيوسياسية الأخيرة. إن الحجة القائلة بأن "إيران لديها الآن كل الأسباب للحصول على الطاقة النووية" تعكس تضافرا للمخاوف الأمنية، والديناميكيات الإقليمية، والمظالم التاريخية التي تشكل الحسابات الاستراتيجية لطهران.

يعود تاريخ البرنامج النووي الإيراني إلى خمسينيات القرن العشرين، لكنه اكتسب زخما كبيرا بعد ثورة 1979. ومنذ ذلك الحين، بدأت إيران تشعر بأنها محاطة بقوى معادية، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل. وقد أدى الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 إلى تفاقم هذه المخاوف، حيث أدرك القادة الإيرانيون أن الافتقار إلى الردع النووي من شأنه أن يجعلهم عرضة لتدخلات عسكرية مماثلة. وتؤكد هذه الخلفية التاريخية اعتقاد إيران بأن امتلاك الأسلحة النووية من شأنه أن يشكل رادعا حاسما ضد العدوان الأجنبي.

استراتيجية الردع

تنظر القيادة الإيرانية إلى برنامجها النووي باعتباره جزءا من استراتيجية ردع أوسع نطاقا تشمل القدرات الصاروخية والمليشيات التابعة لها. والمنطق وراء ذلك واضح: من خلال تطوير ترسانة نووية، تستطيع إيران ردع الهجمات المحتملة من خصوم مثل إسرائيل والولايات المتحدة، وبالتالي حماية سيادتها. ويتعزز هذا المنظور بالصراعات الأخيرة في المنطقة، حيث ناقش المسؤولون الإيرانيون ضرورة تسليح برنامجهم النووي لإعادة إرساء توازن القوى.

الديناميكيات الإقليمية والحسابات الجيوسياسية

لقد أدى التحول في المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط إلى تعزيز عزم إيران على السعي إلى امتلاك القدرات النووية. لقد خلق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية من خلال اتفاقيات أبراهام شعورا بالعزلة لطهران. وفي هذا السياق، فإن الحصول على أسلحة نووية يمكن أن يعزز موقف إيران الاستراتيجي ويوفر نفوذا في المفاوضات الإقليمية.

الحرب بالوكالة والنفوذ النووي

استخدمت إيران تاريخيا جماعات بالوكالة مثل حزب الله ومليشيات مختلفة في العراق وسوريا لإبراز قوتها ونفوذها في جميع أنحاء المنطقة. إن امتلاك ترسانة نووية من شأنه أن يسمح لإيران بالعمل مع إفلات أكبر من العقاب، حيث يمكنها أن تهدد بالرد على أي عمل عسكري يتم اتخاذه ضد وكلائها أو أراضيها. ويتماشى هذا النهج مع استراتيجية إيران طويلة الأمد المتمثلة في استخدام الحرب غير المتكافئة لموازنة التهديدات العسكرية التقليدية من خصومها.

تأثير العلاقات الدولية

شكل انهيار خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) في عام 2018 نقطة تحول في طموحات إيران النووية. فبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات، خلصت القيادة الإيرانية إلى أنه لم يعد بإمكانها الاعتماد على المشاركة الدبلوماسية مع القوى الغربية للحصول على ضمانات أمنية. وبدلا من ذلك، بدأ الإيرانيون في تسريع برنامجهم النووي، وتخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقربهم من التسلح.

تصور العداء الغربي

يرى القادة الإيرانيون المشاعر المعادية لإيران المتزايدة بين الدول الغربية، والتي تفاقمت بسبب قضايا مثل انتهاكات حقوق الإنسان والدعم العسكري لروسيا أثناء غزوها لأوكرانيا. ويعزز هذا التصور الاعتقاد بأن إيران تُعامل بالفعل كدولة منبوذة؛ وبالتالي فإن السعي إلى امتلاك الأسلحة النووية قد يُنظر إليه باعتباره استجابة عقلانية لضمان البقاء الوطني في خضم العداء.

العتبة النووية

حتى الآن، حققت إيران ما يطلق عليه الخبراء "حالة العتبة النووية"، وهذا يعني أنها تمتلك القدرة التقنية لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي في غضون أسابيع إذا اختارت القيام بذلك. ولا يعزز هذا الوضع موقف الردع الإيراني فحسب، بل يعقد أيضا التخطيط العسكري لخصوم مثل إسرائيل والولايات المتحدة، الذين سيواجهون تحديات كبيرة في استهداف المنشآت الإيرانية المنتشرة والمحصنة.

مخاطر التصعيد

إن احتمال التصعيد كبير إذا اقتربت إيران من تطوير سلاح نووي عملي، وقد تؤدي مثل هذه التطورات إلى إشعال سباق تسلح إقليمي، مع إعراب دول مثل المملكة العربية السعودية عن نيتها في السعي إلى امتلاك قدراتها النووية ردا على ذلك. ويشكل هذا السيناريو مخاطر جسيمة على الاستقرار الإقليمي ويزيد من احتمالات سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى الصراع.

الطريق إلى الأمام

في ضوء هذه الديناميات، يصبح من الواضح بشكل متزايد لماذا قد يشعر القادة الإيرانيون بأنهم مضطرون إلى السعي للحصول على أسلحة نووية. وإن الجمع بين المظالم التاريخية والعزلة الإقليمية والتهديدات الوجودية المتصورة يخلق حجة مقنعة لاستمرار تقدم طهران في برنامجها النووي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي إيران النووية إيران إسرائيل النووي مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات رياضة صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسلحة النوویة للحصول على

إقرأ أيضاً:

مخابرات النمسا: إيران تقترب من القنبلة النووية… وطهران ترد “ادعاء كاذب”

إيران – وصف إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، التقرير الذي أصدرته وكالة استخبارات النمسا بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني، بـ”الكاذب”. ونقلت المصادر، صباح اليوم الجمعة، عن بقائي أن وكالة الاستخبارات النمساوية تشكك في سلمية البرنامج النووي الإيراني، وما جاء في تقريرها “ادعاء كاذب لا أساس له من الصحة، وتم إنتاجه فقط بهدف خلق أجواء إعلامية ضد طهران”. وكانت وكالة الاستخبارات النمساوية قد رأت في تقرير لها، أن “إيران لا تزال تسعى بنشاط إلى تطوير برنامجها للأسلحة النووية، وليس لديها أي نية للتخلي عنه”. وأكد بقائي أن الإجراء الذي اتخذته وكالة الاستخبارات النمساوية قد أضعف مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرا إلى عضوية إيران في معاهدة حظر الانتشار النووي، والحقيقة الواضحة للبرنامج النووي الإيراني الذي يخضع لعمليات تفتيش صارمة للغاية من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. الاستخبارات النمساوية لما وصفه بـ”الأكاذيب”، مطالبًا بتفسير رسمي من الحكومة النمساوية بشأن هذا السلوك “غير المسؤول والمستفز والمدمر من قبل مؤسسة رسمية في البلاد”، على حد وصفه. وفي السياق ذاته، بدأت أولى جولات التفاوض بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، حول البرنامج النووي الإيراني، في 12 أبريل/ نيسان الماضي، في العاصمة العُمانية مسقط. واستضافت السفارة العمانية في العاصمة الإيطالية روما، الجولة الثانية من المفاوضات في 19 أبريل الماضي، ثم انعقدت الجولة الثالثة في مسقط مرة أخرى في 26 من الشهر ذاته، والجولة الرابعة في العاصمة العمانية في الـ11 من مايو الجاري، أما الجولة الخامسة فانعقدت في العاصمة الإيطالية روما، في 23 من الشهر الجاري. يذكر أنه في عام 2015، توصلت بريطانيا وألمانيا والصين وروسيا وأمريكا وفرنسا إلى اتفاق مع إيران، بشأن برنامجها النووي، ينص على تخفيف العقوبات مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني. وانسحبت أمريكا، خلال ولاية ترامب الأولى، من الاتفاق النووي في مايو 2018، وأعادت فرض العقوبات على طهران. وردت إيران على ذلك بإعلان خفض تدريجي لالتزاماتها بموجب الاتفاق، متخلية على وجه الخصوص عن القيود المفروضة على الأبحاث النووية ومستوى تخصيب اليورانيوم. ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، في يناير/ كانون الثاني 2025، أعادت واشنطن تفعيل سياسة “الضغوط القصوى” على إيران، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم. المصدر : سبوتنيك

مقالات مشابهة

  • ترامب: نسعى لاتفاق مع إيران دون قنابل..وطهران تحذر من الخط الأحمر النووي
  • إيران تستدعي القائم بأعمال النمسا احتجاجاً على تقرير عن برنامجها النووي
  • مسئول إسرائيلي: لا نمانع اتفاقا مع إيران يضمن وقف التخصيب النووي
  • مخابرات النمسا: إيران تقترب من القنبلة النووية… وطهران ترد “ادعاء كاذب”
  • "فوربس": شركة أمريكية تطور مركبة فضائية للكشف الأسلحة النووية في الأقمار الصناعية
  • شروط جديدة لأمريكا على إيران لاستئناف المفاوضات النووية وتحذير من الرفض
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية: المحادثات النووية بين إيران وأمريكا “لم تحسم بعد”
  • ترامب يقول إنه حذر نتنياهو من تعطيل المحادثات النووية مع إيران.. تسير بشكل جيد
  • عاجل. ترامب يقول إنّه حذر نتانياهو من ضرب إيران: المحادثات النووية جيدة جدًا
  • نيويورك تايمز: نتنياهو يهدد بضرب منشآت إيران النووية بينما يسعى ترامب لصفقة