"العفو الدولية" تطلب تعليق ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034.. عاجل
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
عواصم - رويترز
قالت منظمة العفو الدولية وتحالف الرياضة والحقوق إن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يتعين عليه أن يعلق ملف استضافة السعودية لكأس العالم لكرة القدم 2034، ما لم تقم المملكة بالإعلان عن إصلاحات كبيرة في مجال حقوق الإنسان قبل التصويت على الاختيار الشهر المقبل.
من المقرر أن يصوت الفيفا في اجتماعه السنوي الشهر المقبل للموافقة على العرضين المقدمين لتنظيم نهائيات كأس العالم في بطولتي 2030 و2034، رغم أن كل منهما تقدم لاستضافتها عرض واحد فقط.
وقالت منظمة العفو الدولية وتحالف الرياضة والحقوق إنهما عملا على تقييم استراتيجيات حقوق الإنسان التي اقترحتها الدول المقدمة للعروض. وخلصت الجهتان في تقرير حديث إلى أن أيا من العروض المقدمة لم يحدد بشكل كاف كيف سيلتزم بمعايير حقوق الإنسان المطلوبة من الفيفا.
وذكرت المنظمة والتحالف أن احتمالات وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان هي أكبر بكثير في السعودية، وأن تنظيم البطولة في الدولة الخليجية قد يفضي إلى انتهاكات "خطيرة وواسعة النطاق" لحقوق الإنسان.
وقال ستيف كوكبيرن، رئيس برنامج حقوق العمال والرياضة في منظمة العفو، في بيان "ستكون هناك تكلفة إنسانية حقيقية ومتوقعة عند منح السعودية حق استضافة كأس العالم 2034 دون الحصول منها على ضمانات ذات مصداقية للإصلاح".
وأضاف كوكبيرن "سيواجه المشجعون تمييزا عنصريا ... كما سيتعرض العمال المغتربون للاستغلال، وسيواجه كثيرون الموت".
وتابع "يجب على الفيفا تعليق (عرض السعودية) إلى أن يجري تحقيق ضمانات مناسبة لحقوق الإنسان لتجنب تفاقم الوضع الصعب القائم بالفعل".
وقال الفيفا إنه سيجري نشر تقارير تقييم عرضي 2030 و2034 لتنظيم كأس العالم سيجري نشرها قبل انعقاد المؤتمر الاستثنائي للاتحاد في 11 ديسمبر كانون الأول.
وقال متحدث باسم الفيفا "يجري الاتحاد عمليات شاملة لتقييم العروض (المقدمة) لنسختي 2030 و2034 من كأس العالم لكرة القدم".
وأضاف "ينطبق (ذلك) على العمليات السابقة لاختيار المضيفين لنسخة كأس العالم للسيدات 2023 في أستراليا ونيوزيلندا، ولكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وكأس العالم للسيدات 2027 في البرازيل".
* مخاوف من تمييز عنصري
من المنتظر أن يشهد مؤتمر الفيفا رسميا إعلان الدول المضيفة لنسخة كأس العالم، ومن شبه المؤكد أن يقع الاختيار على عرض السعودية لعدم تقديم أي عروض أخرى قبل الموعد النهائي للاتحاد أواخر العام الماضي.
وكانت قضية التمييز ضد مجتمع الميم مبعثا رئيسيا للقلق مما إذا كان أفراده سيتعرضون للتمييز في المملكة، إذ يمكن الحكم على بعضهم بالإعدام إذا ثبت أن أفرادا من نفس النوع قاموا بممارسات جنسية.
وقال حماد البلوي، المسؤول عن ملف استضافة السعودية لكأس العالم، في سبتمبر أيلول إن المشجعين من مجتمع الميم مرحب بهم وإن حقهم في الخصوصية مكفول، مشيرا إلى ملايين المشجعين الذي سافروا إلى المملكة لحضور أحداث رياضية خلال السنوات القليلة الماضية.
وفي عرضها المقدم لاستضافة الكأس، قالت السعودية "ملتزمون بتهيئة بيئة تنافسية خالية من التمييز".
وأضافت "بالتعاون مع شركائنا الحكوميين، سوف نتحقق من توافق قوانيننا مع التزاماتنا الدولية وتنفيذ التحسينات اللازمة".
* العمال المغتربون
ذكر تقرير العرض السعودي أنه سيجري بناء 15 ملعبا أو تجديدها لاستضافة كأس العالم، ومن المقرر الانتهاء من البناء بحلول عام 2032، بينما سيُبنى أكثر من 185 ألف غرفة فندقية إضافية قبل البطولة.
وقال كوكبيرن إن المملكة ستحتاج إلى عدد ضخم من العمال المغتربين لتتمكن من تحقيق طموحاتها في كأس العالم، في بلد لم يضع حدا أدنى للأجور لغير المواطنين ولم يتخذ إجراءات تمنع وقوع وفيات بين العمال.
وهذه القضية مماثلة لقضية وفيات العمال في قطر المجاورة، التي استضافت كأس العالم 2022 وأنشأت ملاعب جديدة شارك في تشييدها عمال مغتربون.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن ما لا يقل عن 6500 عامل مغترب، والكثير منهم كانوا يعملون في مشاريع تتعلق بكأس العالم، توفوا في قطر بعد أن فازت بحق تنظيم الحدث. إلا أن الدولة الخليجية شككت في هذا العدد.
وقالت السعودية في عرضها "ملتزمون بالوفاء بالتزاماتنا فيما يتعلق بالعمالة القسرية وعمل الأطفال وعدم التمييز والسلامة والصحة المهنيتين.
وأضافت "سنسعى جاهدين لضمان التزام شركائنا بهذه المعايير".
كما قال تقرير منظمة العفو إن قمع حرية التعبير كان مدعاة للقلق، فيما أشار كوكبيرن إلى أنه لا يوجد التزام جاد بالإصلاح.
وتنفق السعودية المليارات لتحويل صورتها العالمية من دولة معروفة بالقيود الدينية الصارمة وانتهاكات حقوق الإنسان إلى مركز للسياحة والترفيه.
ومع ذلك، لم تفلح في الفوز بمقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الشهر الماضي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
“الغرب المتحضر.. حين يتحول الذئب إلى واعظ عن حقوق الإنسان!”
#سواليف
” #الغرب_المتحضر.. حين يتحول #الذئب إلى واعظ عن #حقوق_الإنسان!”
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
ما أروع هذا الغرب! ما أنبله! ما أطهره! إنهم يبيعوننا شعارات الحرية وحقوق الإنسان مغلفة بورق الذهب، فيما هم يغرسون أنيابهم في لحم أطفال غزة ودماء شعوبنا! الغرب، هذا الكيان “المتحضر” الذي صدّع رؤوسنا بالعدالة والحرية والكرامة، يقف اليوم بلا خجل، بلا حياء، بل بكل وقاحة، إلى جانب الكيان الصهيوني في ارتكاب جرائم إبادة جماعية، يراها العالم كل ليلة على شاشات الأخبار، ويسمع صراخ ضحاياها كل فجر في نداءات الإسعاف من تحت الأنقاض!
مقالات ذات صلةأي حضارة هذه التي تصمت عن حصار أكثر من مليونَي إنسان في غزة منذ سنوات، ثم تبارك اليوم حصارًا خانقًا جديدًا حتى الموت؟! أي قيم تلك التي تتغنى بها باريس وبرلين وواشنطن وهم يشاهدون تجويع الفلسطينيين ومنع الدواء عن أطفالهم، وضرب المستشفيات؟! هل هذه “الحرية” التي بشرنا بها جون لوك ومونتسكيو وروسو وفولتير وغيرهم ؟! هل هذه “الكرامة الإنسانية” التي زعق بها فلاسفة أوروبا في القرن الثامن عشر؟!
الغرب المنافق الذي يسيل لعابه لحقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بمثلي في بلاده، لكنه يعمى ويصمّ عندما يرى الأطباء يُعتقلون فقط لأنهم عالجوا الجرحى في غزة!
الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، لم يكن يحمل سلاحًا، لم يكن في خندق قتال، كان فقط يُداوي الأطفال ويُضمد الجراح، رغم أن قلبه هو ذاته كان مجروحًا بفقد ابنه في قصفٍ إسرائيلي. لكن إسرائيل، هذا الكيان البربري الذي لا يعرف من الإنسانية إلا اسمها في القاموس، اعتقلته تعسفًا، بلا تهمة، بلا محاكمة.
أهذا هو “ديمقراطية” إسرائيل التي يباركها الغرب؟!
الغرب الذي يسارع إلى إصدار بيانات الاستنكار حين يُعتقل ناشط بيئي في هونغ كونغ، يلتهم لسانه عندما تُقصف المستشفيات وتُغتصب القوانين الدولية في غزة، الضفة، لبنان، سوريا، اليمن، وكأن هذه الشعوب دونية، لا تستحق الحياة!
لكن، لنتوقف لحظة ونشكر هذا الغرب على شيء واحد: لقد أثبت لنا بما لا يدع مجالًا للشك، أن معاييره لا علاقة لها بالقيم، بل بالمصالح، وأن دمنا العربي لا يساوي لديه قطرة حبر في تقرير حقوقي إن لم توافق عليه تل أبيب.
يا سادة، لم يعد الصمت كافيًا، ولم يعد الشجب يشفي، فالمطلوب الآن:
وقف هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي البربري فورًا على غزة، الضفة الغربية، لبنان، سوريا، اليمن.
فك الحصار عن غزة، قبل أن يموت الأطفال ببطء تحت أنقاض التجاهل العالمي.
إطلاق سراح كافة المعتقلين الفلسطينيين، وعلى رأسهم الأطباء والمسعفون، وفي مقدمتهم الدكتور حسام أبو صفية، لأن جريمتهم الوحيدة أنهم أنقذوا أرواحًا من الموت.
الغرب المتوحش فقد أهليته الأخلاقية لأن يكون حَكمًا على أي صراع. ومن لم ير في دماء الأطفال جريمة، فلا يمكن له أن يتحدث عن حقوق الإنسان.
وإلى أولئك في الغرب الذين ما زالوا يعتقدون أن البربرية ترتدي جلدًا داكنًا فقط، نقول:
أنظروا في المرآة، فستجدون إسرائيل تقف خلفكم.. تبتسم.
نعم، الحضارة ليست هندسة معمارية ولا تقنيات عالية، الحضارة هي الإنسان.
وأنتم، بجرائمكم، خسرتم ما تبقّى من إنسانيتكم.
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
أستاذ العلوم السياسية – جامعة اليرموك
من قلب العروبة المجروحة… ومن جرح غزة المفتوح كضمير العالم.