يديعوت أحرونوت: تزايد حاد في هجرة الإسرائيليين يثير قلقا اقتصاديا
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن بيانات من المكتب المركزي للإحصاء بإسرائيل كشفت عن ارتفاع كبير في عدد الإسرائيليين الذين اختاروا مغادرة البلاد، حتى قبل اندلاع الحرب الحالية، مما يؤشر إلى إمكانية تعرض البلاد إلى ضائقة اقتصادية.
وأشار تقرير مؤسسة شورش للأبحاث الاقتصادية والاجتماعية إلى زيادة حادة بلغت 42% في أعداد الإسرائيليين الذين قرروا العيش خارج حدود إسرائيل، مع 24 ألفا و900 مغادر منذ تولي حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السلطة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مقارنة بمعدل 17 ألفا و520 في فترات سابقة.
في المقابل، أظهرت البيانات انخفاضا بنسبة 7% في عدد العائدين إلى إسرائيل بعد العيش في الخارج، حيث عاد 11 ألفا و300 إسرائيلي فقط خلال عام 2023 مقارنة بمتوسط 12 ألفا و214 في العقد الماضي.
هذه الفجوة الواضحة، التي تتجاوز نسبة 44% لصالح المهاجرين، تصفها يديعوت أحرونوت بأنها دعوة لتسليط الضوء على التحول المقلق في أنماط الهجرة، مما يعكس مشكلة منهجية تتطلب معالجة جذرية.
إعادة النظر في مسار إسرائيلوأوضح التقرير -الذي ركز على بيانات هجرة الإسرائيليين الأصليين دون احتساب القادمين الجدد من روسيا وأوكرانيا الذين شوشوا على الإحصاءات- أن هذا الاتجاه المتزايد للهجرة قد ينذر بتداعيات اجتماعية واقتصادية خطيرة على المدى الطويل، خاصة في ظل الأزمات السياسية والأمنية المستمرة.
ويعتبر التقرير هذه المعطيات إشارة إلى ضائقة اقتصادية وسياسية تتطلب تدخلا فوريا في السياسات.
ويؤكد التقرير ضرورة تبني إستراتيجيات تحافظ على المواطنين وتجذب العائدين من الخارج، ويدعو إلى استخدام هذه البيانات بشكل مدروس لضمان مستقبل ديموغرافي واقتصادي مستدام لإسرائيل.
ووفقا لتقرير سابق لصحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية، فإن البيانات الصادرة توحي بواقع "مرير"، ففي عام 2023، هاجر 55 ألفا و400 شخص، وأظهرت البيانات أيضا أن 39% من المهاجرين في عام 2023 كانوا من المناطق الأكثر ثراء في البلاد، بما في ذلك تل أبيب والمنطقة الوسطى، في حين غادر 28% من حيفا والشمال، و15% من الجنوب. وحتى القدس ساهمت بنسبة 13% من مجموع المهاجرين، وكان نصيب "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية باستثناء القدس الشرقية) 5% منهم.
واعتبرت الصحيفة أن هذا يعني أن إسرائيل تخسر قوى عاملة كبيرة في سن يدخل فيه كثيرون إلى سوق العمل أو يتابعون دراستهم أو يتلقون تدريبا في الخارج. ومن بين المهاجرين، شكّل العُزّاب 48% من الرجال و45% من النساء. وهاجر حوالي 41% منهم مع شريك حياته/حياتها، مما يعزز الانطباع بأن كثيرين من هؤلاء هاجروا بصورة نهائية.
وفي وقت سابق من هذا العام، وسّعت إسرائيل امتياز الإعفاءات الضريبية على شراء المنازل للمهاجرين الجدد، في مسعى إلى استقطاب مهاجرين جدد، فيكون المسكن الذي تصل قيمته إلى 1.97 مليون شيكل (538 ألف دولار) أو أقل معفى تماما من الضرائب، في حين تفرض ضريبة 0.5% على العقار الذي تتراوح قيمته بين 1.97 مليون شيكل (538 ألف دولار) و6 ملايين شيكل (1.65 مليون دولار). وتفرض ضريبة 8% على شراء المسكن الذي تتراوح قيمته بين 6.05 ملايين شيكل (1.65 مليون دولار) و19.57 مليون شيكل (5.34 ملايين دولار).
وبينما تعاني إسرائيل من ارتفاع حدة الهجرة نحو الخارج، دعا رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت يهود العالم إلى إطلاق هجرات جماعية إلى إسرائيل، مشيرا إلى أن هناك فرصة ذهبية للهجرات الجماعية اليهودية من العالم إلى إسرائيل.
وقال بينيت، في مقال نشرته القناة السابعة الإسرائيلية على موقعها، إن اليهود في الشتات شعروا بصدمة كبيرة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول (طوفان الأقصى)، وتحركوا على الفور لمساعدة إسرائيل بأي شكل من الأشكال.
وأشار إلى أن هذا تطور جيد على المستوى التاريخي، ويخلق فرصة هائلة لعصر جديد، على حد وصفه.
وأكد بينيت، الذي قام برحلة إلى الجامعات والمجتمعات اليهودية في الولايات المتحدة وحول العالم، أن هناك فرصة لهجرة ضخمة إلى إسرائيل، ودعا اليهود الذين التقاهم إلى زيارة إسرائيل وعدم الصمت عندما تتعرض لهجوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إلى إسرائیل
إقرأ أيضاً:
مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر
الثورة نت /..
قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، خالد مشعل، الأربعاء، إن القضية الفلسطينية تقف على حضور غير مسبوق استعادة لروحها على الساحة الإقليمية والدولية، بعد أن كانت “مخبأة في الأدراج”.
وأضاف مشعل في مقابلة مع قناة الجزيرة اليوم الأربعاء ، أن القضية اكتسبت أيضا مساحات جديدة إلى جانب المقاومة، ودخلت على شرائح من جيل الشباب الأميركي والأوروبي.
وأوضح أن وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر، وأصبح “الإسرائيلي” منبوذا ينتسب إلى كيان قاتل، وارتكب إبادة جماعية في قطاع محاصر.
وأشار مشعل إلى أن الأمة استيقظت واستعادت الروح تجاه القضية الفلسطينية التي تمثل شرفها، وأن العدو “الإسرائيلي” عدو للأمة بأكملها.
وأكد أن قطاع غزة يدفع ثنا باهظا اليوم في مسيرته نحو التحرر، مستدركا أن الذي “يجبر الفلسطينيين على المُر هو وجود الاحتلال على الأرض”.
وشدد مشعل على أن الإدارة الأميركية تحاول عبر مبادراتها لوقف الحرب وإيجاد حلول، أن تقدم صورة في غزة من شكل استقرار ولو جزئي وانتهاء شلال الدم من أجل تسويق ذلك على الساحة الدولية، لإنقاذ سمعة “إسرائيل”، ومن أجل تطبيع بعض دول المنطقة مع العدو.
وبحسب مشعل، فإن الحرب بصورتها التي تمثل حرب إبادة شاملة التي رأيناها عبر عامين كاملين، لا شك أنها انتهت واستنفدت قدرة المجتمع الدولي على تحملها. مستدركا: “نأمل ألا تعود”.
وبيّن أن الحراك العربي والإسلامي يرفض التهجير واستمرار حرب الإبادة في غزة، لكن الجهد المبذول في الفترة الأخيرة من قادة 8 دول عربية وإسلامية خلال اجتماعهم مع ترامب وأركان إدارته، كان نوعا من الخطوة الختماية للوصول إلى إنهاء الحرب.
ولفت مشعل إلى أن “الحرب انتهت، لكن القتل لن يتوقف”.
وتنتهك “إسرائيل” كل القوانين الدولية في قطاع غزة، دون أن يكترث العالم بذلك، وفقا لمشعل الذي أكد أن المسؤولية الآن تتمثل في أن تطبب جراح غزة وتغاث، وأن يعود الشارع العربي والإسلامي إلى دوره الفاعل للضغط على العواصم الغربية و”إسرائيل” لاستكمال متطلبات المرحلة الأولى من وقف الحرب على غزة، للانتقال إلى المرحلة الثانية.
وأردف مشعل أنه منذ أكثر من شهرين تتعامل “حماس” والمقاومة الفلسطينية بمسؤولية ومرونة كافية لإيقاف الحرب على غزة، ولا تزال تتعامل بانضباط من أجل ألا تعود الحرب وأن يتنفس الناس الصعداء، وأن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية في غزة.
وتابع أن هناك من يريد أن يفرض رؤيته على المقاومة، مثل نزع السلاح، وهو أمر مرفوض في ثقافة الفلسطينيين.
وقال إن المقاومة تريد ضمانة لطرح فكرة ألا يستعرض بسلاحها في غزة (يتم تجميده)، بعيدا عن فكرة نزع السلاح، لأن نزع السلاح يعني نزع الروح، وألا يأتي أي تصعيد عسكري من غزة، مقابل وقف الحرب ووقف التصعيدات والانتهاكات “الإسرائيلية”، مستدركا أن استراتيجية غزة هي التعافي والانشغال بنفسها.
كما أوضح مشعل أن الفلسطيني يعتبر سلاحه روحه، وذلك يعني أن المقاربة بنزع سلاح الفلسطيني يعني نزع روحه.
وقال رئيس “حماس” في الخارج، إنه جرى التوافق برعاية الإدارة المصرية على أن تسلم إدارة قطاع غزة لحكومة تكنوقراط، تلحق بهم قوات شرطة لحفظ الأمن، لصنع صورة مجتمع مدني حقيقي، لكن “إسرائيل” تعطل ذلك.
وأضاف أن فكرة “مجلس السلام” التي اقترحها ترامب، محفوفة بالمخاطر، لأن تحته مجلس تنفيذي يشكل الحكم الحقيقي في غزة، مؤكدا أن ذلك مرفوض بالنسبة للمقاومة، لأنه شكل من أشكال الوصاية ويذكر بالانتداب البريطاني.
وتابع مشعل، أن الحركة إلى جانب حركات المقاومة، يريدون أن يحكم الفلسطيني الفلسطيني، وتعجيل إعادة إعمار غزة، إلى جانب بقاء وقف إطلاق النار وعدم عودة الحرب.
وارتكبت قوات العدو منذ 7 أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.