من كل بستان زهرة -84 –
#ماجد_دودين
كلكم يبكي لنفسه – كان بالبصرة عابد حضرته الوفاة.. فجلس أهله يبكون حوله فقال لهم: أجلسوني، فأجلسوه. فأقبل عليهم وقال لأبيه: يا أبت ما الذي أبكاك؟ قال: يا بني ذكرت فقدك وانفرادي بعدك. فالتفت إلى أمه، وقال: يا أماه ما الذي أبكاك؟ قالت: لتجرعي مرارة ثكلك، فالتفت إلى الزوجة، وقال: ما الذي أبكاك؟ قالت: لفقد برك وحاجتي لغيرك، فالتفت إلى أولاده، وقال: ما الذي أبكاكم؟ قالوا: لذل اليتم والهوان من بعدك، فعند ذلك نظر إليهم وبكى.
فقالوا له: ما يبكيك أنت؟
مقالات ذات صلة قمة عربية إسلامية عقيمة 2024/11/12قال أبكي لأني رأيت كلا منكم يبكي لنفسه لا لي. أما فيكم من بكى لطول سفري؟ أما فيكم من بكى لقلة زادي؟ أما فيكم من بكى لمضجعي في التراب؟ أما فيكم من بكى لما ألقاه من هوْل الحساب؟ أما فيكم من بكى لموقفي بين يدي رب الأرباب؟ ثم سقط على وجهه فحرّكوه، فإذا هو ميْت.
***********
سأهديكم أربع قصص: لنتعلم منها وتكون لنا عبرة في حياتنا
1- القصة الأولى: يحكى أن امرأة زارت صديقة لها تجيد الطبخ لتتعلم منها سر “طبخة السمك”.. وأثناء ذلك
لاحظت أنها تقطع رأس السمكة وذيلها قبل قليها بالزيت فسألتها عن السر، فأجابتها بأنها لا تعلم ولكنها تعلّمت ذلك من والدتها فقامت واتصلت على والدتها لتسألها عن السر لكن الأم أيضا قالت انها تعلمت ذلك من أمها (الجدة) فقامت واتصلت بالجدة لتعرف السر الخطير فقالت الجدة بكل بساطة: لأن مقلاتي كانت صغيرة والسمكة كبيرة عليها… ومغزى القصة: أن البشر يتوارثون بعض السلوكيات ويعظمونها دون أن يسألوا عن سبب حدوثها من الأصل!
2- القصة الثانية: وقف رجل يشاهد فراشة تحاول الخروج من شرنقتها، وكانت تصارع للخروج ثم توقفت فجأة وكأنها تعبت، فأشفق عليها فقص غشاء الشرنقة قليلا! ليساعدها على الخروج.. وفعلا خرجت الفراشة لكنها سقطت لأنها كانت ضعيفة لا تستطيع الطيران كونه أخرجها قبل أن يكتمل نمو أجنحتها….. ومغزى القصة: أننا نحتاج.. لمواجهة الصراعات في حياتنا.. خصوصا في بدايتها لنكون.. أقوى.. وقادرين على تحمل أعباء الحياة دون تدخل من أحد وإلا أصبحنا ضعفاء عاجزين!!
3- القصة الثالثة: كان أحد مديري الإنشاءات يتجول في موقع بناء تحت الإنشاء، وشاهد ثلاثة عمال يكسرون حجارة صلبة. فسأل الأول: ماذا تفعل؟ فقال: أكسر الحجارة كما طلب مني رئيسي …
ثم سأل الثاني نفس السؤال فقال: أقص الحجارة بأشكال جميلة. ومتناسقة … ثم سأل الثالث فقال: ألا ترى بنفسك، أنا أبني ناطحة سحاب. فرغم أنّ الثلاثة كانوا يؤدون نفس العمل إلا أن الأول رأى نفسه عبدا، والثاني فنانا، والثالث صاحب طموح وريادة … ومغزى القصة: أن عباراتنا تصنع إنجازاتنا، ونظرتنا لأنفسنا تحدد طريقنا في الحياة.
4- القصة الرابعة:
اصطحب رجل زوجته لمحل الهدايا، وقال لها: أريد أن تختاري هدية لأمّي على ذوقك. شعرت الزوجة بالغيرة بداخلها فاختارت أقل هدية قيمة وشكلا وقام هو بتغليفها، وفي المساء أتى إلى زوجته وقدم لها الهدية التي اشترتها، وأخبرها أحببتُ أن تشتري هديتك بنفسك لتكون كما تحبينها. أصيبت بإحباط لأنها لو أحبت لغيرها ما تحب لنفسها لكانت هديتها أجمل.
******************
إذا آلمك كلام البشر، فلا تؤلم نفسك بكثرة التفكير، لماذا قالوا ولماذا فعلوا ذلك!
ثق بربك أولاً ثم بنفسك طالما هم بشر مثلك فليس لديهم سوى ألسنتهم وَلا يملكون نفعًا ولا ضرًا فلا تعطِ الأمر أكبر من حجمه وتمتع بالحياة.
******************
اِصبِر لِكُلِّ مُصيبَةٍ وَتَجَلَّدِ
وَاِعلَم بِأَنَّ المَرءَ غَيرُ مُخَلَّدِ
أَوَما تَرى أَنَّ المَصائِبَ جَمَّةٌ
وَتَرى المَنِيَّةَ لِلعِبادِ بِمَرصَدِ
مَن لَم يُصِب مِمَّن تَرى بِمُصيبَةٍ
هَذا سَبيلٌ لَستَ فيهِ بِأَوحَدِ
وَإِذا ذَكَرتَ مُحَمَّداً وَمَصابَهُ
فَاِذكُر مُصابَكَ بِالنَبِيِّ مُحَمَّدِ
******************
إذا ما ألمَّت شدةٌ فاصطبر لها* * *فخيرُ سلاحِ المرءِ في الشِّدَّةِ الصَّبْرُ
وإنّي لأَستحي من اللهِ أن أُرَى * * * إلى غيره أشكو وإن مَسَّني الضُرُّ
عسى فَرَجٌ يأتي به الدهرُ حازماً * * * صَبوراً فإن الخيرَ مِفْتاحُه الصبرُ
فكم من هُمومٍ بعد طولٍ تكشَّفت * * * وآخرُ معسور الأمور له يُسْرُ
******************
ملح الحياة الزوجية: مشاجرة رومانسية
أغضبها زوجها وصرخ في وجهها وكسر خاطرها فذهبت حزينة إلى بيت أهلها – بعد وقت قصير من وصولها إلى بيت أهلها … عاد إلى رشْده… هدأ الغضب…اتصل عليها يعتذر ويتأسف وقال لها: سامحيني وارجعي لي يا حياتي.. العيش مرّ من غيرك …قالت: هل يوجد كأس بجانبك؟ قال لا…. لكن لماذا ؟! قالت: اذهب إلى المطبخ وأحضر كأساً الآن – قال لها: هل أصابك الجنون؟! لكن حاضر … سمعاً وطاعةً… سأحضره من أجلك…. رغباتك أوامر …
أحضرت الكأس … ماذا أفعل؟ قالت: أرمِ الكأس على الأرض الآن قال: لقد رميته يا حبيبتي…
قالت: أعده مثلما كان قبل أنْ ينكسر …قال: ولكن الكأس لم ينكسر
قالت: وكيف: قال: لأنه مصنوع من البلاستيك يا عزيزتي
قالت: خلاص تعال وأرجعني ……حسبي الله عليك يا ذكي
******************
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له: إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثوانــــــــــي
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها، فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني
دقات قلوبنا تهمس بل تصرخ في أعماقنا تقول لنا: الحياة رحلة من الثواني …من محطة الولادة إلى محطة الموت.
حين يذهب الإنسان إلى النوم لأخذ قسط من الراحة يدعو ويقول: (اللهمَّ باسمِك أموتُ وأحيا) آملا أن يستيقظ ويدعو: (الحمدُ للهِ الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النُّشور) … تدريب يومي على الموت والبعث والنشور …فهل نتفكّر ونعتبر ونتدبر؟! يا رب لا تحرمنا خير ما عندك بسوء ما عندنا … يا رب أغننا بالافتقار إليك ولا تفقرنا بالاستغناء عنك …آمين
******************
عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا النَّاسَ ، فَقَالَ : هَلُمُّوا إِلَيَّ ، فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ فَجَلَسُوا ، فَقَالَ : هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ جِبْرِيلُ نَفَثَ فِي رَوْعِي أَنَّهُ لاَ تَمُوتُ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا ، وَإِنْ أَبْطَأَ عَلَيْهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلاَ يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَأْخُذُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ. رواه البزار، الألباني في ” السلسلة الصحيحة “.
******************
قالَ رسولُ الله صلى الله عليهِ وسلم: بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ فأخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له. ثُمَّ قَالَ: الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والمَبْطُونُ، والغَرِيقُ، وصَاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللَّهِ، وقَالَ: لو يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ والصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا لَاسْتَهَمُوا عليه. ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إلَيْهِ ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا. الراوي: أبو هريرة – المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري.
طاعةُ اللهِ عزَّ وجلَّ والقِيامُ بأوامرِه سَببُ نَيْلِ الدَّرجاتِ العُليا في الدُّنيا والآخِرةِ، وأعمالُ الطاعةِ والعِبادةِ مُتنوِّعةٌ ومُتعدِّدةٌ، وهِمَمُ الناسِ في الإقبالِ عليها مُتفاوِتةٌ، ومِن ثَمَّ كانتْ أُجورُ العِبادِ ودَرَجاتُهم مُتفاوِتةً عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ. وفي هذا الحَديثِ يحُثُّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على جُملةٍ مِن أعمالِ البِرِّ، ويُبيِّنُ أنواعَ الشُّهداءِ، فبَدَأَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحثِّ على إماطةِ الأذَى عن الطَّريقِ، فأخبَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن رجُلٍ كان يَسيرُ في الطَّريقِ فوَجَدَ غُصنَ شَوكٍ يُؤذِي الناسَ، سواءٌ أكان هذا الغُصنُ في الشَّجرةِ مِن فوقَ يُؤذِيهم مِن عندِ رُؤوسِهم، أو مِن أسْفَلَ يُؤذِيهم مِن جِهةِ أرْجُلِهم، فأزالَهُ لِيَكُفَّ أذاهُ عنهم، فتَقبَّلُ اللهُ منه وأثْنى عليه، فكان جَزاؤه أنْ غَفَرَ له ذُنوبَه على إزالتِه الشَّوكَ مِن الطَّريقِ. ثمَّ ذكَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنواعَ الشُّهداءِ الذين لهم أجْرُ الشَّهيدِ وثَوابُه، وقيل: سُمِّيَ الشَّهيدُ بهذا الاسمِ؛ لأنَّ الملائكةَ يَشهَدون مَوتَه، فكان مَشهودًا، وقيل: مَشهودٌ له بالجنَّةِ، وقيل: لأنَّه حَيٌّ عندَ اللهِ حاضرٌ، وقيل: لأنَّه شَهِدَ ما أعدَّ اللهُ له مِن الكَراماتِ. فذَكَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هنا خَمسةَ أنواعٍ مِن الشُّهداءِ؛ أحدُهم: المَطعونُ، وهو الَّذي يَموتُ في الطَّاعونِ، وهو الوَباءُ العامُّ، والثاني هو: المَبطونُ، وهو مَن مات بِداءِ البَطْنِ، وهو الإسهالُ، وقيل: هو الذي به الاستِسقاءُ وانتفاخُ البَطْنِ، وقيل: هو الذي يَموتُ بِداءِ بَطْنِه مُطلقًا، والثالثُ: الغَريقُ، وهو مَن يَموتُ غَرَقًا في الماءِ، والرابعُ: صاحِبُ الهَدْمِ، وهو الَّذي ماتَ تَحتَ الهَدْمِ، والهَدْمُ اسمٌ لِما يَقَعُ، كالجِدارِ ونحْوِه. والخامسُ: القَتيلُ في سَبيلِ اللهِ تعالَى، وهو مَن مات مِنَ المسلمينَ في جِهادِ الكُفَّارِ بأيِّ سَببٍ مِن أسبابِ قِتالِهم قبْلَ انقضاءِ الحَرْبِ، وهذا هو شَهيدُ الدُّنيا والآخِرةِ، وهو الذي لا يُغَسَّلُ ولا يُكفَّنُ بغيرِ ثِيابِه التي قُتِلَ فيها ولا يُصَلَّى عليه، بخِلافِ الأربعةِ السَّابقةِ، فإنَّهُم شُهداءُ في الآخِرةِ فقطْ، لهم مِن الثَّوابِ كثَوابِ الشَّهيدِ، وأمَّا في الدُّنيا فيُغسَّلون ويُكفَّنون ويُصلَّى عليهم كسائرِ أمواتِ المُسلِمينَ. وإنَّما كانت هذه المَوتاتُ شَهادةً تَفضُّلًا مِن اللهِ تَعالى؛ بسَببِ شِدَّتِها، وكَثرةِ ألَمِها. وقدْ ذَكَرَت رِواياتٌ أُخرى أنواعًا أُخرى مِن الشُّهداءِ غيرَ الخمسةِ المذكورينَ، كما في الصَّحيحَينِ: «مَن قُتِلَ دُونَ مالِه فهو شَهيدٌ»، وكما في سُننِ التِّرمذيِّ: «مَن قُتِلَ دُونَ دِينِه فهو شَهيدٌ، ومَن قُتِلَ دونَ دَمِه فهو شَهيدٌ، ومَن قُتِلَ دونَ أهْلِه فهو شَهيدٌ»، وغيرُ ذلك، فدلَّ هذا على أنَّ العدَدَ المَذكورَ في هذا الحديثِ لا يُفيدُ الحصْرَ، والاختلافُ في العدَدِ بحسَبِ اختلافِ الوحْيِ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكأنَّ الوحْيَ نزَلَ عليه تِباعًا، في كلِّ مرَّةٍ يُخبِرُه ببَعضِ أنواعِ الشُّهداءِ. ثُمَّ بيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فضْلَ التَّأذينِ للصَّلاةِ، وفضْلَ الصَّفِّ الأوَّلِ، والتَّبكيرِ إلى الصَّلاةِ، وأداءِ صَلاتي العِشاءِ والفجْرِ في جَماعةٍ، فذَكَرَ أنَّه لو يَعلَمُ النَّاسُ فَضْلَ وأجْرَ التَّأذينِ للصَّلاةِ، ولو يَعلَمون ما في الوقوفِ في الصَّفِّ الأوَّلِ الذي يَلي الإمامَ مِن ثَوابٍ، ثُمَّ لم يَجِدوا وَسيلةً للوصولِ إلى ذلك إلَّا أنْ يَقترِعوا علَيه؛ لاقْتَرَعوا؛ لما فيهما من الثواب الجزيل والأجر الكبير. ثمَّ حثَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على التبكير إلى الصلاة، فذكر أنَّ الناسَ لو عَلِموا ما في التَّبكيرِ إلى الصَّلاةِ -أيَّ صَلاةٍ كانَت- مِن الثَّوابِ والفضْلِ؛ لاستَبَقوا إلَيه. وكذا لو يَعلَمُ الناسُ ما في أداءِ صَلاةِ العَتمةِ -وهي صَلاةُ العِشاءِ- وصَلاةِ الصُّبحِ في جَماعةٍ مِن ثَوابٍ وأَجْرٍ؛ لأَتَوهُما ولو كان الإتيانُ إليهما حَبْوًا وزَحْفًا على الأيدي والأرجُلِ والبُطونِ. وقدْ ذَكَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ العِشاءِ هنا باسمِ «العَتمةِ»، ووَرَدَ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النَّهيُ عن تَسميةِ العِشاءِ بالعَتَمةِ، كما في صَحيحِ مُسلِمٍ عن ابنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما: «لا تَغْلِبَنَّكُمُ الأعرابُ على اسمِ صَلاتِكم، هي العِشاءُ، ألَا إنَّهم يُعْتِمُونَ بالإبِلِ»، فقيل في ذلك: إنَّ هذا النَّهيَ الواردَ للتَّنزيهِ وليس للتَّحريمِ، واستَعْمَلَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هنا لمَصلحةٍ، وهي: أنَّهم كانوا يُسَمُّون صَلاةَ المَغربِ بالعِشاءِ، وصَلاةَ العِشاءِ بالعَتمةِ تَسميةً لها بالوقتِ، فاقْتَضى ذلك التَّوضيحَ بلِسانِهم أحيانًا؛ لكيْلَا يَختلِطَ الأمرُ بالنِّسبةِ لهم ويَفسُدَ المعْنى الذي قَصَدَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وقيل: استَخْدَمها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبَيانِ عَدَمِ الحرَجِ في ذِكرِها لكنَّه خِلافُ الأَولى. وفي الحديثِ: فَضيلةُ إماطةِ الأَذى عَن الطَّريقِ، وهي أَدنى شُعَبِ الإيمانِ. وفيه: فَضيلةُ التَّأذينِ والسَّبقِ إلى الصَّفِّ الأوَّلِ. وفيه: فَضيلةُ التَّبكيرِ إلى الصَّلاةِ. وفيه: فَضيلةُ صَلاةِ العِشاءِ والفجْرِ.
***************
الصبر سبب لهداية القلوب: إن الصبر سبب لهداية القلوب، وزوال قسوتها، وحدوث رقتها، وانكسارها، فكم من غافل رجع إلى ربه عندما أصيب بمرض؟ كم من لاه أقبل على مولاه عندما أصيب بفقد عزيز ويقول سبحانه: ” وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ” [التغابن: 11] قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيرضى المسلم ومعنى الآية: أن من أصابته مصيبة فعلم أنها من قدر الله فصبر، واحتسب واستسلم لقضاء الله هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه، ويقينًا صادقًا، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه خيرًا
أصيب ابن عباس ببصره أنشد:
إِنْ يَأْخُذِ اللهُ مِنْ عَيْنَيَّ نُورَهُمَا * * * فَفِي لِسَانِي وَسَمْعِي مِنْهُمَا نُورُ
قَلْبِي ذَكِيٌّ وَعَقْلِي غَيْرُ ذِي دَخَلٍ * * * وَفِي فَمِي صَارِمٌ كَالسَّيْفِ مَأْثُورُ
ورأى رجلٌ فقيرًا، مريضًا، كفيفًا مقعدًا وهو يردد: الحمد لله الذي فضلني على كثير من عباده فقال: يرحمك الله وبماذا فضلك؟ قال: رزقني لسانًا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وجسدًا على البلاء صابرًا.
فاللهم اجعلنا من الصابرين الشاكرين ورضنا بقضائك، واجعلنا هداة مهدين مهتدين.
****************
سيّد ولد آدم عليه السلام وإمام الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كان يخصف نعله ويحيك ثوبه ويقمّ ” يكنس وينظّف” بيته … ما أجمل الإسلام! وما أعظم رب الإسلام وما أعظم رسول الإسلام! (لنعترف هناك فرق كبير بين ما نحن عليه وما يجب أن نكون عليه) ولا سعادة لنا إلّا بردم الهوة بين الحالتيْن وهذا ينطبق على كل شؤون حياتنا
*****************
اللهم يا قادراً على كل شيء.. اغفر لنا كل شيء وارحمنا برحمتك الواسعة التي رحمت بها كل شيء، وإذا وقفنا بين يديك لا تسألنا عن أي شيء فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة. اللهم يا أرحم الراحمين ارحمنا وإلى غيرك لا تكلنا وعن بابك لا تطردنا ومن نعمائك لا تحرمنا ومن شرور أنفسنا ومن شرور خلقك سلِّمْنا.
اللهم يا من لا يرد سائله ولا يـُخيِّب للعبد رجاءه إنا قد بسطنا إليك أكف الضراعة متوسلين إليك بأسمائك الحسنى ما علمنا منها وما لم نعلم. اللهم ردنا إليك رداً جميلاً. اللهم ردنا إليك وأنت راضٍ عنا. اللهم أعنا على الموت وكربته، والقبر وغمته والصراط وزلته ويوم القيامة وروعته.
اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب. اللهم لا تثقل بنا أرضاً ولا تكرِّه بنا عبداً. اللهم لا تعذبني عند الموت. واجعلنا من الذين يحبونَ لقاءكَ وتحبُّ لقاءهم.
***********************
ما من نفس ترضى بالقدر إلا باتت سعيدة، وما من روحٌ تُردد الحمد لله إلا استيقظت وهي مبتسمة.
اللهم جمّلنا بقلب رحيم وعقل حكيم، ونفس صبوُره يا رب، واجعل بسمتنا عادة، وحديثنا عبادة، وحياتنا سعادة، وخاتمتنا شهادة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: علیه وسل ما الذی إلى الص الع شاء ى الله وهو ال
إقرأ أيضاً:
فضل الدعاء للمريض.. كيف تصبح دعوتك سببًا في الشفاء؟
الدعاء للمريض يُعد من أنبل صور المواساة والدعم، إذ يجتمع فيه معنى الرحمة والتضرّع إلى الله، إلى جانب تأثيره النفسي العظيم على المريض.
وقد خصّ الشرع الشريف هذا النوع من الدعاء بثواب مضاعف، خاصة إذا كان بظهر الغيب.
ويؤكد علماء الدين أن المرض باب لرفع الدرجات وتكفير الخطايا، وأن الدعاء من أعظم أسباب الشفاء.
الدعاء للمريض بظهر الغيب.. عبادة مُستجابة
أكّد النبي ﷺ مكانة الدعاء للغير، خاصة في حال المرض، إذ قال:
«ما من مسلمٍ يدعو لأخيه بظهر الغيب إلّا قال الملك: ولك بمثل» — رواه مسلم.
ويشير هذا الحديث إلى أن الدعاء للغير لا يذهب سدى، بل يعود على الداعي نفسه بالخير.
أدعية نبوية لطلب الشفاء1. الدعاء الأشهر الوارد في الصحيحين
قال النبي ﷺ:
«اللهم ربّ الناس، أذهب البأس، اشفِ وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا» — متفق عليه.
هذا الدعاء من أنفع ما يُقال للمريض، وهو جامع بين التوحيد والتضرّع.
2. الرقية النبوية
أرشد النبي ﷺ من أصابه ألم أن يضع يده على موضع الوجع ويقول:
«بسم الله» ثلاث مرات، ثم يقول سبع مرات: «أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر» — رواه مسلم.
أجمل الأدعية للمريض– اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشفه أنت الشافي، لا شافي إلا أنت.– اللهم افرح قلوبنا بشفائه، اللهم أبعد عنه كل تعب، ولا ترينا فيه مكروهًا.– اللهم أنزل رحمتك على جسده، واشفه شفاءً لا يغادر ألمًا.– اللهم اجعل مرضه رفعة في الدرجات وتكفيرًا للسيئات.– اللهم اشفه شفاءً يعيد إليه صحته وعافيته، يا أرحم الراحمين.
دعاء الشفاء كما ورد في السنة بألفاظ جامعة
جاء في الدعاء الجامع الذي قاله النبي ﷺ:
«ربّنا الله الذي في السماء، تقدّس اسمك، أمرك في السماء والأرض… أنزل رحمة من رحمتك، وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ» — مروي عن النبي ﷺ.
أهمية الدعاء للمريض نفسيًا وروحيًا
يشدد أطباء النفس على أن الدعم الروحي يلعب دورًا مهمًا في تحسين حالة المريض، إذ يشعر بأنه ليس وحده، وأن هناك من يدعو له ويقف بجانبه. كما يعزز الدعاء الراحة، ويقلل التوتر، ويدعم الجهاز المناعي وفق دراسات طبية معاصرة.
الدعاء للمريض هو جبر للخواطر، وسند نفسي، وطاعة عظيمة يثاب صاحبها،وولأن المرض ابتلاء، فإن اللجوء إلى الله هو أعظم سلاح للمريض ولأهله. لذلك؛ لا تبخل بالدعاء لكل مريض عرفته أو لم تعرفه، فرب دعوة صادقة في لحظة إخلاص تكون سببًا في شفاء قلوب متعبة وأجساد مرهقة.