إعلام مبتكر بمحافظة ظفار تناقش دور الذكاء الاصطناعي في الصحافة والإعلام
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
ركزت حلقة العمل التدريبية الرابعة لمبادرة تطوير مهارات الكفاءات الإعلامية في مجال الذكاء الاصطناعي "إعلام-مبتكر" بمحافظة ظفار على دور الذكاء الاصطناعي في الصحافة والإعلام ومدى تأثيره على صناعة المحتوى، والتي نفذها أكاديمية عمانتل المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، بمنتجع ميلنيوم صلالة بمحافظة ظفار، بمشاركة 50 مشاركا من الإعلاميين من مختلف المؤسسات الإعلامية.
وهدفت حلقة المبادرة التي تعد مبادرة وطنية لتطوير مهارات الكفاءات الإعلامية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتمكين 200 من العاملين في مجال الصحافة والإعلام في سلطنة عمان بالمهارات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي.
وتناولت الدورة التي أقيمت على مدار يومين العديد من المفاهيم حول الذكاء الاصطناعي ومجالاته والتي قدمها المهندس رائف الزكواني مدرب الذكاء الاصطناعي والخبير بأكاديمية بعمانتل تناول من خلالها الجوانب النظري والعملي لبرنامج المبادرة التي صممت لتتناسب مع مجالات عمل الإعلاميين المختلفة.
كما استهدفت العاملين في وسائل الإعلام المختلفة ودوائر الإعلام بالمؤسسات العامة والخاصة والمؤسسات غير الربحية و العاملين في برامج البودكاست، واستخدامات أدوات الذكاء الاصطناعي بصورة مبتكرة مع تشجيع الأفكار الإبداعية في تبني التقنيات الحديثة لمواكبة التغيرات المتسارعة في مجال الإعلام.
وتضمنت الدورة أنواع الذكاء الاصطناعي، والنضج المؤسسي في الذكاء الاصطناعي في مؤسسات الصحافة والإعلام، وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وكيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى، من خلال دورات تدريبية تفاعلية قائمة على المحاكاة والأساليب التعليمية العملية وتخللها أسئلة ونقاشات وأنشطة جماعية لتعزيز الفهم والتطبيق العملي للمعلومات المقدمة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی الصحافة والإعلام فی مجال
إقرأ أيضاً:
أزمة إعلام الأقليات
إذا دققت النظر حولك، فسترى شُح المنصات الإعلامية التي تمثّل الأقليات بشكل فعلي. فالمسيحيون في العراق، الذين لا تتجاوز نسبتهم 1 في المئة من إجمالي السكان وفق تقرير لجنة الحريات الدينية الأمريكية، لا يحظون بأي حضور إعلامي يذكر، كما هو الحال مع الأكراد في سوريا، الذين يشكلون حوالي 9 في المئة من السكان بحسب معهد السلام الأمريكي (USIP)، أو الشركس والأرمن في الأردن (دون وجود إحصائيات عن نسبتهم المئوية)، وغيرها من الأقليات في المنطقة التي تعاني من تهميش إعلامي واضح.
تمتد ظاهرة التهميش هذه أيضا إلى الولايات المتحدة، حيث يُصنَّف السكان الأصليون كأقلية يبلغ عددهم نحو 9.5 مليون شخص، مع تراجع عدد وسائل الإعلام الموجهة لهم من حوالي 700 عام 1998 إلى نحو 200 وسيلة عام 2018، بما في ذلك الصحف القبلية والمستقلة وفق تقرير صادر عن الكونغرس الأمريكي بعنوان "SRES147".
كل ذلك يقودنا الى بعض اسباب تعثّر إعلام الأقليات:
1. طبيعة الفكر والجمهور المحدود: غالبا ما تحمل الأقليات أفكارا أو رؤى لا تلقى قبولا واسعا في المجتمع، مما يحدّ من انتشارها بين العامة. فالإعلام الموجه للأقليات يستهدف عادة شريحة ديموغرافية أو لغوية محددة، وهو ما يقلّص حجم جمهوره مقارنة بالإعلام الجماهيري. يضاف إلى ذلك أن خوارزميات المنصات الرقمية تفضّل الحسابات الكبيرة ذات التفاعل المرتفع، مما يصعّب على المنصات الصغيرة إبراز محتواها.
وجود إعلام يعبّر عن هذه الفئات ليس ترفا، بل ضرورة تُسهم في إثراء المشهد الإعلامي وتعزيز التنوع والاندماج مع محيط الأغلبية
2. القيود المالية والموارد المحدودة: تعتمد غالبية وسائل إعلام الأقليات على تمويل ضئيل، وهو ما ينعكس على ضعف الكوادر البشرية، وقلة التسويق، وتراجع جودة الإنتاج. ومع غياب نماذج مستدامة للإيرادات (كالإعلانات أو الاشتراكات أو المنح)، يصبح من الصعب منافسة المؤسسات الإعلامية الكبرى المدعومة ماليا.
3. عوائق المصداقية والاعتراف: حتى مع إنتاج محتوى مهني وهادف، قد تُقابل منصات الأقليات بالتشكيك أو التجاهل من قبل وسائل الإعلام السائدة أو صانعي القرار، وغالبا ما تُستبعد من شبكات التعاون والتغطية الإعلامية الأوسع، ما يحدّ من انتشارها وتأثيرها.
4. تحديات الإعلام الرقمي الجديد: تواجه وسائل الإعلام التقليدية -سواء للأغلبية أو الأقليات- صعوبة في مجاراة الإعلام الرقمي منخفض التكلفة وسريع الانتشار. فإذا كانت المؤسسات الكبرى ذات الموارد الضخمة تكافح للحفاظ على حضورها، فكيف الحال بمنصات الأقليات الأكثر ضعفا وانتشارا؟
الخلاصة
إنّ ما سبق لا يعني التخلي عن فكرة إنشاء منصات إعلامية خاصة بالأقليات، بل على العكس، هو دعوة للتفكير في آليات مبتكرة تُمكّن هذه المنصات من البقاء والتأثير. فكما أن كل إنسان يمكن أن يكون جزءا من أقلية في مكان أو زمان ما، فإن وجود إعلام يعبّر عن هذه الفئات ليس ترفا، بل ضرورة تُسهم في إثراء المشهد الإعلامي وتعزيز التنوع والاندماج مع محيط الأغلبية.
قد يجد الإنسان نفسه ضمن الأغلبية في موضع، لكنه سرعان ما قد يصبح أقلية في مكان آخر. فاختلاف الأفكار، أو المعتقدات، أو الانتماءات العرقية واللغوية، أو حتى التوجهات الفكرية والاجتماعية، كلها عوامل تجعلنا جميعا -بدرجات متفاوتة- أقليات في سياقات معينة.