تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نشرت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية  مفاجأة غير متوقعة، حيث اختار الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، معلقا ومقدم برامج تليفزيونية محافظا، لتولى منصب وزير الدفاع فى الحكومة المرتقبة، حيث كانت تتوقع أن يكون المرشح عضوا محنكًا فى الكونجرس أو شخصا يتمتع بخبرة فى السياسة الدفاعية.

وقالت الصحيفة إن مسئولى الأمن القومى ومحللى الدفاع يستعدون للمفاجآت التى قد تأتى من ترامب بعد مرور أربع سنوات على توليه منصبه.

ولكن حتى فى ظل هذا المنحنى، فإنهم يقولون إن إعلان مقدم البرامج على قناة فوكس نيوز، والمحارب المخضرم «بيت هيجسيث» فاجأهم تماما.

وقال إريك إيدلمان، الذى شغل منصب كبير المسئولين عن السياسات فى البنتاجون خلال إدارة بوش، فى مقابلة: «[ترامب] يضع أعلى قيمة للولاء».

وأضاف: «يبدو أن أحد المعايير الرئيسية هو مدى دفاع الأشخاص عن دونالد ترامب على شاشات التليفزيون».

وجاء تقييم آخر بلهجة أكثر صراحة. قال أحد اللوبيين فى قطاع الدفاع، الذى تم منحه عدم الكشف عن هويته للتعبير عن آرائه بصراحة، «من هذا الرجل بحق الجحيم؟» وأضاف أنه كان يأمل فى «شخص يتمتع بخلفية واسعة فى مجال الدفاع، فهذا سيكون بداية جيدة».

اختيار هيجسيث لن يخفف من المخاوف داخل البنتاجون وخارجه بأن ترامب، الذى سبق أن تلاعب مع وزراء دفاعه، يخطط هذه المرة لتعيين شخصية موالية له ستنفذ سياساته دون تساؤل.

أثارت تصريحات ترامب على مسار الحملة الانتخابية مخاوف من أن ولايته الثانية قد تشهد تغييرات سريعة وانقسامية فى البنتاجون.

ومن المتوقع أن يؤدى عودة ترامب إلى إلغاء السياسات التى اعتمدتها إدارة بايدن، مثل إعادة فرض حظر على انضمام المتحولين جنسيًا إلى الجيش، وإنهاء سياسات السفر للإجهاض، وإعادة فتح الجدل حول القواعد التى تحمل أسماء قادة الكونفدرالية، وتقليص برامج التنوع، واستخدام القوات داخل الولايات المتحدة لمواجهة الاضطرابات المدنية وأعدائه السياسيين.

فى أواخر ولايته الأولى، أمر ترامب بسحب آلاف القوات الأمريكية من ألمانيا، وهو أمر لم يتمكن البنتاجون من تحقيقه خلال الفترة القصيرة المتبقية من ولايته.

اختيار هيجسيث أثار انتقادات فورية من قادة جماعات المحاربين القدامى، الذين عارضوه عندما تم اقتراح اسمه لتولى وزارة شئون المحاربين القدامى خلال فترة ترامب الأولى.

وكان هيجسث المدير التنفيذى السابق لمجموعة «فيتس فور فريدوم» والمدير التنفيذى السابق لمجموعة «قدامى المحاربين المعنيين بأمريكا» — وهى مجموعة تدعو لتخصيص الرعاية الصحية للمحاربين القدامى وتم تمويلها من قبل الإخوة كوش.

قال بول رييكوف، مؤسس منظمة «قدامى المحاربين المستقلين فى أمريكا»، فى منشور على منصة «إكس»: «هيجسيث بلا شك هو أقل مرشح مؤهل لتولى منصب وزير الدفاع فى تاريخ أمريكا، والأكثر انخراطًا فى السياسة بشكل واضح. استعدى يا أمريكا».

وأضاف رييكوف أنه كان يعتقد أن هيجسيث، الذى وصفه بأنه «محارب شرس وفعّال فى الإعلام والثقافة والسياسة لصالح حركة MAGA، ومخلص للغاية وموثوق من ترامب»، سيكون اختيار ترامب لمنصب رئيس الأركان أو السكرتير الصحفي.

وقال لوبى آخر فى الصناعة: «اختيار يشبه ترامب تمامًا. أنا متأكد من أنهم قد فحصوا خلفيته».

خلال الإدارة الأولى لترامب، لعب هيجسيث دورًا محوريًا فى عدة أحداث تدخل فيها ترامب فى نظام العدالة العسكرية لمنح العفو لجنود أدينوا بجرائم حرب.

يضمن هذا الاختيار أن جلسة الاستماع لتأكيد تعيينه ستكون محط اهتمام الجميع، حيث سيواجه شخصية إعلامية شرسة ومعتادة على الجدال فى قضايا الأمن القومى والثقافة أعضاء لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ، والذين منهم من سيؤيده ومن سيعارضه بحدة.

قال هيجسيث فى إحدى البودكاستات هذا الشهر: «أغبى عبارة فى العالم العسكرى هى أن تنوعنا هو قوتنا».

وسط مخاوف من أن يستخدم ترامب سلطاته كقائد عام لتطهير كبار الجنرالات أو الموظفين المدنيين، مسيّسًا وزارة الدفاع، أكد هيجسيث بصراحة أنه قد يستهدف القادة العسكريين، بما فيهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي. كيو. براون، كجزء من محاولة لإزالة برامج التنوع والشمول فى الوزارة.

وقال هيجسيث عندما سأله مقدم البودكاست شون رايان عن إصلاح الجيش: «أول شيء يجب فعله هو إقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة. أى جنرال أو أدميرال، أى شخص شارك فى أى من برامج التنوع والشمول ما يسمى بالوعى يجب أن يرحل».

فى ظهور له على قناة فوكس هذا العام، دعا هيجسيث إلى تغيير جذرى فى أولويات الجيش الأمريكي؛ محذرًا من أن التركيز الحالى على التنوع والشمولية يُضعف الدفاعات الأمريكية.

وقال هيجسيث: «هذه الأيديولوجيات، والصوابية السياسية، تسللت إلى صفوف الجيش، ولم يقف الجنرالات والقادة ليقولوا: لا، يجب أن نركز فقط على الجاهزية والاستحقاق والقدرة على الفتك».

فى «كابيتول هيل»، تفاجأ المشرعون باختيار البنتاجون. قال السيناتور مايك راوندز (جمهوري-ساوث داكوتا)، وهو عضو بارز فى لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ، إنه يمنح هيجسيث فرصة للتعرف على المزيد قبل أن يصدر حكمًا.

وأضاف راوندز: «لن أكون سلبيًا الآن، لأننى أريد معرفة المزيد عن خلفيته ونهجه فى هذه الأمور، وسيخضع للإجراءات المعتادة»، وقال أيضًا: «حتى الآن، قام [ترامب] بعمل جيد فى اختيار أشخاص يتناسبون مع القالب الذى يريده للوزارات المختلفة».

وعلق راوندز عن ترشيح هيجسيث: «كان ذلك مفاجئًا لى عندما قالوا إنه مرشح لهذا المنصب. لذا أريد أن أراجع سيرته الذاتية وأسأله بعض الأسئلة».
وتوقع أحد موظفى مجلس الشيوخ أن هيجسيث سيمر بعملية التأكيد فى مجلس الشيوخ «بنجاح».

أما أكبر ديمقراطى فى لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، النائب آدم سميث من واشنطن، فقد أعرب عن قلقه من أن هيجسيث يفتقر إلى الخبرة للتعامل مع بيروقراطية البنتاجون.

وقال سميث للصحفيين: «أعترف أننى لم أكن أعرف من هو حتى قبل ٢٠ دقيقة»، وأضاف: «وبالتأكيد لا يبدو أن لديه أى خلفية فى سياسات وزارة الدفاع».

كما أعرب عن قلقه من تولى رئيس للبنتاجون لا يتمتع بعلاقات واسعة مع الحلفاء، خصوصًا فى وقت تكون لدى الولايات المتحدة "التزامات كبيرة" فى آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ترامب الكونجرس بيت هيجسيث فى مجلس الشیوخ

إقرأ أيضاً:

مهمة غير متوقعة.. ترامب يمنح حماس تفويضا مؤقتا في غزة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تدرك أن حركة حماس "تعيد تسليح نفسها" لاستعادة النظام في غزة، مشيرا إلى أن واشنطن "منحتهم الموافقة لفترة من الوقت".

جاء ذلك ردا على سؤال بشأن تقارير عن إعادة تسليح حماس وتأسيس نفسها كقوة شرطة فلسطينية وملاحقة "الخصوم".

وأوضح ترامب: "نحن متفهمون، لأنهم يريدون فعلا وقف المشاكل. وكانوا صريحين بشأن ذلك، وقد منحناهم الموافقة لفترة من الوقت".

ولفت الرئيس الأميركي إلى حجم الخسائر البشرية في غزة قائلا: "لقد فقدوا 60 ألف شخص. هذا قدر كبير من الثأر. والذين يعيشون الآن كانوا، في كثير من الحالات، صغارا جدا عندما بدأ كل هذا".

وأضاف أن الولايات المتحدة توكل إلى حماس "مراقبة ألا تكون هناك جرائم كبرى أو بعض المشاكل التي تحدث عندما تكون لديك مناطق مثل هذه التي دمرت حرفيا".

واختتم ترامب بتفاؤل حذر: "أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام. من يعلم على وجه اليقين، لكني أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام"، في إشارة إلى عملية إعادة الإعمار والاستقرار في غزة.

وفي السياق، أكدت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، مساء الأحد، أن الأجهزة الأمنية تحاصر وتشتبك مع مليشيا داخل مدينة غزة قتلت نازحين أثناء عودتهم من جنوب القطاع.

وفي وقت سابق، أعلنت الوزارة عن فتح العفو العام أمام "أفراد العصابات الذين لم يتورطوا في جرائم قتل"، وذلك لتسوية أوضاعهم القانونية والأمنية بشكل نهائي.

وأوضحت الوزارة أن بعض العصابات استغلت حالة الفوضى خلال الحرب لارتكاب أعمال خارجة عن القانون، شملت التعدي على ممتلكات المواطنين والسطو على المساعدات الإنسانية، وأشارت إلى أن بعض المنضمين لتلك العصابات لم تتلطخ أيديهم بالدماء.

ولاحقا، أعلنت مصادر أمنية فلسطينية أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة سيطرت بالكامل على المليشيا المسلحة في مدينة غزة، وتجري عمليات تمشيط شاملة في مناطق تواجدها.

وأفادت المصادر بمقتل عدد من المتهمين بإعدام نازحين والتخابر مع إسرائيل خلال اشتباكات مع المليشيا في غزة.

كما ألقت قوة أمنية فلسطينية القبض على عدد من الخارجين عن القانون بعد اشتباك مسلح في مواصي خان يونس جنوب القطاع، وبلغ عدد المعتقلين من عناصر المليشيا نحو 60 عنصرا، تم نقلهم لمواقع آمنة لاستكمال التحقيق معهم.

مقالات مشابهة

  • ترامب يشكر الرئيس السيسي على الطائرات المقاتلة التي رافقته لدى وصوله شرم الشيخ
  • وزير الخارجية الأمريكي: مصر كانت مساهمًا حقيقيًا بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: يجب أن نعمل على ضمان عودة جميع الرهائن ونزع سلاح حماس
  • مهمة غير متوقعة .. ترامب يمنح حماس تفويضا مؤقتا في غزة
  • مهمة غير متوقعة.. ترامب يمنح حماس تفويضا مؤقتا في غزة
  • الدفاع الروسية: مقتل 1460 عسكريًا أوكرانيًا خلال 24 ساعة
  • ما الذي يفهم من تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن الأنفاق؟
  • اليونيفيل يُطالب بوقف الاعتداءات الإسرائيلية عليه في لبنان
  • الدفاع الروسية: أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 95 مسيرة أوكرانية
  • ترامب يختار القاهرة وجهة أولى لجولته في الشرق الأوسط عقب اتفاق الهدنة: دلالات سياسية هامة للزيارة