لن تصدق ماذا يحدث لجسمك عند تناول الحلبة بالحليب ليلا؟
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
حلبة بالحليب (مواقع)
أشار خبراء عن فوائد تناول مشروب الحلبة بالحليب ليلاً، بحسب موقع medical news today.
وفي حال كان المرء منزعجًا من قلة النوم، فيمكنه شرب مسحوق الحلبة الممزوج بالحليب في الليل. سيساعد القيام بذلك المرء على الحصول على صوت ونوم عميق.
اقرأ أيضاً هل تود أن تعيش 117 عاماً؟.. معمّرة إيطالية تكشف عن الوصفة الغذائية السحرية 14 نوفمبر، 2024 السعودية تتخلى عن "الشرعية" وتعقد صفقة مع الحوثيين وتحسم الجدل بشأن التصعيد في اليمن 14 نوفمبر، 2024إن الحلبة غنية بالعناصر الغذائية، بينما يحتوي الحليب على فيتامينات والعديد من العناصر الغذائية، فإن الجمع بين هذين الاثنين يجعل عظامك ومفاصلك ولثتك قوية.
كما أن شرب مسحوق الحلبة الممزوج بالحليب يحافظ على صحة القلب. هذا لأنه مفيد في تقليل الكوليسترول والتحكم في ارتفاع ضغط الدم.
وقد تساعد الحلبة في زيادة مستويات هرمون التستوستيرون والحيوانات المنوية المنخفضة.
هذا وتمنح الحلبة مستويات مرتفعة من مضادات الأكسدة والتي لها إمكانات كبيرة كعامل مضاد للالتهابات.
المصدر: مساحة نت
إقرأ أيضاً:
الإنسان والمكان
يقال: إن الإنسان ابن بيئته؛ فحين يولد المرء، يحتويه المكان قبل الوعي وقبل اللغة. من هنا تبدأ حكاية الإنسان مع الجغرافيا. فترسم الأرض قدره منذ اللحظة التي يبدأ فيها تشكّل علاقة الإنسان بالجغرافيا، وامتداد البيئة والمكان في تكوينه النفسي والثقافي. فالإنسان الكريم المرتحل هو ابن الصحراء، والإنسان المتيقّظ الحذِر هو ابن الغابة، والإنسان المرن الصبور هو ابن الساحل، أما ابن الجبال فهو الثابت القوي المعتدّ بانتمائه. وهكذا تجد أن البيئة تأخذ شكلا حيا في حياة الانسان؛ فهي من تعلّم المرء كيف يعيش منذ تشكله الأول. وهي من تصنع له لغته رؤاه وتصوراته. يرى الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر أن الإنسان لا «يسكن» العالم، بل «يكون فيه وضمنه»؛ لذا يرى هايدغر أن السكن ليس فعلا ماديا، ولكنه هوية، وانتماء ووجود.
وأعتقد أن هايدغر أصاب في تصوّر أن الأرض التي نسكنها هي من ترسم ملامح وجوهنا، وتحدد لون ألسنتنا. لذا كان وما زال النفي هو أحد عقوبات المتمرد؛ لأنه يمثّل فقدان المرء التام لاتزانه ما أن يفقد المكان، ورائحته، وذاكرته، وبالتالي فقدان جزء من الذات والهوية؛ حيث يشعر الإنسان في الغربة كأنه حسير السقف والظل؛ لأن المكان الذي كان يشعره بالانتماء اختفى. لذا تؤكد الدراسات في علم النفس أن فقد البيئة المألوفة يؤثر على الذاكرة والهوية. كما أن العلاقات الاجتماعية تُعاد تشكيلها وفقا للبيئة الجديدة. ومن هنا ندرك أن الجغرافيا شريك في تشكيل الإدراك والقرارات لدى الإنسان، حتى قيل في إحدى الدراسات البحثية حول علاقة الإنسان بالجغرافيا: إن المكان لا يُعرّف فقط بالحدود، بل بالتجربة التي نعيشها فيه.
في تأملات الفيلسوف وعالِم الأنثروبولوجيا الفرنسي مارك أوجيه حول العلاقة بين الإنسان والمكان؛ نجده يميّز بين ما يُسميه بـ«المكان الأنثروبولوجي» و«اللامكان». فالمكان في المعنى الجوهري ليس الحيّز الهندسي فقط، ولكنه نسيج من الهوية والعلاقات والذاكرة؛ حيث تلتقي الذوات، وتتقاطع المرجعيات الاجتماعية والثقافية؛ لتشكل قالبا ينتمي إليه السكّان. هو عبارة عن فضاء زماني يدمج القديم بالجديد، ويمنح الإنسان انتماء يتجاوز اللحظة العابرة. أما «اللامكان» فما هو إلا موضع للعبور فقط، ولا يمكن أن يشكّل انتماء بأي طريقة كانت. وهنا يعرّف أوجيه مصطلح «اللامكان» بأنها المساحات التي لا تنتمي لأحد، ولا ينتمي إليها أحد؛ لأنه فضاء لا يرسم نقطة تواصل، ولا يصنع ذاكرة. وبالتالي هي فضاءات بلا انتماء ولا هوية، أنشأتها الحداثة المفرطة، مثل: المطارات، والمولات، أو مراكز التسوق، والفنادق. وهذه (اللاجغرافيا) تخلق نمطا جديدا من الوحدة؛ لأنها تفرغ من روابط الجماعة، وليست إلا حيز عبور، واستهلاكا لحاجة فقط؛ حيث لا يكون فيها المرء إلا رقما. ثم يغادر هذا الحيّز بعد انقضاء حاجته.
وبالرغم من أنني أرى أن الباحث الفرنسي قد أصاب فيما رمى؛ ولكنني أجد الأرض كائنا حيا يتفاعل مع الطبيعة ويتنفس. وهذا ما يفسر استجابة الجغرافيا للمناخ بشكل مباشر لاسيما في ظواهر كالفيضانات، والتصحّر، وغيرها من الكوارث الطبيعية المرتبطة بالأرض. ومن هنا نعلم بأن الجغرافيا تفرض سيادتها على الإنسان سواء أقبل على التحالف معها أم رفضها.
يقول أجدادنا: من لا أرض له لا مكان له! المكان هو ما مكّن الإنسان من الامتداد فيه والانتماء له. وهذا الذي يحكم علاقة الإنسان بالجغرافيا؛ فالمكان ليس ما رسمته خرائط جوجل، ولكنه ما شكّل عنوانا لهوياتنا.
آية السيابية كاتبة وروائية عمانية