شمسان بوست / متابعات:

يوم 24 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1984، دخل رجلٌ يحمل الجنسية الجزائرية إلى مقر الشرطة في مدينة ليون، طالباً الحماية من عناصر المخابرات الإسرائيلية (الموساد) الذين يقتفون أثره، إلا أن جهاز المخابرات الداخلية الفرنسي نجح في كشف هويته الحقيقية، وعلم بسرعة أن الشخص الساعي للحماية، الذي يتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة، ليس سوى «عبد الكريم سعدي»، وهو الاسم الحركي لجورج إبراهيم عبد الله.

وتبين لاحقاً، كما ذكّرت بذلك صحيفة «لو فيغارو»، أن جورج إبراهيم عبد الله كان يمتلك جوازات سفر مالطية ومغربية ويمنية، إضافة لجواز السفر الجزائري، وأيضاً اللبناني.

لم تتأخر محاكمة اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، البالغ من العمر اليوم 73 عاماً، الذي قبل القضاء الفرنسي الجمعة إطلاق سراحه بعد 40 عاماً أمضاها في السجن. والغريب أنه حُوكم مرتين: الأولى في عام 1986، بتهمة التآمر الجنائي وحيازة أسلحة ومتفجرات، وقضت المحكمة بسجنه لمدة أربع سنوات. لكنه، في العام التالي، حُوكم مرة ثانية من قبل محكمة الجنايات الخاصة في باريس بتهمة التواطؤ في اغتيال دبلوماسيين اثنين في عام 1982، هما الأميركي تشارلز راي والإسرائيلي ياكوف بارسيمنتوف، ومحاولة اغتيال القنصل العام الأميركي روبرت هوم في مدينة ستراسبورغ، وآخر في عام 1984. وثابر جورج إبراهيم عبد الله على إنكار التهم الموجهة إليه، مشدداً على أنه «ليس سوى مناضل عربي». وفي المحاكمة الثانية، التي جرت في عام 1987، وبالنظر للضغوط التي انصبت على فرنسا من جانب الولايات المتحدة الأميركية ومن إسرائيل، صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد. اللافت أن الادعاء العام طلب سجنه لعشر سنوات، إلا أن قضاة محكمة الجنايات الخاصة لم يأخذوا بما طلبه الادعاء وقضوا بالسجن المؤبد.

وليس من المؤكد تماماً أن القرار الصادر عن محكمة تطبيق الأحكام التي وافقت على طلب الإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله والسماح له بمغادرة الأراضي الفرنسية في السادس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، سيتحقق. والسبب في ذلك أن الادعاء سارع إلى تأكيد أنه سيتقدم باستئناف على قرار المحكمة المذكورة الإفراج عن عبد الله شرط أن يغادر الأراضي الفرنسية وألا يعود إليها مطلقاً.

وجاءت موافقة المحكمة هذه المرة بعد رفض لعشر محاولات سابقة. والمرة الوحيدة التي كاد يخرج فيها عبد الله من سجن «لانميزان» الواقع في منطقة جبال البيرينيه الفاصلة بين فرنسا وإسبانيا، وعلى بعد 120 كلم من مدينة تولوز، إلى الحرية كانت في عام 2013، حيث وافق القضاء المختص وقتها على الإفراج عنه شرط أن يصدر عن وزارة الداخلية وقتها التي كان يشغلها الاشتراكي مانويل فالس قرار بطرده من الأراضي الفرنسية. والحال أن هذا القرار لم يصدر ولم تعرف وقتها حيثياته، ولكن المرجح أن الضغوط المشتركة الأمريكية والإسرائيلية حالت دون ذلك. والمعروف عن فالس قربه من إسرائيل.

ويعد جورج إبراهيم عبد الله أحد أقدم السجناء السياسيين في العالم. والمعروف أنه ساهم في تأسيس وقيادة الفصائل الثورية اللبنانية المسلحة، وكان مناضلاً نشطاً لصالح القضية الفلسطينية ومتبنياً للأفكار الماركسية.

وبعد مرور عدة سنوات على سجنه، خصوصاً منذ أن أصبح له الحق في الخروج من السجن منذ 25 عاماً، ورفض القضاء الثابت الإفراج عنه، حظي بدعم محلي وخارجي. وكانت كلمة الكاتبة الفرنسية الحائزة على جائزة «نوبل» آني أرنو مدوية حين أعلنت أن جورج إبراهيم عبد الله «ضحية قضاء الدولة الفرنسية الذي هو عار فرنسا». الجديد في قرار المحكمة، الجمعة أنها لم تطلب، كما في عام 2013، صدور قرار طرد من وزارة الداخلية. لكن بالمقابل، يشاع أن فرنسا حصلت من لبنان على تعهدات مكتوبة من الحكومة اللبنانية تفيد بأن عودته إلى لبنان «لا يفترض أن تفضي إلى اهتزازات للنظام العام». وترجمة ذلك، وفق صحيفة «لو فيغارو»، أنه لا يفترض أن يستقبل جورج إبراهيم عبد الله، في حال إتمام عودته استقبال الأبطال.

وفي السنوات الأخيرة، سعت الحكومات اللبنانية المتعاقبة، خصوصاً في عهد الرئيس السابق ميشال عون، للإفراج عن عبد الله، لا بل إن وزيرة العدل ماري كلود نجم زارته في سجنه في عام 2022.

من جانبه، رحب محامي عبد الله، جان لوي شالانسيه، بقرار المحكمة، معتبراً أنه «انتصار قضائي وسياسي». بدوره قال توم مارتن، المتحدث باسم تجمع «فلسطين سوف تنتصر» لوكالة الصحافة الفرنسية، إن قرار محكمة تنفيذ الأحكام «خبر جيد بالطبع، لكنه مجرد خطوة أولى، لأن المدعي العام استأنف للتو»، مضيفاً: «يجب أن تشجعنا هذه الأخبار السارة على تطوير وتوسيع وتكثيف حملة الدعم التي لن تنتهي حتى يصبح جورج إبراهيم عبد الله حراً طليقاً في بلده لبنان».

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: الإفراج عن فی عام

إقرأ أيضاً:

المقاومُ / جورج عبدُالله … حرٌ طليقٌ بعدَ 41 عاماً في الزَّنازينِ الفرنسيَّةِ

 

 

للمُناضلينَ والمُجاهدينَ الأبطالِ من حولِ العالمِ، تُسجَّلُ لهُم سرديَّاتٌ تكادُ تكونُ خالدةً خُلودَ الدَّهرِ، ويستمرُّ ترديدُ أسمائِهم وذكرياتِهم ومآثرِهم وبُطولاتِهم في كلِّ الحقبِ والعُصُورِ والأزمانِ، ولا تنسى الشُّعوبُ هؤلاءِ الأفرادَ أو الأشخاصَ، وتبقى رمزيَّتُهُم وذكرياتُهم محفورةً بحُرُوفٍ من نورٍ في ذاكرةِ الزَّمانِ والأجيالِ مهما تعاقبتِ الأجيالُ والأزمنةُ وحتى الحضاراتُ المُتعاقبةُ.
وهناك رمزيَّةٌ ثابتةٌ لعنوانِ تلكَ الشَّخصياتِ والأفرادِ والجماعاتِ التي تتحوَّلُ إلى أساطيرَ وحكاياتٍ وسرديَّاتٍ خالدةٍ، لأنَّها ربطتْ جُلَّ أعمالِها وتجربتِها وذكرياتِها بقيمٍ ودُرُوسٍ وعِبرٍ عاليةِ القيمةِ والمُحتوى، تعتبرُها الأممُ والشُّعوبُ قيمةً ومضامينَ هي عاليةٌ في جوهرِ وطبيعةِ حياتِها ونشاطِها وقيمةِ سُلُوكِها وتصرُّفاتِها التي تتباهى بهِا بينَ أقرانِها منَ الأممِ والشُّعوبِ ذاتِ المنهجِ الحضاريِّ المُتقدِّمِ في هذهِ الحياةِ.
فقيمةُ الحُريَّةِ لا تُضاهيها قيمةٌ ومعنىً سامٍ في هذهِ الحياةِ، ومعاني مُجابهةِ ومُقاومةِ الظلمِ والاحتلالِ والاستعبادِ والقهرِ والعسفِ و (الاستعمارِ)، جميعُها مُفرداتٌ تتشابهُ إن لم نقلْ تتطابقُ مع تعميمِ الظُّلمِ والقهرِ والاستغلالِ، لذلك فالأحرارُ في الغالبِ هُم مَن يتقدَّمُون الصُّفوفَ، ويقودُون المسيراتِ ويحملون مشعل التنويرِ للجماهيرِ ولجُمُوعِ الأحرارِ في منطقتِهِم وشعبِهِم وقوميَّتِهِم ودينِهِم، وحتى طائفتِهِم الدِّينيَّةِ والمذهبيَّةِ، يقودُونهُم؛ لمُحاربةِ ذلكَ المُحتلِّ لبلدِهِم وشعبِهِم في أيِّ بُقعةٍ من هذا العالمِ الفسيحِ.
ولهذا قاومتِ الشُّعُوبُ الحُرَّةُ في جميعِ أنحاءِ العالمِ مراحلَ وقوى الاحتلالِ والاستعبادِ في كُلٍّ منَ الشَّعبِ الفيتناميِّ ضدَّ المُحتلِّ الأمريكيِّ، وكوريا ضدَّ الاحتلالِ الأمريكيِّ، وفرنسا في زمنِ النَّازيَّةِ ضدَّ النَّازيينَ الألمانِ، والشَّعب ِالجزائريِّ في مقاومةِ الاحتلالِ الفرنسيِّ، والشَّعبِ الأفغانيِّ في مُقاومةِ الإمبراطوريتينِ الرُّوسيَّةِ والأمريكيَّةِ، والشَّعبِ اليمنيِّ ضدَّ الاحتلالِ البريطانيِّ، والشَّعبِ العِراقيِّ ضدَّ الاحتلالِ الأمريكيِّ، والمُقاومةِ الفلسطينيَّةِ المُمتدَّةِ لأزيدَ من 100 عامٍ ضدَّ الاحتلالِ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ، والمُقاومةِ الإسلاميَّةِ اللبنانيَّةِ ضدَّ الاحتلالِ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ.
وبالمُناسبةِ للعلمِ فحسبُ فإنَّ الأحرارَ في جميعِ أرجاءِ العالمِ يتحدرونَ من جميعِ الأديانِ والطوائفِ والمذاهبِ والأعراقِ والألوانِ والمِللِ والنِّحلِ.
وفي هذهِ الأيامِ العظيمةِ، ونحنُ مازلنا نعيشُ آخرَ فُصُولِ معركةِ طُوفانِ الأقصى المُباركِ التي تقودُها المُقاومةُ العربيَّةُ الإسلاميَّةُ في المُحيطِ العربيِّ، وتحديداً في أرضِ فلسطينَ الطَّاهِرةِ، هذه المُقاومةُ التي يقودُها اليومَ اليمنُ العظيمُ، ومعه فصائلُ المُقاومةِ الفلسطينيَّةِ الإسلاميَّةِ والوطنيَّةِ، وكذلكَ المُقاومةُ اللبنانيَّةُ الإسلاميَّةُ والمقاومة العِراقيَّةُ، ومعهُم جمهوريَّةُ إيرانَ الإسلاميَّةُ حُكومةً وشعباً وقيادةً رُوحيَّةً، هذه المُقاومةُ التي تكالبتْ عليها الصُّهيونيةُ العالميَّةُ بقيادةِ أمريكا USA المُتوحشةِ والكيانِ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ العُدوانيّ، والتي تقودُ عُدواناً على قِطاعِ غزَّةَ منذُ 8 / أكتوبر / 2023م، وحتى لحظةِ كتابةِ مقالتِنا هذه في يومِ السَّبت المُوافقِ 19 / يوليو / 2025م، ومع حليفِها وشريكِها حِلفِ شمالِ الأطلسيِّ الصُّهيونيِّ والحُكَّامِ العربِ والمُسلمينَ الصَّهاينةِ.. هذا التَّحالفُ غيرُ المُقدَّسِ شنَّ عُدوانَهُ الوحشيَّ على قطاعِ غزَّةَ والضَّفةِ الفلسطينيَّةِ الغربيَّةِ، وعلى لبنانَ واليمنِ وعلى جُمهُوريَّةِ إيرانَ الإسلاميَّةِ.
في خضِّمِّ العُدوانِ والمُؤامرةِ الأمريكيَّةِ الإسرائيليَّةِ الصُّهيونيَّةِ ضدَّ شُعوبِنا العربيَّةِ والإسلاميَّةِ، يحلُّ يومُ الفرجِ على المُجاهدِ الفِدائيِّ الأسيرِ في سُجُونِ فرنسا المُتصهينةِ المُناضلِ / جُورجِ إبراهيم عبدِالله، ذلكَ المُناضلُ الصُّلبُ اللبنانيُّ المسيحيُّ المارُونيُّ الذي أمضى واحداً وأربعينَ عاماً في سُجُونِ ومُعتقلاتِ جُمهُوريَّةِ فرنسا الصُّهيونيَّةِ، ذلكَ الشَّابُّ المسيحيُّ المارُونيُّ المُنتسب ُإلى عُضويةِ الجبهةِ الشَّعبيةِ لتحريرِ فلسطينَ، والذي قاتلَ ببسالةٍ مع الثوارِ المُقاومينَ الفِدائيينَ الفلسطينيينَ منذُ سبعينيَّاتِ القرنِ العشرينَ.
ذلكَ الشَّابُّ اللبنانيُّ المسيحيُّ المارُونيُّ الوسيمُ الذي أُدخلَ عُنوةً في زنازينِ الطُّغاةِ الفرنسيينَ والأمريكانِ الصَّهاينةِ في العامِ 1984م، والذينَ ادَّعوا أنَّ المُناضلَ الفِدائيَّ جُورج عبدِالله ساعدَ وساهمَ في اغتيالِ المُلحقِ العسكريِّ الأمريكيِّ / تشارلزَ راي والدبلوماسيِّ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ / ياكوفَباريسمانتوف، وتمَّ إيداعُهُ خلفَ القُضبانِ لـ 41 عاماً بالوفاءِ والتَّمامِ، وكانَ بمثابةِ البطلِ العربيِّ المُقاومِ الذي أمضى كُلَّ هذهِ الفترةِ الزَّمنيَّةِ خلفَ قضبانِ فرنسا المُتواطئةِ مع الكيانِ الصُّهيونيّ الإسرائيليِّ.
ماهيَ الدُّرُوسُ والعِبرُ من هذا الصُّمُودِ الأسطوريِّ للمُناضلِ المُقاومِ الذي ثبتَ على موقفِهِ أمامَ المُحقِّقِ الفرنسيِّ، وأمضى كُلَّ تلكَ العقُودِ الأربعةِ بثباتِ الرِّجالِ وشُمُوخِ الجبالِ، وبمعنويَّةٍ فولاذيَّةٍ مُقاومةٍ؟
أوَّلاً:
كانتْ وماتزالُ القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ – بجميعِ أبعادِها العربيَّةِ والإسلاميَّة ِوالإنسانيَّةِ والدِّينيَّةِ والأخلاقيَّةِ – هي العنوانَ الأبرزَ في القرنِ العشرينَ ومطلعِ القرنِ الحادي والعشرينَ، لما مثلتْهُ من ظُلمٍ تاريخيٍّ وإنسانيٍّ للإنسانِ الفلسطينيِّ الذي هُجِّرَ وأُبعدَ وشُرِّدَ وطُرِدَ إلى جميعِ أصقاعِ العالمِ، وكانَتْ بمثابةِ المظلوميَّةِ العالميَّةِ التي تُلهمُ جميعَ الأحرارِ من عربٍ وعَجَمٍ، ومن جميعِ أنواعِ البشرِ في هذا العالمِ، ومثَّلتْ فلسطينُ وحدَها بوصلةَ نضالٍ وجهادٍ ومُقاومةِ الأحرارِ في العالمِ، وليسَت هناكَ قضيَّةٌ تُشبهُها، ولن تكُونَ إلا فلسطينَ العظيمةَ، هي البوصلةُ الصِّحيَّةُ والوحيدةَ لجميعِ الأحرارِ من جميعِ القوميَّاتِ، والمِللِ والنِّحلِ.
ثانياً:
تمتْ زراعةُ هذا الجسمِ الصُّهيونيِّ الغريبِ والطَّارئِ في أرضٍ ليستْ بأرضِهِ، وفي مُحيطٍ اجتماعيٍّ ليسَ بمُحيطِهِ، وفي بيئةٍ ثقافيَّةٍ ليستْ بثقافتِهِ، وفي بيئةٍ دينيَّةٍ ليستْ بدينِهِ، زُرِعَ من قبلِ الغربِ الأورُّوبيِّ الأمريكيِّ الصُّهيونيِّ في هذهِ الجُغرافيا المُقدَّسةِ لجميعِ العربِ والمُسلمينَ والمسيحيينَ، هذهِ حقيقةٌ لا يُدركُها سوى الأحرارِ العربِ من جميعِ الدِّياناتِ.
ثالثاً:
لقد قدَّمَ الأحرارُ العربُ والمُسلمُونَ المُقاومُونَ للمشرُوعِ الأمريكيِّ الصُّهيونيِّ في المنطقةِ، قوافلَ منَ الشُّهداءِ تُجاهَ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، وللأسفِ لم يُقدِّمِ الحُكَّامُ العربُ منَ المُحيطِ إلى الخليجِ أيةَ تضحياتٍ تُذكرُ تُجاهَ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ سوى نفرٍ بعددِ أصابعِ اليدِ الواحدةِ فحسبُ، وفي مُقدِّمتِهم خالدُ السِّفُرِ والذِّكرِ الزَّعيمُ / جمالُ عبدِالنَّاصرِ، والزَّعيمُ العُرُوبيُّ / صدَّامُ حُسينَ الذي أعدمتْهُ الولاياتُ المُتحدةُ الأمريكيَّةُ، والزَّعيمُ العُرُوبيُّ / مُعمَّرُ القذَّافي الذي أعدمتْهُ قوَّاتُ حلفِ شمالِ الأطلسيِّ العُدوانيةُ، والزَّعيمُ العُرُوبيُّ / هواريُ بومدينَ الذي مات َشهيداً مسمُوماً؛ بسببِ موقفِهِ، والرَّئيسُ / ياسرُ عرفاتُ “أبو عمَّارٍ” الذي مات َمسمُوماً من قبلِ المُوسادِ الصُّهيونيِّ، والزَّعيمُ العُرُوبيُّ / حافظُ الأسدِ الذي ماتَ، والعدوُّ الإسرائيليُّ الصُّهيونيُّ يتمنَّى منهُ أن يُوقِّعَ على وثيقةِ التَّطبيعِ والتَّنازُلِ عن فلسطينَ العظيمةِ، كبقيَّةِ الخَوَنَةِ منَ القادةِ العربِ الذينَ طبَّعُوا، وباعوا القضيَّةَ الفلسطينيَّةَ برُمَّتِها، والرَّئيسُ السُّوريُّ / بشَّارُ الأسدِ الذي لم يساومْ على القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ ورفضَ إملاءاتِ الأمريكانِ بالتوجُّهِ لتوقيعِ وثيقةِ التَّطبيعِ مع الكيانِ الصُّهيونيِّ، وفضَّلَ المُقاومةَ إلى آخرِ يومٍ من حُكمِهِ وسُلطتِهِ، والذي تكالبتْ عليهِ القوى الصُّهيونيةُ الأمريكيَّةُ والتُّركيَّةُ والعربيَّة، والرئيسُ اليمنيُّ / علي ناصرُ مُحمَّد الذي رفضَ التَّطبيعَ مع الكيانِ الإسرائيليِّ.
هؤلاءِ القادةُ العربُ هم رمزُ المُقاومةِ الحُرَّةِ التي أبتْ أن تتعاملَ مع الكيانِ، وأبتِ التَّطبيعَ بعكسِ الحُكاٍّمِ العربِ الصَّهاينةِ الآخرينَ الذينَ سيُلعَنُونَ على مدىِ التاريخِ.
رابعاً:
قدَّمتِ المُقاومةُ الإسلاميَّةُ في عالمِنا الإسلاميِّ، قوافلَ منَ الشُّهداءِ على دربِ تحريرِ فلسطينَ، وهمُ الآنَ قد تحوَّلوا إلى رُمُوزٍ، ومصابيحَ مُضيئةٍ لكُلِّ الأحرارِ في العالمِ، أمثالِ قائدِ الثورةِ الإيرانيَّةِ الفقيدِ / آيةِ اللهِ الخمينيِّ، -رحمةُ اللهِ عليهِ- الذي ما إن نجحتِ الثورةُ الإيرانيَّةُ في العامِ 1979م حتَّى قطعَ العلاقاتِ الدُّبلوماسيَّةَ والسِّياسيةَ والتِّجاريَّةَ والثقافيَّةَ مع الكيانِ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ، وحوَّلَ مُباشرةً سفارةَ الكيانِ إلى سفارةٍ لمُنظمةِ التَّحريرِ الفلسطينيَّةِ، وكذلكَ واصلَ من بعدِهِ القائدُ الإسلاميُّ الإيرانيُّ الكبيرُ / علي خامنئي، قائدُ الثورةِ الإيرانيَّةِ في الجُمهوريَّةِ الإسلاميَّةِ الإيرانيَّةِ، وكذلكَ الشَّهيدُ الحاجُ / قاسمُ سُليماني، والشَّهيدُ / أبو مَهدي المُهندسِ، والشَّهيدُ/ القائدُ / حسن نصرِ الله، والشَّهيدُ / هاشم صفيِّ الدِّين، والشَّهيدُ أحمد ياسين، والشَّهيدُ / عبدُالعزيزِ الرَّنتيسي، والشَّهيدُ الفقيدُ / جُورجُ حبشَ، والشَّهيدُ / أبو علي مُصطفى، والشَّهيدُ / إسماعيلُ هنيَّةُ، والشَّهيدُ / صالحُ العارُوري، والشَّهيدُ/ يحيى السِّنوَار، والشَّهيدُ/ صلاحُ خلف، والشَّهيد/ علي حسن سلامة، والشَّهيدُ/ يحيى عيَّاشُ، والشَّهيدُ/ سعيد صيام، والشَّهيدُ/ محمُود المبحُوح، والشَّهيدُ / نزار ريَّان، والشهيدُ / يوسفُ السوركجي، والشَّهيدُ / غسان كنفاني، والشَّهيدُ / كمال عدوانٍ، والشَّهيدُ / كمال ناصر، والشَّهيدُ / زهير مُحسن، والشَّهيدُ / خالد نزال، والشَّهيدُ / ماجد أبو شرار، والشَّهيدُ/ خليل الوزير “أبو جهاد“، والشَّهيدُ / عبَّاس الموسوي، الشَّهيدُ/ وديع حدَّاد، والشَّهيدُ/ فتحي الشَّقاقي، الشَّهيدُ/ مُبارك الحسنات، والشَّهيدُ/ عماد مغنية، والشَّهيدُ/ سمير القنطار، وهُناكَ كوكبةٌ طويلةٌ منَ الشُّهداءِ المُسلمينَ والعربِ يصعبُ حصرُهُم في مقالةٍ واحدةٍ للتدليلِ على عظمةِ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ الَّتي جاهدَ واستشهدَ من أجلِها هؤلاءِ القناديلُ المُضيئةُ المُشعَّةُ في سماءِ حُريَّةِ فلسطينَ كلِّ فلسطينَ.
خامِساً:
حينما تكُونَ المظلوميَّةُ واضحةً وبيِّنةً ولا لبسَ فيها كقضيَّةِ فلسطينَ، تكُونَ عبارةً عن نبراسٍ مُشعٍّ للأحرارِ فحسبُ، أمَّا خَوَنةُ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، فهمِ الذينَ يبيعونَ الحقَّ بالباطلِ وينصُرُونَ الظالمَ على المظلومِ ولا يُميِّزونَ بينَ الشُّمُوخِ والكبرياءِ وبينَ الانحطاطِ الأخلاقيِّ والفكريِّ والإنسانيِّ، من هُنا صمدَ المُجاهدُ البطلُ / جورج إبراهيم عبدالله لأكثرَ من أربعينَ عاماً، وهو ثابتٌ ثبات الجبالِ على الحقِّ الفلسطينيِّ العادِلِ.
سادِساً:
القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ العادلةُ وقفَ معها الأحرارُ في العالمِ من فنزويلا، وكوبا والبرازيلِ غرباً وجنوبِ أفريقيا والعديدِ منَ البلدانِ الأفريقيَّةِ جنوباً وجميعُ الأحرارِ المُواطنينَ في أورُوبا وأمريكا، وعددٍ منَ البلدانِ الآسيويَّةِ، جميعُهم خرجوا ويخرجُونَ بمئاتِ الآلافِ، وصُولاً إلى الملايينِ، يخرجُونَ، يتظاهُرونَ، ويحتجُّونَ ضدَّ حُكوماتِ بلدانهم وأجهزةُ البوليسِ تقمعُهُم، ومعَ ذلكَ لا يتوقَّفونَ عن الدَّعمِ والإسنادِ، وصُولاً إلى جمعِ التبرُّعاتِ لسدِّ رمقِ العيشِ لأهلِنا في قطاعِ غزَّةَ الذي يحاصره الكيان الصهيوني ويقطع عنه الماءِ والدَّواءِ، والرَّغيفِ وحليبِ الأطفالِ، والرأيُ العامُّ العالميُّ يُراقِبُ تظاهراتِ واحتجاجاتِ طُلابِ وطالباتِ الجامعاتِ العالميَّةِ، جميعُهم يخرجُون تضامُناً ودعماً للقضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، ويُدينونَ حربَ التجويعِ والتعطيشِ والإبادةِ الجماعيَّةِ للإنسانِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزَّةَ.
سابعاً:
في الوقتِ الذي يُعاني فيهِ المُواطنُ الفلسطينيُّ في قطاعِ غزَّةَ من حِصارٍ وحِرمانٍ من أبسطِ مُقوِّماتِ الحياةِ، تابعَ الرأيُ العامُّ العالميُّ باندهاشٍ وحَيْرَةٍ التصرُّفاتِ الرَّعناءَ والموقفَ المُذلَّ الهابطَ الذي أبداهُ الحُكَّامُ الخلايجةُ حينما كانوا كُرماءَ حدَّ السَّذاجةِ والسَّفهِ والجُنُونِ؛ لدفعِ تريليوناتِ الدولاراتِ للرئيسِ الأمريكيِّ / دونالدَ ترامب مع علمِهمُ الواضحِ أنهُ شريكٌ أساسيٌّ مع كيانِ العدوِّ الإسرائيليِّ في تجويعِ وقتلِ وتشريدِ أهلِنا الفلسطينيينَ في قطاعِ غزَّةَ والضَّفةِ الغربيَّةِ لنهرِ الأردنِ.
الحُكَّامُ الخلايجةُ الأَعْرَابُ يعرفونَ حقَّ المعرفةِ أنَّ أمريكا USA وحلفَ شمالِ الأطلسيِّ شُركاءُ أساسيُّونَ ومُباشرُونَ في الإبادةِ الجماعيَّةِ للفلسطينيينَ في جميعِ مراحلِ عُدوانِهم على الشَّعبِ الفلسطينيِّ.
الخُلاصةُ:
المُجاهدُ البطلُ المُقاومُ / جورج إبراهيم عبدُالله اللبنانيُّ المسيحيُّ المارُونيُّ الشَّهمُ، قدَّمَ درساً مجانيَّاً بليغاً في المعنى والدَّلالاتِ العظيمةِ، في معاني الكرامةِ والعزَّةِ والشَّرفِ تُجاهَ أنبلِ قضيَّةٍ إنسانيَّةٍ في تاريخِنا المُعاصرِ ألا وهي القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ العادلةُ، قدَّمَ هذا الدرسَ المجانيَّ للحُكَّامِ العربِ والمُسلمينَ السُّنَّةِ وهمُ الجُبناءُ المُتخاذلونَ الخَوَنَةُ تُجاهَ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ.
وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيْمٌ

*عضوُ المجلسِ السياسيِّ الأعلى

مقالات مشابهة

  • المقاومُ / جورج عبدُالله … حرٌ طليقٌ بعدَ 41 عاماً في الزَّنازينِ الفرنسيَّةِ
  • بعد 41 عامًا من الاعتقال في فرنسا.. «جورج إبراهيم عبد الله» يعود إلى بيروت
  • بعد 41 عامًا في السجون الفرنسية.. جورج عبدالله من القبيات: لبنان يُبنى بوحدته الوطنية
  • 41 عاما من الاعتقال.. من هو المناضل اللبناني جورج عبد الله؟
  • المناضل جورج عبد الله يعود إلى لبنان بعد 41 عامًا من الأسر في السجون الفرنسية
  • المناضل اللبناني​ جورج عبد الله: معيب أن يتفرج الملايين على أطفال غزة يموتون جوعًا
  • عاجل. المقاومة يجب أن تتصاعد.. جورج عبد الله حراً في بيروت بعد 40 عاماً في السجون الفرنسية
  • عاجل. هبوط الطائرة الفرنسية التي تقل اللبناني جورج عبدالله في بيروت
  • بعد الإفراج عنه.. قرار فرنسي عاجل بحق المناضل اللبناني جورج عبد الله
  • بعد أربعة عقود.. جورج عبدالله خارج السجن