41 عاما من الاعتقال.. من هو المناضل اللبناني جورج عبد الله؟
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
وصل المناضل الشيوعي اللبناني المؤيد للفلسطينيين جورج عبد الله إلى لبنان اليوم الجمعة، عقب إطلاق سراحه بعد أكثر من 41 عامًا من الاعتقال في فرنسا.
كان جورج إبراهيم عبد الله، البالغ من العمر 74 عامًا، يقضي حكمًا بالسجن المؤبد بتهمة التواطؤ في مقتل دبلوماسيين، أحدهما أمريكي والآخر إسرائيلي، في باريس عام 1982.
قضت محكمة الاستئناف في باريس الأسبوع الماضي بإمكانية إطلاق سراح عبد الله، المسجون في فرنسا منذ اعتقاله عام 1984، بشرط مغادرة البلاد وعدم العودة إليها.
حُكم على عبد الله بالسجن المؤبد عام 1987 بتهمة التواطؤ في اغتيال المقدم تشارلز راي، الملحق العسكري المساعد في الجيش الأمريكي، والدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف.
أصبح مؤهلًا للإفراج المشروط عام 1999، لكن طلباته المتعددة التي قدمها منذ ذلك الحين رُفضت.
في لبنان، اعتبر الكثيرون عبد الله سجينًا سياسيًا ورغم عدم إقامة أي احتفال رسمي بعودته، تجمع حشد من المؤيدين، بينهم عدد من أعضاء البرلمان، خارج مطار بيروت في انتظاره.
دقّ بعضهم الطبول رافعين أعلام الحزب الشيوعي الفلسطيني واللبناني ولافتة كُتب عليها: "جورج عبد الله حرّ - مناضل لبناني وفلسطيني ودولي على طريق تحرير فلسطين".
ووقف آخرون على طول الطريق السريع المؤدي إلى المطار، رافعين أعلام حزب الله.
انفجر الحشد بالهتاف لدى سماعهم بوصول الطائرة التي تقل عبد الله.
توقف عبد الله، مرتديًا وشاحًا فلسطينيًا وقميصًا أحمر، لفترة وجيزة لتحية أنصاره قبل أن يتوجه إلى مسقط رأسه القبيات، وهي قرية مسيحية في جبال شمال لبنان.
وفي حديثه للصحفيين لدى وصوله، دعا عبد الله الشعوب العربية إلى النزول إلى الشوارع احتجاجًا على معاناة الفلسطينيين في غزة، قائلًا: "أطفال غزة، جميعهم هياكل عظمية تمشي على الأرض، بينما ملايين العرب يكتفون بالمشاهدة".
ودعا إلى مواجهة إسرائيل، قائلاً إنها "تعيش آخر فصول وجودها".
ولم يصدر أي بيان رسمي من الولايات المتحدة أو إسرائيل بشأن إطلاق سراح عبد الله.
وجدد تأكيده على نهج المقاومة واستمراريته، قائلاً إن المقاومة مسمّرة في هذه الأرض، ولا يمكن اقتلاعها، وأضاف عبد الله أنه طالما هناك مقاومة، هناك عودة إلى الوطن، في إشارة إلى عودته من الأسر بعد أعوام طويلة إلى بلده لبنان، متوجهاً بالتحية إلى شهداء المقاومة واصفاً إياهم بالقاعدة الأساسية لأي فكرة تحرر، وشدد على أن المقاومة في فلسطين يجب أن تتصاعد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المناضل اللبناني جورج عبد الله جورج عبد الله محكمة الاستئناف في باريس الجيش الأمريكي الحزب الشيوعي الفلسطيني معاناة الفلسطينيين في غزة جورج عبد الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
المقاومُ / جورج عبدُالله … حرٌ طليقٌ بعدَ 41 عاماً في الزَّنازينِ الفرنسيَّةِ
للمُناضلينَ والمُجاهدينَ الأبطالِ من حولِ العالمِ، تُسجَّلُ لهُم سرديَّاتٌ تكادُ تكونُ خالدةً خُلودَ الدَّهرِ، ويستمرُّ ترديدُ أسمائِهم وذكرياتِهم ومآثرِهم وبُطولاتِهم في كلِّ الحقبِ والعُصُورِ والأزمانِ، ولا تنسى الشُّعوبُ هؤلاءِ الأفرادَ أو الأشخاصَ، وتبقى رمزيَّتُهُم وذكرياتُهم محفورةً بحُرُوفٍ من نورٍ في ذاكرةِ الزَّمانِ والأجيالِ مهما تعاقبتِ الأجيالُ والأزمنةُ وحتى الحضاراتُ المُتعاقبةُ.
وهناك رمزيَّةٌ ثابتةٌ لعنوانِ تلكَ الشَّخصياتِ والأفرادِ والجماعاتِ التي تتحوَّلُ إلى أساطيرَ وحكاياتٍ وسرديَّاتٍ خالدةٍ، لأنَّها ربطتْ جُلَّ أعمالِها وتجربتِها وذكرياتِها بقيمٍ ودُرُوسٍ وعِبرٍ عاليةِ القيمةِ والمُحتوى، تعتبرُها الأممُ والشُّعوبُ قيمةً ومضامينَ هي عاليةٌ في جوهرِ وطبيعةِ حياتِها ونشاطِها وقيمةِ سُلُوكِها وتصرُّفاتِها التي تتباهى بهِا بينَ أقرانِها منَ الأممِ والشُّعوبِ ذاتِ المنهجِ الحضاريِّ المُتقدِّمِ في هذهِ الحياةِ.
فقيمةُ الحُريَّةِ لا تُضاهيها قيمةٌ ومعنىً سامٍ في هذهِ الحياةِ، ومعاني مُجابهةِ ومُقاومةِ الظلمِ والاحتلالِ والاستعبادِ والقهرِ والعسفِ و (الاستعمارِ)، جميعُها مُفرداتٌ تتشابهُ إن لم نقلْ تتطابقُ مع تعميمِ الظُّلمِ والقهرِ والاستغلالِ، لذلك فالأحرارُ في الغالبِ هُم مَن يتقدَّمُون الصُّفوفَ، ويقودُون المسيراتِ ويحملون مشعل التنويرِ للجماهيرِ ولجُمُوعِ الأحرارِ في منطقتِهِم وشعبِهِم وقوميَّتِهِم ودينِهِم، وحتى طائفتِهِم الدِّينيَّةِ والمذهبيَّةِ، يقودُونهُم؛ لمُحاربةِ ذلكَ المُحتلِّ لبلدِهِم وشعبِهِم في أيِّ بُقعةٍ من هذا العالمِ الفسيحِ.
ولهذا قاومتِ الشُّعُوبُ الحُرَّةُ في جميعِ أنحاءِ العالمِ مراحلَ وقوى الاحتلالِ والاستعبادِ في كُلٍّ منَ الشَّعبِ الفيتناميِّ ضدَّ المُحتلِّ الأمريكيِّ، وكوريا ضدَّ الاحتلالِ الأمريكيِّ، وفرنسا في زمنِ النَّازيَّةِ ضدَّ النَّازيينَ الألمانِ، والشَّعب ِالجزائريِّ في مقاومةِ الاحتلالِ الفرنسيِّ، والشَّعبِ الأفغانيِّ في مُقاومةِ الإمبراطوريتينِ الرُّوسيَّةِ والأمريكيَّةِ، والشَّعبِ اليمنيِّ ضدَّ الاحتلالِ البريطانيِّ، والشَّعبِ العِراقيِّ ضدَّ الاحتلالِ الأمريكيِّ، والمُقاومةِ الفلسطينيَّةِ المُمتدَّةِ لأزيدَ من 100 عامٍ ضدَّ الاحتلالِ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ، والمُقاومةِ الإسلاميَّةِ اللبنانيَّةِ ضدَّ الاحتلالِ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ.
وبالمُناسبةِ للعلمِ فحسبُ فإنَّ الأحرارَ في جميعِ أرجاءِ العالمِ يتحدرونَ من جميعِ الأديانِ والطوائفِ والمذاهبِ والأعراقِ والألوانِ والمِللِ والنِّحلِ.
وفي هذهِ الأيامِ العظيمةِ، ونحنُ مازلنا نعيشُ آخرَ فُصُولِ معركةِ طُوفانِ الأقصى المُباركِ التي تقودُها المُقاومةُ العربيَّةُ الإسلاميَّةُ في المُحيطِ العربيِّ، وتحديداً في أرضِ فلسطينَ الطَّاهِرةِ، هذه المُقاومةُ التي يقودُها اليومَ اليمنُ العظيمُ، ومعه فصائلُ المُقاومةِ الفلسطينيَّةِ الإسلاميَّةِ والوطنيَّةِ، وكذلكَ المُقاومةُ اللبنانيَّةُ الإسلاميَّةُ والمقاومة العِراقيَّةُ، ومعهُم جمهوريَّةُ إيرانَ الإسلاميَّةُ حُكومةً وشعباً وقيادةً رُوحيَّةً، هذه المُقاومةُ التي تكالبتْ عليها الصُّهيونيةُ العالميَّةُ بقيادةِ أمريكا USA المُتوحشةِ والكيانِ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ العُدوانيّ، والتي تقودُ عُدواناً على قِطاعِ غزَّةَ منذُ 8 / أكتوبر / 2023م، وحتى لحظةِ كتابةِ مقالتِنا هذه في يومِ السَّبت المُوافقِ 19 / يوليو / 2025م، ومع حليفِها وشريكِها حِلفِ شمالِ الأطلسيِّ الصُّهيونيِّ والحُكَّامِ العربِ والمُسلمينَ الصَّهاينةِ.. هذا التَّحالفُ غيرُ المُقدَّسِ شنَّ عُدوانَهُ الوحشيَّ على قطاعِ غزَّةَ والضَّفةِ الفلسطينيَّةِ الغربيَّةِ، وعلى لبنانَ واليمنِ وعلى جُمهُوريَّةِ إيرانَ الإسلاميَّةِ.
في خضِّمِّ العُدوانِ والمُؤامرةِ الأمريكيَّةِ الإسرائيليَّةِ الصُّهيونيَّةِ ضدَّ شُعوبِنا العربيَّةِ والإسلاميَّةِ، يحلُّ يومُ الفرجِ على المُجاهدِ الفِدائيِّ الأسيرِ في سُجُونِ فرنسا المُتصهينةِ المُناضلِ / جُورجِ إبراهيم عبدِالله، ذلكَ المُناضلُ الصُّلبُ اللبنانيُّ المسيحيُّ المارُونيُّ الذي أمضى واحداً وأربعينَ عاماً في سُجُونِ ومُعتقلاتِ جُمهُوريَّةِ فرنسا الصُّهيونيَّةِ، ذلكَ الشَّابُّ المسيحيُّ المارُونيُّ المُنتسب ُإلى عُضويةِ الجبهةِ الشَّعبيةِ لتحريرِ فلسطينَ، والذي قاتلَ ببسالةٍ مع الثوارِ المُقاومينَ الفِدائيينَ الفلسطينيينَ منذُ سبعينيَّاتِ القرنِ العشرينَ.
ذلكَ الشَّابُّ اللبنانيُّ المسيحيُّ المارُونيُّ الوسيمُ الذي أُدخلَ عُنوةً في زنازينِ الطُّغاةِ الفرنسيينَ والأمريكانِ الصَّهاينةِ في العامِ 1984م، والذينَ ادَّعوا أنَّ المُناضلَ الفِدائيَّ جُورج عبدِالله ساعدَ وساهمَ في اغتيالِ المُلحقِ العسكريِّ الأمريكيِّ / تشارلزَ راي والدبلوماسيِّ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ / ياكوفَباريسمانتوف، وتمَّ إيداعُهُ خلفَ القُضبانِ لـ 41 عاماً بالوفاءِ والتَّمامِ، وكانَ بمثابةِ البطلِ العربيِّ المُقاومِ الذي أمضى كُلَّ هذهِ الفترةِ الزَّمنيَّةِ خلفَ قضبانِ فرنسا المُتواطئةِ مع الكيانِ الصُّهيونيّ الإسرائيليِّ.
ماهيَ الدُّرُوسُ والعِبرُ من هذا الصُّمُودِ الأسطوريِّ للمُناضلِ المُقاومِ الذي ثبتَ على موقفِهِ أمامَ المُحقِّقِ الفرنسيِّ، وأمضى كُلَّ تلكَ العقُودِ الأربعةِ بثباتِ الرِّجالِ وشُمُوخِ الجبالِ، وبمعنويَّةٍ فولاذيَّةٍ مُقاومةٍ؟
أوَّلاً:
كانتْ وماتزالُ القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ – بجميعِ أبعادِها العربيَّةِ والإسلاميَّة ِوالإنسانيَّةِ والدِّينيَّةِ والأخلاقيَّةِ – هي العنوانَ الأبرزَ في القرنِ العشرينَ ومطلعِ القرنِ الحادي والعشرينَ، لما مثلتْهُ من ظُلمٍ تاريخيٍّ وإنسانيٍّ للإنسانِ الفلسطينيِّ الذي هُجِّرَ وأُبعدَ وشُرِّدَ وطُرِدَ إلى جميعِ أصقاعِ العالمِ، وكانَتْ بمثابةِ المظلوميَّةِ العالميَّةِ التي تُلهمُ جميعَ الأحرارِ من عربٍ وعَجَمٍ، ومن جميعِ أنواعِ البشرِ في هذا العالمِ، ومثَّلتْ فلسطينُ وحدَها بوصلةَ نضالٍ وجهادٍ ومُقاومةِ الأحرارِ في العالمِ، وليسَت هناكَ قضيَّةٌ تُشبهُها، ولن تكُونَ إلا فلسطينَ العظيمةَ، هي البوصلةُ الصِّحيَّةُ والوحيدةَ لجميعِ الأحرارِ من جميعِ القوميَّاتِ، والمِللِ والنِّحلِ.
ثانياً:
تمتْ زراعةُ هذا الجسمِ الصُّهيونيِّ الغريبِ والطَّارئِ في أرضٍ ليستْ بأرضِهِ، وفي مُحيطٍ اجتماعيٍّ ليسَ بمُحيطِهِ، وفي بيئةٍ ثقافيَّةٍ ليستْ بثقافتِهِ، وفي بيئةٍ دينيَّةٍ ليستْ بدينِهِ، زُرِعَ من قبلِ الغربِ الأورُّوبيِّ الأمريكيِّ الصُّهيونيِّ في هذهِ الجُغرافيا المُقدَّسةِ لجميعِ العربِ والمُسلمينَ والمسيحيينَ، هذهِ حقيقةٌ لا يُدركُها سوى الأحرارِ العربِ من جميعِ الدِّياناتِ.
ثالثاً:
لقد قدَّمَ الأحرارُ العربُ والمُسلمُونَ المُقاومُونَ للمشرُوعِ الأمريكيِّ الصُّهيونيِّ في المنطقةِ، قوافلَ منَ الشُّهداءِ تُجاهَ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، وللأسفِ لم يُقدِّمِ الحُكَّامُ العربُ منَ المُحيطِ إلى الخليجِ أيةَ تضحياتٍ تُذكرُ تُجاهَ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ سوى نفرٍ بعددِ أصابعِ اليدِ الواحدةِ فحسبُ، وفي مُقدِّمتِهم خالدُ السِّفُرِ والذِّكرِ الزَّعيمُ / جمالُ عبدِالنَّاصرِ، والزَّعيمُ العُرُوبيُّ / صدَّامُ حُسينَ الذي أعدمتْهُ الولاياتُ المُتحدةُ الأمريكيَّةُ، والزَّعيمُ العُرُوبيُّ / مُعمَّرُ القذَّافي الذي أعدمتْهُ قوَّاتُ حلفِ شمالِ الأطلسيِّ العُدوانيةُ، والزَّعيمُ العُرُوبيُّ / هواريُ بومدينَ الذي مات َشهيداً مسمُوماً؛ بسببِ موقفِهِ، والرَّئيسُ / ياسرُ عرفاتُ “أبو عمَّارٍ” الذي مات َمسمُوماً من قبلِ المُوسادِ الصُّهيونيِّ، والزَّعيمُ العُرُوبيُّ / حافظُ الأسدِ الذي ماتَ، والعدوُّ الإسرائيليُّ الصُّهيونيُّ يتمنَّى منهُ أن يُوقِّعَ على وثيقةِ التَّطبيعِ والتَّنازُلِ عن فلسطينَ العظيمةِ، كبقيَّةِ الخَوَنَةِ منَ القادةِ العربِ الذينَ طبَّعُوا، وباعوا القضيَّةَ الفلسطينيَّةَ برُمَّتِها، والرَّئيسُ السُّوريُّ / بشَّارُ الأسدِ الذي لم يساومْ على القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ ورفضَ إملاءاتِ الأمريكانِ بالتوجُّهِ لتوقيعِ وثيقةِ التَّطبيعِ مع الكيانِ الصُّهيونيِّ، وفضَّلَ المُقاومةَ إلى آخرِ يومٍ من حُكمِهِ وسُلطتِهِ، والذي تكالبتْ عليهِ القوى الصُّهيونيةُ الأمريكيَّةُ والتُّركيَّةُ والعربيَّة، والرئيسُ اليمنيُّ / علي ناصرُ مُحمَّد الذي رفضَ التَّطبيعَ مع الكيانِ الإسرائيليِّ.
هؤلاءِ القادةُ العربُ هم رمزُ المُقاومةِ الحُرَّةِ التي أبتْ أن تتعاملَ مع الكيانِ، وأبتِ التَّطبيعَ بعكسِ الحُكاٍّمِ العربِ الصَّهاينةِ الآخرينَ الذينَ سيُلعَنُونَ على مدىِ التاريخِ.
رابعاً:
قدَّمتِ المُقاومةُ الإسلاميَّةُ في عالمِنا الإسلاميِّ، قوافلَ منَ الشُّهداءِ على دربِ تحريرِ فلسطينَ، وهمُ الآنَ قد تحوَّلوا إلى رُمُوزٍ، ومصابيحَ مُضيئةٍ لكُلِّ الأحرارِ في العالمِ، أمثالِ قائدِ الثورةِ الإيرانيَّةِ الفقيدِ / آيةِ اللهِ الخمينيِّ، -رحمةُ اللهِ عليهِ- الذي ما إن نجحتِ الثورةُ الإيرانيَّةُ في العامِ 1979م حتَّى قطعَ العلاقاتِ الدُّبلوماسيَّةَ والسِّياسيةَ والتِّجاريَّةَ والثقافيَّةَ مع الكيانِ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ، وحوَّلَ مُباشرةً سفارةَ الكيانِ إلى سفارةٍ لمُنظمةِ التَّحريرِ الفلسطينيَّةِ، وكذلكَ واصلَ من بعدِهِ القائدُ الإسلاميُّ الإيرانيُّ الكبيرُ / علي خامنئي، قائدُ الثورةِ الإيرانيَّةِ في الجُمهوريَّةِ الإسلاميَّةِ الإيرانيَّةِ، وكذلكَ الشَّهيدُ الحاجُ / قاسمُ سُليماني، والشَّهيدُ / أبو مَهدي المُهندسِ، والشَّهيدُ/ القائدُ / حسن نصرِ الله، والشَّهيدُ / هاشم صفيِّ الدِّين، والشَّهيدُ أحمد ياسين، والشَّهيدُ / عبدُالعزيزِ الرَّنتيسي، والشَّهيدُ الفقيدُ / جُورجُ حبشَ، والشَّهيدُ / أبو علي مُصطفى، والشَّهيدُ / إسماعيلُ هنيَّةُ، والشَّهيدُ / صالحُ العارُوري، والشَّهيدُ/ يحيى السِّنوَار، والشَّهيدُ/ صلاحُ خلف، والشَّهيد/ علي حسن سلامة، والشَّهيدُ/ يحيى عيَّاشُ، والشَّهيدُ/ سعيد صيام، والشَّهيدُ/ محمُود المبحُوح، والشَّهيدُ / نزار ريَّان، والشهيدُ / يوسفُ السوركجي، والشَّهيدُ / غسان كنفاني، والشَّهيدُ / كمال عدوانٍ، والشَّهيدُ / كمال ناصر، والشَّهيدُ / زهير مُحسن، والشَّهيدُ / خالد نزال، والشَّهيدُ / ماجد أبو شرار، والشَّهيدُ/ خليل الوزير “أبو جهاد“، والشَّهيدُ / عبَّاس الموسوي، الشَّهيدُ/ وديع حدَّاد، والشَّهيدُ/ فتحي الشَّقاقي، الشَّهيدُ/ مُبارك الحسنات، والشَّهيدُ/ عماد مغنية، والشَّهيدُ/ سمير القنطار، وهُناكَ كوكبةٌ طويلةٌ منَ الشُّهداءِ المُسلمينَ والعربِ يصعبُ حصرُهُم في مقالةٍ واحدةٍ للتدليلِ على عظمةِ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ الَّتي جاهدَ واستشهدَ من أجلِها هؤلاءِ القناديلُ المُضيئةُ المُشعَّةُ في سماءِ حُريَّةِ فلسطينَ كلِّ فلسطينَ.
خامِساً:
حينما تكُونَ المظلوميَّةُ واضحةً وبيِّنةً ولا لبسَ فيها كقضيَّةِ فلسطينَ، تكُونَ عبارةً عن نبراسٍ مُشعٍّ للأحرارِ فحسبُ، أمَّا خَوَنةُ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، فهمِ الذينَ يبيعونَ الحقَّ بالباطلِ وينصُرُونَ الظالمَ على المظلومِ ولا يُميِّزونَ بينَ الشُّمُوخِ والكبرياءِ وبينَ الانحطاطِ الأخلاقيِّ والفكريِّ والإنسانيِّ، من هُنا صمدَ المُجاهدُ البطلُ / جورج إبراهيم عبدالله لأكثرَ من أربعينَ عاماً، وهو ثابتٌ ثبات الجبالِ على الحقِّ الفلسطينيِّ العادِلِ.
سادِساً:
القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ العادلةُ وقفَ معها الأحرارُ في العالمِ من فنزويلا، وكوبا والبرازيلِ غرباً وجنوبِ أفريقيا والعديدِ منَ البلدانِ الأفريقيَّةِ جنوباً وجميعُ الأحرارِ المُواطنينَ في أورُوبا وأمريكا، وعددٍ منَ البلدانِ الآسيويَّةِ، جميعُهم خرجوا ويخرجُونَ بمئاتِ الآلافِ، وصُولاً إلى الملايينِ، يخرجُونَ، يتظاهُرونَ، ويحتجُّونَ ضدَّ حُكوماتِ بلدانهم وأجهزةُ البوليسِ تقمعُهُم، ومعَ ذلكَ لا يتوقَّفونَ عن الدَّعمِ والإسنادِ، وصُولاً إلى جمعِ التبرُّعاتِ لسدِّ رمقِ العيشِ لأهلِنا في قطاعِ غزَّةَ الذي يحاصره الكيان الصهيوني ويقطع عنه الماءِ والدَّواءِ، والرَّغيفِ وحليبِ الأطفالِ، والرأيُ العامُّ العالميُّ يُراقِبُ تظاهراتِ واحتجاجاتِ طُلابِ وطالباتِ الجامعاتِ العالميَّةِ، جميعُهم يخرجُون تضامُناً ودعماً للقضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، ويُدينونَ حربَ التجويعِ والتعطيشِ والإبادةِ الجماعيَّةِ للإنسانِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزَّةَ.
سابعاً:
في الوقتِ الذي يُعاني فيهِ المُواطنُ الفلسطينيُّ في قطاعِ غزَّةَ من حِصارٍ وحِرمانٍ من أبسطِ مُقوِّماتِ الحياةِ، تابعَ الرأيُ العامُّ العالميُّ باندهاشٍ وحَيْرَةٍ التصرُّفاتِ الرَّعناءَ والموقفَ المُذلَّ الهابطَ الذي أبداهُ الحُكَّامُ الخلايجةُ حينما كانوا كُرماءَ حدَّ السَّذاجةِ والسَّفهِ والجُنُونِ؛ لدفعِ تريليوناتِ الدولاراتِ للرئيسِ الأمريكيِّ / دونالدَ ترامب مع علمِهمُ الواضحِ أنهُ شريكٌ أساسيٌّ مع كيانِ العدوِّ الإسرائيليِّ في تجويعِ وقتلِ وتشريدِ أهلِنا الفلسطينيينَ في قطاعِ غزَّةَ والضَّفةِ الغربيَّةِ لنهرِ الأردنِ.
الحُكَّامُ الخلايجةُ الأَعْرَابُ يعرفونَ حقَّ المعرفةِ أنَّ أمريكا USA وحلفَ شمالِ الأطلسيِّ شُركاءُ أساسيُّونَ ومُباشرُونَ في الإبادةِ الجماعيَّةِ للفلسطينيينَ في جميعِ مراحلِ عُدوانِهم على الشَّعبِ الفلسطينيِّ.
الخُلاصةُ:
المُجاهدُ البطلُ المُقاومُ / جورج إبراهيم عبدُالله اللبنانيُّ المسيحيُّ المارُونيُّ الشَّهمُ، قدَّمَ درساً مجانيَّاً بليغاً في المعنى والدَّلالاتِ العظيمةِ، في معاني الكرامةِ والعزَّةِ والشَّرفِ تُجاهَ أنبلِ قضيَّةٍ إنسانيَّةٍ في تاريخِنا المُعاصرِ ألا وهي القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ العادلةُ، قدَّمَ هذا الدرسَ المجانيَّ للحُكَّامِ العربِ والمُسلمينَ السُّنَّةِ وهمُ الجُبناءُ المُتخاذلونَ الخَوَنَةُ تُجاهَ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ.
وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيْمٌ
*عضوُ المجلسِ السياسيِّ الأعلى