رسالة إلى من يهمه الأمر.. المسجد الحسيني
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
صراحة نيوز- زيدون الحديد
رسالة اليوم أوجهها إلى الجهة المعنية عن ترميم المعلم الديني والتاريخي والمعماري الأبرز في عمان، والذي تمتزج فيه بساطة منطقة وسط البلد مع ماضيها وحاضرها ؛ حيث يتناغم سحر قلب المدينة القديم مع ما شهدته عمان من تطور وحداثة.
هذا المعلم التاريخي الذي بُني في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بهندسة راشدية تحمل عبق التاريخ منذ نحو أربعة عشر قرنا، يشكو فيه مصلوه ورواده من تأخر عملية ترميمه، والتي استأنفت بعد الزيارة الملكية التفقدية للمسجد الذي نشب الحريق به في منتصف العام 2019 ، فكان الحرص الملكي حاضراً لإعادة تأهيل هذا المعلم الديني والتاريخي بما يليق فيه وبمكانه الإسلامي.
تفاصيل الرسالة التي أود وضعها بين يدي الجهات المعنية عن ترميم وصيانة المسجد الحسيني في العاصمة عمان يأتي مضمونها عبر قصة زيارتي الأخيرة لوسط المدينة قبل أيام.
فأثناء زيارتي وتواجدي في وسط البلد لشراء بعض الاحتياجات من سوق السكر والتبضع من محلات عمارة الشابسوغ وتناول الكنافة من حبيبة، كما يفعل الأردنيون في زياراتهم لوسط المدينة، وإذا بوقت صلاة المغرب يدخل علي، فأهم بعده للذهاب الى المسجد الحسيني العريق والصلاة فيه كونه جزءا مهما من الزيارة ويمنحها طابعا روحانيا جميلا.
وبعد دخولي إلى المسجد وفراغي من صلاة التحية جلست متأملا في زوايا وتفاصيل هذا المبنى العريق وأثناء تأملي وتفقدي له ، فإذا برجل طاعن بالسن يحدق بي ويقول: هذه أول زيارة لك يا بني؟
فأجبته: لا ولكن منذ فترة طويلة لم أدخل المسجد.
فقال: أنا لي أكثر من أربعين سنه أصلي به.
فأجبته: ما شاء الله، ثم سألته: كيف ترى المسجد بعد أربعين سنه من الصلاة فيه.
فأجابني: والله حزين عليه يا بني ، فقلت له: لماذا ؟
فأجابني: أترى عملية الترميم والصيانة التي يمر بها المسجد.
فأجبنته: نعم.
فقال: هذه الصيانة مر على موعد الانتهاء منها أكثر من عام ونحن كمصلين نجد صعوبة في الدخول إلى المسجد، ولعلك أثناء دخولك إليه قد تلمست ضيق الممر الفرعي وتعرجاته عوضاً عن الساحة الخارجية التي لم نعد نستغلها بسبب الآلات الموجودة فيها.
فأجبته: نعم صحيح، لكن ما الحل؟ هل خاطبتم أحدا للإسراع بالعمل؟
فأجاب: نحن ما بنعرف ناس «خليها على الله».
لينتهي هذا الحديث البسيط والقصير والعميق في معانيه والذي دار بيننا بسبب إقامة صلاة المغرب ليذهب كل منا إلى صفه وأداء فريضته.
وعند خروجي من المسجد لاحظت بالفعل صحة كل ما قاله الرجل من اكتظاظ وصعوبة في الدخول والخروج من المسجد نتيجة التزاحم في الممر لضيقه وتعرج أرضيته، لتنتهي زيارتي لوسط المدينة متوجهاً إلى السيارة والعودة للمنزل.
وهنا في نهاية رسالتي أود أن أسلط الضوء على هذا الملف ولفت أنظار كل من يهمه الأمر بغض النظر عن صعوبة التعامل مع صيانة المسجد كونه تاريخيا وبحجة طبيعة التعامل معه، فالجهة المعنية بترميمه واجب عليها الوقوف على حل هذه المشكلة والإسراع في صيانة المسجد كونه يعتبر المعلم الديني والتاريخي الأهم في الأردن.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا عربي ودولي أقلام منوعات أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام عربي ودولي أقلام منوعات أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
صرخة إلى الأنظمة العربية والإسلامية: اسندوا الأمر أهله
مبارك حزام العسالي
“إسناد الأمر إلى أهله” ليس مجرد عبارة عابرة، بل هو مفهوم راسخ الجذور في أعماق الفكر الإسلامي والحكمة الإنسانية جمعاء. إنه المبدأ الذي يقوم على تكليف المسؤوليات والمهام، صغيرها وكبيرها، للأشخاص الذين يمتلكون الكفاءة والقدرة اللازمة لإدارتها واتخاذ القرارات الصائبة بشأنها؛ إنه حجر الزاوية في بناء مجتمع منظم وعادل، مجتمع تُوزع فيه الأمانات على أساس الجدارة والاستحقاق، لا على أساس المحسوبية أو القرابة أو أي اعتبارات أخرى لا تمت للكفاءة بصلة.
من هذا المنطلق، وفي ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة، يرتفع صوت من اليمن، المثخن بالجراح والرازح تحت وطأة الحرب والحصار، ليُجلجل في آذان الأنظمة العربية والإسلامية: حان الوقت لتسليم الإمكانيات والقدرات العسكرية لليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، لكي يقوم بتوظيفها في مكانها الصحيح.
إن اليمن، رغم كل التحديات والصعاب التي تواجهه، يقف اليوم شامخًا، مساندًا للقضية الفلسطينية ولأهل غزة بكل ما أوتي من قوة.
تاريخٌ جديد يُسطر بأحرف من نور، يشهد على صلابة هذا الشعب وإيمانه العميق بقضايا أمته، وعلى استعداده للتضحية في سبيل الحق والعدل، رغم شح الموارد والحصار الخانق المفروض عليه.
في المقابل، ماذا سيحفظ التاريخ لتلك الأنظمة العربية والإسلامية التي آثرت الصمت والخذلان؟
كيف ستنظر الأجيال القادمة إلى هذا العجز المخزي عن نصرة الأشقاء في غزة؟
لا شك أن التاريخ سيسجل بأحرف سوداء صفحة مليئة بالخزي والعار والذل، صفحة ستلاحقهم وصمة عارها إلى الأبد.
إن السكوت عن الظلم ليس خيارًا، والتقاعس عن نصرة المظلوم ليس موقفًا مشرفًا. إن الله سائل كل ذي سلطان عن رعيته، وكل من امتلك القدرة ولم يحرك ساكنًا لنصرة الحق. إن العقاب الإلهي العادل قادم لا محالة، وسيُسأل المتخاذلون عن صمتهم وعن تخاذلهم.
إن إسناد الأمر إلى أهله في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، يعني تمكين القيادة اليمنية التي أثبتت بالفعل صدق نواياها وجرأتها في نصرة الحق، من استخدام القدرات المتاحة لخدمة هذه القضية العادلة.
إنها دعوة إلى الصحوة، دعوة إلى تحمل المسؤولية التاريخية، ودعوة إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه الظلم والعدوان.
فلينظر قادة الأمة العربية والإسلامية إلى اليمن، هذا البلد الصامد الذي يقدم أروع الأمثلة في التضحية والفداء، وليتعلموا منه معنى العزة والكرامة. وليعلموا أن التاريخ لا يرحم الصامتين، وأن المستقبل لا يحمل في طياته إلا الخزي والعار للمتخاذلين.
إنها لحظة الحقيقة، لحظة تتطلب شجاعة القرار وحكمة التصرف؛ فهل ستستجيب الأنظمة العربية والإسلامية لنداء الواجب والتاريخ، وتُسند الأمر إلى أهله، أم ستختار أن تبقى حبيسة صمتها المخزي، لتسجل على نفسها وعلى أجيالها القادمة صفحة سوداء لن تمحوها الأيام ؟!