اتهم الادعاء الأميركي المغني شون كومز -المعروف بـ"ديدي"- بمحاولة الوصول إلى شهود محتملين والتأثير على الرأي العام من داخل السجن، في محاولة للتأثير على المحلفين المحتملين في محاكمته المتعلقة بالاتجار بالبشر لأغراض جنسية، وفقًا لوثيقة قضائية قدمها الادعاء حث فيها القاضي على رفض طلب الإفراج بكفالة.

وتم تقديم هذه الاتهامات الحكومية يوم الجمعة الماضي في محكمة فدرالية بمانهاتن، ضمن وثيقة تعارض طلب كومز الأخير للإفراج بكفالة بقيمة 50 مليون دولار.

ومن المقرر عقد جلسة استماع حول الكفالة الأسبوع المقبل.

وكتب الادعاء في وثيقة القضية أن مراجعة للمكالمات الهاتفية المسجلة التي أجراها "ديدي" من السجن أظهرت أنه طلب من أفراد عائلته التواصل مع ضحايا وشهود محتملين، وحثهم على "صياغة روايات" للتأثير على لجنة المحلفين. وأضاف الادعاء أنه شجع أيضًا على تنفيذ إستراتيجيات تسويق تهدف إلى تغيير الرأي العام.

وجاء في الوثيقة، "أظهر المتهم مرارًا -حتى وهو رهن الاحتجاز- أنه سينتهك القواعد بشكل صارخ ومتكرر للتأثير بشكل غير قانوني على نتيجة قضيته. بعبارة أخرى، أظهر المتهم أنه لا يمكن الوثوق به للالتزام بالقواعد أو الشروط".

وأضاف الادعاء أنه يمكن الاستنتاج من سلوك "ديدي" أنه يسعى إلى ابتزاز الضحايا والشهود لإجبارهم على التزام الصمت أو الإدلاء بشهادات تساعد في الدفاع عنه.

وفي الوقت الذي لم يرد محامو كومز فيه على طلبات للتعليق، أشار الادعاء إلى أن كومز، البالغ من العمر 55 عامًا، بدأ في خرق القواعد تقريبًا فور احتجازه في مركز الاحتجاز ببروكلين بعد اعتقاله في سبتمبر/أيلول الماضي.

محامو "ديدي" طالبوا بالإفراج عنه لمساعدته على التحضير لمحاكمته المقررة في مايو/أيار المقبل (غيتي)

وقد دفع ببراءته من التهم الموجهة إليه، والتي تشمل أنه أجبر وأساء معاملة النساء لسنوات بمساعدة شبكة من المعاونين والموظفين، بينما عمل على إسكات الضحايا من خلال الابتزاز والعنف، بما في ذلك الاختطاف، وإشعال الحرائق، والاعتداء الجسدي.

وخلص قاضيان إلى أن كومز يشكل خطرًا على المجتمع واحتمالية كبيرة للهرب، وقدم محاموه مؤخرًا طلبًا ثالثًا للإفراج بكفالة بعد رفض طلبين سابقين، بما في ذلك اقتراح كفالة بقيمة 50 مليون دولار.

وفي طلبهم الأخير، أشار المحامون إلى وجود تغييرات في الظروف، بما في ذلك أدلة جديدة، قالوا إنها تجعل من المنطقي الإفراج عن "ديدي" لمساعدته على التحضير لمحاكمته المقررة في مايو/أيار المقبل.

ولكن الادعاء قال إن محامي الدفاع صاغوا اقتراح الكفالة الأخير باستخدام أدلة كان الادعاء قد قدمها لهم، وإن هذه المواد كانت معروفة لمحامي الدفاع عند تقديم الطلبات السابقة.

وفي وثيقتهم، أكد الادعاء أن سلوك كومز داخل السجن يدل على ضرورة استمرار احتجازه.

على سبيل المثال، ذكر الادعاء أن كومز طلب من أفراد عائلته التخطيط لحملة على وسائل التواصل الاجتماعي حول عيد ميلاده "بهدف التأثير على هيئة المحلفين المحتملة في هذه القضية الجنائية".

وأفاد الادعاء بأنه شجع أولاده على نشر مقطع فيديو على حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي يظهرهم وهم يحتفلون بعيد ميلاده.

وأضافوا أنه تابع بعد ذلك تحليلات الفيديو، بما في ذلك تفاعل الجمهور، من داخل السجن، وناقش بوضوح مع عائلته كيفية ضمان أن يحقق الفيديو التأثير الذي يرغب فيه على أعضاء هيئة المحلفين المحتملين في هذه القضية.

وزعمت الحكومة أيضًا أن "ديدي" أوضح خلال مكالمات أخرى نيته نشر معلومات بشكل مجهول يعتقد أنها ستساعد دفاعه ضد التهم الموجهة إليه.

وجاء في الوثيقة، "تتضمن جهود المتهم للتأثير على نزاهة هذه الإجراءات محاولات مستمرة للتواصل مع شهود محتملين، بمن فيهم ضحايا إساءته الذين يمكن أن يقدموا شهادات قوية ضده".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الادعاء أن بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

 علاقات التأثير المتبادل بين الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس الحديثة 1/3

عبيدلي العبيدلي

خبير إعلامي

 

يرسم تقاطع الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس الحديثة حدودًا ديناميكية في التطور التعليمي. فبعيدًا عن نموذج استبدال الأدوات البسيط، تتميز هذه العلاقة بتأثير متبادل عميق. توفر طرق التدريس الحديثة الإطار الفلسفي والمنهجي الذي يوجه التطبيق الأخلاقي والفعال لنظام الذكاء الاصطناعي. وعلى نحو موازٍ، يوفر الذكاء الاصطناعي، من جانبه، قدرات غير مسبوقة في وسعها تمكين المبادئ الأساسية للتعليم الحديث، وتعزيزها وحتى تحديها.

تستكشف هذه المقالة العلاقة المعقدة ثنائية الاتجاه، وتدرس كيف يشكل الذكاء الاصطناعي ممارسات التدريس الحديثة وكيف تقوم الفلسفات التربوية الحديثة، بدورها، في تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي التعليمي.

هنا نحن نقوم بتحليل مجالات التأثير الرئيسية، بما في ذلك التخصيص، وتطوير المعلم، وتحويل التقييم، وإمكانية الوصول، والاعتبارات الأخلاقية. إن أهم التطورات التعليمية تكمن في التكامل المدروس لنظام الذكاء الاصطناعي داخل الأطر الحديثة، مسترشدة بالقيم التي تركز على الإنسان.

 

الثورات المتقاربة

تعطي طرق التدريس الحديثة بما فيها تلك التي تقوم على مفاهيم المدرسة البنائية، والتعلم القائم على المشاريع (PBL)، والتعلم القائم على الاستفسار، والتعليم المتمايز، والتعلم الاجتماعي العاطفي (SEL)، والأساليب التي تركز على الطالب، وتوليه الأولوية لبناء المعرفة النشط، والتفكير النقدي، والتعاون، والتحفيز الجوهري وتطوير الطلاب الشامل على نقل المعرفة السلبية.

وبالقدر ذاته، ينضج الذكاء الاصطناعي، وخاصة التعلم الآلي (ML) ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP) وتحليلات البيانات، بسرعة، مما يوفر إمكانات للتعرف على الأنماط، والتنبؤ، والأتمتة، والتفاعل التكيفي.

 

لقد أضحى التقارب بين التأثير المتبادل، وطرق التدريس الحديثة أمرًا لا مفر منه. ومع ذلك، فإن العلاقة ليست مجرد الحتمية التكنولوجية (الذكاء الاصطناعي يملي علم أصول التربية)، ولا المثالية التربوية البحتة (علم أصول التدريس الذي يملي تصميم التكنولوجيا بغض النظر عن الجدوى). إنه عملية جدلية معقدة تجسد بعمق التأثير هذا التأثير المتبادل الذي نتناوله. إذ تتطلب طرق التدريس الحديثة وظائف معينة من الذكاء الاصطناعي، بينما تعيد قدرات وقيود الذكاء الاصطناعي تشكيل التنفيذ العملي والنطاق المحتمل لهذه الأصول.

 

تأثير طرق التدريس الحديثة على تطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقه

التعليم الحديث ليس مجرد مستخدم لجهاز الذكاء الاصطناعي. إنه بمثابة بوصلة تصميم حاسمة وقيد أخلاقي، قادران على توليد التأثير الجدلية التي نتحدث عنها في هذا المجال، من خلال:

 

الطلب على الشخصنة والتمايز: تؤكد المبادئ الحديثة الأساسية على تلبية احتياجات الطلاب الفردية وأساليب التعلم والخطوات. هذا يدفع بشكل مباشر البحث والتطوير في الذكاء الاصطناعي نحو أنظمة التعلم التكيفية المتطورة، القادرة على بناء معادلة مثل هذه العلاقة التبادلية المعقدة.

تتجاوز هذه الأنظمة التفرع البسيط، على سبيل المثال، "إذا كان التطبيق خطأ، فبادر بالانتقال إلى الدرس العلاجي". أو إلى النماذج المعقدة التي تتنبأ بمسارات التعلم المثالي، وتوصيات الموارد، ومستويات التحدي "في الوقت الفعلي"، بناء على التحليل المستمر لتفاعلات الطلاب والأداء البيداغوجي. تجسد منصات مثل ** Century Tech ** أو "Learning DreamBox” ذلك. حيث تجسد المثل الأعلى الحديث المتمثل في تكييف التعليم مع الفرد.

التركيز على المهارات العليا: تعطي الأساليب الحديثة الأولوية للتفكير النقدي والإبداع والتعاون وحل المشكلات على الحفظ عن ظهر قلب. هذا يتطلب الأمر اللجوء المستمر إلى أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتجاوز التدريبات والممارسة الأساسية، من خلال الاستعانة بأنظمة ومنصات الذكاء الاصطناعي التي تدعم: إدارة المشاريع المعقدة: هنا يستدعي الأمر اللجوء إلى خبراء الذكاء الاصطناعي، ومن هم على شاكلتهم، كي يساعدوا الطلاب على تنظيم المهام والجداول الزمنية والموارد داخل بيانات (PBL)  Project Based Learning. أنظمة التدريس الذكية (ITS) للتفكير: أنظمة التدريس الذكية التي توجه الطلاب خلال عمليات حل المشكلات المعقدة باستخدام الاستجواب السقراطي، بدلا من مجرد تقديم إجابات تجريدية (على سبيل المثال، أنظمة الرياضيات أو الاستفسار العلمي). تسهيل التعاون: يحلل الذكاء الاصطناعي ديناميكيات المجموعة في مساحات العمل الرقمية، ويقترح الاستعانة بالربط المنطقي المتبادل، أو يحدد مكامن عطل الاتصال، أو يوصي بالموارد القادرة على تحاوز حظر التقدم التعاوني. التركيز على التقييم التكويني والتغذية الراجعة: يتطلب الأمر هنا اللجوء إلى التعليم التدريجي، القائم على التقييم التشخيصي المستمر للتعلم على الاختبار التلخيصي عالي المخاطر. هنا يتفوق الذكاء الاصطناعي في تقديم إرشادات واضحة وفورية ودقيقة وقابلة للتنفيذ على نطاق واسع. ويمكن للبرمجة اللغوية العصبية تحليل كتابات الطلاب من حيث الهيكل والجدل والقواعد. كما يمكن لرؤية الحاسوب تقييم المخططات المعقدة أو المهارات البدنية (على سبيل المثال، في المختبرات أو الفنون). يتيح ذلك المثل الأعلى التدريجي للتغذية الراجعة كأداة للنمو، وليس فقط للحكم فقط. وكالة الطلاب وما وراء المعرفة (PNL): تهدف الأساليب الحديثة إلى تطوير المتعلمين الموجه للنمو، وليس أن يدعم الذكاء الاصطناعي. ويتم ذلك من خلال: لوحات معلومات تحليلات التعلم: تزويد الطلاب بتصورات يمكن الوصول إليها لتقدمهم ونقاط قوتهم وضعفهم وأنماط التعلم، وتعزيز الوعي ما وراء المعرفي.  تحديد الأهداف والتخطيط المدعوم بالذكاء الاصطناعي: أدوات تساعد الطلاب على تحديد أهداف تعليمية واقعية وتخطيط مسارات لتحقيقها، بناء على بياناتهم ومتطلبات المناهج الدراسية. محركات التوصية للاستكشاف: اقتراح الموارد أو المشاريع أو الموضوعات بناء على الاهتمامات الفردية والمشاركة السابقة، وتشجيع الفضول والملكية. الضرورات الأخلاقية (التحيز والإنصاف والشفافية): التزام التعليم الحديث الأساسي بالإنصاف والعدالة الاجتماعية يتحدى المطورين بشكل مباشر الذكاء الاصطناعي، على النحو الذي تتطلبه أصول التربية: التخفيف من التحيز: التدقيق الدقيق لبيانات التدريب والخوارزميات لمنع إدامة التحيزات المجتمعية (الجنسانية والعرقية والاجتماعية والاقتصادية) التي يمكن أن تضر بالمتعلمين. الإنصاف في الوصول: ضمان أن تكون أدوات الذكاء الاصطناعي ميسورة التكلفة، ويمكن استخدامها عبر أجهزة ومستويات اتصال متنوعة، ومصممة للشمولية (على سبيل المثال، دعم لغات متعددة، ومعالجة الإعاقات).  قابلية التفسير (XAI): يحتاج المعلمون الحديثون إلى فهم *لماذا* يقدم الذكاء الاصطناعي توصية أو تقييما للوثوق به وتوجيه الطلاب. نماذج "الصندوق الأسود" هي إشكالية تربوية وأخلاقية. الرقابة والرقابة البشرية: إن تعزيز الذكاء الاصطناعي هو أداة لزيادة توثيق العلاقة بين المعلم والطالب والحكم المهني وليس استبدالها. رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • فيديو دعائي جديد منسوب لـ"حسم".. وتكهنات بمحاولة لإحياء نشاط مسلح داخل مصر
  • الصين توسع مسارا للطيران وتايوان تندد بمحاولة تغيير الوضع القائم
  • حبس لص حاول سرقة كابلات من محطة القطار السريع في أكتوبر
  •  علاقات التأثير المتبادل بين الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس الحديثة 1/3
  • الكاتب صنصال لن يطعن في حكم سجنه بالجزائر
  • أردول يتهم الحلو
  • من الدعم إلى التأثير .. الأبعاد الاستراتيجية لاستمرارية الموقف اليمني في مواجهة العدو الصهيوني
  • عضو هيئة المحلفين في محاكمة ديدي: الاتهام مهين للغاية
  • المحكمة تبرئ شون ديدي من اتهامات الاتجار بالجنس والاغتصاب
  • وزيرة البيئة: الادعاء على كل من يثبت تورّطه في تلويث بحر الجية