بوابة الوفد:
2025-08-02@19:05:11 GMT

إصلاحات الدعم فى مصر

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

مع التحولات الاقتصادية العالمية وضغوطات الميزانية، تتجه مصر نحو إلغاء تدريجى لدعم الوقود والخبز كجزء من استراتيجيتها لتحقيق الاستدامة المالية. يمثل هذا القرار خطوة حيوية نحو تحسين تخصيص الموارد وخلق اقتصاد أكثر استدامة. فى العام المالى 2023-2024، خصصت الحكومة المصرية حوالى 119.4 مليار جنيه لدعم الوقود، بناءً على تقدير سعر النفط بنحو 80 دولارًا للبرميل.

يمثل ذلك زيادة كبيرة مقارنة بالسنة المالية السابقة حيث بلغ دعم الوقود 58 مليار جنيه، متجاوزًا التوقعات بمقدار 28 مليار جنيه. كما خصصت الحكومة 125 مليار جنيه لدعم الخبز، و147 مليار جنيه لدعم المنتجات البترولية فى موازنة 2024-2025.

فى سياق التوجه نحو خفض الدعم، تبقى الحكومة ملتزمة بتمويل البرامج الاجتماعية التى تعد شبكة الأمان الأساسى للأسر ذات الدخل المحدود. فقد خصصت 31 مليار جنيه لبرامج الضمان الاجتماعى والتضامن، و14.1 مليار جنيه للتأمين الصحى والعلاج الطبي، و10.2 مليار جنيه للإسكان الاجتماعى. ومع ذلك، تتزايد الحاجة إلى إعادة تخصيص الموارد بكفاءة أكبر لدعم الفئات الأكثر ضعفًا.

ومن المتوقع أن يؤدى رفع الدعم إلى زيادة أسعار النقل والسلع الأساسية، ويؤثر بشكل مباشر على تكلفة المعيشة. هذا التغيير قد يزيد من الأعباء على المواطنين، خاصة ذوى الدخل المحدود، مع توقعات بارتفاع معدلات التضخم إلى 30٪ فى عام 2024. وقد تضطر الشركات إلى رفع أسعار المنتجات والخدمات لتعويض ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يزيد من حدة الضغوط الاقتصادية على المستهلكين.

للتخفيف من هذه الآثار، لا بد لراسمى السياسات العمل على تصميم برامج وطنية أكثر فعالية، كالاستفادة المثلى من الموارد المتاحة، وحماية الأسر ذات الدخل المنخفض، وضمان وصول إعانات الدعم للسلع الأساسية بطريقة تضمن تحقيق أكبر فائدة بأقل تكلفة.

وقد بدأت الحكومة المصرية بالفعل العديد من التدابير للتخفيف من الآثار السلبية المحتملة لإلغاء الدعم. وشمل ذلك زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 6000 جنيه، وتوسيع شبكات الأمان الاجتماعي، ودعم القطاعات الاقتصادية المتضررة، والاستثمار فى مشروعات البنية التحتية لتعزيز الكفاءة وخفض التكاليف.

تاريخيًا، أدت إصلاحات الدعم فى مختلف دول العالم إلى اضطرابات اجتماعية، بما فى ذلك مصر. ومن الممكن أن تؤدى الزيادة فى تكاليف المعيشة دون اتخاذ تدابير وقائية كافية إلى إثارة ردود أفعال سلبية.

من المرجح أن تؤدى زيادة أسعار الطاقة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج فى العديد من القطاعات الاقتصادية، وقد يؤدى إلى فقدان الوظائف وانخفاض النمو الاقتصادى. وقد تتعرض قطاعات مثل النقل والتصنيع والزراعة للخطر بشكل خاص. ولدعم هذه القطاعات، لا بد لراسمى السياسات طرح حوافز ضريبية، وتحفيز استخدام التقنيات الموفرة للطاقة، وتوفير برامج إعادة تدريب وتطوير مهارات العاملين للتكيف مع الحقائق الاقتصادية والتكنولوجية الجديدة فى سوق العمل.

ويعد تطوير نظام قوى لتوزيع الدعم النقدى على المستفيدين المستحقين أمرًا بالغ الأهمية. ويجب أن يكون هذا النظام شفافًا وفعالًا لمنع سوء التصرف والاستخدام. ويمكن للتقنيات الرقمية وأنظمة الهوية الوطنية أن تعزز دقة وعدالة برامج التحويلات النقدية، ويضمن وصول المساعدة إلى من هم فى أمس الحاجة إليها.

إن إدارة عملية إلغاء الدعم بعناية أمر حيوى للحفاظ على الاستقرار السياسى. عمليات صنع القرار الشاملة التى تشارك فيها كافة الجهات المجتمعية الفاعلة يمكن أن تعزز الإجماع والدعم الشعبى. ويمكن أن تساعد المشاورات المنتظمة مع منظمات المجتمع المدنى والنقابات العمالية والأطراف المعنية فى معالجة المخاوف، وبناء الثقة وضمان الشفافية، وتكييف السياسات حسب الضرورة.

عامةً، من الواضح بأن الإلغاء التدريجى لدعم الوقود والخبز فى مصر خطوة معقدة ولكنها بحسب المعطيات ضرورية نحو الاستدامة الاقتصادية. ولكن فى خضم مثل هذه الإصلاحات الوطنية، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن لمصر أن توازن بين الحاجة إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية ومتطلبات العدالة الاجتماعية؟ إن تحقيق هذا التوازن يتطلب رؤية استراتيجية ملتزمة بالشفافية والتواصل الفعال مع الجمهور. هل يمكن أن تصبح هذه الخطوة نقطة تحول نحو اقتصاد أكثر عدالة واستدامة، أم أنها قد تثير تحديات جديدة؟ كما أن التساؤل الآخر هو كيف يمكن للمجتمع أن يستفيد من الابتكار الاجتماعى لتقديم حلول عملية ومستدامة لتحديات إلغاء الدعم؟ وكيف يمكن للقطاع الخاص والشركات الناشئة والمبادرات المجتمعية أن تساهم فى تقديم الدعم؟ وما هى السياسات التى يجب أن تُعتمد لتحفيز هذا النوع من الابتكار؟

على صناع القرار النظر بعناية فى العواقب المحتملة لكل خطوة، والعمل بتنسيق وثيق مع كافة الجهات المعنية لضمان أن تكون هذه الإصلاحات مصدرًا لتحقيق الاستقرار والنمو المنشود على المدى الطويل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التحولات الاقتصادية ا لدعم الخبز ملیار جنیه

إقرأ أيضاً:

البورصة تخسر 12.3 مليار جنيه في أسبوع.. والمستثمرون الأجانب والعرب يواصلون البيع

شهدت البورصة المصرية خلال تعاملات الأسبوع الماضي تراجعًا واضحًا في القيمة السوقية للأسهم، حيث خسر رأس المال السوقي نحو 12.3 مليار جنيه، ليغلق عند مستوى 2.399 تريليون جنيه، مقابل 2.411 تريليون جنيه في الأسبوع السابق، بنسبة انخفاض بلغت 0.5%.

خسائر رأس المال السوقي

تراجع رأس المال السوقي للمؤشر الرئيسي من 1.389 تريليون جنيه إلى 1.386 تريليون جنيه بنسبة انخفاض 0.2%.

أداء مؤشرات البورصة خلال الأسبوع

إيجي إكس 30: ارتفع بنسبة 0.21% مغلقًا عند 34198 نقطة.

إيجي إكس 30 محدد الأوزان: تراجع بنسبة 0.14% إلى 42021.26 نقطة.

إيجي إكس 70 متساوي الأوزان: انخفض بنسبة 0.58% عند 10225.07 نقطة.

إيجي إكس 100 متساوي الأوزان: تراجع بنسبة 0.58% ليسجل 13807.50 نقطة.

مؤشر تميز: تراجع بشكل حاد بنسبة 7.48% ليغلق عند 15280.06 نقطة.

تعاملات المستثمرين خلال الأسبوع

المصريون استحوذوا على 90.3% من إجمالي التعاملات.

الأجانب سجلوا صافي بيع بقيمة 241.8 مليون جنيه واستحوذوا على 4.9% من التداولات.

العرب سجلوا صافي بيع 468.1 مليون جنيه بنسبة استحواذ 4.8%.

منذ بداية العام

بلغت نسبة تعاملات المصريين 88.4% من إجمالي التعاملات بعد استبعاد الصفقات.

سجل الأجانب صافي بيع تراكمي 3.175 مليار جنيه بنسبة تعامل 5.7%.

سجل العرب صافي بيع 3.758 مليار جنيه بنسبة تعامل 5.9%.

حركة السوق خلال الأسبوع عكست استمرار الضغوط البيعية من جانب المستثمرين غير المصريين، رغم محاولات المؤشر الرئيسي الصعود، في وقت يترقب فيه المستثمرون تطورات المشهد الاقتصادي محليًا ودوليًا.

طباعة شارك البورصة المصرية تعاملات المستثمرين مؤشرات البورصة

مقالات مشابهة

  • وزير الري: 500 مليار جنيه استثمارات في قطاع المياه
  • الصحة: 1.89 مليون قرار علاج على نفقة الدولة بتكلفة 13.2 مليار جنيه
  • الصحة: إصدار 1.89 مليون قرار علاج على نفقة الدولة بـ 13.2 مليار جنيه
  • وزير الطاقة التركي: يمكن تصدير ما يصل إلى 2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي لسوريا سنوياً وهذه الكمية ستلبي احتياجات 5 ملايين أسرة من الكهرباء
  • البورصة تخسر 12.3 مليار جنيه في أسبوع.. والمستثمرون الأجانب والعرب يواصلون البيع
  • 234 ألف عامل غير منتظم يستفيدون من دعم بـ1.1 مليار جنيه خلال 2025
  • البورصة تختتم الأسبوع على صعود قوي وتربح 22 مليار جنيه
  • 45 مليار جنيه.. الحكومة: العام المالي الحالي يشهد تخصيص أعلى ميزانية لدعم الصادرات
  • الرئيس اللبناني: مشروع الدولة سينتصر ونحتاج مليار دولار سنويا لدعم الجيش
  • الرئيس اللبناني: نحتاج إلى مليار دولار سنويا على مدى 10 أعوام لدعم الجيش