لم يضع الأمريكيون اليمن على قائمة الإرهاب؛ لأنهم يُدركون موقعه الاستراتيجي، وكانوا يتخوّفون من أن يتحوّل إلى قاعدة مناهضة لهم، لم يُساندوا التحالف العربي ضد اليمن الذي استمر قرابة عقد من الزمن، وخرج اليمن منتصراً وتوقف العدوان، لكن الأعراب يُحاولون فصل جنوبه عن شماله. مع حرب غزة، ساند اليمنيون وبكل قوة الغزاويين، واستخدموا مختلف أنواع الأسلحة من صواريخ وطائرات مسيّرة، واستطاعوا قصف العدو رغم بُعد المسافة وإمكانية التصدّي لها من قِبل العدو وأمريكا وأعوانه من العرب.
يستهدف الأمريكيون والإنجليز بين الفينة والأخرى مُدنًا وقرى يمنية لثنيها عن مساندة غزة، لكن ذلك لم يُفتّ في عضدها، بل واصلت التصدّي والتحدّي وبكل قوة، وارتفعت وتيرة إطلاق الصواريخ والمسيّرات على العدو الصهيوني. انسحب الأسطول البحري الأمريكي في البحر ذليلًا حَقيرًا، ولم يستطع الاقتراب من الأراضي اليمنية، واستطاعت القوة اليمنية الضاربة الوصول إلى مسافات بعيدة عن اليمن، ما يجعلها قوة إقليمية يخافها الأعداء.
“أمريكا تخسر معركة البحر الأحمر” تلك إشارة من الكاتب “هال براندز” إلى الأحداث التي تشهدها منطقة البحر الأحمر. من جانبه، صرّح “هال براندز” عضو مجلس السياسة الخارجية في وزارة الخارجية الأمريكية، أن اليمنيين شكّلوا أخطر تحدٍّ لحرية البحار منذ عقود، ويمكن القول إنهم يُقارعون قوة عظمى لم يتجرأ غيرهم على مُعاداتها.
بفعل العمليات اليمنية، انخفضت حركة المرور في البحر الأحمر بما يقارب النصف، وتسبب ذلك في شلّ حركة “ميناء إيلات”، في المقابل، نجد أن عائدات قناة السويس قد انخفضت هي الأخرى، لكن مصر التي تقف صامتة إزاء ما يجري في غزة من أعمال الإبادة الجماعية والتدمير الشامل للقطاع، تُدرك أن التدخّل في اليمن ليس سهلاً، ولن تقوى على فعل شيء، وليس الحديث عن سد النهضة الإثيوبي (المدعوم صهيونيًا) ببعيد.
كشفت بعض التقارير أن أقساط التأمين على مخاطر الحرب للسفن المعرضة للاستهداف من قِبل القوات المسلحة اليمنية قد تضاعفت بعد العمليات الجريئة ضد ناقلات النفط وبعض السفن الأخرى، وبالأخص الأمريكية والبريطانية والدول الداعمة للعدوان على غزة، حيث ارتفعت إلى نسبة 1% من قيمة السفينة، مُشيرةً إلى أن السفن الأخرى التي لا تُواجه مخاطر التعرّض للهجمات لا تزال أسعارها مُنخفضة.
أدّى ارتفاع أسعار التأمين بسبب التدخلات اليمنية في مضيق باب المندب إلى ارتفاع تكاليف الشحن إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وشركائهم في العدوان، إضافة إلى موانئ العدو الصهيوني. وقد قفزت أسعار الشحن إلى تلك الوجهات منذ حوالي العام إلى ما يقارب أربعة أضعاف، بالإضافة إلى التأخيرات الكبيرة الناتجة عن اضطرار السفن المُستهدفة لتحويل مسارها والإبحار حول رأس الرجاء الصالح؛ وهو ما يُؤدّي إلى اضطرابات مُستمرّة في حركة التجارة الأمريكية والبريطانية والصهيونية.
وبعد، من كان يعتقد أن اليمن، رغم قلة إمكانياته المادية والتقنية، يتحوّل فجأة إلى قوة ضاربة ويُساند غزة رغم بُعد المسافة، بصواريخه الباليستية ومسيّراته (سواء كانت إيرانية أم روسية المنشأ)؟ المهم أنهم قاموا بتطويرها، والأهم أن هناك رجالًا لا يهابون الموت وينصرون إخوتهم في القطاع فاستخدموها، بينما جيران فلسطين من العرب، وهم يملكون آلاف الدبابات والعربات المُجنزرة ومئات الطائرات ومئات الآلاف من الجيوش النظامية، نراهم صُمّ بُكم عُمي، يُثبت اليمنيون أنهم فعلًا أصل العرب، تحية لأهل الغضب وهم من سيصنعون النصر وقد اقترب.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
تحذيرات تسونامي بعد أقوى زلزال منذ 2011.. ما المناطق التي يشملها؟
أطلقت عدة دول مطلة على المحيط الهادئ تحذيرات من احتمال حدوث موجات تسونامي، عقب زلزال ضخم بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، ضرب قبالة سواحل أرخبيل كامتشاتكا الروسي، في أقوى هزة أرضية تشهدها المنطقة منذ زلزال اليابان عام 2011.
تحذيرات من تسونامي محتمل بعد زلزال هائل ضرب أقصى شرق روسياوبحسب المعهد الأمريكي للجيوفيزياء، وقع الزلزال في قاع المحيط الهادئ ليلاً، مثيرًا مخاوف من أمواج مدّ عاتية قد تصل إلى ارتفاعات مدمرة.
وأكدت السلطات الروسية أن موجات تسونامي ضربت منطقة سيفيرو-كورليسك في شمال أرخبيل كوريل، وأغرقت المياه شوارع المدينة.
كما سجلت أمواج عاتية بلغ ارتفاعها نحو 4 أمتار في منطقة إليزوفسكي، وفق وسائل إعلام محلية.
وفي اليابان، أفادت وكالة الأرصاد الجوية بتسجيل موجات تسونامي وصلت إلى 3 أمتار في محافظة أيواتي الواقعة شمال البلاد، مع تحذيرات باستمرار الخطر على طول الساحل الشرقي.
ما هو تسونامي وكيف يتشكل؟تسونامي، بحسب الهيئة الوطنية الأمريكية للأرصاد الجوية، هو سلسلة من الأمواج الناتجة عن اضطراب مفاجئ في قاع المحيط، مثل الزلازل أو الانفجارات البركانية أو الانهيارات الأرضية.
وقد تتحرك هذه الموجات بسرعات تصل إلى 800 كيلومتر في الساعة، وتبدو صغيرة في عرض البحر لكنها ترتفع بشكل هائل عند اقترابها من اليابسة.
وتتميز هذه الظاهرة بأنها لا تقتصر على موجة واحدة، بل تأتي على شكل سلسلة قد تستمر لساعات، حيث تغمر المياه الأرض ثم تتراجع قبل أن تعود مجددا، وهو ما يجعل خطرها مستمرا لفترة طويلة.
تاريخ دموي للتسونامي حول العالمسبق وأن شهد العالم موجات تسونامي مدمرة خلفت خسائر بشرية ومادية هائلة.
ففي ديسمبر 2004، ضرب تسونامي عنيف جنوب شرق آسيا بعد زلزال ضخم تحت البحر، وأودى بحياة أكثر من 220 ألف شخص. أما زلزال مارس 2011 في اليابان، فبلغت قوته 9 درجات، وأسفر عن كارثة إنسانية راح ضحيتها نحو 20 ألف قتيل وجريح.
وتعود أقدم الشهادات المسجلة عن تسونامي إلى المؤرخ الروماني أميانوس مارسيلينوس، الذي وثّق موجات مدّ ضربت مدينة الإسكندرية عام 365 ميلادية.
تسونامى موجات لا تفقد طاقتهاخلافا للموجات السطحية، فإن موجات التسونامي تحتفظ بطاقة هائلة لأنها تتحرك عبر أعماق البحر، وعند اقترابها من السواحل تتباطأ وتتكاثف، مما يؤدي إلى زيادة ارتفاعها أحيانا إلى أكثر من 20 مترًا، كما حصل في بعض الكوارث السابقة.
وقد تقطع موجات التسونامي آلاف الكيلومترات دون أن تفقد قوتها على سبيل المثال، تسبب زلزال بقوة 9.5 درجة في تشيلي عام 1960 بتسونامي ضرب السواحل اليابانية على بُعد أكثر من 17 ألف كيلومتر.
مخاطر أخرى بخلاف الزلازلورغم أن الزلازل هي السبب الأبرز لموجات التسونامي، فإن هناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى حدوثها، منها الانهيارات الأرضية تحت البحر، أو الثورانات البركانية، مثل ما حدث عام 1883 في جزيرة كراكاتوا بين جاوا وسومطرة، حين تسبب البركان في مقتل أكثر من 36 ألف شخص.
كما قد تنشأ موجات مدّ أقل شدة نتيجة ظواهر جوية شديدة، أو تغيرات حرارية تخلق فروقات ضغط تؤدي إلى رياح قوية تدفع المياه باتجاه اليابسة.
رصد وتحذير عالميتعمل الدول المطلة على المحيط الهادئ ضمن منظومة تنسيق مشترك لرصد الزلازل والإنذارات المبكرة بالتسونامي، لتقليل الخسائر المحتملة وحماية الأرواح.