٢٦ سبتمبر نت:
2025-06-01@14:38:19 GMT

قراءه في العقيدة النووية الروسية المحدثة ..

تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT

قراءه في العقيدة النووية الروسية المحدثة ..

حيث تأخذ في اعتبارها التهديدات المتزايدة من القوى الغربية وحلفائها، وتُعلن عن استعداد روسيا لاستخدام أسلحتها النووية كوسيلة ردع في حالة تهديد وجودي.

المرسوم الذي صدر في 19 نوفمبر 2024 جاء ليؤكد الطابع الدفاعي للسياسة النووية الروسية، وهو ما يختلف عن التوجهات الهجومية التي قد تُفسر في بعض الأحيان بشكل خاطئ.

 العقيدة تُؤكد أن استخدام الأسلحة النووية سيكون في إطار سياسة الردع، وهي خطوة يُنظر إليها باعتبارها إجراء أخيرا وحتميا في مواجهة تهديدات خطيرة. وبذلك، تعكس روسيا موقفا حذرا، حيث تضع خطا أحمر واضحا في مواجهة التهديدات المباشرة ضد سيادتها، وهو ما يعكس تفاعلها مع التوترات العالمية وتزايد الدعم الغربي لأوكرانيا.

أحد أبرز عناصر العقيدة الجديدة هو الاعتراف بأن أي عدوان على روسيا أو حلفائها من قبل دولة غير نووية، إذا كان مدعوما من دولة نووية، سيُعتبر تهديدا مشتركا مما يعكس تحولا استراتيجيًا في كيفية النظر إلى التحالفات العسكرية.  

في هذا السياق، تُظهر العقيدة استشعارا دقيقا للتحولات في توازن القوى الدولية، لا سيما في ضوء دعم الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا، وهو ما قد يُنظر إليه في موسكو كتصعيد يؤدي إلى توريط روسيا في مواجهة مباشرة مع القوى الغربية.

العقيدة تعزز أيضا مبدأ "الردع الاستراتيجي"، حيث تُبقي على حالة من الغموض بشأن كيفية وحجم الرد النووي، وهو ما يهدف إلى بث حالة من الشك وعدم اليقين لدى أي خصم محتمل، مما يعزز قدرة روسيا على استخدام الردع النووي بشكل فعال. 

مثل هذا المبدأ يعكس فهما عميقا لمبادئ القوة العسكرية، حيث يُعتبر إبقاء الخصوم في حالة ترقب حيال الإجراءات الروسية خطوة مهمة لتجنب التصعيد. أيضا، توضح العقيدة موقف روسيا من التحالفات العسكرية وتوضّح كيف يمكن أن يتوسع نطاق الرد النووي ليشمل أي تهديد من التحالفات العسكرية ضد روسيا أو حلفائها. 

مما يعني أن الرد الروسي لن يقتصر فقط على الطرف المباشر المهاجم، بل سيمتد ليشمل الحلفاء العسكريين الذين يدعمون العدوان، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تصعيد إقليمي أو عالمي في حال استخدام الأسلحة النووية.

وتؤكد العقيدة الجديدة على أهمية الحفاظ على الجاهزية الدائمة للقوات النووية، وهو مبدأ أساسي في الردع النووي الروسي وفي هذا الإطار، تتفهم موسكو تمامًا أهمية الاستعداد الفوري لاستخدام الأسلحة النووية في حال تفاقمت الأوضاع إلى مستوى يهدد الأمن القومي.

كما تركز العقيدة على ضرورة التحكم المركزي في الأسلحة النووية، بما في ذلك الأسلحة المتمركزة خارج الحدود الروسية، مما يعكس الحاجة إلى تكامل استراتيجي في القدرة على الرد السريع والفعّال على أي تهديد نووي.

موسكو تدرك تماما المخاطر التي قد تترتب على أي تصعيد نووي، لذا فإن التوجه نحو سياسة الردع النووي يهدف إلى إرسال رسالة قوية للعالم مفادها أن أي محاولة لتهديد روسيا أو حلفائها باستخدام القوة التقليدية أو النووية ستقابل برد فعل قاسي.

بالتالي، فإن روسيا تبدو جادة في تعزيز قدرتها على الردع النووي كجزء من استراتيجيتها الدفاعية، لكنها في الوقت ذاته تستخدم هذه العقيدة كأداة ضغط للتأكيد على أن أي تدخل غربي قد يؤدي إلى تداعيات غير مقبولة.

العقيدة النووية الجديدة هي بمثابة تحذير ضمني، يوجه رسالة إلى القوى الدولية بأن موسكو لن تتردد في الدفاع عن مصالحها بكل الوسائل المتاحة، لكنها في نفس الوقت تأمل في تجنب التصعيد النووي الذي قد يكون مدمرا للجميع. -صحفي متخصص في الشأن العسكري

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الأسلحة النوویة الردع النووی وهو ما

إقرأ أيضاً:

تهديدات الرئيس المشاط تثير الذعر في كيان العدو.. اليمن يعيد صياغة معادلة الردع في الشرق الأوسط

يمانيون – تحليل

في لحظة سياسية وعسكرية بالغة التعقيد، أطلق الرئيس مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى ، تصريحًا هادئًا في نبرة، صادمًا في مضمونه، أعاد رسم خارطة التهديد الاستراتيجي لكيان العدو الصهيوني، حين أعلن أن اليمن سيتعامل مع الطائرات المعادية التابعة للاحتلال الإسرائيلي بما يحفظ السلامة العامة للملاحة الجوية والبحرية، لكنه نصح شركات الطيران الدولية بتجنّب الأجواء والمسارات التي يستخدمها العدو للاعتداء على اليمن. لم تكن مجرد توصية فنية، بل رسالة حربية شاملة تُقرأ بأكثر من لغة، وعلى أكثر من جبهة.

هذه التهديدات المباشرة من صنعاء، والتي جاءت بعد سلسلة من الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، أربكت حسابات العدو الصهيوني وأطلقت موجة من التصريحات المحمومة في الصحافة العبرية والغربية، كشفت عن حجم التهديد الذي تمثله اليمن بالنسبة لـ”إسرائيل”، ليس فقط من زاوية عسكرية، بل من منظور جيوسياسي يتجاوز ساحة الصراع المحدود إلى مشهد إقليمي جديد يتشكل على أنقاض مشروع الهيمنة الأمريكية – الصهيونية.

اليمن .. جبهة بزاوية 360 درجة
في تصريح لافت نُشر في صحيفة “غلوبس” العبرية، قال عقيد في الدفاع الجوي الصهيوني إن اليمن “فتح جبهة تهديد بزاوية 360 درجة”، في تعبير يكشف عن إدراك مؤسسات العدو لحجم التطور النوعي في القدرات اليمنية، سواء من حيث التقنيات أو جرأة التوظيف العملياتي لها.

وأوضح الضابط أن القبة الحديدية تواجه صعوبة كبيرة في اعتراض المسيّرات اليمنية المنخفضة الطيران، مشيرًا إلى أن الاعتماد على المنظومات المحلية بات ضرورة، بسبب الكلفة الباهظة لصواريخ الاعتراض الأمريكية.

وتُظهر المقارنة الرقمية أن صاروخ “باتريوت PAC-3” يكلف بين 6 إلى 13 مليون دولار، بينما تكلف المسيّرة اليمنية أقل من ذلك بأضعاف مضاعفة، ما يعني أن استراتيجية الردع اليمنية نجحت في استنزاف العدو ماديًا قبل أن تُربكه عسكريًا.

المعضلة الدفاعية للعدو.. كهرباء وإلكترونات في مهب الضربات
الأخطر في التصريح العبري هو اعترافه بأن الهجمات اليمنية على مطار اللد (بن غوريون) لم تجد أمامها “دفاعًا محكمًا”، وأن نظام الحماية ليس سوى “كهرباء وإلكترونات”، في تعبير عن هشاشة البنية الدفاعية رغم الدعاية الغربية حول التطور التقني العسكري الصهيوني.

اللافت أن هذا الاعتراف لم يأتِ من محللين أو خصوم، بل من قلب المؤسسة العسكرية الصهيونية، التي أكدت أنها “تتعلم من الهجمات اليمنية” لتحسين أدائها. هذا الاعتراف يُعد أوليًا بتوصيف اليمن كساحة حقيقية لإنتاج وتبادل المعلومات والتكنولوجيا، الأمر الذي يعكس عُمق التحوّل الاستراتيجي في موقع صنعاء من مجرد ساحة “صراع هامشي” إلى مركز إشعاع عسكري ومعلوماتي في قلب المعادلة الإقليمية.

بوليتيكو: تراجع الأولوية الإسرائيلية في استراتيجية واشنطن
وفي السياق ذاته، كشفت مجلة بوليتيكو الأمريكية عن خفايا اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة واليمن، مشيرة إلى أن الاتفاق لم يشمل وقف الهجمات اليمنية على كيان العدو، وهو ما عُدّ تحوّلًا جوهريًا في سياسة واشنطن التقليدية القائمة على “الدفاع المطلق عن أمن إسرائيل”.

ونقلت المجلة عن مسؤولين أمريكيين أن “إسرائيل ليست بمنأى عن سياسة أمريكا أولاً”، وأن أنصار الله لم يكونوا ليوقفوا ضرباتهم حتى لو نصّ الاتفاق على ذلك، في إشارة إلى عمق القناعة الأمريكية بعجز الردع العسكري أمام اليمن، وضرورة اللجوء إلى تسويات سياسية شاملة.

بل إن المجلة نقلت امتعاض منظمات صهيونية بارزة من هذا التوجه، معتبرة أن تجاهل أمن “كيان الاحتلال” في الاتفاق يمثل “سابقة خطيرة”، ويكشف عن تصدّع في التحالف التقليدي بين واشنطن وتل أبيب.

التلغراف البريطانية: فشل ثلاثيني أمام اليمن
من جهتها، أوردت صحيفة التلغراف البريطانية تقريرًا موسعًا تناول ما وصفته بـ”فشل أمريكي بريطاني ثلاثيني أمام اليمن”، مشيرة إلى أن عدد الصواريخ التي أُطلقت في البحر الأحمر خلال الأشهر الـ18 الأخيرة يفوق ما أُطلق خلال 30 عامًا ماضية، ما يعكس حجم الاستنزاف الذي ألحقته صنعاء بالأساطيل الغربية.

وأشارت الصحيفة إلى أن حاملات الطائرات البريطانية باتت مهددة فعليًا، وأن عبورها لمضيق باب المندب يعني دخولها منطقة حرب فعلية، خصوصًا مع تزايد خطر الصواريخ اليمنية التي باتت تستهدف الطائرات من طراز إف-35 وحتى الدرونات الحديثة.

وتضيف الصحيفة أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من مليار دولار خلال فترة وجيزة في محاولة لتحييد التهديد اليمني، دون أن تتمكن من ضمان الأمن الملاحي أو حماية سفنها. بل وصل الأمر إلى إسقاط طائرات مسيرة أمريكية متقدمة من نوع MQ-9 Reaper، وحوادث مؤسفة لطائرات حربية أمريكية على متن حاملات الطائرات، ما يُظهر أن ميزان الخسائر لم يعد يميل لصالح واشنطن.

 اليمن يعيد صياغة مفهوم الأمن القومي العربي
ليست المسألة محصورة في مسيّرة هنا أو صاروخ هناك. بل تتعدى ذلك إلى إعادة تعريف مفهوم “الأمن القومي العربي” عبر نموذج يمني غير تقليدي، جمع بين العقيدة والميدان، وبين الإرادة والتكنولوجيا، وبين الجغرافيا والإستراتيجية.

إن الرئيس المشاط، في تهديداته المدروسة، لم يخاطب فقط كيان العدو، بل وجّه رسائل مزدوجة إلى واشنطن ولندن، مفادها أن أمن العدو لم يعد بيدهم، وأن القرار اليمني بات مستقلًا بدرجة غير مسبوقة.

والأهم أن صنعاء لم تعد تقف على الهامش، بل باتت في قلب القرار الاستراتيجي الإقليمي، تُشارك في تحديد مصير الصراع مع الكيان الصهيوني، بل وتُفرض على القوى العظمى كطرف لا يمكن تجاهله أو تجاوزه.

خاتمة
القلق الإسرائيلي المتزايد، والإرباك الأمريكي البريطاني، والردع اليمني المتصاعد، كلها مؤشرات على مشهد استراتيجي جديد يتشكل على وقع صواريخ صنعاء ومسيراتها. في هذا المشهد، لم تعد “إسرائيل” تمتلك حرية المبادرة، ولم تعد واشنطن قادرة على ضمان أمنها، ولم تعد القوى الغربية تملك رفاهية المغامرة.

لقد ولّى زمن التفرد الصهيوني، وبدأ عصر التوازن من خاصرة اليمن، حيث ترتفع راية المقاومة، لا كتكتيك ميداني، بل كخيار استراتيجي شامل يعيد الاعتبار للأمة ويعيد توجيه البوصلة نحو فلسطين، ويضع صنعاء في قلب المعركة الكبرى: معركة التحرر من المشروع الصهيوأمريكي.

مقالات مشابهة

  • تهديدات الرئيس المشاط تثير الذعر في كيان العدو.. اليمن يعيد صياغة معادلة الردع في الشرق الأوسط
  • تقرير: أسطورة الردع الصهيونية تتآكل تحت وقع ضربات قوات الجيش اليمني
  • لتطوير التكنولوجيا النووية.. روسيا تشارك في مهرجان العلوم في بوليفيا 2025
  • وزير الخارجية الإيراني: نتفق وأمريكا على رفض وجود السلاح النووي بالمنطقة
  • المتاحف الروسية تفتح نافذة على التاريخ: معرض “روسيا والشرق” يصل إلى سلطنة عمان
  • "فوربس": شركة أمريكية تطور مركبة فضائية للكشف الأسلحة النووية في الأقمار الصناعية
  • محاولة الدبيبة إحكام قبضته على طرابلس عمّقت الأزمة السياسية في ليبيا
  • انسحاب شركات الطيران من كيان الاحتلال: تصدّع في السماء… وعزلة دولية تتزايد يوماً بعد يوم
  • اليمن في قلب المواجهة.. خطاب السيد القائد يكشف معادلات الردع المتجددة ويفضح ارتباك العدو
  • 200 ألف تذكرة طيران تُلغى و شركات طيران تنسحب حتى إشعار آخر