رحيل زياد الرحباني.. وداع بصمت وقلق على فيروز
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
برحيله في السادس والعشرين من يوليو 2025، أسدل الستار على فصل استثنائي في تاريخ الموسيقى والمسرح العربي. زياد الرحباني، الفنان اللبناني الذي شكّل حالة فنية خاصة، فارق الحياة عن عمر 69 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا لا يشبه سواه، وموجة من الحزن العميق اجتاحت الوسطين الفني والثقافي.
اقرأ ايضاًعرف زياد منذ بداياته كمبدع لا يسير ضمن القوالب المعتادة، بل اختار أن يعبّر عن الواقع بلغته الخاصة: صادقة، جريئة، وساخرة في آنٍ معًا.
نجوم الفن ينعون صاحب "بالنسبة لبكرا شو؟"
عدد من الفنانين والمبدعين العرب عبّروا عن تأثرهم العميق بغياب الرحباني، مؤكدين أن الساحة الفنية فقدت أحد أبرز أعمدتها.
الفنان محمد عساف وصفه بـ"قامة نادرة" قائلاً: "زياد كان علامة فارقة في الفن العربي، وسيظل صوته وإبداعه محفورين في وجداننا."
أما الممثلة اللبنانية تقلا شمعون، فاستذكرت الفنان الراحل خلال تكريمها في مهرجان جرش، قائلة: "تكريمي اليوم يترافق مع لحظة حزن كبيرة، فقدناه مبكرًا، لكن ما قدّمه لنا يوازي أعمارًا من العطاء."
من جهته، رأى الشاعر المصري هاني عبد الكريم أن الخسارة ليست لبنانية فقط، بل "فاجعة للثقافة العربية"، ووجّه رسالة مؤثرة إلى الفنانة فيروز متمنيًا لها الصبر على رحيل نجلها.
الفنانة الأردنية ديانا كرزون اعتبرت زياد "بصمة فنية نادرة"، مشيدة بأسلوبه المختلف وفنه الراقي الذي "لا يشبه أحدًا".
الناقد الفني اللبناني جمال فياض وصفه بعبارة موجزة لكنها معبّرة: "كان عبقريًا بلا مبالغة. عبقرية زياد لم تكن تحتمل الإنكار."
ورغم ابتعاده في السنوات الأخيرة بسبب ظروفه الصحية، ظل اسم زياد حاضرًا في كل مناسبة فنية أو ثقافية. ومع رحيله، تضاربت الأنباء حول السبب، بين من تحدّث عن أزمة قلبية، ومن أشار إلى مشاكل في الكبد، دون تأكيد رسمي من العائلة حتى لحظة إعداد هذا المقال.
تداولت مصادر مقربة أن الفنانة فيروز دخلت في حالة نفسية صعبة فور تلقيها خبر وفاة ابنها البكر، ما استدعى تدخلًا طبيًا لمتابعة حالتها، وسط تعاطف واسع من الجمهور الذي تابع حياتها وعائلتها لعقود.
اقرأ ايضاًولد زياد عام 1956 لعائلة فنية عريقة، لكنه سرعان ما صنع اسمه بعيدًا عن ظل والديه فيروز وعاصي الرحباني. قدّم أعمالًا مسرحية وموسيقية تجاوزت الترفيه، لتصبح منصات نقد وتحليل وسخرية لاذعة من الواقع السياسي والاجتماعي.
من أبرز أعماله المسرحية: "بالنسبة لبكرا شو؟"، "فيلم أميركي طويل"، و*"نزل السرور"، أما على الصعيد الموسيقي، فغنّت له فيروز عددًا من أشهر أغانيها: "سألوني الناس", "عودك رنان", و"كيفك إنت"*، التي باتت جزءًا من ذاكرة الغناء العربي.
إرث لا يغيبرحل زياد الرحباني، لكن أعماله لا تزال تُسمع وتُقرأ وتُعرض وكأنها كُتبت للغد. لم يكن فنانًا عاديًا، بل كان صوتًا ناقدًا ومؤمنًا أن الفن يجب أن يُقلق، أن يُحرّك، وأن يقول ما لا يُقال.
كلمات دالة:زياد الرحبانيأخبار المشاهيرأعمال المشاهيروفاة المشاهير تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محررة في قسم باز بالعربي
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: زياد الرحباني أخبار المشاهير أعمال المشاهير وفاة المشاهير زیاد الرحبانی
إقرأ أيضاً:
مسابقة اقرأ تختتم عقد دوراتها الأول بتتويج الليبية نسرين أبولويفة بلقب قارئ العام للعالم العربي
في ختام أكثر من عقدٍ؛ جعل من القراءة معبرًا يتقاطع فيه المعنى مع التجربة، أسدل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) 6 ديسمبر الستار على النسخة العاشرة من مسابقة اقرأ، تحت شعار: "أثر القراءة لا يزول"، شعار بدا هذا العام أشبه بتأكيدٍ ناعم على حقيقة يعرفها القرّاء جيدًا، أن ما يقرأ لا يتلاشى بانتهاء الصفحة بل يمتد أثره في القلب والفكرة والسيرة.
عالم متغير بالمعرفة
اجتمع ستة قراء من العالم العربي من السعودية والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، في فضاءٍ تتجاور فيه النصوص وتتقاطع الأسئلة، ويعلو فيه صوت القارئ بوصفه شريكًا في تشكيل الوعي لا متلقيًا له، قدّموا قراءاتهم المختارة وخاضوا مناظراتٍ فكرية، وأجابوا عن أسئلة اختبرت سعة اطّلاعهم ومرونتهم، في مشهد أعاد تعريف معنى أن يكون المرء قارئًا في عالمٍ متغير.
تتويج قارئ العام
وفي ختام الحفل الذي نظمه المركز في مقره بالظهران،وجمع لفيف من المثقفين والأدباء من العالم العربي؛ شهد حضور سعادة المهندس أمين الناصر، رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييّها التنفيذيين، والذي قام بتتويج الفائزين، حيث توّج المشاركة الليبية نسرين أبولويفة بلقب "قارئ العام" باختيار المحكمين للدورة العاشرة من مسابقة أقرأ للعالم العربي، فيما تم تتويج هبة يايموت من المغرب بلقب قارئ العام لأفضل نص، وحظيت سارة بن عمّار من الجزائر بلقب قارئ العام بتصويت الجمهور، فيما نالت لقب القارئ الواعد من السعودية لانا الغامدي، وحازت الأستاذة سحر الجهني على لقب سفراء القراءة، كما فازت مدارس جيل الجزيرة الأهلية بلقب المدرسة القارئة، فيما فاز فريق الادعاء المكوّن من (التونسي أمين شعبان، المغربي يونس البقالي، الجزائرية سارة بن عمّار) بلقب "مناظر العام". لحظات بدت كتتويجٍ لرحلة تتجاوز حدود المنافسة، نحو حضورٍ يتشكّل بالمعرفة والإصرار وشغف القراءة، حيث تصبح الكلمة سندًا والفكرة وطنًا يرافق صاحبه أينما اتجه.
تبني قضية القراءة وإطلاق مؤشر القراءة العربي
وفي كلمته أعلن مصعب السعران مدير مركز إثراء المكلّف: عن تبني المركز "القراءة" كقضية أساسية لخمسِ سنواتٍ قادمة، إضافةً إلى إطلاقِ مؤشر القراءة العربي الذي يرصدُ حالةَ القراءةِ في الدول العربية، مشيرا إلى أنه استُكملت بياناتُ المملكة العربية السعودية والخليج، فيما ستُطلق النسخة الكاملة العامَ المقبل، وذلك خدمةً للقرّاء والكتّاب والمؤسسات الثقافية.
مسيرة من الإلهام والعمل الجاد
لافتًا أن عشرُ دوراتٍ من (أَقرأ) ليست رقمًا بل مسيرةٌ من الإلهامِ والعملِ الجاد لرفعِ تنافسية الشباب وإرساء القراءة كعادةٍ ذاتَ أثرٍ مستدام.
وقال:"نفخرُ اليوم بأن أكثر من نصفِ مقدمي الفقرات والمحاورين هم من أبناءِ المسابقة الحاليين والسابقين؛ نماذجٌ قارئة تمتلك مهاراتِ الحوار والمناظرة والتفكير النقدي".
أدب يعبر الحدود
وشهد الحفل حضور الروائي النرويجي "يون فوسه" الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 2023، الذي أضفى بظهوره بعدًا إضافيًا على الفضاء الثقافي للمهرجان، وخلال جلسته، تحدث يون فوسه بصوتٍ هادئ يشبه نصوصه، مؤكدًا أن الكتابة في جوهرها ليست صنعة بل إنصاتٌ عميق لما يتشكّل في الداخل، قائلًا: " الأدب الذي يعبر الحدود يجب أن يحمل شيئًا جديدًا وفريدًا، وأن يظل دائمًا قادرًا على ملامسة الجميع." وقد بدا حديثه امتدادًا لفلسفة أقرأ.
يومان من الحراك الثقافي
وعلى امتداد يومين، نسج المهرجان خارطته الثقافية عبر سلسلة فعاليات تنوّعت بين منصات توقيعٍ ولقاءاتٍ مع كتابٍ ومفكرين إلى عروضٍ شعرية، وجلساتٍ حوارية، ونقاشاتٍ أعادت وصل الجمهور بالقراءة، كما استحضرت الفعالية الفنية "على ضفاف وعدٍ قديم" عالم الراحل "غازي القصيبي" بمشاهدٍ استثنائية ومعاصرة، في حين أتاحت "ورشة قراءة النص الأدبي" و"توأمك الأدبي" للزوار الفرصة لاكتشاف ميولهم القرائية، فيما امتدت دوائر الفعاليات لتشمل "معرض أقرأ" و"الكتبية" و"ماراثون أقرأ" في تأكيد على أن القراءة فعل جماعي لا ينفصل عن الحياة اليومية.
تمكين الجيل الجديد
بهذه النسخة؛ يجدد "إثراء" رسالته في تمكين الجيل الجديد من أدوات المعرفة، وتعزيز حضور القراءة بوصفها ركيزة للتفكير والإبداع، وقدّ شكل الحفل الختامي مناسبة للاحتفاء بجهود المشاركين وشركاء النجاح والجمهور الذي أسهم في صناعة هذا المشهد الثقافي المتجدد. وبينما تسدل ستار النسخة العاشرة، تنطلق التحضيرات للدورة المقبلة بروحٍ تتطلع إلى توسيع أثر المسابقة ومدّ جسورٍ أوسع بين القرّاء في العالم العربي.
ويشار إلى أن الحفل تم بثه على قناة الثقافية والسعودية الآن، وعدد من القنوات العربية الرسمية (تونس، المغرب، ليبيا) لأول مرة، وذلك احتفاءً بعشر دورات لمسابقة أقرأ.
مسابقة اقرأقارئ العام للعالم العربيالليبية نسرين أبولويفةقد يعجبك أيضاًNo stories found.