"نجوم في الظلام".. كيف خاض مشاهير رحلة مع التفكير في الانتحار؟ آخرهم بوسي! (تقرير)
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
عندما نرى مشاهير يعيثون في عالم الأضواء والشهرة، يعتقد كثيرون أن حياتهم هي حلم يتحقق. الشهرة، المال، والمكانة الاجتماعية كلها أمور تجعل من هؤلاء الأشخاص يبدو وكأنهم في قمة السعادة. ولكن وراء هذا الوهج، يعيش البعض منهم حياة مليئة بالصراعات النفسية، المعاناة من الضغوط الاجتماعية، العاطفية، والمهنية، والتي قد تصل أحيانًا إلى لحظات قاتمة تجعلهم يفكرون في الانتحار.
في إحدى المقابلات النادرة والصادمة، كشفت المطربة بوسي عن معاناتها النفسية التي عايشتها خلال زواجها الأول. كانت الزيجة التي بدا عليها الحب والعاطفة في البداية، تتحول تدريجيًا إلى كابوس في حياتها. توترت العلاقة بشكل تدريجي، وعاشت بوسي تحت ضغط نفسي شديد بسبب الخيانة والضغوط العائلية، ما دفعها في لحظة من الألم الشديد إلى التفكير في الانتحار.
وقالت بوسي في تصريحاتها: "لقد وصلت إلى مرحلة كنت أعتقد فيها أن الحياة لا تستحق العيش. كنت أشعر بوحدة شديدة، وصراع داخلي مستمر. لم أكن أجد مخرجًا من تلك الدائرة المغلقة من الألم. لحسن الحظ، قررت أنني سأبحث عن الخلاص بطريقة مختلفة، وأن أواجه مشاعري بدلًا من الهروب منها."
الفنانة نجلاء فتحي، واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية في السبعينات والثمانينات، تحدثت عن معاناتها في فترة من حياتها حيث كادت أن تفقد الأمل. خلال فترة مرضها الشديد، عندما أصيبت بمرض "الصدفية"، عاشت حالة من الاكتئاب الشديد، وأصبحت تفكر في الانتحار. في مقابلة لها، قالت: "كنت في حالة صحية سيئة للغاية، وكان الألم الجسدي والنفسي يسيطر عليّ، وأحيانًا كنت أعتقد أن الموت سيكون نهاية أفضل من هذا العذاب".
لكن نجلاء فتحي تغلبت على تلك المرحلة بفضل دعم عائلتها وأصدقائها، وقررت أن تتحمل محنتها وتواجه المرض بشجاعة. وتعتبر الآن هذه الفترة من حياتها واحدة من أصعب الفترات التي مرت بها، لكنها أعطتها الكثير من القوة والصبر.
الفنانة داليا البحيري تعرضت لاكتئاب شديد بعد وفاة زوجها المفاجئة، مما دفعها إلى حالة نفسية صعبة جعلتها تفكر في الانتحار. قالت داليا في أحد اللقاءات الصحفية: "كنت أشعر وكأن الأرض قد سقطت من تحت قدمي. كنت محطمة تمامًا، ولا أستطيع أن أجد معنى لحياتي بعد فقدانه. كان التفكير في الانتحار يحوم حولي باستمرار."
لكنها بفضل الدعم النفسي من الأصدقاء والعائلة، وتوجهها إلى العلاج النفسي، تمكنت من تجاوز هذه المرحلة الصعبة. وأكدت أنها وجدت في العلاج النفسي والبحث عن سبل للشفاء طريقًا نحو الخلاص.
عادل إمام: حين اختفت البسمة
على الرغم من أن الزعيم عادل إمام يُعتبر من أبرز وأشهر الفنانين في تاريخ السينما المصرية، إلا أنه في فترة من حياته مرّ بأزمة نفسية كبيرة. في لقاء تلفزيوني سابق، كشف عادل إمام عن معاناته بعد وفاة والدته، حيث شعر بحالة من الفراغ والاكتئاب. ورغم ابتسامته الشهيرة التي لا تفارقه، إلا أن الألم الداخلي كان يؤثر على حياته.
وقال عادل إمام: "كنت أضحك أمام الناس، لكن في داخلي كان الحزن يملؤني. لم أكن أعرف كيف أتعامل مع فقدان أمي. كانت لحظات صعبة، وفكرت في الهروب من كل شيء. لكنني تذكرت أولادي وجمهوري، وقررت أنني لا يمكنني الاستسلام."
الدعم النفسي والمشورة: العلاج النفسي والدعم من أخصائيين يمكن أن يكون أحد المفاتيح للخروج من هذه الدائرة المظلمة. فالكثير من المشاهير تحدثوا عن كيفية تأثير جلسات العلاج النفسي في تحسين حالتهم النفسية.
التواصل مع العائلة والأصدقاء: رغم الضغط الكبير الذي قد يشعر به هؤلاء الأشخاص، إلا أن بعضهم يكتشف أن التواصل مع أفراد العائلة المقربين والأصدقاء هو الحل الأفضل لمواجهة تلك اللحظات.
التركيز على العمل: في حالات أخرى، يختار بعض المشاهير التفرغ للعمل كمحاولة للهروب من التفكير في الانتحار، مما يساعدهم في الإحساس بالتحقق والتقدير الذاتي.
التأمل والرياضة: بعض النجوم أعربوا عن أهمية الرياضة والتأمل في حياتهم اليومية كوسيلة لتخفيف الضغط النفسي وتحقيق التوازن الداخلي.
الخاتمةرغم الشهرة التي يظن البعض أنها تكفل حياة مثالية، إلا أن الضغط النفسي، الحزن العميق، والخسارات الشخصية يمكن أن تؤثر على أي شخص بغض النظر عن مكانته الاجتماعية. قصص المشاهير الذين فكروا في الانتحار تعكس التحديات التي قد يواجهها الجميع، وتسلط الضوء على أهمية الدعم النفسي والعاطفي.
ولعل الأمل يكمن في أن يتحدث هؤلاء النجوم عن معاناتهم، مما يساعد على إزالة الوصمة عن الحديث حول الصحة النفسية ويشجع الآخرين على طلب المساعدة في أوقات الأزمة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفجر الفني بوسي عادل إمام نجلاءفتحي
إقرأ أيضاً:
أيام وليالٍ قضيناها في ظلام الجبال في ريفي سلارا
علمتنا كيف نصبر ونحتسب
أيام وليالٍ قضيناها في ظلام الجبال في ريفي سلارا
أبو عاقلة محمد أماسا
* اعتدت على الظلام في زياراتي المتكررة لجبال النوبة، ومكوثي لأيام على أرض أجدادي، حيث لا أحد هناك يحلم بالأنوار والإضاءات بعد مغيب الشمس، والكهرباء مازالت خرافة لا يصدقها البعض.
* كنت انتظر وقت صلاة العشاء بفارغ الصبر وبعدها لا شيء يؤخرك عن فراشك، إذ أن ظلمة المكان لا تضاهيها سوى ظلمة القبر.. ولئن مددت يدك أمامك لن ترها.. لذلك تكون مجبراً على إكمال كل طقوس المساء قبل أن تترك الأرض للهوام من ثعابين وعقارب وبعض الأشياء التي لا نعرفها.
* بعد المغرب تذهب كل الكائنات إلى أوكارها والطيور إلى وكناتها، وكنا ونحن صغاراً في ذلك المكان عندما نزوره في إجازات المدارس نترقب ساعة مابعد المغيب وقبل النوم، عندما تأتي تلك (البومة) وتستقر أعلى شجرة حراز ماتزال مجاورة ل(قطية) أمي، وعندما تطلق صوتها المرعب ذاك لا نكون بحاجة إلى من يتحايل علينا لننام..!
* كنت أعاني الأمرين عندما أصحو وأجلس في منتصف السرير معتقداً أن الفجر قد حان، وامد يدي لإخراج الهاتف ورؤية الساعة في وقت لا تفرق بين فتح أعينك او تركها مغمضة، وعندما تنظر إلى الساعة تجدها تشير فقط إلى الثانية عشرة منتصف الليل.
* هذا التوقيت بالخرطوم في أغلب الأيام كان هو زمن الفراغ من الإلتزامات الصحفية، ووقت توجهنا إلى مطعم الفول لتناول العشاء مع بعض رفاقي، ومن ثم أعود إلى بيتي، وفي الطريق أتناول رغيف الخبز من مخابز حي العرب قبل أن ادخل بيتي وقد اقترب الناس من الإستيقاظ لصلاة الصبح..!
* ماذا أفعل الآن وقد صحوت في منتصف الليل في مكان لا ترى فيه غير الظلام؟.. هل تستطيع النزول والوضوء لتصلي؟.. هل تستطيع أن تفتح كتاباً لتقرأ؟..كل تلك الخيارات ليست سوى حلم مستحيل فللأرض أسياد بعد المغرب وحتى ساعات الصباح.. والخيار المثالي أن تقرأ ما تيسر من القرآن والأدعية عسى ربك أن يثوبك أجراً يعوضك.. فتقرأ ماستطعت أن تقرأ.. ثم تتأمل.. وتتذكر وتتثاءب لتنام نصف ساعة او ساعة بعد ذلك إن استطاع النوم إليك سبيلا..!
* تلك هي طبيعة حياة الناس هناك، وقد عشقتها لبساطتها ولما فيها من راحة نفسية وأبعاد لا تتوافر في المدينة..!
* الآن ومع هذه الحرب التي فرضت على السودان أجمع، يكاد الناس قد تساووا في هذه الظروف لحكمة يعلمها الله وحده، فوجدت نفسي وفي قلب الجزيرة.. على امتداد ساعة وثلث من الخرطوم أتحمل مايقارب خمسة أشهر من الظلام الدامس وغياب الكهرباء بعد أن دمر مجرمو الجنجنويد كل المحولات ولم يتركوا مسجداً ولا محطة مياه إلا دمروها.. ولم أتضايق ولم أشتك أو اتألم.. وقد بدأت الآن في العودة التدريحية بعد معالجات مضنية قام بها عمال ومهندسو الكهرباء وجب علينا الحمد.. الحمد والشكر آناء الليل وأطراف النهار.. أنا ومن معي بالجزيرة.. وأصدقائي بأم درمان لأنهم لم يكونوا من مواطني ريفي سلارا.. فلتحمدوا الله أن الكهرباء تأتيكم لساعات وهنالك من يبذل فصارى جهده لتعود الخدمة كما كانت وأفضل..
مزمل أبو القاسم
إنضم لقناة النيلين على واتساب