أكدت وكالة  أسوشيتد برس الأمريكية، انتشار الجوع في قطاع غزة؛ إثر انخفاض كمية الغذاء إلى أدنى مستوياتها، مشيرة إلى حجم المعاناة التي يعيشها سكان غزة بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر من العام الماضي، حيث يتناول الكثيرون الطعام مرة واحدة فقط في اليوم وسط مشاكل المساعدات وانخفاض كمية الغذاء.

شهداء ومصابون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة الصحة العالمية: الاحتلال دمر 59% من الخدمات الطبية في قطاع غزة (فيديو)

وأشارت الوكالة ـــ في تقرير إخباري نشرته، اليوم السبت، إلى السيدة الفلسطينية ياسمين عيد التي تسعل وتغطي وجهها، وتطهو قدرا صغيرا من العدس على نار تغذيها الأغصان وقطع الورق في الخيمة التي تتقاسمها مع زوجها وبناتها الأربع الصغيرات في قطاع غزة، موضحة إن هذا الطعام كان وجبتهم الوحيدة اليوم.

 

وقالت ياسمين:" تمتص بناتي إبهامهن بسبب جوعهن، وأنا أربت على ظهورهن حتى ينمن"، مشيرة إلى أنه بعد نزوحهم خمس مرات، تقيم عيد في وسط غزة، حيث تتمتع جماعات الإغاثة بقدر أكبر نسبيًا من الوصول مقارنة بالشمال، الذي تم عزله إلى حد كبير وتدميره بشدة منذ بدأت إسرائيل في شن هجوم متجدد ضد حركة حماس.

 

ويعاني كل شخص تقريبًا من الجوع هذه الأيام وخاصة بعد قول الخبراء إن شمال غزة يعاني حاليا من المجاعة بشكل كامل.

 

وفي يوم الخميس الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، متهمة إياهما باستخدام "التجويع كوسيلة حرب".

 

وفي دير البلح، تعيش ياسمين عيد بين مئات الآلاف الذين يحتمون في مخيمات خيام بائسة بعدما أغلقت المخابز المحلية لمدة خمسة أيام هذا الأسبوع. وارتفع سعر كيس الخبز إلى أكثر من 13 دولارًا بحلول يوم الأربعاء الماضي، حيث اختفى الخبز والدقيق من الأرفف قبل وصول المزيد من الإمدادات. 

 

وحذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من "زيادة حادة" في عدد الأسر التي تعاني من الجوع الشديد في وسط وجنوب غزة بعدما انخفضت كمية الطعام التي سمحت إسرائيل بدخولها إلى غزة خلال الأسابيع السبعة الماضية، وهي الآن عند أدنى مستوياتها تقريبًا خلال الحرب بأكملها.

 

وتقول جماعات الإغاثة والأمم المتحدة إن أقل من ذلك يصل إلى 2.3 مليون فلسطيني في المنطقة بسبب العديد من العقبات التي تعترض التوزيع - بما في ذلك القيود المفروضة على الحركة من قبل الجيش الإسرائيلي، والقتال المستمر، والأضرار التي لحقت بالطرق.

 

ولأشهر، ذهبت ياسمين وعائلتها إلى الفراش جائعين، قائلة :" لقد ارتفع سعر كل شيء، ولا يمكننا شراء أي شيء نذهب دائمًا إلى النوم دون تناول العشاء".

 

وأضافت أنها تفتقد القهوة وتفتقد الكثير من المواد الغذائية بعدما وصلت أسعار السلع إلى أرقام خيالية إذا كانت متوفرة، مشيرة إلى اختفاء اللحوم والدجاج تقريبًا من الأسواق منذ أشهر، لكن لا تزال هناك بعض الخضروات المحلية. 

 

ونقلت الوكالة، عن هاني المدهون، المؤسس المشارك لمطبخ غزة للحساء قوله، إن فريقه لا يستطيع تقديم سوى أطباق صغيرة من الأرز أو المكرونة مرة واحدة في اليوم. 

 

وأضاف أنهم يمكنهم الذهاب إلى السوق في يوم واحد وشراء شيء مقابل 5 دولارات، ثم العودة في فترة ما بعد الظهر ليجدوا أن سعره قد تضاعف أو تضاعف ثلاث مرات".

 

وكان مطبخه في بلدة زويدة بوسط غزة يعمل بميزانية يومية تبلغ حوالي 500 دولار لمعظم الحرب وعندما انخفضت كمية المساعدات التي تدخل غزة في أكتوبر الماضي، ارتفعت تكاليفه إلى حوالي 1300 دولار في اليوم ويمكنه إطعام حوالي نصف العائلات التي تصطف في طابور كل يوم.

 

وفي المقابل، تقول إسرائيل إنها لا تضع أي قيود على كمية المساعدات التي تدخل غزة وأعلنت عن عدد من التدابير التي تقول إنها تهدف إلى زيادة التدفق في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك فتح معبر جديد، لكن أرقام الجيش الإسرائيلي نفسه تظهر أن كمية المساعدات التي تدخل غزة انخفضت إلى حوالي 1800 شاحنة في أكتوبر الماضي.

 

وتقول الأمم المتحدة إنها لا تستطيع في كثير من الأحيان الوصول إلى الحدود لالتقاط شحنات المساعدات لأن الجيش الإسرائيلي يرفض طلبات الحركة وبسبب القتال المستمر وانهيار القانون والنظام. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أسوشيتد برس الجوع ينتشر في غزة غزة انتشار الجوع في قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

سائق يحمل دعمًا لـ غزة: نقل الغذاء لإخواننا في القطاع فرحة لا توصف | فيديو

رصدت قناة «إكسترا نيوز» ميدانيًا جهود الدولة المصرية في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عبر تقرير خاص أعده المراسل أحمد عبد الرازق، الذي رافق إحدى شاحنات الإغاثة المتجهة إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، بعد عدة أيام من التنسيق والعمل المتواصل.

وخلال التقرير، التقى عبد الرازق بالسائق يوسف، أحد شباب محافظة الشرقية، والحاصل على ليسانس الحقوق، ويقود شاحنة محمّلة بالدعم ضمن قوافل الإغاثة المتجهة إلى غزة.

وقال يوسف: «بدأت التحميل صباح السبت من مدينة السادس من أكتوبر، ثم انطلقت نحو العريش، حيث وصلت إلى المركز اللوجستي في منطقة درغام، وهناك خضعت الشحنة للفحص والتأمين الكامل قبل التوجه إلى معبر رفح».

وأضاف: «وصلنا رفح مساءً، وبدأنا عمليات التفتيش التي استمرت حتى السادسة صباحًا، ثم انتقلنا إلى معبر كرم أبو سالم حيث أفرغنا حمولتنا بالكامل، والحمد لله كل الشاحنات دخلت وأدت مهمتها بنجاح».

وأعرب يوسف عن سعادته بهذه المهمة الإنسانية قائلًا: «هي فرحة لا تُوصف، أن تنقل الغذاء والمواد الأساسية لإخوانك في غزة الذين عانوا كثيرًا خلال الفترة الماضية من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، أنا فخور بمشاركتي في هذا العمل الإنساني، وأشكر كل من ساهم فيه».

وأشار عبد الرازق إلى أن إدخال المساعدات يتم حاليًا عبر معبر كرم أبو سالم فقط، في ظل استمرار إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني نتيجة سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، بينما تواصل مصر فتح بوابة المعبر من جهتها، لتكون نقطة انطلاق رئيسية للمساعدات الإنسانية المقدّمة من الدولة المصرية إلى قطاع غزة.

اقرأ أيضاً«أونروا»: ربع سكان غزة يعانون الجوع.. وإسرائيل تعرقل دخول المساعدات

صحة غزة: استشهاد 18.592 طفلا و9.782 امرأة منذ بدء عدوان الاحتلال

الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تقوم بـ حملة إبادة جماعية ممنهجة في غزة

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوياتها منذ أسبوعين
  • الكابينت الإسرائيلي يجتمع اليوم وزيارة مرتقبة لويتكوف قد تشمل غزة
  • حماس: العدو الصهيوني حوّل الغذاء إلى سلاح قتل بطيء
  • أنهكه الجوع وقلة الحيلة.. أب من غزة ينهار أمام أسرته بعد عودته إلى البيت بكيس دقيق
  • الرئيس الإيراني: واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي علينا الشهر الماضي
  • بالصور: ليلى أحمد، طفلة غزة التي تقاوم الجوع وتكتب حكاية صمود
  • ترامب يتهم حماس بسرقة المساعدات المقدمة للفلسطينيين في غزة
  • ترامب: لم نتلق أي رد من روسيا بشأن مهلة الـ10 أيام
  • سائق يحمل دعمًا لـ غزة: نقل الغذاء لإخواننا في القطاع فرحة لا توصف | فيديو
  • وكيل الخارجية الفلسطينية: المشروع الاستيطاني الإسرائيلي فشل في الماضي وسيفشل في الحاضر والمستقبل