أسامة قابيل: الإجازة المرضية للتهرب من العمل خيانة للأمانة وأكل للمال بالباطل
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن استغلال الإجازة المرضية للتغيب عن العمل بدون مبرر شرعي يعد صورة من صور أكل المال الحرام، وهو أمر يتنافى مع تعاليم الإسلام.
وشدد العالم الأزهري، في تصريحات له، على أن الأمانة في العمل هي جزء من الدين، وأن الله سبحانه وتعالى أمر بالوفاء بالعهود وأداء الحقوق.
وقال: "الإجازة المرضية وُضعت لتكون حقًا مشروعًا للموظف الذي يعاني من مرض يمنعه من أداء عمله، ولكن التلاعب بها بغرض التهرب من العمل أو التقصير فيه يعد خيانة للأمانة وأكلًا للمال بالباطل"، لافتا إلى أن البعض يستغلها في غير موضعها القانوني.
واستشهد بقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}، مشيرًا إلى أن التغيب عن العمل دون سبب شرعي يعد أخذًا للمال بغير وجه حق.
كما استشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من غش فليس منا" [صحيح مسلم]، موضحًا أن التلاعب بالإجازات نوع من الغش والخداع الذي ينهى عنه الإسلام.
وأضاف الدكتور أسامة قابيل أن العمل أمانة، والله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، وبالتالي أداء الأمانة يشمل الالتزام بأوقات العمل والمهام المطلوبة، واستغلال الحقوق الممنوحة للموظفين بطريقة صحيحة.
واختتم بقوله: "على كل مسلم أن يتحرى الحلال في رزقه وأعماله، لأن المال الحرام يُذهب البركة ويُعرض صاحبه للمساءلة أمام الله يوم القيامة، فلنتقِ الله في أعمالنا وأموالنا، ونؤدي الأمانة كما أمرنا الشرع".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أكل المال الحرام الإجازة المرضية الإسلام الحلال الدكتور أسامة قابيل خيانة الأمانة
إقرأ أيضاً:
الإفتاء تحذر من هذا الفعل عند نحر الأضاحي| احترس الملاعنَ الثلاثَ
حذرت دار الإفتاء من فعل يفعله الكثيرون عند نحر الأضاحي في عيد الأضحى، حيث أجاب الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول: حكم نحر الأضاحي في الشوارع والأماكن العامة.
احذر هذا الفعل عند نحر الأضاحيوأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، اليوم الثلاثاء: "الدين الإسلامي علمنا النظام ومن النظام أن نحترم القرارات الصادرة بتنظيم عملية نحر الأضاحى فى الأماكن المحددة، التى أقرتها الجهات المسئولة ".
وتابع: "مخالفة الجهات المسئولة فى الأماكن المحددة يعتبر مخالفة شرعية، وأيضا سنقع فى مخالفات أخرى نهانا عنها سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال (اتَّقوا الملاعنَ الثلاثَ : البَرازُ في الموارِدِ ، و قارِعَةِ الطَّريقِ ، و الظِّلِّ)".
وأضاف: "نحن فى العيد نتقرب إلى الله بالأضاحى، فلا يجوز لنا إلقاء القاذورات فى الطريق العام أو نحر الأضاحى فى الشوارع، ففيه الكثير مما يستوجب اللعن كما أبلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقالت دار الإفتاء في بيان ما حكم نحر الأضاحي في الشوارع وترك مخلفاتها في الطرقات وعدم القيام بتنظيف هذا؟، إن هذا العمل المسئول عنه من السيئات العِظام والجرائم الجِسام؛ لأن فيه إيذاءً للناس؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58]، وفاعل ذلك إنما يتخلق بأخلاق بعيدة عن أخلاق المسلمين؛ فإن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يقول فيما رواه عنه عديدٌ من الصحابة رضيَ اللهُ عنهم: «المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِه» رواه الشيخان وغيرهما.
والذي ينحر الأضاحي أو غيرِها في شوارع الناس وطرقهم ، مع تركه للمخلفات فيها يؤذيهم بدمائها المسفوحة التي هي نجسة بنص الكتاب العزيز، ويعرضهم لمخاطر الإصابة بأمراض مؤذية، وأين هؤلاء من حديث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الذي رواه مسلم وغيره عن أبي برزة رضي الله تعالى عنه قال: قلت: يا نبيَّ اللهِ، عَلِّمنِي شيئًا أَنتَفِعُ به، قال: «اعزِلِ الأَذى عن طَرِيقِ المُسلِمِينَ».
فكما أن إماطة الأذى صدقة، وهي من شعب الإيمان، فإن وضع الأذى في طريق الناس خطيئة، وهو من شعب الفسوق والعصيان، ووالله إنه ليجلب الأذى لفاعله في الدنيا والآخرة، وبرهان ذلك قوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «اتَّقُوا المَلاعِنَ الثَّلاثةَ: البَرازَ في المَوارِدِ، وقارِعةِ الطَّرِيقِ، والظِّلِّ» رواه أبو داود وأحمد وغيرهما عن معاذ وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم؛ فإن هذه الخصال تستجلب لعنَ الناسِ لفاعليها، وما نحن فيه مِن تقذير شوارع الناس ومرافقهم وتعريضهم للأمراض والأخطار مثير لغيظ الناس واشمئزازهم وحنقهم على فاعليها ومرتكبيها.
فالواجب القيام بهذا النحر في الأماكن المعدة والمجهزة لمثل ذلك، والواجب الحرص على الناس وعلى ما ينفعهم، والنأي بالنفس عن كل ما يُكَدِّر عيشَهم أو يؤذي أحاسيسهم وأبدانهم.