زراعة مسحوق صخور البازلت تخفض الانبعاثات وتزيد من امتصاص الكربون
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
وفقا لأحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن البشرية بحاجة إلى إزالة 100 إلى ألف غيغاطن من الكربون بحلول عام 2100، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات بشكل حاد لمنع ارتفاع درجة الحرارة العالمية بأكثر من درجة ونصف درجة مئوية.
وفي ضوء هذا الهدف تأتي النتائج التي توصل إليها فريق بحثي من "جامعة ييل" الأميركية، والتي يقترحون فيها استخدام مسحوق البازلت في الأراضي الزراعية حول العالم كأحد الطرق الناجعة للاقتراب من تحقيق ذلك الهدف.
حيث أفادت الدراسة الجديدة أن المزارعين في جميع أنحاء العالم يمكن أن يساعدوا الكوكب في الوصول إلى الهدف الرئيسي الذي حددته اللجنة بإزالة الكربون عن طريق خلط الصخور البركانية المسحوقة بالتربة في حقولهم.
ووفق ما ورد في البيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ" في 14 أغسطس/آب الجاري، فإن الدراسة المنشورة في دورية "إيرثز فيوتشر" توفر أحد التقديرات العالمية الأولى للتراجع المحتمل لثاني أكسيد الكربون نتيجة لاستخدام مسحوق البازلت في الحقول الزراعية في جميع أنحاء العالم.
يسمى هذا النوع من التدخل المناخي "التجوية المعززة للصخور"، والتي تستفيد من عملية التجوية التي تحبس بشكل طبيعي ثاني أكسيد الكربون في معادن الكربونات.
والتجوية هي عملية تفتت وتحلل الصخور والتربة والمعادن على سطح الأرض أو بالقرب منه بواسطة العوامل الجوية السائدة بدون نقل الفتات من مكانه.
وتتلخص فكرة فريق البحث ببساطة في تسريع عملية التجوية بطريقة تفيد الناس، وفي الوقت نفسه تساعد في إبطاء وتيرة تغير المناخ. وقد يكون هذا رهانا أكثر أمانا من طرق خفض الكربون الأخرى، وفقا لمؤلفي الدراسة.
وتستكشف الدراسة الجديدة إمكانية تطبيق البازلت المسحوق -وهو صخرة سريعة التجوية تتشكل نتيجة تبريد الحمم البركانية- في الحقول الزراعية حول العالم، وتسلط الدراسة الضوء على المناطق التي يمكنها تكسير الصخور بكفاءة.
استخدم الباحثون نموذجا كيميائيا حيويا جديدا لمحاكاة كيفية استخدام البازلت المسحوق في أراضي المحاصيل العالمية ودوره في سحب ثاني أكسيد الكربون، لاختبار حساسية تجوية الصخور المعززة، ولتحديد المناطق التي يمكن أن تكون الطريقة أكثر فعالية فيها.
ويحاكي النموذج الجديد التجوية الصخرية المحسّنة في ألف موقع زراعي حول العالم بموجب سيناريوهين للانبعاثات من عام 2006 إلى عام 2080. ووجدوا أنه في فترة الدراسة التي تبلغ 75 عاما، وبافتراض حدوث ذلك في جميع المجالات الزراعية، التي تمثل التطبيق الشامل المحتمل لهذه الإستراتيجية في العالم، يمكن عزل ما يصل إلى 217 غيغاطنا من الكربون في تلك الفترة الزمنية.
وتسلط الدراسة الضوء على سرعة عملية التجوية بشكل أكبر في البيئات الحارة والرطبة، لذا فإنهم يتوقعون زيادة في كفاءة عملية التجوية الصخرية المحسّنة في المناطق المدارية مقارنة بخطوط العرض الأعلى.
يقول الباحثون إن طريقة التجوية المعززة للصخور مرنة بشكل مدهش في مقابل التغير المناخي، وهي تعمل بنفس الطريقة تقريبا في ظل سيناريوهات الاحتباس الحراري المعتدلة والشديدة.
ويطبق المزارعون بالفعل ملايين الأطنان من الحجر الجيري (صخور كربونات الكالسيوم التي يمكن أن تكون مصدرا للكربون أو بالوعة) في حقولهم لتوصيل المغذيات والتحكم في حموضة التربة، لذا فإن تغيير نوع الصخور تدريجيا يمكن أن يعني انتقالا سلسا لتنفيذ التجوية الصخرية المعززة على نطاق واسع.
وقد جرب الباحثون التجوية الصخرية المعززة على المقاييس الصغيرة في المزارع حول العالم، ويسعى الباحثون مستقبلا للعمل على التنفيذ الواقعي للإستراتيجية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حول العالم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
حلقة عمل حول "خطة خفض الكربون للطيران الدولي"
مسقط- العُمانية
هدفت حلقة العمل "فهم وتطبيق متطلبات خطة تعويض وخفض الكربون للطيران الدولي في سلطنة عُمان" التي نظمتها هيئة الطيران المدني بالتعاون مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) إلى رفع مستوى الوعي لدى الجهات المعنيّة في سلطنة عُمان بمتطلبات برنامج كورسيا.
وسعت الحلقة إلى دعم المعرفة بآليات اعتماد المشروعات الجديدة ضمن البرامج المؤهلة للبرنامج، بما يُسهم في تحقيق الفوائد الاقتصادية والبيئية لسلطنة عُمان، وترسيخ دورها في منظومة أسواق الكربون العالمية، وبما يُعزز إسهاماتها في جهود التنمية المستدامة على المستويين المحلي والدولي.
وتطرّقت الحلقة إلى التعريف ببرنامج كورسيا وعلاقته بالأطر التنظيمية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، وتوضيح متطلبات الامتثال لبرنامج كورسيا وتدخله مع المادة السادسة من اتفاقية باريس، والتركيز على دراسات حالة لمشروعات مؤهلة ضمن كورسيا، مع التركيز على مجلس الكربون العالمي (GCC) والمشروعات العُمانية.
وتُسهم حلقة العمل في رفع مستوى الوعي بمتطلبات برنامج كورسيا، وتعزيز الفهم لعمليات اعتماد البرامج المؤهلة ضمن كورسيا، وتحديد وتعزيز الفرص التي تُتيح تعظيم الفائدة لسلطنة عُمان من خلال تعويض الانبعاثات في المشروعات العُمانية ودمجها في الأطر الدولية، وتشجيع التعاون بين الجهات المعنيّة، بما في ذلك الجهات التنظيمية وشركات الطيران ومطوري المشروعات، لدفع ممارسات الطيران المستدام.
كما ستُسهم في تمكين وتطوير مشروعات جديدة معتمدة ضمن برامج كورسيا المؤهلة، بما يسهم في تحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية الأوسع لسلطنة عُمان، وتعزيز قدرات المشاركين على تحديد وتنفيذ مبادرات مؤهلة ضمن كورسيا، بما يضمن توافقها مع أفضل الممارسات العالمية.