لبنان ٢٤:
2025-06-11@04:26:54 GMT

يا ملك النصر…!

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

كتب نبيل ابو منصف في" النهار": لعل بقايا آمالنا لن تخيب غداً إن غابت شعائر وشعارات "النصر" الزائفة الكاذبة المخادعة الممعنة في الإنكار عن مشهد مرعب لخراب ودمار وضحايا لم يسبق للبنان أن عرفه في كل تجارب الحروب عليه وفيه وعبره. قبل عقود، وفي إحدى روائعهم، استبق الأخوان رحباني لحظة نهاية حرب كلفت ما كلفت، فغنت فيروز "يا ملك النصر" ليوقف الساعة الآتية.

كان ذاك "نصراً" فكيف الآن وغداً ونحن أمام مشهد انسحاق خيالي لا يجسّد سوى أسوأ الهزائم لمن أشعل الحرب ولمن زجّهم فيها، أياً كان وسيكون شعار وتبرير وفلسفة الذين دأبوا على ربط لبنان بالساحات الإقليمية إلى حدود انتحارهم وزجّ لبنان معهم في هذه المقتلة الكارثية؟ 
بدأ منذ ما قبل إعلان اتفاق وقف النار على خلفية تعويم القرار 1701 ما كان متوقعاً من جانب "الفريق الممانع"، ولا ندري كيف يجوز بعد المضيّ في هذه التسمية، إعلاء شارات الإنكار المماثل لذاك الذي صاحب وواكب الانزلاق القاتل إلى استدراج إسرائيل إلى حرب شكلت الضربة شبه الساحقة لقدرات "حزب الله" فوق ركام معظم لبنان. ومع الضجيج الصاخب الذي سيصمّ آذان اللبنانيين حول توصيف طبيعة الاتفاق بعد وقف الحرب، وإن لم تطلع علينا مفاجآت لا يمكن إسقاطها من الحسابات، قد يكون من الأفضل تبسيط الأمور بسرعة لجهة تخيّل مئات ألوف اللبنانيين العائدين إلى ركام أعمارهم الذي سيتجسّد فوق ركام المنازل والبلدات والقرى المدمرة، والسؤال: أين النصر؟ وكم كلف؟ وأيّ هزيمة أفظع من خسائر كهذه؟ وماذا عن زاعمي النصر إذا زعموا؟ وكيف يمكن ادعاء النصر أمام مقتلة ذهبت بكل منطق الممانعة الذي جعل "حزب الله" وكل مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية تحديداً أثراً بعد عين تحت أعتى وحشية إسرائيلية إطلاقاً؟ 
لم يعد مبكراً، ولم يكن أساساً من المبكر في أي لحظة، فتح ملف الحرب منذ بداياتها ومنطلقاتها وليكن ما يكون في تداعيات لا بدّ آتية على مستوى سؤال الحزب عمّا لديه بعد لتبرير قراره الأحادي القاتل آنذاك بفتح المواجهة تحت شعار يظلل توظيف إيران له وللبنان وإذا بربط الساحات يفتك بلبنان ويدمّره شرّ تدمير ويكاد يجهز على "الحزب المقاوم" في تصفية لم تشهد الحروب التقليدية أو الحديثة مثيلاً لها. الآتي بعد هذه الحرب لا يشبه أياً من التجارب السابقة لأنها الحرب التي كان من غير المسموح إطلاقاً ألا يتم تجنبها في ظل انجراف مخيف في الحسابات التي زجّت بلبنان فيها. 
وأما أن يعقب الحرب مضيّ فريق الإنكار في سياسات الانتحار ونحر لبنان تحت وطأة مزاعم الانتصار على إسرائيل لكي ينبري الممانعون إلى الداخل بسياسات أسوأ من الانتحار، فهذا ما نعتقد سلفاً أنه سيشكل الدليل القاطع الاستباقي على أن زمان ما قبل هذا الانتحار لم يعد صالحاً لما بعده! ومهما تكن طبيعة ذاك الشيء الذي سيوقف الحرب، فهو شيء أكبر بكثير من الخفة والاستخفاف باللبنانيين بحيث يصوّره لهم الفريق الممانع بأنه صنيعة بطولات لا مكان فيها للحقائق الموجعة القاسية ولو على ركام معظم لبنان. ستبدأ الآن جردة الحرب، فأوقفوا الساعة الآتية!  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بالفيديو .. من الشخص الذي أشعل فتيل الخلاف بين ترامب وماسك؟

بالفيديو .. من الشخص الذي أشعل فتيل الخلاف بين ترامب وماسك؟

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء اللبناني: الدولة فقط المنوط بها امتلاك السلاح وقرار الحرب والسلم
  • بعد الإشكال الذي وقع في حيّ المقابر.. إليكم ما شهده محيط كنيسة سيّدة المعونات في زوق مكايل مساء أمس
  • واشنطن تؤكد مواصلة إسرائيل ضرب لبنان و الثنائييحذّر من عودة الحرب
  • اليونيفيل على محك التجديد ومساعٍ لـملاءمة دورها بعد الحرب
  • السيستاني يستقبل جرحى لبنانيين من ضحايا الحرب وتفجيرات البيجر (شاهد)
  • مسؤول إسرائيلي: شعار نتنياهو عن النصر المطلق "كذبة"
  • بالفيديو .. من الشخص الذي أشعل فتيل الخلاف بين ترامب وماسك؟
  • الرئيس عون في عيد قوى الأمن: صمام الأمان الذي يحفظ للبنان استقراره
  • استراتيجية واشنطن في لبنان.. الحرب الكبرى انتهت
  • من تحت القصف إلى قلب الحقل.. هكذا أنقذت نساء الجنوب الأرض من الموت