تعادل فينورد المثير ضد سيتي يدخله تاريخ دوري أبطال أوروبا
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
بعد نجاحه في تعويض تأخره بثلاثة أهداف والخروج بنقطة التعادل من ملعب الاتحاد، دخل فينورد روتردام الهولندي تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا من الباب الواسع.
ظل فينورد متأخرا بثلاثة أهداف حتى آخر ربع ساعة من المباراة التي أقيمت أمس الثلاثاء، ضمن الجولة الخامسة من مرحلة الدوري بدوري الأبطال، ثم انتفض بشكل مفاجئ ليتمكن من تعديل النتيجة في دقائق معدودة.
وبفضل هذه العودة التاريخية التي تحققت في ظرف 14 دقيقة، بات فينورد في المركز الرابع في قائمة الفرق التي نجحت في تعديل النتيجة بعد التأخر بفارق 3 أهداف أو أكثر خلال أقل عدد من الدقائق الممكنة منذ انطلاق البطولة بمسماها الجديد موسم 1992-1993، وفق موقع "ترانسفير ماركت" (transfermarkt) الشهير المتخصص في بيانات الأندية واللاعبين.
View this post on InstagramA post shared by Transfermarkt (@transfermarkt_official)
وتاليا أفضل 10 نتائج لفرق نجحت في العودة بالنتيجة بعد التأخر بفارق 3 أهداف في أقل عدد من الدقائق في تاريخ دوري أبطال أوروبا بالمسمى الجديد. إشبيلية 3-3 ليفربول (2017-2018)أحرج ليفربول مضيفه إشبيلية على أرضه وأمام جماهيره في مرحلة المجموعات، إذ تقدّم عليه بثلاثة أهداف في أول 29 دقيقة وذلك على ملعب "سانشيز بيزخوان"، لكن الفريق الأندلسي نفض غُبار اليأس عن نفسه ونجح في تعديل النتيجة في ظرف 42 دقيقة.
بشكتاش 3-3 بنفيكا (2016-2017)في مرحلة المجموعات في ذلك الموسم حل بنفيكا البرتغالي ضيفا على بشكتاش التركي، وضرب الفريق الزائر بقوة مسجلا 3 أهداف جميعها في الشوط الأول، لكن صاحب الأرض نجح في تسجيل 3 أهداف في غضون 31 دقيقة لينتهي اللقاء بالتعادل.
أرسنال 3-3 أندرلخت (2014-2015)في الجولة الرابعة من دور المجموعات أكرم أرسنال الإنجليزي وفادة ضيفه البلجيكي بثلاثة أهداف في أول 58 دقيقة، لكن أندرلخت نجح في الرد بثلاثية في ظرف 29 دقيقة.
ديبورتيفو لاكورونا 4-3 باريس سان جيرمان (2000-2001)عاش ملعب "ريازور" أجمل 27 دقيقة في تاريخه الأوروبي بعد أن قلب ديبورتيفو تأخره أمام سان جيرمان من 0-3 إلى فوز 4-3 في الدور الثاني من مرحلة المجموعات، ووقتها سجل الفريق المضيف أهدافه الأربعة خلال 27 دقيقة من الشوط الثاني.
بازل 3-3 ليفربول (2002-2003)في مرحلة المجموعات أيضا، وجد ليفربول نفسه متأخرا أمام مضيفه بازل 3-0 في أول 29 دقيقة، وانتظر حتى الشوط الثاني للتدارك، حيث نجح في تسجيل 3 أهداف في ظرف 24 دقيقة.
فيردر بريمن 5-3 أندرلخت (1993-1994)في يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1993 سافر أندرلخت إلى ألمانيا لملاقاة بريمن في مرحلة المجموعات، وسجل الفريق الضيف 3 أهداف مع وصول المباراة إلى دقيقتها الـ33، قبل أن يعود أصحاب الأرض بقوة في الشوط الثاني وسجّلوا 5 أهداف في ظرف 23 دقيقة.
بنفيكا 3-3 إنتر ميلان (2023-2024)في الجولة الخامسة من مرحلة المجموعات، قلب إنتر تأخره أمام مضيفه بنفيكا من 0-3 إلى تعادل 3-3 في ظرف 21 دقيقة فقط، إذ تقدم الفريق البرتغالي بثلاثية قبل أن يرد الضيف بمثلها.
مانشستر سيتي 3-3 فينورد (2024-2025)هي المباراة الأحدث في هذه القائمة، وفيها ظن أنصار مانشستر سيتي أن فريقهم اهتدى أخيرا لطريق الفوز الغائب لـ5 مباريات متتالية في جميع البطولات، بعد أن تقدم 3-0، لكن آخر ربع ساعة كانت صادمة للغاية.
وضع الجزائري أنيس حاج موسى فينورد على طريق العودة بالنتيجة بإحرازه الهدف الأول في الدقيقة 75 من خطأ دفاعي، وتواصلت أخطاء دفاع "السيتزنس"، ليستغلها الفريق الهولندي في تسجيل هدفين آخرين عن طريق سانتياغو خيمينيز ودافيد هانكو في الدقيقتين 82 و89، ما يعني أن فينورد سجّل 3 أهداف خلال 14 دقيقة.
تشلسي 4-4 أياكس أمستردام (2019-2020)وجد تشلسي نفسه متأخرا بالنتيجة أمام أياكس بنتيجة 1-4، لكن "البلوز" تمكن من تعديل النتيجة في المباراة التي جرت لحساب دور المجموعات خلال 11 دقيقة فقط.
ليفربول 3-3 ميلان (3-2 بركلات الترجيح) (2004-2005)هي أشهر مباراة نهائية في تاريخ دوري أبطال أوروبا، وفيها تقدم ميلان بثلاثة أهداف في الشوط الأول، وظن الجميع أن اللقب في طريقه إلى ميلانو، فالمعروف أنه من الصعب تسجيل هدف واحد في شباك فريق إيطالي فكيف سيكون الحال لو كان الفريق بحاجة إلى 3 أهداف للعودة؟
لكن ليفربول كسر هذه القاعدة ونجح في تسجيل 3 أهداف وتعديل النتيجة خلال 6 دقائق فقط.
ولم يكتف "الريدز" بذلك بل نجحوا في النهاية بالتتويج باللقب بعد الانتصار بركلات الترجيح 3-2.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
عن أيّ تاريخٍ نُحدّث أبناءنا؟
د. إبراهيم بن سالم السيابي
في لحظة صمتٍ لم تدم طويلًا، سألني طفلي وهو يتابع معي الأخبار: لماذا يموت الأطفال في غزة جوعًا؟ لم أستطع أن أجيبه، كنت قد أنهيت لتوي درسًا معه عن الفتوحات الإسلامية ومواقف القادة العظام، وكان لا يزال متأثرًا بحكاية المعتصم حين سيّر جيشًا لنصرة امرأة واحدة، لكنه بدا مرتبكًا، عاجزًا عن التوفيق بين أمجاد الماضي وصمت الحاضر.
هذه الفجوة المؤلمة بين ما ندرّسه لأبنائنا وبين ما يشاهدونه بأعينهم لا يمكن تجاهلها. إننا نُكثر من الحديث عن التاريخ، ونبني في أذهان طلابنا صورةً مثالية لماضينا، ثم نتركهم يواجهون واقعًا يناقض تمامًا تلك الصورة، ففي يومٍ واحد، يموت 100 إنسان جوعًا في غزة، منهم 80 طفلًا، بحسب بيانات صادرة عن الأمم المتحدة. وذلك بخلاف من يُقتلون تحت القصف الممنهج، في واحدة من أسوأ حروب الإبادة التي يشهدها العصر الحديث، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله، ولا يتحرك في عالمنا العربي شيء يشبه ما قرأناه في كتبنا، كيف نُقنع أبناءنا أن تلك البطولات ليست مجرد أساطير، وأن النخوة والعدل ليست كلمات منسية في صفحات بعيدة؟
ليست المشكلة في التاريخ ذاته، بل في الطريقة التي نتعامل بها معه، فنحن ندرّس التاريخ وكأنه وسيلةٌ للتفاخر، لا أداةٌ للتفكر، نحفظ الأسماء ونحتفي بالوقائع، لكننا نغفل المعنى، نُشيد بالقادة الذين نصروا المظلومين، بينما نعجز اليوم عن إرسال علبة حليب أو رغيف خبز لطفل محاصر، نملأ عقول أبنائنا بصور المجد، ولا نُدرّب قلوبهم على الإحساس بالمسؤولية تجاه الإنسان.
وقد قيل: "التاريخ لا يُكتَب بالحبر، بل بالموقف".
وهو قول يكاد يختصر كل ما نعانيه اليوم، فما جدوى الحروف إن لم تدفعنا إلى الوقوف؟ وما نفع الدروس إن لم توقظ فينا ضميرًا؟
ما نحتاجه ليس إلغاء مادة التاريخ، بل إعادة النظر في الغاية من تدريسها، هل نريد من أبنائنا أن يكونوا حفّاظًا لأحداث مضت؟ أم أن يكونوا حملةً لقيمٍ لا تموت؟ إن لم يكن للتاريخ أثرٌ في بناء الضمير، فما جدواه؟ وإن لم يُلهِمنا العدل، والرحمة، ونصرة المظلوم، فهل بقي منه غير الحبر والورق؟
في غزة، يُعيد التاريخ نفسه، لا في مشهد البطولة، بل في مشهد الخذلان. يموت الناس تحت الحصار، وتُقصف البيوت، ويُدفن الأطفال تحت الركام، بينما تنشغل الأمة بتفاصيل لا تنقذ حياة ولا تحرّر أرضًا، فأطفال غزة لا يحتاجون إلى مديحٍ في الكتب، بل إلى حياةٍ تحفظ كرامتهم، والطلاب في مدارسنا لا يحتاجون إلى سرد الانتصارات القديمة، بل إلى من يُريهم كيف تُصنع المواقف في الزمن الصعب.
فهل نُحدّث أبناءنا عن التاريخ، أم نبدأ بمساءلة الحاضر؟ هل نروي لهم ما فعله الأجداد، أم نُريهم ما ينبغي أن نفعله نحن؟ لقد أصبح السؤال عن التاريخ، في هذا الزمن، سؤالًا عن الأخلاق أولًا، وعن موقعنا من الكرامة الإنسانية، فالتاريخ الذي لا يوقظ فينا هذه الأسئلة ليس تاريخًا حيًّا، بل سردية منزوعة الروح.
غزة اليوم امتحانٌ قاسٍ لكل ما نُدرّسه لأبنائنا، فإن لم نربط بين الدرس والواقع، بين المعنى والموقف، سنكون كمن يزرع في الأرض حجارة لا ثمارًا، فالتاريخ لا يعيش في السطور، بل في الضمير.
رابط مختصر