الكونغرس العالمي للإعلام يناقش حماية وسائل الإعلام من الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
بحث المشاركون في جلسة نقاشية بعنوان “حماية وسائل الإعلام من الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي” ضمن فعاليات اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلام 2024 التحدي الصعب المتمثل في مكافحة المعلومات المضللة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، بدءاً من الأدوات المبتكرة، بما يشمل التحقق عبر البلوك تشين والتأكّد من الحقائق القائم على الذكاء الاصطناعي، ووصولاً إلى تطوير إرشادات أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام .
وقدّمت الجلسة رؤى لحماية نزاهة الإعلام في العصر الرقمي وأدارتها دانا العمر، محررة شؤون التكنولوجيا لدى “ذا ناشيونال” بمشاركة الدكتور محمد عبد الظاهر، الرئيس التنفيذي لمجلة صحافة الذكاء الاصطناعي ورئيس تحريرها، وإيزابيلا ويليامسون، مؤسسة شركة تايد إي آي، ولودوفيك بليشر، الرئيس التنفيذي لشركة آيديشن.
وافتتح الدكتور محمد عبد الظاهر الجلسة بإحصائية من المؤشر العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي وركّز على تطوير ما يفوق 600 تطبيق قائم على الذكاء الاصطناعي بقدرة تعديل الصور والفيديوهات وغيرها من المواد عبر أنحاء العالم بحلول نهاية عام 2024 وقال: “ المقلق في ذلك أن 10٪ فقط من تلك الأدوات تعدّ مدارة للتعامل مع المحتوى المزيف، مما يبرز الضرورة الملحة لاعتماد استراتيجيات فعالة لحماية أصالة المحتوى”.
وناقشت المجموعة تأثير التغييرات التي أحدثتها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وركّز الحوار على المخاوف المتعلقة بالنقص المحتمل في النزاهة الصحفية للأجيال المقبلة، رغم تبسيط الذكاء الاصطناعي لإنتاج المحتوى إلى حد بعيد.
وفي معرض النقاش حول الحلول، أكّدت الجلسة دور التعليم ووضوح الإرشادات لاستخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية.
وشدد لودوفيك بليشر على أهمية النظر إلى الذكاء الاصطناعي كمساعد وليس كبديل للعنصر الإنساني، وأشار إلى ضرورة وجود إرشادات لاستخدام الذكاء الاصطناعي مؤكدا أن التحدي الحقيقي يتمثل في التغلب على تكاسل الإنسان.
وأضاف لودوفيك بليشر أن الإرشادات تتضمن تخصيص وقت للتحقق من صحة المحتوى وعلينا استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للتحقق من صحة المحتوى، ثم التعلم، وتلقي الدروس حول كيفية عمل نماذج الذكاء الاصطناعي.
بينما لفتت إيزابيلا ويليامسون الانتباه إلى مسألة استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن مجال ضمان الجودة وركّزت على أهمية وجود سياسات حول الذكاء الاصطناعي في كل المؤسسات لمنع وقوع الأخطاء وضمان اتساق ممارسات ضمان الجودة.
وأكدت أنه يجب فرض اعتماد سياسات حول الذكاء الاصطناعي في كل مؤسسة كأمر إلزامي.. وشددت على وجوب تركيز تلك السياسات بصورة خاصة على جوانب تشمل التعامل مع المحتوى الديني بعناية وبحث المواقف الصعبة في البيئات عالية المخاطر أو الحرجة للحفاظ على المعايير الأخلاقية والمسؤولية.وام
كما ناقش المشاركون في جلسة حوارية بعنوان ” تغيير السرديات: أصوات جديدة في مضمار الإعلام العالمي” ضمن فعاليات اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلام 2024 الدور المحوري الذي تلعبه وسائل الإعلام في تعزيز الاستقرار والتعاون، ودراسة واقع التقدم التكنولوجي.
أدار الجلسة جوستاو أليجريت، صحفي حر بمشاركة لينا حسب الله، محررة “سي إن إن بيزنس عربية” وسونيل جون، مستشار أول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شركة “ستاغويل وألكسندر كوبييا”، ممثل أفريقيا والتوزيع، “فيوري”.
ناقشت الجلسة الديناميكيات المتغيرة في الإعلام العالمي، وبروز أصوات من مناطق لا تحظى بتمثيل كافٍ، ومنها الشرق الأوسط وأفريقيا والجنوب العالمي وتناولت التحديات والفرص المطروحة أمام تلك المناطق لإرساء سرديتها في مقابل هيمنة التركيز على دول الغرب.
وتمحورت النقاشات حول دور التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي في تعظيم حضور وجهات النظر المهمشة، ومواجهة تحيزات السرد القصصي، وصناعة محتوى شامل ثقافياً.
وأبرزت لينه حسب الله، محررة، سي إن إن الاقتصادية كيفية تحدي المناطق التي لا تحظى بتمثيل كافٍ لهيمنة الإعلام الغربي.
وأشارت إلى التباينات الأخيرة في السرديات بين وسائل الإعلام الغربية والإقليمية، مؤكدةً ضرورة السرد القصصي المحلي وقوة منصات التواصل الاجتماعي في تعظيم حضور الأصوات الأصيلة.
وناقش سونيل جون، مستشار أول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شركة ستاجويل ، الطبيعة التجارية للإعلام العالمي والهيمنة الراسخة للإعلام الغربي وانتشار المحتوى باللغة الإنجليزية على الإنترنت منوها هيمنة الولايات المتحدة على سوق الإعلام العالمي البالغة قيمته 1.28 تريليون دولار.
وتناول ألكسندر كوبيا، ممثل منطقة أفريقيا ومسؤول التوزيعات، في شركة فيوري التحديات التي تواجه الإعلام الأفريقي، خصوصاً اعتماده على عائدات الإعلانات مما يحد من التقارير المستقلة وركز على ضرورة إبراز القصص الإيجابية في أفريقيا بدلاً من التركيز على الصراعات بهدف إعادة تشكيل التصورات العالمية.
وشجّع المتحدثون على أهمية الاستثمار في التكنولوجيا، والتسويق الأقوى للقصص الإقليمية، والتعاون بين الأصوات الناشئة والمنصات الراسخة وأكدوا ضرورة امتلاك المناطق التي لا تحظى بتمثيل كافٍ لسرديات خاصة بها والاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي وإنتاج محتوى محلي مؤثر لتحدي الهيمنة الغربية ورعاية مشهد إعلامي عالمي أكثر توازناً.
كما شهدت فعاليات اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلام 2024 ورشة عمل بعنوان “التكنولوجيا الناشئة لإنشاء المحتوى الرقمي” قدمتها رواع الجلاد المؤثرة وصانعة المحتوى.
ركزت الورشة على استكشاف الأدوات الحديثة والتقنيات المتطورة التي تسهم في تعزيز جودة وإبداع المحتوى الرقمي، مع تسليط الضوء على أهمية الإلهام من المحيط اليومي لتحويل الأفكار إلى قصص مؤثرة ومبتكرة.
تناولت الجلاد خلال الورشة مراحل إنشاء المحتوى الرقمي بشكل عملي ومبسط، بدءاً من ابتكار الأفكار وكتابة النصوص، مروراً بتصوير الفيديو وتحريره وقدمت أمثلة عملية عن كيفية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتقديم محتوى يواكب تطلعات الجمهور الرقمي ويحقق تفاعلاً أكبر.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
تعاون مصري - إماراتي لمواجهة التحديات الإعلامية والثورة التكنولوجية
شارك المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، في قمة بريدج 2025 التي انعقدت في أبو ظبي خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر، في إطار جهود المجلس لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالات الإعلام وحوكمة المحتوى الرقمي..
وشهدت الزيارة سلسلة من اللقاءات المهمة التي تناولت حماية الملكية الفكرية، وضبط المحتوى الإعلامي، ومواجهة الأخبار المضللة، وآليات التعامل مع التطور المتسارع في التقنيات الرقمية.
على هامش القمة، عقد المهندس خالد عبدالعزيز، لقاءً بالشيخ عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس الإمارات للإعلام، حيث تمت مناقشة تعزيز التعاون وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات الإعلامية، وخاصة تلك المتعلقة بالثورة التكنولوجية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
كما التقى عبدالعزيز مع د. بول مرقص، وزير الإعلام اللبناني، جرى خلاله التأكيد على دعم مصر للبنان وتعزيز التعاون الإعلامي والثقافي بين البلدين، وأشاد الوزير اللبناني بالدور المصري في دعم استقرار الإعلام العربي.
وشارك رئيس المجلس في جلسة دبلوماسية مغلقة رفيعة المستوى برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، تحت عنوان «تحالفات من أجل الشرعية والنزاهة في السرديات العالمية»، جمعت نخبة من القادة وصنّاع القرار والخبراء الدوليين لمناقشة مستقبل نزاهة المعلومات في عالم يعاد تشكيله على إيقاع الذكاء الاصطناعي وتسارع التكنولوجيا الرقمية، مؤكداً أهمية بناء منظومة دولية أكثر تنسيقًا تُلزم المنصات بالشفافية، وتحافظ على التوازن بين حرية التعبير ومتطلبات الأمن القومي، مشيرًا إلى أن إعادة بناء هذه الثقة تتطلب شراكة جديدة بين الدولة والإعلام والتكنولوجيا، قائمة على الوضوح، والسرعة في التصحيح، والمسؤولية في تداول المعلومات.
كما عقد عبدالعزيز اجتماعًا مع مسؤولي مجلس الإمارات للإعلام، حيث أشاد بالتجربة الإماراتية وبأهمية تمكين الكفاءات الإعلامية الشابة، خاصة في إدارة محتوى المنصات الرقمية.
وعقد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أيضًا لقاءً مع القيادات الإقليمية لشركة ميتا، المالكة لـ (فيس بوك – انستجرام – واتس آب)، وتناول اللقاء ملف الملكية الفكرية وسبل تعظيم الاستفادة من المحتوى التراثي المصري، مع بحث آليات تضمن حماية الحقوق المالية لهذا المحتوى، مؤكدين أن سياسة الشركة الحالية تقلل من مركزية المحتوى السياسي على المنصات، مع التوجه نحو تعزيز الشراكات الثقافية والتنموية، وإبداء رغبة واضحة في دعم جهود الدولة المصرية في حوكمة المجال الرقمي وحماية الملكية الفكرية.
كما التقى رئيس المجلس مسؤولي شركة جوجل، حيث تناول اللقاء بحث ملف المحتوى الرقمي وحقوق الملكية الفكرية، وآليات التعاون بين المجلس وشركة جوجل في إدارة المحتوى وانتشاره بما يتوافق مع الحقوق الوطنية والأطر القانونية.
والتقى المهندس خالد عبدالعزيز، مسئولي منصة يانجو بلاي، حيث أعرب وفد المنصة عن سعادتهم بالتواجد في السوق المصري، موجّهين الشكر للمجلس على دعمه وجهوده في التصدي لمحاولات القرصنة التي تستهدف حقوق العرض الحصرية الخاصة بالمنصة.