صحيفة هآرتس: هل ستكون أرض الصومال مفتاح حرب إسرائيل ضد الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
قالت صحيفة "هارتس" العبرية إن هجمات جماعة الحوثي على إسرائيل دفعت الأخيرة للبحث لها عن منطقة بديلة قرب اليمن لردع هجمات الحوثيين.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" أن تل أبيب قد تتخذ من أرض الصومال الدولة غير المعترف بها المحاذية لليمن جنوب غرب باب المندب قاعدة انطلاق لمواجهة الحوثيين بدلا هن رحلات مقاتلاتها الجوية الطويلة والمكلفة باتجاه اليمن ردا على كل صاروخ أو طائرة مسيرة يطلقها الحوثيون.
وترى الصحيفة أن تمثل أرض الصومال مفتاحا للحرب الإسرائيلية على الحوثيين على الرغم من التنافس المحتدم حول القرن الافريقي.
وحسب التقرير فقد أظهر الهجوم القدرات العملياتية للحوثيين في اليمن، الذين أصبحوا منذ الربيع العربي وكلاء ممولين ومسلحين بشكل جيد لإيران في صراعاتها مع المملكة العربية السعودية وإسرائيل. كما أجبر الهجوم المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية ــ التي كانت حتى ذلك الحين قد تركت للولايات المتحدة وبريطانيا مهمة التوصل إلى رد عسكري على الحوثيين ــ على إدراك أن إسرائيل لابد أن تجد حلولها الخاصة لهزيمة التهديد اليمني.
تقول هارتس "أدركت إسرائيل أنها لن تكون قادرة على إرسال طائراتها المقاتلة في غارات طويلة ومكلفة على اليمن في كل مرة تنفجر فيها طائرة حوثية بدون طيار بقيمة 20 ألف دولار داخل البلاد - خاصة وأن الحوثيين يُعتقد أنهم يمتلكون أحد أكبر مخزونات الطائرات بدون طيار في العالم. لذلك، كان على إسرائيل البحث عن بدائل أكثر كفاءة".
وطبقا للصحيفة فإن أحد هذه البدائل ينطوي على دولة صغيرة نائية، محرومة من الاعتراف الدولي، والتي تحولت خلال العام الماضي إلى ساحة لصراع إقليمي متفجر، مليء بالمصالح الجيوسياسية. هذا المكان هو أرض الصومال ــ وهي المنطقة التي تحكمها عشيرة عيسى المسلمة، والتي انفصلت عن الدولة الأم الصومال في عام 1991 وأعلنت استقلالها دون ضمانات دولية.
وقالت "منذ ذلك الحين، كانت تحاول كسب اعتراف الدول في حين تحصن نفسها ضد التهديدات الإقليمية، وفي المقام الأول الصومال، التي تسعى إلى استعادة السيطرة على الإقليم. مشيرة إلى أن القانون الدولي لا يعترف بأرض الصومال إلا باعتبارها منطقة تتمتع بالحكم الذاتي داخل الصومال، وحتى عام 2024 لم تعترف بها أي دولة كدولة مستقلة، باستثناء تايوان، التي هي نفسها دولة غير معترف بها.
تضيف "يمكن القول إن إسرائيل وأرض الصومال متشابهتان في طريقتين أساسيتين: كلاهما ديمقراطيات صغيرة وضعيفة، تقع في مناطق مليئة بالأنظمة الاستبدادية والحروب القاتلة. كما أن كليهما يعاني من مشاكل السيادة تجاه المجتمع الدولي، وكلاهما لديه أعداء يسعون إلى تدميرهما".
قاعدة عسكرية إسرائيلية بتمويل إماراتي
في 17 أكتوبر/تشرين الأول، أفاد موقع ميدل إيست مونيتور الإخباري أن إسرائيل اقتربت سراً من أرض الصومال، الواقعة عبر خليج عدن من مدينة عدن اليمنية، بمقترح من شأنه أن يخدم الطرفين: ستنشئ إسرائيل قاعدة عسكرية في أرض الصومال تسمح لها بمهاجمة وردع أهداف الحوثيين، في مقابل الاعتراف الرسمي بالبلاد والاستثمارات المالية فيها.
ووفقًا للتقرير، الذي يعتمد على مصادر دبلوماسية، فإن الإمارات العربية المتحدة تتوسط بين البلدين، ولم تقنع أرض الصومال بالسماح ببناء القاعدة العسكرية فحسب، بل ستمولها أيضًا.
وذكر التقرير أن لدى الإمارات ة، الموقعة على اتفاقيات إبراهيم 2020 مع إسرائيل، مصلحة واضحة في مثل هذه الصفقة، حيث أصبح الحوثيون يشكلون تهديدًا أمنيًا لها أيضًا، ومن المؤكد أن القوات العسكرية الإسرائيلية في أرض الصومال ستساعدها في محاربتهم.
وأوضح أنه في السنوات الأخيرة، سمحت أرض الصومال للإمارات باستخدام ميناء بربرة ومطارها كقاعدة لنشاطها العسكري في اليمن، مقابل استثمار إماراتي بقيمة 440 مليون دولار في ميناء بربرة، وفقًا لوسائل إعلام أجنبية.
وتأتي وساطة الإمارات العربية المتحدة في أعقاب تعاونها العسكري مع إسرائيل، حيث ورد أن الدولتين أنشأتا قاعدة عسكرية استخباراتية مشتركة في أرخبيل سقطرى، إحدى أكثر جزر العالم بعدًا وتنوعًا بيئيًا، وتقع في خليج عدن بالقرب من اليمن.
ويشير أحمد فيفا ريندي، الباحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة ساكاريا التركية، والذي كان أول من أبلغ عن الاتصالات بين إسرائيل وأرض الصومال، إلى أن "هناك العديد من المزايا لإسرائيل في الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة".
"تشمل هذه المزايا تعزيز أمنها القومي، ومواجهة التهديدات الإقليمية، وخلق فرص اقتصادية جديدة، وتحسين العلاقات الدبلوماسية، ودعم الحكم الديمقراطي في المنطقة. وفي منطقة تتنافس فيها العديد من القوى على حصة بسبب موقعها الاستراتيجي ومواردها، من المتوقع أن تدخل إسرائيل السباق من خلال شريك محلي أرض الصومال، والذي استبعدته العديد من البلدان".
وزادت هارتس "بالنسبة للقوى الإقليمية المحلية، فإن موقع أرض الصومال في القرن الأفريقي يمنحها أهمية استراتيجية إلى جانب الجاذبية الاقتصادية. فهي تقع عند مدخل مضيق باب المندب، الذي يتم من خلاله شحن ثلث البضائع البحرية في العالم، ويوفر لها ساحلها الطويل على طول الخليج إمكانية الوصول البحري المتنوعة - إلى شرق إفريقيا والشرق الأوسط وبحر العرب ومن هناك إلى المحيط الهندي".
وترى أن العنصر الأكثر أهمية في هذا النسيج البحري هو مجال البحر الأحمر، الذي أصبح خلال العام الماضي نقطة محورية للتوتر الدولي بسبب هجمات الحوثيين على طرق الشحن في البحر الأحمر والتي تؤثر على التجارة العالمية بأكملها.
تتابع "في 18 يوليو/تموز، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا هجوما مشتركا على مطار الحديدة الدولي، وبعد يومين نفذ سلاح الجو الإسرائيلي هجوما على ميناء الحديدة، بالتنسيق مع الأميركيين والمملكة العربية السعودية. كل هذا حدث على خلفية القلق الإسرائيلي من محاولات إيران الحصول على موطئ قدم في ساحة البحر الأحمر. وقد اتخذت هذه المحاولات شكل زيادة الأنشطة الإرهابية الحوثية فضلا عن وجود السفن الحربية والاستخباراتية الإيرانية".
تؤكد الصحيفة العبرية أنه على الرغم من التوترات مع الحوثيين، فإن إسرائيل ليست سوى لاعب ثانوي في الساحة المزدحمة بالمصالح حول أرض الصومال. اللاعبون الرئيسيون الثلاثة في الصراع هم الصومال وإثيوبيا وتركيا، مع مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والسودان وجيبوتي المجاورة أيضًا تحتفظ بأيديها في القدر. في الأعلى تحوم القوتين العظميين في العالم، الولايات المتحدة والصين.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن إسرائيل أرض الصومال البحر الأحمر الحوثي أرض الصومال
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الدولي للمواي تاي يعاقب إسرائيل
قرر الاتحاد الدولي للمواي تاي، معاقبة الاتحاد الإسرائيلي، في أعقاب استشهاد لاعب منتخبنا الوطني الطفل عمار حمايل (13 عاما)، برصاص الاحتلال في 23 حزيران الماضي، في قرية كفر مالك شرق رام الله .
وتنص العقوبة على حظر رفع العلم الإسرائيلي، وكذلك عزف نشيد دولة الاحتلال، في الفعاليات والبطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي.
وبحسب الاتحاد الدولي، فإن الرياضيين الإسرائيليين سيشاركون في البطولات الدولية كأفراد محايدين، وتشمل العقوبة أيضا عدم استضافة أي فعالية للمواي تاي في إسرائيل أو دعمها.
هذا القرار جاء على لسان رئيس الاتحاد الدولي ساكشاي تابسوان، على خلفية استشهاد عمار حمايل، إذ قال: "لا يمكن لنا أن نلتزم الصمت ونحن نرى الأبرياء يدفعون الثمن، فالصمت لم يعد خيارا".
وأضاف: "هذا احتجاج سلمي ولكنه حازم ضد الأعمال التي تُعرّض الأطفال للخطر وتنتهك القيم الأساسية للمجتمع الرياضي العالمي".
وتابع: "هذه ليست مجرد مأساة، هذه دعوة للعمل، لا يمكننا الوقوف متفرجين بينما يدفع الأبرياء ثمن الصراع".
وثمنت اللجنة الأولمبية الفلسطينية هذا القرار الذي يعد خطوة هامة، وبادرة أمل لتحقيق العدالة، داعية الاتحادات الوطنية إلى التحرك على الساحة الدولية، من أجل اتخاذ خطوات مشابهة لدى الاتحادات الدولية لمساءلة الاحتلال على الانتهاكات التي ارتكبها بحق الرياضة الفلسطينية ورياضييها.
وطالبت اللجنة الأولمبية الهيئات الرياضية الدولية باتخاذ إجراءات لمساءلة الاحتلال ومحاسبته على جرائمه، بما يضمن حماية الرياضيين الفلسطينيين.
يشار إلى أن الرياضة الفلسطينية فقدت مئات الشهداء من الرياضيين، الذين استُشهدوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، فضلاً عن تدمير عشرات البنى التحتية من المنشآت الرياضية، في مخالفة وانتهاك فاضح لكل المواثيق والقيم الدولية والرياضية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من رياضة استشهاد أحد لاعبي منتخب فلسطين بقصف منزله في المغازي اللجنة الأولمبية: اللاعبان أبو عميرة ومصلح استُشهدا في مجزرة مقهى على شاطئ غزة منتخب الأردن ينسحب من مباراته أمام إسرائيل في كأس العالم للشباب لكرة السلة الأكثر قراءة جولة جديدة خلال أيام - صحيفة: حراك وتكثيف لمحاولات إحياء مفاوضات غزة تفاصيل اجتماع سوري إسرائيلي في باريس قناة إسرائيلية: محاولات حثيثة لاستئناف مفاوضات غزة خلال أيام تركيا تكشف النقاط الخلافية حول مفاوضات غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025