الاستخبارات الروسية تتهم الغرب باحتلال أوكرانيا بـقوات حفظ السلام
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
الاستخبارات الروسية تتهم الغرب باحتلال أوكرانيا بـقوات حفظ السلام.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي
إقرأ أيضاً:
هكذا نُقدم بندلي الجوزي
في ظل الوضع الفلسطيني الراهن وما يتخلله من مآسٍ ونكبات، نحاول المساهمة بالكتابة عن الرموز الثقافية الفلسطينية التي طُمست أو نُسيت أو ربما لم تنل حظها من الشهرة المستحقة نظير جهودها العلمية والأكاديمية، ومن هؤلاء «بندلي الجوزي» (1871-1942) الذي يقول عنه الكاتب اللبناني حسين مروة (1910-1987) في مقدمة كتاب الجوزي الشهير (من تاريخ الحركات الفكرية في الإسلام): «أما القول عن بندلي جوزي إنه الرائد في حقل الدراسات التراثية، العربية - الإسلامية، فذلك أصبح من مألوف القول عندنا، بل يكاد يكون من بدهياته».
ولد الجوزي في القدس عام 1871 لأسرة عربية يعود أصولها إلى قبيلة الغساسنة. عاش في كنف عائلة خاله بعد وفاة أمه ثم أبيه وبندلي في سن السادسة من العُمر، وتعود تسمية بندلي إلى اسم «بندلايمون» وهو اسم لقديس يوناني يعني الرجل الناصح. حسبما يذكر الكاتب الفلسطيني شوقي أبو خليل (1941-2010) في كتابه «بندلي الجوزي: عصره، حياته، آثاره» الصادر عام 1993. وذكر أبو خليل أن تسمية المواليد العرب بالأسماء الأجنبية يعود إلى مجيء البعثات الدراسية والعلمية الأجنبية إلى المنطقة العربية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، والتي كان ظاهرها الحفاظ على الطوائف المسيحية وفي الخفاء كان الهدف الاستيلاء على مناطق نفوذ الدولة العثمانية، فأخذت فرنسا تفرض نفسها حامية للمسيحيين الكاثوليك، وروسيا القيصرية نصبت نفسها مدافعة عن المسيحيين الأرثوذكس، ولذلك حمل المواليد الجدد أسماء كاثوليكية مثل «كلود، جان، مادلين، جوزفين». كما حملوا أسماء قديسات وقديسين أرثوذكس مثل «قسطنطين، هيلانة، نقولا، بندلي».
اعتمد الجوزي على المنهج المادي التاريخي في كل كتاباته التي كانت محصلة إطلاع واسع بأكثر اللغات التي يتقنها مثل: العربية والروسية والانجليزية والفرنسية والألمانية واليونانية والتركية والفارسية والأذربيجانية، ويجيد اللغات اللاتينية والسريانية، إجادته لهذه اللغات أسهمت في إنتاجاته العلمية وترجماته، ويُعد كتابه «من تاريخ الحركات الفكرية في الإسلام» من أهم مؤلفاته. وقد نشر في القدس سنة 1928، وأعيد طباعته بعد ذلك في أكثر من دار نشر، منها «منشورات صلاح الدين في القدس سنة 1977، سلسلة إحياء التراث الثقافي الفلسطيني، الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، سنة 1982، دار الجليل سنة 1982، دار الروائع في بيروت (بلا تاريخ)».
يقول الجوزي في مقدمة كتابه من تاريخ الحركات الفكرية: «إذا نحن عرفنا أن أول من وضع مبادئ علم التاريخ وأساليب الانتقاد التاريخي هم مؤرخو الغرب كنيبور ورانكه وشلوسر وغيرهم، وأن هؤلاء المؤرخين بنوا أحكامهم ونظرياتهم على تاريخ الغرب وحده، إذ لم يكونوا يعرفون من تاريخ الشرق، إلا الشيء اليسير، سهل علينا والحالة هذه أن ندرك مقدار ما في أقوال بعض مؤرخي الغرب عن الشرق وتاريخه من الغرابة والطيش، فهل من طيش أكبر من أن يقول أحدهم: إنه لم يكن ولن يكون للأمم الشرقية تاريخ بمعنى هذه الكلمة المعروف بين علماء أوروبا، وأن أساليب البحث التاريخي التي فرضها علماء الغرب لا يمكن أن تطبق على تاريخ الشرق»، ويضيف الجوزي: «أي غرابة أو بالأحرى أي جهل أعظم من أن يقال إن العوامل المؤثرة في تاريخ الأمم الأوروبية والنواميس العمومية الفاعلة في حياتهم الاجتماعية هي غير العوامل والنواميس العاملة في تاريخ الأمم الشرقية وحياتهم وثقافتهم».
يستغرب «بندلي» آراء العلماء الذين يفترض بهم النزاهة والنقد العلمي بدلا عن إطلاق الأحكام جزافا: «لو صدرت هذه الأفكار الغريبة عن مؤرخي الأجيال الوسطى، أو لو صدرت عن أناس عرفوا بالتعصب الديني أو القومي والأغراض السياسية أو الاستعمارية، لكان لهم في الجهل والتعصب عذر، أما وقد صدرت ولا تزال أحيانا تصدر عن فئة من العلماء ومؤرخي العصر التاسع عشر بل العشرين، فأي عذر لهم».
رحل الجوزي قبل أن يكون شاهدا على نتائج تزوير التاريخ من قبل أعضاء الصهيونية العالمية في الادعاء بفلسطين كأرض الميعاد. غادر الدنيا قبل أن يرى شعبه مهجرا ومشتتا في بقاع الأرض، والعالم يقف عاجزا عن رفع الظلم عن فلسطين وأهلها منذ هجوم عصابات الهجانة وإلى الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة إلى الآن.
محمد الشحري كاتب وروائي عماني