عربي21:
2025-06-06@02:22:50 GMT

وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان.. نظرة تحليلية

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

يوم الأربعاء (27 تشرين الثاني/ نوفمبر) أُعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان، وقد اختلفت الآراء حول من المستفيد الأكبر من هذا الاتفاق، وهناك حوار بين السياسيين والإعلاميين، في حرب قائمة على تسجيل النقاط؛ فمن حقق النقاط الأكبر في مرمى خصمه؟ نحاول هنا أن نجيب عن هذا السؤال.

يفكر كثيرون في نتائج الحرب كنصر وهزيمة، وأن غرض الحرب هو تحقيق النصر العسكري، وهذا التصور ليس دقيقا بل هو بعيد عن الحقيقة.

الحرب في حقيقتها هي استخدام القوة العسكرية لتحقيق هدف سياسي، هذا الهدف قد يتمثل في احتلال دولة أخرى، أو تدمير القوة والقدرة التي تملكها دولة أخرى، أو إجبار دولة أخرى على اتخاذ قرارات سياسية ليست في صالحها.

ولو نظرنا لأحد أكبر الحروب الحالية وأكثرها أهمية، وهي حرب روسيا وأوكرانيا، وحاولنا الإجابة على سؤال من المنتصر حتى الآن، لما وصلنا لإجابة واضحة. أوكرانيا حمت عاصمتها وأغلب أرضها من الاحتلال، هذا صحيح، ومنعت الروس من التوغل في كثير من الأراضي الأوكرانية التي ظن بوتين أنه سيستولي عليها في أسابيع قليلة، وهذا يعتبر نصرا لا شك فيه للأوكران. لم يحقق أي طرف كافة أهدافه من الحرب، وكل طرف حقق جزءا يسيرا مما كان يأمل فيه ويرجوهفي المقابل، روسيا حققت غرضها الأساسي بمنع امتداد حلف الناتو لأوكرانيا، بل إنها أرهقت الداعمين الغربيين لاستقلال أوكرانيا، وجعلت عددا غير قليل من المواطنين الأوروبيين والأمريكيين يرغبون في إنهاء الحرب أيا كانت النتيجة.

لو انتهت الحرب الآن وفق الوضع الحالي على الأرض، فمن سيكون الفائز؟ الجواب لا أحد، فلم يحقق أي طرف كافة أهدافه من الحرب، وكل طرف حقق جزءا يسيرا مما كان يأمل فيه ويرجوه.

لو أسقطنا هذا التحليل على حرب لبنان، فيمكن القول بوضوح أن لبنان حقق عددا كبيرا من أهدافه في الحرب؛ الأول كان مساندة غزة وقد تحقق هذا بجلاء، والثاني كان تدمير قدر من الأهداف العسكرية للكيان، وما حدث في المقرات المختلفة للوحدة 8200 والدمار الذي لحق بكثير من المنشآت العسكرية وغيرها يشير بوضوح لتحقق هذه الأهداف.

من الناحية العسكرية أيضا، فقد أصيب الكيان بالصدمة حين وجد قواته عاجزة عن التوغل في جنوب لبنان، وأصيب عدد كبير من الدبابات والأفراد في جيش الكيان. ومع معرفة أن الكيان كثيرا ما يخفي خسائره ولا يعلنها إلا بعد سنوات طويلة، يمكن استنتاج أن الأرقام التي أعلنها الكيان في إصاباته سواء بين الجنود أو المعدات أكبر كثيرا مما هو معلن، ومع جيش صغير كالكيان تصبح هذه الأرقام كارثية.

لكن لو نظرنا من الجهة المقابلة، فقد توقف لبنان ولو بصورة مؤقتة عن إسناد غزة، وهو ما يعني أن الكيان أمامه شهران كي يقوم بكل جرائمه الممكنة التي لم تكن متاحة سابقا بسبب وجود عدد كبير من قواته في الشمال. تعتبر هذه النقطة تحديدا أهم نقطة تستند لها الحكومة الإسرائيلية في بيان أنها حققت نصرا كبيرا. النقطة الأخرى هي تدمير قدر من القدرات العسكرية لحزب الله، وهذا صحيح بصورة ما، لكن لا يمكن قبوله بإطلاق، فقد استمر الحزب في إطلاق صواريخه على الكيان حتى الساعات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار.

عودة للسؤال الأول: من المنتصر؟ الإجابة أن كل طرف حقق قدرا معقولا من أهدافه، لكن لا يوجد نصر واضح لأي من الطرفين المتقاتلين. الكيان سيأخذ راحة لالتقاط الأنفاس وإعادة تأهيل جنوده للمرحلة الثانية من الحرب في لبنان، وسيتلقى مزيدا من السلاح والذخائر من مختلف الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة.

توقيع الهدنة بحد ذاته يعني أن الطرفين أنهكا تماما ولم يعد لدى أي منهما ما يقدمه من الناحية العسكرية، وحان وقت البحث عن طرق أخرى
حزب الله كذلك سيتلقى مزيدا من السلاح والذخائر من إيران وربما أيضا من الصين وروسيا، فكل هذه الأطراف لا تريد انتصارا حاسما للكيان. وقد أثبتت هذه الحرب ما قيل سابقا ورأيناه جميعا بأعيننا، أن الكيان هو في حقيقته لا يزيد عن كونه "دولة وظيفية"، بلفظ الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله، فقد وضعها الغرب بين بلادنا للقيام بوظيفة محددة هي تخريب المنطقة وإفسادها، ومنع قيام كيانات عربية قوية فيها.

توقيع الهدنة بحد ذاته يعني أن الطرفين أنهكا تماما ولم يعد لدى أي منهما ما يقدمه من الناحية العسكرية، وحان وقت البحث عن طرق أخرى.

يبقى السؤال الأخير: هل سيفي الكيان بما تعهد به؟ هل سيستمر وقف إطلاق النار فعلا لشهرين مقبلين؟ التجارب السابقة تقول "لا" واضحة، فالكيان يضرب إذا كان قادرا، بغض النظر عن أي روادع أخلاقية أو سياسية. أغلب الظن أن هذا ما سيحدث بالفعل، خاصة أن رئيس وزراء الكيان هو ملك الهروب للأمام، ولو ضاق الخناق عليه داخليا ربما يقوم بعمل إجرامي آخر كمهاجمة لبنان بسبب أو بدون سبب، فقد لتخفيف الضغط عن نفسه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه لبنان غزة الإسرائيلية حزب الله الهدنة لبنان إسرائيل غزة حزب الله هدنة مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

إصابة شخص بغارة شنتها مسيّرة للعدو الإسرائيلي على سيارة جنوب لبنان

 

الثورة نت/..

أصيب شخص بغارة شنتها مسيرة للعدو الإسرائيلي ، اليوم الخميس، على سيارة في إحدى القرى بمحافظة صور جنوب لبنان،في أحدث الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان، إصابة مواطن بجروح في غارة شنها العدو الإسرائيلي واستهدفت سيارة في بلدة برج قلاويه قضاء بنت جبيل.
وكانت وكالة الأنباء اللبنانية قالت إن “مسيّرة معادية” استهدفت سيارة من نوع “رابيد” في بلدة قلوَيه بقرب المدرسة الرسمية في صور.

من جهة أخرى، أعلن الجيش اللبناني في بيان، الخميس، إن “الوحدات المختصة في الجيش نقلت قنبلة طيران من مخلفات العدوان الإسرائيلي إلى حقل القليعة- مرجعيون (جنوب)، وعملت على تفجيرها”.
وفي 8 أكتوبر 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح قرابة مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات التي خلفت ما لا يقل عن 208 قتلى و501 جريح، وفق بيانات رسمية.
وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها في الحرب الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • حماس: لم نرفض اقتراح ويتكوف وطلبنا بعض التغييرات لضمان إنهاء الحرب
  • البيوضي: تثبيت وقف إطلاق النار محطة من محطات مسار التغيير
  • إصابة شخص بغارة شنتها مسيّرة للعدو الإسرائيلي على سيارة جنوب لبنان
  • ينقصنا الجرأة.. هل يستطيع لبنان تصنيع الدرون العسكرية؟
  • مسيّرة إسرائيلية تلقي قنابل باتجاه جرافة جنوب لبنان
  • واشنطن تبلغ دولة الاحتلال بأنها ستعارض مشروعا لوقف الحرب في غزة بمجلس الأمن
  • مشروع وقف إطلاق النار في غزة مهدد بالسقوط| وخبير يوضح
  • زيلينسكي يكشف عن مقترح قبل لقاء بوتين
  • تقرير كارتي | نظرة تحليلية على سوق السيارات السعودي - فبراير 2025
  • محادثات إسطنبول وصعود تركيا الدبلوماسي