تحديات أمام الهيئات الإعلامية
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
جاء قرار تشكيل الهيئات الإعلامية مفاجأة للبعض من المتابعين للمشهد الإعلامى والصحفى وجموع الصحفيين والإعلاميين خاصة بعد تداول أسماء مختلفة تماما فى شهر يونيو الماضى.. ورغم هذا لاقى التشكيل رغم تقلص عدد أبناء المهنة فى التشكيل إلا أنه ضم زملاء وزميلات وأصدقاء وشخصيات محترمة وتمتلك قبول غالبية العاملين فى صناعة الصحافة والإعلام.
وأعتقد أن إسناد رئاسة المجلس الأعلى للإعلام لأول مرة لشخصية غير صحفية وتأتى بعد كل من النقيب مكرم محمد أحمد والكاتب الصحفى كرم جبر سيكون محل رقابة ومتابعة اكثر من العاملين فى المهنة.. والناس سوف تتابع كيف يتعامل الوزير السابق المهندس خالد عبدالعزيز مع القضايا المهنية وأدوات الضبط المهنى.. ورد الفعل على أى تجاوزات قد تحدث وكذلك قضية التراخيص الصحفية والاعلامية.. وإطلاق حرية الإصدار كى تعبر وسائل الاعلام عن كافة طوائف المجتمع والقوى السياسية وتحقيق التنوع والتعدد.
وأعتقد أن رئيس المجلس قد يركز بحكم خبرته الإدارية على الأزمات الاقتصادية التى تعانى منها وسائل الإعلام والصحافة المكتوبة والإلكترونية بسبب غياب التعددية وضعف التفاوض مع منصات التواصل الاجتماعى ومحركات البحث والتطبيقات الاخبارية للحصول على عائد من إعادة استخدام الاخبار ورفع أسعار الإعلانات وخاصة إعلانات جوجل.
فأمام المجلس الأعلى للإعلام مهام كبيرة وجسيمة واستكمال ما بدأه المجلسان السابقان وعلى رأسها التدخل بصورة قوية لمناقشة قضية الأجور ومساندة نقابتى الصحفيين والاعلاميين ونقابة العاملين فى الطباعة والصحافة والنشر فى هذه القضية لأن تدخله سوف يجعل المؤسسات والملاك أكثر التزاما بوضع هياكل للأجور تراعى الطفرات الكبيرة فى الأسعار وفقا للمادة 14 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام.
أما الهيئة الوطنية للصحافة فما زال امامها الكثير لإنقاذ الصحافة الحكومية (القومية) وهى الصحافة المفترض انها مملوكة للشعب ومشاكل هذه الصحافة كثيرة رغم ما لديها من خبرات وإمكانيات بشرية قادرة على النهوض بشرط أن يكون لكل شخص فى هذه المؤسسات وظيفة ودور محدد يقوم به واستغلال الأصول الخاصة بالمؤسسات استغلال أمثل.
أما الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الزميل والصديق احمد المسلمانى فقد ورثت تركة كبيرة -رغم حالة الهجوم عليه- فالقضية ليست فى ماسبيرو فقط ولكن فى كل ممتلكات الهيئة وعلى رأسها مدينة الإنتاج الإعلامى التى دخلت فى منافسة قوية بعد افتتاح السعودية لاستديوهات الحصن واستديوهات أطلس بورزازات بالمغرب وهما يقدمان خدمات للمنتجين شبه مجانية وبدون أى شروط مسبقة فلم نعد وحدنا فى المنطقة والاهم أن القنوات التليفزيونية الحكومية ما زالت تدار بعقلية الستينيات حتى نشرات الأخبار بالمحتوى الذى تقدمه لا يجذب المشاهدين وبالتالى عزف عنها المشاهد..
الزملاء والأصدقاء فى الهيئات الثلاث عليهم أن تكون قراراتهم نابعة من خبراتهم ولا تكون تنفيذا لتعليمات وأن يتم توسيع دائرة المشاركة وعدم قصرها على أهل الثقة وترك الخبرات الحقيقية وهى كثيرة فى الوسط الصحفى والإعلامى حتى وإن كانت آراؤهم مخالفة ومعارضة للنظام لكنها فى النهاية هى خبرات وطنية وحريصة على مصلحة الوطن فنحن أحوج إلى وجود أفكار مبدعة خارج الصندوق لانتشال المشهد الصحفى والإعلامى من كبوته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مدينة الإنتاج الإعلامي منصات التواصل الاجتماعي
إقرأ أيضاً:
تنديد بمواصلة الاحتلال منع دخول الصحافة العالمية إلى قطاع غزة
ندد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الثلاثاء، بمواصلة الاحتلال الإسرائيلي منع دخول الصحافة العالمية إلى قطاع غزة، مرجعا ذلك إلى خشيتها من انكشاف جرائمها في الإبادة الجماعية والتجويع، في وقت تروج فيه لمزاعم كاذبة تنفي وجود مجاعة في القطاع.
وأضاف المكتب الحكومي في بيان: "تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي الترويج لمزاعم كاذبة تنفي وجود مجاعة في قطاع غزة، بينما تمنع في الوقت ذاته دخول الصحافة العالمية إلى القطاع، خشية من انكشاف الحقيقة الدامغة أمام عدسات الكاميرا".
وتحدى المكتب إسرائيل "بفتح المعابر والسماح للصحفيين الدوليين بدخول القطاع ليشهدوا على الواقع الإنساني إن كانت تثق بروايتها"، متسائلا: "لماذا يخشى الاحتلال ذلك؟".
والاثنين، أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات صحفية بوجود مجاعة في قطاع غزة، مستشهدا بمشاهد الأطفال الذين يموتون جوعا، مفندا بذلك تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنكرة لتفشي المجاعة في القطاع.
وعد المكتب الحكومي منع إسرائيل "التغطية الإعلامية بغزة جريمة مكتملة الأركان تهدف إلى طمس معالم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
وأدان مواصلة الاحتلال الإسرائيلي منع دخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع، مطالبا المجتمع الدولي "بموقف حازم لكشف الحقائق وكسر الحصار الإعلامي المفروض على غزة".
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت من إجراءاتها في 2 آذار/ مارس الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة، فقد بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية حتى الاثنين نحو 147 فلسطينيا، بينهم 88 طفلا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وخلفت الإبادة المتواصلة بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.