جرائم الحوثيين بحق قبائل ومشايخ اليمن: محاولة لإنهاء دورهم.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

"رمتني بدائها وانسلت"

 

 

 

محمد بن رامس الرواس

حين عجز الجيش الإسرائيلي عن مواجهة عيوبه ورذائله ورفض الاعتراف بوجودها أصلًا، لجأ إلى حيلة نفسية دفاعية مُدعيًا عكس ما يفعل، ولم يكتفِ بذلك؛ بل سعى جاهدًا إلى إبعاد الشُبهة عن نفسه، مدعيًا الطهر والنقاء.

قالت العرب قديمًا في أحد أمثالها "رمتني بدائها وانسلت"؛ وهو مثل ينطبق على من يُلصق عيوبه بغيره، لأنه لا يراها ولا يشعر بها، كما لو رمى القاتل المعروف لدى الجميع الأبرياء بتهمة بالقتل، أو اتهم السارق الأبرياء بالسرقة، أو اتهم الفارون من المواجهة غيرهم بالجبن، أو من يصف نفسه بأنه من أطهر الناس برغم أنه يرتكب الفظائع ثم يدّعي النقاء.

يُضرب هذا المثل لمن يلقي باللوم على غيره ليُبرئ ساحته من فعل قبيح ارتكبه، إنه مثل يصور ببلاغة رائعة من يرتكب أحدهم الذنب العظيم ثم يرتدي ثوب الطهر والفضيلة، بل ويدّعي أنه الأنموذج المثالي الذي يجب الاقتداء به.

هذا المثل العربي يجد صداه بقوة في غزة تحديدًا ومن خلال تصريحات قادة الجيش الإسرائيلي، فبينما تتوالى صور الدمار والقتل، وشهادات المنظمات الدولية والأمم المتحدة عن انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني للجيش الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، يخرج علينا قادة هذا الجيش ليصفوا أنفسهم بأنهم "الجيش الأكثر أخلاقًا في العالم" هذا التناقض الصارخ بين الفعل والادعاء هو تجسيد حي لمغزى المثل: "رمتني بدائها وانسلت".

إنَّ الحديث عن الأخلاق لا يكون بالادعاءات الجوفاء؛ بل بالأفعال الملموسة على الأرض.

والجيش الذي يقصف المدن والمستشفيات والمدارس، ويستهدف الصحفيين وعمال الإغاثة، ويتعمد تجويع المدنيين وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة ومحاصرتهم وقتلهم، لا يمكنه أن يرتدي عباءة الأخلاق، وإذا كانت هناك أخلاقيات للحروب تقاس بمدى الالتزام بالقوانين الدولية التي تحمي المدنيين وتمنع العقاب الجماعي، وتصون كرامة الإنسان حتى في أحلك الظروف، فالجيش الإسرائيلي بعيد عنها وقد تجاوزها بكثير.

إنَّ هذه الادعاءات الإسرائيلية عن أخلاقية جيشها في ظل ما يراه العالم من فظائع ومجازر وتجويع وإبادة ومآسٍ لا يقرها العقل ولا الإنسانية، لا تعكس سوى محاولة يائسة لتشويه الحقيقة وطمس الجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بغزة، وهي محاولة لقلب الطاولة ورمي التهم على الضحية، وتصوير الجلاد على أنه بريء، لكن الحقيقة كالشمس لا يُمكن حجبها، ومهما حاول الجاني تلميع صورته بأقوال لا تدعمها أفعال، ستتابعه الحقائق وتفضحه عاجلا أو آجلًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عقال ومشايخ ريمة يروون حقيقةَ مصرع المدعو حنتوس
  • وزارة الأوقاف تنعى الشيخ صالح حنتوس وتؤكد أن جرائم الحوثيين لن تسقط بالتقادم وتحملهم كامل المسؤولية الجنائية
  • مجلس الأمن يشدد على حماية الملاحة ويتهم الحوثيين بعرقلة السلام في اليمن
  • إسرائيل تحذّر.. صاروخ من اليمن يعيد التصعيد إلى الحرب مع الحوثيين
  • هيئة علماء اليمن تدعو اليمنيين للوقوف صفاً واحداً لمواجهة الحوثيين وتدين الجريمة البشعة بحق الشيخ والمربي صالح حنتوس
  • سلطنة عُمان تحتفل باليوم العالمي للبحّارة وتؤكد دورهم في الاقتصاد الوطني
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: سنعامل اليمن مثل طهران وسنقطع يد الحوثيين
  • الدرك الملكي بالناظور يحبط محاولة توزيع لحوم فاسدة وسط موجة حرّ
  • قبائل المهرة .. 7 سنوات من مواجهة المشاريع الأجنبية
  • "رمتني بدائها وانسلت"