جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-30@22:37:46 GMT

"رمتني بدائها وانسلت"

تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT

'رمتني بدائها وانسلت'

 

 

 

محمد بن رامس الرواس

حين عجز الجيش الإسرائيلي عن مواجهة عيوبه ورذائله ورفض الاعتراف بوجودها أصلًا، لجأ إلى حيلة نفسية دفاعية مُدعيًا عكس ما يفعل، ولم يكتفِ بذلك؛ بل سعى جاهدًا إلى إبعاد الشُبهة عن نفسه، مدعيًا الطهر والنقاء.

قالت العرب قديمًا في أحد أمثالها "رمتني بدائها وانسلت"؛ وهو مثل ينطبق على من يُلصق عيوبه بغيره، لأنه لا يراها ولا يشعر بها، كما لو رمى القاتل المعروف لدى الجميع الأبرياء بتهمة بالقتل، أو اتهم السارق الأبرياء بالسرقة، أو اتهم الفارون من المواجهة غيرهم بالجبن، أو من يصف نفسه بأنه من أطهر الناس برغم أنه يرتكب الفظائع ثم يدّعي النقاء.

يُضرب هذا المثل لمن يلقي باللوم على غيره ليُبرئ ساحته من فعل قبيح ارتكبه، إنه مثل يصور ببلاغة رائعة من يرتكب أحدهم الذنب العظيم ثم يرتدي ثوب الطهر والفضيلة، بل ويدّعي أنه الأنموذج المثالي الذي يجب الاقتداء به.

هذا المثل العربي يجد صداه بقوة في غزة تحديدًا ومن خلال تصريحات قادة الجيش الإسرائيلي، فبينما تتوالى صور الدمار والقتل، وشهادات المنظمات الدولية والأمم المتحدة عن انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني للجيش الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، يخرج علينا قادة هذا الجيش ليصفوا أنفسهم بأنهم "الجيش الأكثر أخلاقًا في العالم" هذا التناقض الصارخ بين الفعل والادعاء هو تجسيد حي لمغزى المثل: "رمتني بدائها وانسلت".

إنَّ الحديث عن الأخلاق لا يكون بالادعاءات الجوفاء؛ بل بالأفعال الملموسة على الأرض.

والجيش الذي يقصف المدن والمستشفيات والمدارس، ويستهدف الصحفيين وعمال الإغاثة، ويتعمد تجويع المدنيين وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة ومحاصرتهم وقتلهم، لا يمكنه أن يرتدي عباءة الأخلاق، وإذا كانت هناك أخلاقيات للحروب تقاس بمدى الالتزام بالقوانين الدولية التي تحمي المدنيين وتمنع العقاب الجماعي، وتصون كرامة الإنسان حتى في أحلك الظروف، فالجيش الإسرائيلي بعيد عنها وقد تجاوزها بكثير.

إنَّ هذه الادعاءات الإسرائيلية عن أخلاقية جيشها في ظل ما يراه العالم من فظائع ومجازر وتجويع وإبادة ومآسٍ لا يقرها العقل ولا الإنسانية، لا تعكس سوى محاولة يائسة لتشويه الحقيقة وطمس الجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بغزة، وهي محاولة لقلب الطاولة ورمي التهم على الضحية، وتصوير الجلاد على أنه بريء، لكن الحقيقة كالشمس لا يُمكن حجبها، ومهما حاول الجاني تلميع صورته بأقوال لا تدعمها أفعال، ستتابعه الحقائق وتفضحه عاجلا أو آجلًا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي : العمليات البرية في غزة اقتربت من الاستنفاد

قالت القناة 13 الإسرائيلية ، مساء السبت 28 يونيو 2025 ، إن الجيش الإسرائيلي أبلغ المستوى السياسي ، بأن العمليات العسكرية البرية في غزة اقتربت من الاستنفاد.

وأشارت القناة نقلا عن الجيش الإسرائيلي إلى أنه لم يعد هناك أهدافا كبيرة قابلة للتحقيق من دون تهديد حياة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.

جلسة للكابينيت

ومن المقرر أن تعقد جلسة الأحد في مقر القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، وعدد من الوزراء.

وستناقش الجلسة استمرار عملية "عربات جدعون"، فيما كان زامير قد قال الجمعة إن "إيران تلقت ضربة موجعة، ومن المحتمل أن يسهم ذلك في تحقيق الأهداف في غزة".

وأضاف "سنصل في الفترة القريبة إلى ما حددناه للمرحلة الحالية في إطار عملية ’عربات جدعون’، من بعدها سنقوم بطرح خيارات العمل المستجدة على المستوى السياسي"، مشيرا إلى أنه "سنواصل العمل بعزم لتحقيق هدفي المعركة وهما الإفراج عن المختطفين وهزيمة حماس ".

وفي سياق مفاوضات وقف إطلاق النار، ترى إسرائيل أن هناك تقدما من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى، لكنها تشير في الوقت نفسه إلى أن المحادثات لم تنضج من أجل إرسال فريق مفاوض؛ حسبما أوردت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11".

ونقلت عن مصدرين مطلعين، قولهما إن "الخلاف الأساسي يتمحور حاليا حول شرط إنهاء الحرب وضمانات تطلبها حماس"، فيما أن المفاوضات لا تقتصر على صفقة تبادل أسرى إنما توسيع نطاق "اتفاقات أبراهام" وإنهاء الحرب على غزة.

وفي السياق، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الجمعة إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بات قريبا، وقد يتم التوصل إليه الأسبوع المقبل، مضيفا "نعمل على قضية قطاع غزة ونسعى إلى حلها".

ومن المقرر أن يتوجه وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، إلى واشنطن يوم الإثنين لإجراء محادثات بشأن إيران والحرب على غزة، بالإضافة إلى تنسيق زيارة نتنياهو للقاء ترامب المقرر لها الشهر المقبل.

وتهدف زيارة نتنياهو لواشنطن إلى تطبيع العلاقات مع سورية وإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، فيما ثمة تفاؤل أميركي حذر بشأن صفقة تطبيع شاملة وتوسيع نطاق "اتفاقيات أبراهام" التي يبدي الأول اهتماما بها في صفقة شاملة تضم أيضا السعودية ولبنان وإندونيسيا وماليزيا؛ حسبما أوردت القناة 12 الإسرائيلية.

المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية عائلات الأسرى الإسرائيليين: الوقت يدهمنا ويجب إبرام صفقة شاملة أغلبية الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب على غزة روبيو لعائلات الأسرى: الانتصار الحقيقي في غزة يتحقق فقط بإعادة المختطفين الأكثر قراءة محدث: ترامب يعلن مهاجمة منشآت إيران النووية بالفيديو والصور: إصابات ودمار واسع - أول رد إيراني على قصف واشنطن لمنشآتها النووية سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الأحد 22 يونيو طقس فلسطين: أجواء حارة والحرارة أعلى بقليل من معدلها العام عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يقر باستهداف منتظري المساعدات في غزة
  • تحذير من داخل الجيش الإسرائيلي.. ما القصّة؟
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطالب سكان عدة مناطق في قطاع غزة بالإخلاء
  • عاجل | الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة عن طريق مقذوف قادم من سوريا
  • جنرال التغريدات.. كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي الذي وعد بحرق طهران
  • الجيش الإسرائيلي يُقر بتصاعد إرهاب المستوطنين في الضفة
  • 28 يونيو 1865.. اليوم الذي تم فيه حل الجيش الأميركي
  • الجيش الإسرائيلي : العمليات البرية في غزة اقتربت من الاستنفاد
  • "هآرتس": الجيش الإسرائيلي قتل 4% من سكان غزة