هل يقترب التدخل العسكري في النيجر مع اجتماع "إيكواس"؟
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
يجتمع رؤساء أركان جيوش الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، اليوم الخميس وغداً الجمعة، في غانا، لبحث تدخل عسكري محتمل في النيجر، وفق ما أفادت مصادر عسكرية وسياسية إقليمية.
وكان من المقرر أن يعقد الاجتماع السبت الماضي، لكن تم إرجاؤه "لأسباب فنية".
ويأتي موعده الجديد بعد أسبوع من قرار قادة الجماعة نشر "قوة احتياط" تابعة لإيكواس لاستعادة الانتظام الدستوري في النيجر، في أعقاب انقلاب 26 يوليو (تموز) الماضي على الرئيس المنتخب ديموقراطياً محمد بازوم، من دون تحديد جدول زمني لهذا التدخل المحتمل.
To this end, the ECOWAS Committee of Chiefs of Defence Staff will be having an extraordinary meeting in Accra, Ghana from 17th to 18th August 2023 to finalise plans for the deployment of the Standby Force. pic.twitter.com/OXPnCfe9la
— Ecowas - Cedeao (@ecowas_cedeao) August 16, 2023وبينما أعربت دول عدة من الجماعة عن استعدادها لإرسال قوات إلى النيجر مثل ساحل العاج، أكدت "إكواس" التي تتولى نيجيريا حالياً رئاستها الدورية، رغبتها في استنفاد المسار "الدبلوماسي" قبل أي إجراء آخر. كما أكد محلّلون أنّ أيّ تدخّل سينطوي على مخاطر عسكرية وسياسية.
وتصاعدت الأصوات الداعية إلى تفادي التدخل العسكري في نيامي، من أطراف عدة سياسية ودينية ومن المجتمع المدني، خشية تعميق الأزمات في منطقة الساحل الإفريقي التي تشهد نشاطات متزايدة للجماعات الإرهابية.
وبعد رفضه العديد من الوساطات، وافق المجلس العسكري في النيجر على استقبال وفد من رجال الدين المسلمين النيجيريين السبت الماضي. وأعلن الوفد بعد لقائه مسؤولين في نيامي، أن النظام العسكري أكد له استعداده لحلّ الأزمة عبر القنوات الدبلوماسية.
انقلابيو النيجر يلعبون على الانقسام بين واشنطن وباريس https://t.co/8sXg34cOTn pic.twitter.com/8RkyGfFDOc
— 24.ae (@20fourMedia) August 16, 2023وفي مقابل رسائله الدبلوماسية، أثار المجلس العسكري استياء إكواس والولايات المتحدة وأطراف خارجية عدة، بعد إعلان عزمه محاكمة بازوم المحتجز منذ الانقلاب، بتهمة "الخيانة العظمى". واعتبرت إكواس أن هذا التهديد "شكل جديد من الاستفزاز، ويتنافى مع إرادة السلطات العسكرية في جمهورية النيجر إعادة الانتظام الدستوري بسبل سلمية".
وأبدت وزارة الخارجية الأمريكية استياءها "بشدة" من هذا الإجراء المحتمل، معتبرة أن "هذه الخطوة لا داعي لها وغير مبرّرة بالكامل، ولن تساهم صراحة في حلّ سلمي لهذه الأزمة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني النيجر إكواس غانا فی النیجر
إقرأ أيضاً:
«قتل الجماعة للواحد»
حفظ المجتمعات وصيانة الأمن بها ونشر السلام فى روبعها من أهم المقاصد المرعية فى الإسلام، ومما يدلل على ذلك ما قال به جمهور العلماء بقتل الجماعة بالفرد بمعنى لو اجتمع جماعة على قتل شخص فإنهم يقتلون به جميعًا تعظيمًا لمقاصد الشريعة الحافظة للنفوس، فالرسول لم يقتل جماعة بواحد لعدم حدوث وقعة فى عهده، وكذلك أبو بكر لم يقتل جماعة بواحد فلم يُعرف عنه أنه قضى فى قضية كهذه، وفى عهد الفاروق عمر – رضى الله عنه – حدث أن قتل جماعة واحدًا، ثبت ذلك روايات كثيرة، بعض هذه الروايات تذكر أنه قتل سبعة بواحد لما اجتمعوا على قتله، وبعضها تذكر أنه قتل امرأة وخليلها لما اجتمعا على قتل غلام، وبعض هذه الروايات تذكر أنه قتل ستة بواحد قتلوه، وبعضها تذكر أنه قتل أربعة قتلوا صبيًا. لذلك ذهب الحنفية والمالكية والشافعية والظاهرية إلى وجوب القصاص فى حالة تعدد الجناة كوجوبه فى حالة انفراد جانٍ واحد بارتكاب الجريمة، لأن الله تعالى أوجب القصاص لاستبقاء الحياة حينما قال سبحانه: «وَلَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِى الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» «البقرة: 179» فمتى علم الإنسان أنه إذا قتل غيره قتل به لم يقدم على القتل تفرد القاتل أو تعدد، ولأن القول بقتل الجماعة بالواحد يتناسب وشرعية العقاب من القصاص كما أن المفسدة المترتبة فى حال القول بعدم قتل الجماعة بالواحد خطيرة على أمن المجتمع لأنه يؤدى إلى التسارع إلى القتل به، فيؤدى إلى إسقاط حكمة الردع والزجر فلو علم الأعداء أنهم بالاجتماع يسقط القصاص عنهم لقتلوا عدوهم فى جماعتهم، فخوفًا من صيرورة النفس الإنسانية للإهدار مآلاً، حكموا بقتل الجماعة بالواحد وتأسيسًا على هذا النظر المقاصدى الثاقب، قرر الإمام الغزالى أن الأيدى تقطع باليد الواحدة أيضًا فقال: «الأيدى تقطع باليد الواحدة كما تقتل النفوس بالنفس، حسمًا لذريعة التوصل إلى الإهدار بالتعاون اليسير الهين على أخذان الفساد وأقران السوء».
وفى زماننا ومع تفشى الجرائم وتنوعها وتطور أساليبها ومع انتشار عصابات إجرامية منظمة نجد فى هذا التشريع رادعًا للمجرمين، فالإسلام لم يهدف أبدًا إلى جلد الظهور ولا إلى قطع الأيادى ولا إلى رجم الزناه، بل يهدف لنشر الأمن والسكينة وسلم المجتمع ونموه، ولو نظرنا للشروط الموجبة لتطبيق العقوبات والمعروفة بالحدود لوجدنها عسيرة جدًا لكن وجودها فى حد ذاته كان زاجرًا قويًا على عدم تسورها لذلك وجدنا حدودًا تطبيقها على مدار أكثر من ألف وأربعمائة سنة لم يتخطَ عدد أصابع اليدين، فلو نظرنا إلى هذا وجمعناه مع قتل الجماعة بالواحد، بالإضافة لقتل المسلم بغير المسلم وحفظ هذا الشرع لعهود الأمان والذمة لأدركنا سوء فهم البعض لشريعة الإسلام وغياب النظر المقاصدى فى تقديم الإسلام للعالمين وخلط بين أصول الأيمان وفروع الشريعة ما يستوجب أن نجعل من شعارنا «هذا هو الإسلام» نبراسًا يضىء لنا بعض جمال هذا الشرع الحكيم المنزل من عند رب العالمين.
من علماء الأزهر والأوقاف