29 نوفمبر خلال 9 أعوام..64 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب ضد الإنسانية بغارات سعوديّة أمريكية على اليمن
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
يمانيون/ تقارير تعمَّدَ العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 29 نوفمبر خلال الأعوام، 2015م، و2018م، و2019م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراته الوحشية المباشرة، وقصفه مدفعية مرتزقته، على المدنيين والأعيان المدنية في المنازل والأحياء السكنية وفوق شاحنات نقل الغذاء، وأعين المياه، بمحافظات صنعاء وتعز وصعدة والحديدة.
أسفرت عن 22 شهيدًا، و42 جريحًا، جُلُّهم نساء وأطفال، وتدمير عدد من المنازل وشاحنات النقل وقطع الطرقات، وأضرار واسعة في ممتلكات المواطنين، ومدرسة وخزانات ومشاريع المياه، وتشريد ونزوح عشرات الأسر، التي فقدت معيليها، ونفوق عشرات المواشي وتفاقم الأوضاع المعيشية، وحالة من الخوف والرعب وفقدان الأمن والأمل والنقص الأغذية وتضاعف مخاطر السفر والتنقل.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
29 نوفمبر 2015..24 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب لغارات العدوان على حياً الجرداء السكني بصنعاء
في يوم التاسع والعشرين من نوفمبر عام 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغارات طيرانه الحربي، حياً سكنياً في منطقة الجرداء بمديرية السبعين بالعاصمة صنعاء، ما أسفر عن 4 شهداء و20 جريحاً بينهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في الممتلكات، وترويع الأهالي، وحرمان عشرات الأسر من محبيها وجيرانها، وأخرجاها من مأويها، وتعميق الحزن في قلوب ملايين اليمنيين، ومأساة إنسانية في جبين العالم.
كانت الحياة تسير في حي الجرداء ببساطة وعفوية، كأي حي سكني آخر، الأطفال يلعبون في الشوارع، والنساء يهممن بشؤون بيوتهن، والرجال يخرجون إلى أعمالهم، ولكن فجأة، تحولت هذه الحياة الهادئة إلى جحيم، عندما باغتت غارات العدوان الوحشية الحي، محولة بيوتاً آمنة إلى أنقاض، وحولّت حياة أسر بأكملها إلى مأساة.
مشاهد الدماء والدمار والجثث والجرحى وهلع الأهالي، ونزوحهم من مساكنهم أطفال ونساء وكبار وصغار يفرون نحو المجهول خشية من معاودة طيران العدوان لاستهداف المنازل المجاورة، وحالة بكاء وصراخ ودموع تسيل وأطفال يتموا ونساء رملاً وامهات وأباء فقدوا فلذات أكبادهم، وأقرباء فقدوا أقربائهم، ومعاناة لا توصف.
عائلات كثر تشد الرحال نازحة نحو المجهول، هذا يخرج أثاثه واخر يهرب بأفراد أسرته والسيارات تحمل وتخرج من الحي، بشكل جماعي”.
يقول أحد الأهالي من فوق دمار منزله ومن جوار منزله المستهدف وقلبه يعتصره الألم: “الغارات استهدفت منزل ومنازل الجيران حي سكني لا يوجد فه حتى قسم شرطة الساعة السادسة والنصف، وكان الأهالي محلقين عند خزان ماء السبيل جوار المدرسة، قبل دخول الطلاب، حتى المدرسة لم تسلم من هذه الغارات، وخزان المياه، لا نعرف من هو المستهدف وحجم المار كبير”.
لم تتوقف معاناة أهالي الجرداء عند حد الخسائر المادية والبشرية، بل امتدت لتشمل آثاراً نفسية عميقة، وفقد الكثير من الأطفال حقهم في النوم الهني، والتعليم والعيش في كنف والديهم، ما يهدد مستقبل المئات منهم.
29 نوفمبر 2015..9 شهداء وجرحى بغارات العدوان على شاحنات الغذاء في حجة وصنعاء:
وفي اليوم والعام ذاتهما، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب إضافيتين، الأولى ، باستهداف غاراته الوحشية المباشرة شاحنات محملة بالمواد الغذائية في نقيل يسلح بمديرية بلاد الروس محافظة صنعاء، أسفرت عن استشهاد مواطن وجرح خمسة آخرين بجروح، مختلفة، وقطع الطريق الحيوي الذي يربط بين العديد من المحافظات اليمنية، وترويع المسافرين والمارين والرعاة وأهالي المناطق والقرى المجاورة، وتفاقم معاناة المدنيين الأبرياء، والثانية في استهداف طيرانه المسير شاحنة محملة بالمواد الغذائية في منطقة بني خمج بمديرية حيران بمحافظة حجة، أسفر عنها استشهاد مواطنين وجرح آخر بجروح، وقطع الطريق الحيوي الذي يربط بين العديد من القرى، مما فاقم من معاناة المدنيين الأبرياء.
في ذلك اليوم كانت الشاحنات تسير في طريقها لتزويد الأسواق بالمواد الغذائية الأساسية، بجوار سيارات ومركبات مختلفة، محملة بالأمل والرزق ولكن قبل أن تصل إلى وجهتها، باغتتها غارات العدوان الحاقدة، وحولتها إلى رماد وأشلاء، تاركة وراءها مشهداً مروعاً من الدمار والخراب.
هذه الجريمتان البشعتان لم تؤثرا فقط على السائقين الذين استهدفوا، بل امتدت تداعياتها لتشمل آلاف المدنيين الذين يعتمدون على هذه الشاحنات لتلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء، وبقطع الطريق، زادت معاناة المواطنين، وارتفعت أسعار المواد الغذائية، وتفاقمت الأزمة الإنسانية التي يعاني منها اليمنيون.
تخيلوا لحظة وصول خبر استشهاد أحد أفراد الأسرة، أو إصابة عائلها واستهداف الأرزاق، في هجوم جوي غادر، تخيلوا الأطفال الذين حرموا من وجبة طعام، والنساء اللاتي يبحثن عن لقمة عيش، والشيوخ الذين يعانون من نقص الأدوية، هذه هي الحقيقة المرة التي يعيشها اليمنيون جراء استمرار العدوان.
استهداف شاحنات المواد الغذائية والمدنيين والأعيان المدنية في حجة وصنعاء، جريمة حرب ضد الإنسانية، مكتملة الأركان، وانتهاك للقوانين والمواثيق الدولية، وتكشف عن مدى وحشية العدوان واستهدافه المتعمد للمدنيين، كما يعتبر قطع طرق الإمداد الغذائي بمثابة حصار جماعي، وحرابة يهدف إلى تجويع الشعب اليمني وإخضاعه.
يقول أحد السائقين الناجين من غارات العدوان على الشاحنات بصنعاء: “فجر اليوم استهدف طيران العدوان خط الشاحنات الطالعة من الحديدة على صنعاء، وفي صاروخ عادة ما قد تفجر، والليلة ضربوا ناقلة عليها اسمده وثانية معدات كهرباء، وتضررت سيارات المواطنين، وخربوا الخط العام واحترق سواق وجرح أخرين، الضربات متتالية خلال 24 ساعة على الخط العام، السواق وذي جنبه ما قدرنا ننقذهم تفحموا داخل الدينه”.
بدوره يقول والد سائق الشاحنة التي تقل القمح بمحافظة حجة: ” أبني كان في أمان الله يسير على الطريق محمل طعام بر للناس يستهدفه العدوان بأسلحة محرمة دولياً، هذا يرضي الله ورسوله، كان متجه إلى عاهم ، يستهدف ليلاً ، مالهم حق سلمان قتل الأمة ما يستهدف عدو الله يستهدف المواطنين وقوتهم”.
29 نوفمبر 2015..15 شهيدة وجريحه جمعهن العطش وغدر بهن طيران العدوان على تعز
وفي سياق متصل بذات اليوم والعام، 29 نوفمبر 2015م، تعمد العدوان السعودي الأمريكي ارتكاب جريمة إبادة ضد الإنسانية، مستهدفاً بغاراته الهمجية عشرات النساء فوق عين ماء في نقيل أبو رباح بمديرية المسراخ بمحافظة تعز، محولاً مصدر الحياة إلى مصدراً للموت، ما أسفر عن 12 شهيدة و3 جريحات، في مجزرة وحشية لم يفكر بها أكبر المجرمون والطغاة على مر التأريخ.
كانت عين الماء في نقيل أبو رباح بمثابة شريان الحياة لسكان المنطقة، ففي ظل الحصار الخانق الذي فرضه العدوان، كانت هذه العين هي الملاذ الوحيد لسكان المنطقة للحصول على المياه الصالحة للشرب، وهو ما بقي لهم الحصول عليه، وفي كل يوم، كانت النساء والأطفال يتوافدون إلى هذه العين لتعبئة علبهم ودبابهم المخصصة لنقل المياه على الرؤوس وفوق أظهر البهائم والحمير، في مشهد يعكس معاناة اليمنيين جراء العدوان وضعف الخدمات الأساسية.
في ذلك اليوم المشؤوم، تحول هذا المشهد الهادئ إلى جحيم، عندما شن طيران العدوان غاراته الوحشية على العين، مستهدفاً النساء العزل وهن يبحثن عن الماء، لتخفيف العطش عن أطفالهن واهاليهم في القرى المجاورة.
مشاهد الدماء والماء والأشلاء المختلطة بالشظايا وهلع الأهالي وتشييع جثامين الشهيدات، وبكاء وصراخ الأطفال والأمهات والأخوة والأخوات والأهل والجيران في المنازل فور سماع الخبر ومشاهدة الجريمة، وعند تقبيل الجثث واحتضانها وتوديعها إلى مثواها الأخير، كافية لأن يستيقظ كل اليمنيين ويوحدون صفوفهم، للدفاع عن أعراضهم وشرفهم ومحارمهم وكرامتهم ودمائهم وحريتهم وسيادتهم وإنسانيتهم وأدميتهم ووطنهم وكل ذرة تراب من وأرضهم، وطرد الغزاة والمحتلين.
تقول إحدى الناجيات “كنا ننتظر دورنا لتعبئة المياه، فجأة سمعنا صوت الطيران على رؤوسنا وبدأ الغارات الوحشية بيننا الانفجارات، وفقدنا وعينا، عندما استعدناه وجدنا أنفسنا وسط دماء وأشلاء، كانت الجثث مبعثرة حول العين، وكانت النساء والأطفال يصرخون من الألم، كانت رائحة الدماء والبارود والماء المختلط بالم تملأ المكان، ما ذنبنا؟ أين الأمم المتحدة، والمتشدقين بحقوق الإنسان في هذا العالم، العدوان هو من يحاصر ويقتل سكان تعز وكل أبناء الشعب اليمني”
جمعت أشلاء النساء وأطفالهن الشهيدات على قلاب، كثيرة من المعالم لم تعد واضحة، رضيعات بريئات فارقن الحياة في أحضان أمهاتهن، مشاهد الجماجم والجثث كومة لحم بشرية، للعرض والشرف اليمني المستهدف”.
لم تتوقف معاناة أهالي المنطقة عند حد الخسائر البشرية، بل امتدت لتشمل آثاراً نفسية عميقة، وتدمير مصدر المياه الوحيد للمنطقة، مما زاد من معاناة السكان وشكل تهديداً مباشراً لحياتهم.
استهداف عين الماء هو جريمة حرب بكل المقاييس، حيث استهدف العدوان بشكل مباشر المدنيين وهم يمارسون حقهم الأساسي في الحصول على شربة ماء نقية، يبلون بها حلوقهم وأفواه أطفالهن وصغارهن وكبارهن المنتظرين عودتهم كما هو الحال كل يوم، هذه الجريمة تكشف عن وحشية العدوان واستعداده لارتكاب أي جريمة لتحقيق أهدافه، في إبادة الشعب اليمني، جاعلاً أماكن تجمعات المدنيين أهداف أولية على قائمة أهدافه.
وتعتبر هذه الجريمة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحمي المدنيين والبنية التحتية المدنية في أوقات الحروب، كما أنها تمثل جريمة حرب تستوجب مساءلة مرتكبيها، وتقديمهم للعادلة.
29 نوفمبر 2018.. 8 جرحى بينهم امرأتان بغارات العدوان على منزل أحد المواطن بالحديدة
وأضاف العدوان السعودي الأمريكي، في اليوم ذاته 29 نوفمبر 2018م، جريمة حرب وإبادة جماعية، جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته المباشرة منزلاً سكنياً في قرية القراعمة بمديرية الجاح بمحافظة الحديدة، أسفرت عن 8 جرحى بينهم امرأتان و3 منهم جراحاتهم خطرة، حرجة، ودماراً وأحزان ورعب وأثار وتداعيات هائلاً وفادحة، في النفوس والممتلكات، ومضاعفة المعاناة، والتشرد والنزوح، وفقدان الأمن والأمل.
قرية القراعمة كانت تسير الحياة فيها كالعادة العفوية والبسيطة، وكأي قرية يمنية نائية، الأطفال يلعبون او يساعدون أباءهم في المزارع، والنساء يهممن بشؤون بيوتهن، ويجلبن المياه والاعلاف والحطب، ويرعين المواشي، والرجال يخرجون إلى أعمالهم، ومزارعهم ولكن فجأة، تحولت هذه الحياة الهادئة إلى جحيم، عندما باغتت غارات العدوان الوحشية المنزل، محولة بيوتاً آمنة إلى أنقاض، وحولّت حياة أسر بأكملها إلى مأساة.
تقول إحدى الجريحات بصوت يختنق بالبكاء. “كنا نجلس في المنزل، فجأة سمعنا صوت الانفجار، ثم شعرت بألم شديد في جسدي، عندما فتحت عيني، وجدت نفسي محاصرة بين الأنقاض، وسمعت صراخ الجيران، كانت الدماء تسيل، والأطفال يصرخون من الألم، لم أعد أرى سوى الدمار والخراب.”
بدوره يقول أحد الأطباء: “تفاجئنا ليلتنا هذه 29 نوفمبر، 2018م، بوصول 7 حالات إلى طوارئ المستوصف، نتيجة القصف الغاشم الذي تعرض له بيت المواطن عبدالله إبراهيم القرعمي ، قرية القراعمة، ليلتنا حالات جرح، منها 6 حالات رجال وحالة امرأة عمرها 60 عام، والإصابات حرجة منها في العمليات، توزعت على مناطق متفرقة من الأجساد”.
هذا الاستهداف المباشر على المدنيين، جريمة حرب وخرق كبير لاتفاق وقف إطلاق النار الساري في محافظة الحديدة، يضع الأمم المتحدة ولجانها ومبعوثيها على المحك، وفي محل التواطؤ المكشوف مع العدوان وادواتهم.
29 نوفمبر 2018.. جرح طفلة بغارات عدوانية تستهدف الأبرياء والممتلكات في صعدة
وفي التاسع والعشرين من نوفمبر من العام ذاته سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب أخرى بحق الشعب اليمني، استهدف فيها بغارات طيرانه الحربي المتوحش، ممتلكات المواطنين في منطقة نشور بمديرية الصفراء بمحافظة صعدة، أسفرت جرح طفلة بريئة ودماراً هائلاً في الممتلكات، وتشريد عشرات الأسر من مأويها، ومضاعفة معاناتها، وتكدير أمنها واستقرارها ومفاقمة أوضاعها المعيشية في ظل شحة المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن.
الطفلة ذات العامين، لم تكن تتخيل أنها على رأس قائمة الأهداف للعدوان السعودي الأمريكي، ولم تعي بعد ان استهدافها وسفك دمها ومحاولة وأدها عامل رئيسي ومهم لإعادة الشرعية المزعومة من فنادق الرياض، رغم انها لم تعمي ما يدور من حولها، منذ سنوات تسبق وجودها على الأرض.
كما هو الحال بالنسبة لوالدتها ووالدها واخوانها وأخواتها الذين يرون فيها الأمل والفرحة والسعادة ويكنون لها كل الحب والمودة، كونها صغيرتهم المدللة، إلى أن العدوان كان له شأن آخر، يؤكد من خلاله أن قتل الأطفال الأبرياء وإبادة الشعب اليمني، بمختلف فئاته العمرة ووع جنسه، مهمة لا بد منها لتنفيذ مخططات المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة.
جراحات الطفلة ودموعها ودمائها، تؤكد للعالم والمجتمع الدولي أن هؤلاء مجرمو حرب، وتنادي بصوتها البريء محكمة الجنايات الدولية بأن تتحرك لأصدرا حكمها بسرعة اعتقال مجرمي الحرب بمختلف مسمياتهم وجنسياتهم المشاركة في العدوان على اليمن، منذ 9 أعوام.
يقول والد الطفلة الجريحة: “العدوان جاء يستهدفنا وسط الليل، أيش عندنا لأبوه، هذه طفلة عمرها سنتين بريئة، ما ذنبها؟ نحن على نائمين في منازلنا وعلى أرضنا، لم نعتدي على أحد، السيارات والمنازل والأطفال، وأسر على ما هي خوفها، والأهالي نائمين، عدو جبان ذليل فاقد العروبة، صهيوني مجرم، حتى مشروع الماء قطعها على المنطقة كامل”.
29 نوفمبر 2019.. استشهاد طفلة وأمها وجرح 5 من إخوانها في مجزرة جديدة للعدوان بالحديدة
أما في 29 نوفمبر من العام 2019م، فارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب بحق الطفولة والأمومة والإنسانية، وخرق فاضح للاتفاقات الأممية، في الحديدة، بغاراته المتعمدة على منزلاً سكنياً في منطقة الحاج الأعلى بمديرية بيت الفقيه، أسفرت عن استشهاد طفلة وأمها وجرح 5 من إخوتها بجراح غارة، ودماراً هائلاً في المنزل والمنازل والممتلكات المجاورة، وترويع أهالي المجاورين، في جريمة إبادة تقف المنزل على رؤوس ساكنيها، خلق بيئة طاردة لا يجد فيها المواطنين سبيل للعيش، كجزء من سياسة الغزاة والمحتلين.
قبل ضرب القذائف كانت هذه الأسرة تعيش كأي يوم من الأيام، الأم تضم طفلتها وتمنح أطفالها الحب والعناية والاهتمام، والأب يذهب للعمل ويعود محملاً بالغذاء وكل الاحتياجات الأساسية، والأبناء يذهبون للمدرسة ويساعدون والدهم في عمله وأمهم في تدبير شؤون منزلها وتلبية أسرتها السعيدة، لكن العدوان ومرتزقته كان لهم رؤية مخالفة، دأبوا فيها على قتل المدنيين وسفك دماء الطفولة والأمومة ونشر الرعب والخوف في وجدان أبناء الشعب لمحاولة النيل من صمودهم.
قصف مرتزقة العدوان للمنزل حوله إلى كومة من الدمار والخراب والدماء والأشلاء وصرخات خافته من بين الأنقاض تطلب النجدة والاسعاف، وحالة هلع ظاهرة على وجوه الأهالي المنقذين خشية من مصير قادم يهدد حياتهم وحياة أسرهم.
يقول أحد الأهالي: “مرتزقة العدوان استهدفوا منزل المواطن هبة كداف جدام ، واستشهد طفلة وامها، وجرح بناتها وعياله وامه، وهو مستضعف لا له علاقة بأي طرف ، لكن هذه الجرائم باء تحرك كل أحرار الشعب اليمن والله لو ما بقا فينا رجال ، الجبهات بيننا ، أين هذ الأمم المتحدة التي تكذب علينا في الإعلام عن اتفاق وقف اطلاق النار والمرتزقة يستهدفونا “.
لم تتوقف معاناة أهالي المنطقة عند الخسائر البشرية، بل امتدت لتشمل المواشي، وآثاراً نفسية عميقة تهدد مستقبل أطفالهم وحرمانهم من حق البقاء في منازلهم ومزارعهم، وحرمان أطفالهم من حق التعليم واللعب كبقية أطفال العالم، ما يهدد مستقبل جيل أجساد الآلاف منه تحمل بصمات العدوان عليها كانت جراحات غائرة، ومشاهد وذكريات أليمة وقاسية لا يمن نسيانها ونسيان مجرومها، ولا يمكن ان تسقط بالتقادم، حتى يأخذ الشعب اليمني حقه ويقتص من أعدائه.
مجزرة الحاج الأعلى وبقية جرائم هذا اليوم في العديد من المناطق اليمنية، ليست سوى جزء صغير من جرائم الحرب التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي في اليمن، وتستدعي من المجتمع الدولي التحرك الفوري للقيام بمسؤولياته القانونية والأخلاقية قبل فوات الأولان.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان السعودی الأمریکی غارات العدوان على بحق الشعب الیمنی طیران العدوان جریمة حرب فی منطقة یقول أحد أسفرت عن
إقرأ أيضاً:
قصة صعود استراتيجية غيرت خريطة العالم .. اليمن يُسقط أسطورة الهيمنة الصهيو-أمريكية!!
يمانيون / تقرير/ يحيى الربيعي
في تحول جيوسياسي استثنائي، باتت الجمهورية اليمنية محوراً لقصة صمود أسطورية، تتكشف فصولها في مياه البحر الأحمر وسماء الشرق الأوسط، لتعيد صياغة مفهوم القوة في القرن الحادي والعشرين. لم يعد اليمن مجرد طرف في صراع إقليمي، بل أصبح لاعباً استراتيجياً ذا تأثير عميق، يمتلك زمام المبادرة، ويرغم أعتى القوى العسكرية والاقتصادية، ممثلة بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني، على إعادة تقييم مواقفها وتكتيكاتها، ليتحول الخوف إلى نصيبهم بعد أن كانوا يرهبون العالم.
لقد بدأت القصة، كما تُروى في كواليس الاستخبارات العالمية، بـ “قاذفات نووية وطائرة شبحية نفاثة وثلاث من أعتى حاملات الطائرات الأمريكية”. لم تكن تلك “حرباً عالمية ثالثة”، بل مواجهة “لم تصنعها واشنطن ولم ترسمها تل أبيب”. اجتمعت كل تلك القوة لـ “ردع حركة مسلحة ظهرت من أفقر بلدان العالم”، ويقصدون اليمن. لكن الطلقات الأولى من اليمن لم تكن مجرد صواريخ، بل “صفارات إنذار تدوي في قلب تل أبيب”، معلنةً بداية فصل جديد في هذه المواجهة الحاسمة.
شريان العدو يختنق وقوة اليمن تتفوق
الضربات البحرية اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب، التي أُعلنت بوضوح وفاعلية رسائل تحذيرية في عمليات استراتيجية محكمة ألحقت خسائر اقتصادية كارثية بالكيان الصهيوني. لم يقتصر الأمر على عرقلة الملاحة، بل امتد ليلامس صلب الشرايين الاقتصادية للعدو، ليجد نفسه أمام شلل غير مسبوق.
تلك الأيام التي كانت فيها الرحلات البحرية تستغرق 8 أيام فقط بين النقاط التجارية باتت ذكرى بعيدة. فاليوم، يجد الشحن البحري نفسه مضطراً لقطع مسافات تستنزف 45 يوماً كاملة، في تحول غير مسبوق أدى إلى شل حركة التجارة وأربك سلاسل الإمداد العالمية للكيان الصهيوني بشكل غير مسبوق. ومع كل يوم إضافي في البحر، كانت التكاليف تتضخم، لتنعكس مباشرة على أسعار السلع الواردة، التي ارتفعت بأكثر من خمسة أضعاف. هذا الارتفاع الجامح بالإضافة إلى كونه أرقاماً في تقارير اقتصادية، أصبح شعوراً م يومياً يثقل كاهل المستوطنين، ويكشف عن ضعف اقتصادي داخلي لم يكن الكيان الصهيوني يتوقعه، فصار الاقتصاد الإسرائيلي يتهاوى تحت وطأة هذه الإرادة اليمنية الصلبة.
ويقف ميناء إيلات، الذي يمثل 10% من اقتصاد الكيان في قطاع السيارات. هذا الميناء، الذي كان يعتبر شرياناً حيوياً، لم يكتفِ بإعلان “إغلاق غير معلن” في البداية، بل وصل إلى إغلاق كامل، ليجد أكثر من 10000 موظف أنفسهم فجأة بلا عمل. لقد كان هذا التكتيك اليمني، الذي استهدف نقطة ضعف حيوية بدقة متناهية، بمثابة ضربة قاصمة، تركت العدو في حيرة من أمره أمام هذا الشلل التام لأحد أهم موانئه.
الخسائر لم تتوقف عند هذا الحد. فتقديرات وزارة مالية العدو، بالتعاون مع مراكز أبحاثهم، كشفت أن الخسائر المباشرة وغير المباشرة تجاوزت 4.7 مليار دولار خلال أربعة أشهر فقط. هذا الرقم المهول فاق كونه إحصائية تضاف إلى رصيد الخسارة العامة، ليمثل صرخة استغاثة حقيقية من اقتصادٍ يتهاوى تحت وطأة الإرادة اليمنية.
ومع كل تصعيد، كانت شركات التأمين البحرية ترفع سقف المخاطر. فارتفعت تكلفة التأمين البحري بنسبة 500%، وهو ما أجبر شركات شحن عالمية عملاقة مثل “ميرسك” و”MSC” على اتخاذ قرار غير مسبوق بتحويل مسار سفنها نحو رأس الرجاء الصالح. هذا القرار، الذي يكلفها تريليونات إضافية من المال والوقت، هو بمثابة اعتراف صريح بفعالية الحصار اليمني، وقدرته الفريدة على فرض معادلات جديدة في حركة التجارة العالمية، بل وفي ميزان القوى الاقتصادي.
سماء العدو تحت السيطرة
لم تقتصر قصة الحصار اليمني على خنق شرايين التجارة للكيان الصهيوني في البحر، بل امتدت لتلامس الأجواء، حيث باتت المطارات الحيوية للعدو تعيش حالة من الشلل غير المسبوق، وتكشف حجم الخسائر التي تتكبدها القوى الكبرى في مواجهة إرادة يمنية لا تلين. فبعد أن ألقت العمليات اليمنية بظلالها الثقيلة على الملاحة البحرية، تحول التركيز ليعلن عن فصل جديد من السيطرة، هذه المرة في الأجواء.
في هذا الفصل الجديد، كان مطار بن غوريون، الشريان الجوي للكيان الصهيوني، هو الهدف الأبرز. لم تكن الصواريخ اليمنية تحتاج لضربات مباشرة دائمة، بل كانت صفارات الإنذار التي أطلقتها أجهزة الاستخبارات الجوية للعدو كافية لإحداث “تعطيل غير مباشر ومتوقع” لحركة الطيران المدني. وتحولت شاشات المطار المزدحمة إلى لوحات عرض لـ أكثر من 700 رحلة جوية ملغاة منذ بدء الحظر الجوي اليمني. هذا الشلل كان له أثر فوري، حيث ألغت 27 شركة طيران أوروبية رحلاتها إلى الكيان، تاركةً خلفها أكثر من 300 ألف تذكرة طيران غير مستخدمة.
ولعل من أبرز النتائج المدوية، هبوط عدد المسافرين عبر المطار من 60 ألفاً إلى 20 ألف مسافر يومياً، مما يعني أن 70% من المطار بات في حالة شلل تام. ويمتد التأثير ليشمل قطاع السياحة الذي تعرض لضربة قاصمة، حيث هبطت الحركة السياحية في تل أبيب بنسبة 80%، مخلفةً وراءها خسائر بلغت 3.4 مليار دولار. هكذا، حول اليمن سماء العدو من ممر آمن إلى ساحة حرب اقتصادية، كاشفاً عن هشاشة دفاعاتهم الجوية وقدراتهم على استيعاب الضربات.
مرونة وذكاء تكتيكي يتجاوز الضربات
في المقابل، وعندما وجه العدو غاراته المكثفة نحو موانئ ومطارات اليمن، بدا وكأنه يضرب في الفراغ، ليكشف عن مراوغة تكتيكية يمنية مدهشة في مواجهة العدوان. ميناء الحديدة، على سبيل المثال، الذي قصف بأكثر من 70 قنبلة أحفورية و90 غارة جوية، لم يتأثر بشكل كبير بقدرته التشغيلية. لماذا؟ ببساطة، لأن الميناء كان يعمل بنسبة 10% فقط قبل الهجمات الأخيرة، حيث تعرض لتدمير كامل في عدوان التحالف السعو-اماراتي. وقد كشفت تقارير، مثل ما نشرته صحيفة واشنطن بوست، أن الضربات الأمريكية-الصهيونية لم تهدف إلا إلى تدمير “بنى تحتية تم ضربها وتحييدها تكراراً ومراراً من العدوان السعو-اماراتي”.
أما مطار صنعاء الدولي، فرغم تقدير الخسائر التي لحقت به بنحو 500 مليون دولار، وشملت صالة الركاب، مبنى التموين، أجزاء من المدرج، وحتى ست طائرات مدنية (منها ثلاث تابعة للخطوط الجوية اليمنية، بالإضافة إلى تدمير آخر طائرة مدنية كانت تمتلكها في صنعاء)، إلا أن تأثير ذلك على الحركة الجوية المدنية يكاد يكون معدوماً. فالجمهورية اليمنية تعيش تحت حصار منذ عشر سنوات، ولا يوجد في أجوائها حركة جوية تذكر إلا للمنظمات والرحلات العلاجية المحدودة إلى الأردن. هذا الصمود لم يبرز القدرة على التحمل فحسب، بل هو ذكاء تكتيكي يمني في حماية البنية التحتية الحيوية، والحفاظ على القدرة على العمليات الأساسية حتى في أقسى الظروف.
أمريكا.. من شرطي العالم إلى حارس هارب
كان الدور الأمريكي في هذه المواجهة هو الأكثر كشفاً عن التغير في موازين القوى، وكيف أن القوة العظمى باتت ترتعد أمام صمود يمني لا يلين. فبعد أن أطلق الرئيس ترامب تهديداته بـ “الجحيم”، بدأت الولايات المتحدة في 15 مارس 2025 حملة جوية مكثفة ضد أنصار الله، مستخدمة أعتى قنابلها الخارقة للتحصينات من طراز GBU-57 التي تزن 27000 رطل، وطائراتها الشبحية B-2 وF-35 وF-18، وثلاث حاملات طائرات بقطعها الحربية. لكن النتائج كانت صادمة لواشنطن نفسها:
استشهاد أكثر من 600 مدني جلهم من الأطفال والنساء، ليس لدقة الضربات، وإنما بسبب “ضعف الاستخبارات الأمريكية في تحديد الأهداف وتوجيه الضربات”. مما جعل هذا الرقم يعكس فشلاً استخباراتياً ذريعاً كلف أمريكا ثمناً باهظاً في الأرواح البريئة والسمعة الاستخباراتية وفيما تدعيه من حماية لحقوق المدنيين. خسرت أمريكا مقاتلتين من طراز F-18، وتكبدت حاملات طائراتها أضراراً جسيمة، مع خسائر تشغيلية قدرت بـ مليار دولار. هذه الأرقام، التي كشفها البنتاغون نفسه، تؤكد حجم الثمن الذي دفعته واشنطن في محاولة يائسة لردع اليمن. الأبرز كان إسقاط 23 طائرة مسيرة أمريكية من طراز MQ-9 Reaper، والتي تقدر تكلفتها الإجمالية بنحو 769 مليون دولار. هذه الأرقام تؤكد أن التقنيات اليمنية المتطورة، التي لم تكن في حسبان الأمريكيين، باتت تشكل تهديداً حقيقياً لأغلى طائراتهم المسيرة، ونسفت أسطورة تفوقها الجوي. قدرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن البنتاغون، أن إجمالي الخسائر الأمريكية في عهدي بايدن وترامب بلغ سبعة مليارات دولار. هذا الرقم المهول يؤكد حجم الاستنزاف الذي يواجهه أكبر جيش في العالم أمام قوة اليمن الصاعدة.أمريكا تجبر على الانسحاب المهين
الولايات المتحدة، التي اعترفت بأن “الحوثيين يمتلكون سلاح دفاع جوي وصفته بالخطير”، واجهت حقيقة صدمتها في اليمن، كاشفة عن تفوق تسليحي يمني لم يكن في حسبان أحد. فبينما كان فخامة المشير مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، يعلن أنهم لم اليمن لم تخسر سوى 1% فقط من قدراتهم العسكرية.
وفي حقيقة تكشف عن براعة الهندسة الدفاعية اليمنية وتفوقها على أحدث التقنيات الغربية، جاء التأكيد الروسي، على لسان ضابط الاستخبارات ألكسندر ميخائيلوف، بأن مخازن أسلحة يمنية تقع في عمق 1000 متر تحت الجبال، وأن أقوى القنابل الأمريكية لا يمكنها اختراق سوى 60 متراً.
لكن الصدمة الأكبر كانت في إشارة ميخائيلوف إلى أن الكيان الصهيوني كان على وشك خسارة طائرة F-35 الشبحية، فخر الصناعة الأمريكية، لولا أن الطيار نجا بأعجوبة بإطلاقه بالونات حرارية. هذه الحادثة شكلت كابوساً، فضلاً عن كونها مثلت دليلاً قاطعاً على أن سلاح الدفاع الجوي اليمني أصبح يشكل قوة شديدة الخطورة على التفوق الجوي الأمريكي لاسيما وقد أصبح قادراً على اختراق أعتى الطائرات الشبحية.
وكما ذكر ميخائيلوف، “لو سقطت [الـ F-35] لسقط سعرها في الأسواق العالمية وأصبحت أمريكا أضحوكة”. هذه الحقيقة المرة هي التي دفعت أمريكا إلى “الانسحاب من حرب اليمن والتنازل عن أقرب حلفائها”، لأن اليمن بات “مستنقعاً يستنزف موارد أمريكا في الوقت الخطأ”، وهي شهادة رسمية على قوة الإرادة اليمنية وقدرتها على هزيمة قوى الهيمنة، ودفعها إلى خانة الخوف بعد أن كانت تخيف العالم.
اعتراف أمريكي.. “المعركة ضد اليمن علّمت واشنطن الكثير”
في أحدث فصول هذه المواجهة المثيرة، نقلت صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية عن القائد البحري كاميرون إنغرام، قائد المدمرة الأمريكية يو إس إس توماس هودنر، اعترافًا صريحًا بأن “المعركة ضد اليمن علّمت واشنطن الكثير”. وصف إنغرام الصراع مع القوات اليمنية في البحر الأحمر بأنه “أشبه بمعركة سكاكين داخل كشك هاتف”، في إشارة إلى ضيق الجغرافيا البحرية والفعالية غير المتوقعة للضربات اليمنية الدقيقة التي أربكت الأسطول الأمريكي وأرهقته.
وفي إقرار بفشل البحرية الأمريكية في التعامل مع التكتيكات العسكرية اليمنية، أشار إنغرام إلى أن “العمل بالقرب من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون كان صعبًا للغاية”، مضيفًا أن الجغرافيا والتهديدات المستمرة خلقت بيئة قتالية شديدة التعقيد فاقت توقعاتهم. وأوضحت الصحيفة أن البحرية الأمريكية استخدمت هذا الصراع كفرصة لاختبار منظوماتها الدفاعية، خاصة نظام “إيجيس” القتالي الذي يعتمد على الحوسبة والرادار لتتبع واعتراض التهديدات الجوية. لكن هذا الاختبار جاء بثمن باهظ، حيث تم إنفاق مفرط لصواريخ بملايين الدولارات لاعتراض طائرات مسيّرة لا تتجاوز قيمتها آلاف الدولارات، ما أدى إلى استنزاف المخزون الأمريكي من الذخائر الحرجة.
وأقرت الصحيفة أن المواجهة مع اليمن وضعت البحرية الأمريكية تحت ضغط غير مسبوق، حيث خاضت السفن الأمريكية اشتباكات جوية متواصلة مع مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية منذ أكتوبر 2023. هذا الضغط أثقل كاهل أطقم السفن واستنزف قدراتها اللوجستية، واضطرت بعض السفن للانسحاب لإعادة التزود بالصواريخ من موانئ بعيدة.
وهو ما تراه البحرية الأمريكية “خطرًا قاتلاً” في أي مواجهة محتملة مع قوة بحجم الصين، خاصة وأن المعركة البحرية، بحسب وصفهم، استنزفت الذخائر الحيوية، وأدت إلى مشاركة خمس حاملات طائرات في هذه العمليات التي اختبرت للمرة الأولى فعالية نظام “إيجيس” القتالي بشكل مكثف. وفي مقارنة لافتة، حذر القائد الأمريكي من أن أي مواجهة مقبلة مع الصين ستكون “أكثر تعقيدًا”، نظرًا لقدرات بكين التقنية العالية ومنظومتها الاستخباراتية المتطورة، مشيرًا إلى أن البحرية ستخوض حينها معركة “على مدى أبعد، وباستخدام صواريخ أدق، وفي بيئة أكثر تحديًا”، في اعتراف ضمني بأن ما واجهوه في اليمن كان مجرد لمحة أولى عن حروب المستقبل.
ذكاء يمني يفوق التقنية الأمريكية ويصنع التفوق
لم يقتصر الإنجاز اليمني على الميدان العسكري، بل امتد ليلامس عالم حرب المعلومات المعقد، ليثبت تفوقه في هذا المجال الدقيق والمراوغة في المواجهة. فبينما كانت الأقمار الصناعية للعدو الصهيوني والأمريكية تحلق بلا كلل لرصد تحركات القوات اليمنية ومراكز القيادة، نجحت وحدات إلكترونية يمنية، بذكاء فائق، في اختراق كاميرات مراقبة في منشآت حساسة تابعة للكيان الصهيوني في ميناء أسدود وقواعد أمريكية في جيبوتي.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. فقد تم تسريب بيانات حساسة حول تحركات بحرية أمريكية، استُخدمت من قبل القوات اليمنية ببراعة ودقة متناهية في هجماتها، مما دفع الولايات المتحدة لاتهام روسيا بالوقوف وراء هذه الاختراقات، وهو ما يكشف عن مدى التكتيكات المتطورة لليمن في حرب المعلومات وقدرته على الوصول إلى معلومات استخباراتية دقيقة، مما يعزز من قدراته على المباغتة والمراوغة في مواجهة العدو.
لقد أصبح اليمن، بما يمتلكه من إرادة صلبة، وقدرات عسكرية وتكتيكية متطورة، وتفوق تقني لافت، قصة تروى عن شعب قلب الموازين وغير المعادلات. لم تعد القوى التي اعتادت على تخويف العالم هي من تملي شروطها، بل باتت تعيش اليوم حالة من الخوف والترقب، بينما يواصل اليمن مسيرته في ترسيخ مكانته كقوة إقليمية ذات تأثير استراتيجي حاسم. هذا التحول بات مؤشر يعيد رسم خريطة القوى في المنطقة، ويحدث انهياراً تدريجياً في أسس الهيمنة القديمة التي ارتكزت على الترهيب والعدوان.