تصاعد التوتر في جنوب لبنان.. ومصير الاتفاق على المحك
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
تبادل الجانبان اللبناني والإسرائيلي المسؤولية عن الخروق الحاصلة في اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذي قاد إلى ارتفاع وتيرة القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان ما أدى إلى وقوع ضحايا، السبت، هذا في وقت من المرجح أن تبدأ لجنة مراقبة وقف إطلاق النار عملها يوم الأحد.
ريتشارد ويت، مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هدسون، من واشنطن قال لقناة "الحرة" إن هذه الخروق تهدد "هشاشة" الاتفاق، وإن تبادل الاتهامات بين الجانبين هو أمر متوقع، داعيا الجهات المعنية للتنسيق فيما بينها للحد من هذه الخروق.
لكن المشكلة ليست في هذه الخروق، بحسب ويت، بل عدم معرفة مصير اتفاق وقف إطلاق النار وإلى أي مدى سيدوم وهل سيتحول إلى اتفاق دائم بعد انقضاء فترة الستين يوم.
الشيء المهم الآخر، بحسب ويت، هو "هل سيكون الجيش اللبناني قادرا على سد الثغرات ومنع تهديدات حزب الله".
ويضيف ويت أن تأخر بدء عمل اللجنة المعنية بمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار يعود إلى أسباب عدة أبرزها أن اللجنة حديثة التأسيس وتحتاج إلى فترة من الوقت لترتيب الأمور قبل البدء بتنفيذ ما مطلوب منها.
السبب الآخر برأي ويت هو إنشغال واشنطن بعملية انتقال السلطة وتسنم الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في يناير المقبل، مع توقعات بأن لا يكون ملف عمل اللجنة من ضمن أولويات الإدارة الأميركية المقبلة، حسب تعبيره.
وتسابق لجنة الإشراف الخماسية على تطبيق قرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان الزمن لمنع توسع الانتهاكات التي بدأت تزداد وتيرتها بشكل كبير وفق الجانبين الأمر الذي أدى خلال الأيام الأربعة الأولى إلى ارتفاع كثافة النيران في جنوب لبنان بشكل بات يهدد بنسف الاتفاق.
لجنة الإشراف على آلية تنفيذ الاتفاق ستعقد بحسب مصادر لبنانية أول اجتماعاتها قريبا في مقر وحدة الأمم المتحدة في الناقورة الحدودية برئاسة الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز من قيادة العمليات الخاصة المركزية لبحث الانتهاكات التي أعلن الطرفان حصولها حتى الساعة.
وأفادت مصادر عسكرية لبنانية بأن انعقاد الاجتماع الأول ينتظر وصول الجنرال الفرنسي في الأيام المقبلة وموافقة الحكومة اللبنانية على خطة العمليات التي سيتقدم بها الجيش اللبناني لتعزيز انتشاره جنوب نهر الليطاني.
وفيما الانظار شاخصة إلى استهلال اللجنة لعملها، توغلت الدبابات الإسرائيلية إلى مناطق في بلدات عيترون والخيام وبنت جبيل والطيبة جنوب لبنان، حيث وصلت بحسب مصادر أمنية لبنانية إلى مناطق كانت قد عجزت عن الوصول إليها خلال فترة الحرب.
كذلك أعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط قتلى وجرحى جراء غارتين اسرائيليتين استهدفتا سيارة ومنزلا بالقرب من مديني صور وصيدا الجنوبيتين، كما أعلن الجيش الإسرائيلي، تنفيذ ضربة على ما قال إنها مواقع لبنى تحتية عسكرية قريبة من الحدود بين سوريا ولبنان يستخدمها حزب الله لتهريب أسلحة، وذلك في اليوم الرابع من سريان وقف إطلاق النار.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار جنوب لبنان
إقرأ أيضاً:
ضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات
أفاد تقرير لوكالة "رويترز" بأن واشنطن تكثف ضغوطها على بيروت لإصدار قرار وزاري رسمي سريع يلتزم بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات بشأن وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان. اعلان
وبدون التزام علني من الحكومة اللبنانية، لن ترسل الولايات المتحدة المبعوث الأمريكي توم باراك إلى بيروت لإجراء مفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين، أو تضغط على إسرائيل لوقف الغارات الجوية أو سحب قواتها من جنوب لبنان.
وتجري واشنطن وبيروت محادثات منذ ما يقرب من ستة أسابيع حول خارطة طريق أمريكية لنزع سلاح حزب الله بالكامل، مقابل وقف إسرائيل لضرباتها وسحب قواتها من خمس نقاط حدودية في جنوب لبنان.
وتضمن الاقتراح الأصلي شرطًا بأن تُصدر الحكومة اللبنانية قرارًا وزاريًا يتعهد بنزع سلاح حزب الله.
حزب الله يرفضوبحسب التقرير، فإن حزب الله رفض علنًا تسليم ترسانته بالكامل، لكنه قد يدرس إمكانية تقليصها.
كما أبلغ الحزب مسؤولين لبنانيين بضرورة أن تتخذ إسرائيل الخطوة الأولى بسحب قواتها ووقف ضربات الطائرات المسيرة على مقاتلي حزب الله ومستودعات أسلحته.
في مايو/ أيار الماضي، قال الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم إن الحرب مع إسرائيل "لم تنته بعد"، لأنها "لم تلتزم بترتيبات وقف إطلاق النار"، داعياً إلى عدم مطالبة حزبه بأي شيء قبل الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.
وتابع: "لا تطلبوا منا شيئاً بعد الآن، فلتنسحب إسرائيل، وتوقف عدوانها، وتُفرج عن الأسرى، وتنتهي من كل الالتزامات الموجودة في الاتفاق، وبعد ذلك لكل حادث حديث"، محمّلاً الولايات المتحدة مسؤولية "الخروقات" الإسرائيلية.
وأضاف قاسم أن الدولة اللبنانية و"حزب الله" التزما باتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل "أقدمت على 3300 خرق وهم مستمرون في العدوان".
Related مقتل 3 أشخاص بينهم شرطي في اشتباكات بين الشرطة وكتائب حزب الله في بغدادالشرطة الفرنسية تُحقّق في مزاعم محامي نتنياهو بشأن مخطط من حزب الله لاستهدافهالجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه المطالبة بخطوة إسرائيلية أولىوطلب الحليف الرئيسي لحزب الله، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، من الولايات المتحدة ضمان وقف إسرائيل لضرباتها كخطوة أولى، من أجل التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار المتفق عليه العام الماضي والذي أنهى شهورًا من القتال بين حزب الله وإسرائيل.
وأفادت المصادر بأن إسرائيل رفضت اقتراح بري أواخر الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة بدأت بعد ذلك في الإصرار على إجراء تصويت وشيك في مجلس الوزراء.
وفي منشور على موقع "إكس" (تويتر سابقاً) بعد زيارته، قال باراك: "ما دام حزب الله يحتفظ بالسلاح، فلن تكفي الكلمات. على الحكومة وحزب الله الالتزام الكامل والتحرك الآن حتى لا يُسلّم الشعب اللبناني إلى الوضع الراهن المتداعي".
ضغط داخلي متزايديستمر الضغط الداخلي في لبنان من خصوم حزب الله لمطالبته بتسليم سلاحه.
في حوار صحفي، رأى رئيس الخصم الأبرز لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن سلاح الحزب بات "بلا فائدة في حماية لبنان، ولا يجلب إليه سوى الضرر والخراب"، عادَّاً أن هذا السلاح لم يعد يخيف إسرائيل.
حسم رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الاربعاء، بعد سلسلة لقاءات ومشاوروات، مسألة مناقشة مجلس الوزراء لقضية "حصرية السلاح"، إذ أعلن أنها ستكون على جدول أعمال المجلس الأسبوع المقبل.
أما حزب "الكتائب" المسيحي، فقال في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي، إنه "مع تصاعد التحديات، يؤكد المكتب السياسي الكتائبي أن حزب الله يجاهر برفض أي بحث في مسألة السلاح، في خروج فاضح عن الدستور والقانون، ما يضع الدولة أمام استحقاق لا يمكن تجاهله. وما جاء في موقف الموفد الأمريكي توم برّاك مؤخراً يؤشّر بوضوح إلى أن المهل الممنوحة للبنان بدأت تنفد".
وبحسب تقارير إعلامية، تأتي الجهود التي يبذلها سلام لعقد جلسة جامعة للحكومة، على أن يكون ذلك بموافقة "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل)، ومشاركته في ظل كل الضغوط التي يتعرض لها لبنان والمسؤولون لاتخاذ قرار حازم وحاسم بشأن حصرية السلاح.
خاض حزب الله حرباً مع إسرائيل استمرت 66 يوماً بين سبتمبر/ أيلول ونوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي أدت إلى اختلال موازين القوى التي كانت قبل الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حين بدأت الاشتباكات الحدودية بين الطرفين، فيما قال الحزب إنها معركة إسناد لغزة. بعدها، اغتيل الأمين العام للحزب حسن نصرالله خلال الحرب وخلفه هاشم صفي الدين الذي اغتيل هو الآخر على يد إسرائيل لتستقر قيادة الحزب على نعيم قاسم أميناً عاماً.
اتفق لبنان وإسرائيل على وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وتضمن الاتفاق نزع سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني. ورغم الاتفاق، تستمر الغارات الاسرائيلية على مناطق عدة في لبنان وتحديداً في الجنوب بشكل شبه يومي منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، حيث سجلت وزارة الصحة اللبنانية مقتل المئات، من دون إعلان رسمي إذا ما كانوا مدنيين أو عسكريين.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة