عربي21:
2025-08-01@11:30:54 GMT

ظاهرة أردوغان الصوتية

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

أعلنت أبو ظبي أن تركيا سلمتها ثلاثة متهمين بخطف وقتل الحاخام الإسرائيلي تسيفي كوغان الذي يحمل الجنسية المولدوفية قبلها بأيام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وشكرت أبو ظبي أنقرة على هذا التعاون الذي اعتبرته إستراتيجياً ويساعد على ديمومة تقوية العلاقات بين البلدين.

كما وأعلنت أنقرة أنه تم القبض على الثلاثة أفراد المتهمين في قتل الحاخام خلال عملية خاصة قامت بها السلطات الأمنية في البلاد، وقامت باحتجازهم وتسليمهم إلى الإمارات، وقد قامت بذلك احتراماً للاتفاقيات والقوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول.



لم تركز الكثير من الجماهير العربية والإسلامية على الحدث نفسه بقدر تركيزها على اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالنفاق والكذب بخصوص دعمه للقضية الفلسطينية وانتقاداته اللاذعة ضد الاحتلال الإسرائيلي ومجازره الشنيعة الذي يرتكبها يومياً ومنذ ١٤ شهراً في قطاع غزة، بسبب قيامه بتسليم المتهمين بقتل الحاخام.

أردوغان من خلال تصريحاته المنتقدة للمجازر الصهيونية لقادة الاحتلال الصهيوني كأنه يقول لأهل غزة: نحن معكم ونحن نراقب ما يحدث لكم ولكن ليس بيدنا حيلة لحمايتكم أو لوقف المجازر ضدكم. وقد مرَّ النبي صلَّى الله عليه وسلم على آل ياسر وهم يُعذبون، وما كان بوسعه إلا أن يقول لهم: "صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة."ومنهم من تفاخر بأنه لم يُخدع بنفاق أردوغان منذ البداية وأنه كان يعلم أنه كاذب في تصريحاته المؤيدة للمقاومة الفلسطينية والمنتقدة للعدوان الإسرائيلي الصارخ صد لفلسطينيين. ومنهم من أخذ يعدد مواقف الرجل ودولته التي يعتقدون أنها تخدم دولة الاحتلال.

بينما هم يرون ذلك، أرى أن أردوغان أكثر زعيم في العالم يكره الاحتلال الصهيوني لفلسطين الذي يعتبرها الرجل أرضا إسلامية يجب تحريرها والحفاظ عليها أكثر من أي بقعة أخرى على وجه الأرض، وهذا ينبع من فهمه والتزامه الديني حيث أن ذلك واجب على كل مسلم.

فالرجل هو الزعيم المسلم الوحيد الذي يتخطى فعله قوله بخصوص الانتهاكات الإسرائيلية اليومية للمسجد الأقصى ومدينة القدس وأهلها، حيث أنه يدعم المرابطين في المسجد الأقصى ومصاطب العلم فيه والأنشطة المختلفة التي يقوم بها الفلسطينيون لمحاولة الحفاظ على هوية أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.

وأردوغان هو الزعيم المسلم الوحيد الذي تقوم حكومة بلاده بإنشاء ورعاية الأوقاف في مدينة القدس ويقوم بدعم المقدسيين بطرق مختلفة وبطرق يحاول فيها مندوبوه الالتفاف على سياسات الاحتلال الذي يعمل على تهويد القدس.

صحيح أن هذه الأعمال ليس لها الكثير من النتائج الملموسة، ولكنها تعني الكثير عند الذي يعنيه المسجد الأقصى و يفهم ما يفعله الاحتلال فيه.

على أية حال، لن أرد على جميع المنتقدين لهذا الزعيم المسلم، و كن سأرد على بعض الإسلاميين وخصوصاً من الكتَّاب والمدونين الذين تصل أصواتهم للقاصي والداني، وما انتهرني للكتابة بالعربية، وقد كنت توقفت عنها منذ ١٢ عاماً، إلا أقلامهم البتراء.

وسأرد عليهم رداً فيه، إلى جانب الفهم السياسي، تأصيلاً دينياً يعرفوه ويفهموه جيداً، وذلك من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي هو خيرٌ مني ومهنهم ومن أردوغان.

أما الأمر الأول، فهو أن أردوغان لم يفعل شيئا لوقف العدوان على غزة وأهلها أكثر من التصريحات الفارغة والتي لا تدل إلا على نفاق الرجل.

بالنسبة لأردوغان، فبلاده ما زالت تتحكم في الكثير من شؤونها مجموعات ضغط لها أجندة تختلف مع أجندته. وفي مجال الاقتصاد مثلا، فإن هذه المجموعات شنت حربا شعواء على محاولات أردوغان لتقليل الفائدة لأنها جزء من الربا المحرم، ما اضطره إلى مراجعة هذه السياسة والعودة للسياسات المالية التقليدية.

فإذا كانت حرب أردوغان على الربا فعلت به هكذا، فما بالكم بحربه على إسرائيل؟

وهناك نقطة أخرى وهي أن أردوغان الذي رفع تركيا من الحضيض على كل المستويات ونقلها من دولة فقيرة متخلفة يتحكم فيها العسكر إلى دولة ديمقراطية حقيقية منتجة لغذائها وصانعة لسلاحها ومصدِّرة لكثير من الصناعات من بينها الحربية، إلا أن نصف شعبه ما زال مقتنعاً أنه غير جديرٍ لحكم البلاد وبالكاد يحظى بأكثر من نصف أصواته بقليل في الانتخابات التي تنصبه على رأس هرم البلاد.

فكيف له أن يقوم بأفعال قد تجره إلى حرب قاسية من الممكن أن تهلك وتدمر تركيا ونصف شعبها لا يقف خلفه. فأردوغان يفهم معنى هذا جيداً في بلاده وخصوصاً أن القوى العالمية الكبرى التي ستحاربه هي التي تقف خلف الغالبية العظمى ممن يعارضه من شعبه؟

ولكن أردوغان من خلال تصريحاته المنتقدة للمجازر الصهيونية لقادة الاحتلال الصهيوني كأنه يقول لأهل غزة: نحن معكم ونحن نراقب ما يحدث لكم ولكن ليس بيدنا حيلة لحمايتكم أو لوقف المجازر ضدكم. وقد مرَّ النبي صلَّى الله عليه وسلم على آل ياسر وهم يُعذبون، وما كان بوسعه إلا أن يقول لهم: "صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة."

وجود دولة مسلمة قوية تحمي ظهر المقاومة الفلسطينية بأمان، خيرٌ من عدم وجودها. فلا نعلم ماذا سيحصل لتركيا، التي تحتضن كل الإسلاميين الذين يحملون الفكر المقاوم للاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الغربية من جميع أنحاء العالم، إذا خاضت حربا عالمية لوحدها من أجل غزة!الأمر الثاني، أنه لم يوقف البترول الذي يمر عبر بلاده متجهاً إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي وربما يستخدم لهذا البترول وقوداً للدبابات التي تقصف وتقتل الفلسطينيين!

فلو فعل هذا، ربما يواجه مشاكل في علاقات بلاده وتضر بمصالحها أكثر من فوائد قطع الخطوط الذي لن يمنع وصول النفط إلى إسرائيل. فالاحتلال الاسرائيلي الذي يحصل على السلاح، وهو أداة القتل والإجرام المباشرة، بكل سهولة ومن خلال كل الطرق البرية والبحرية التي يمتلكها أو يشرف عليها الصديق والجار والقريب قبل البعيد، لن يعدم من يوصل له النفط من طريق أخرى؟ وهذه نقطة أخرى أيضاً، فهو لا يريد أن يفتح جبهة جديدة من أجل عمل لن يكون له أي تأثير في كبح جرائم الاحتلال في غزة.

ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم رفض أن تقطع قبيلة غفار خط المؤنة الذي يمُد قريش بالحبوب والطعام وغير ذلك من الأشياء التي تقويها على قتال المسلمين، وذلك حتى لا يثير حروب لم يكن الصحابة مع النبي جاهزون لخوضها.

والأمر الثالث هو قضية تسليم المتهمين بقتل المجرم الصهيىوني للإمارات. ويكفي دلالة على صدق الرجل ما يقوم به من حرب لا هوادة فيها ضد عملاء الموساد الإسرائيلي الذين يلاحقون النشطاء الفلسطينيين المقيمين عنده وحماية قادة المقاومة في بلاده، وقد واجه الكثير من الضغوط الدولية والعقوبات الغير معلنة من أجل ذلك.

وختاماً، وجود دولة مسلمة قوية تحمي ظهر المقاومة الفلسطينية بأمان، خيرٌ من عدم وجودها. فلا نعلم ماذا سيحصل لتركيا، التي تحتضن كل الإسلاميين الذين يحملون الفكر المقاوم للاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الغربية من جميع أنحاء العالم، إذا خاضت حربا عالمية لوحدها من أجل غزة!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا الفلسطينية الاحتلال حرب احتلال تركيا فلسطين حرب موقف مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الله علیه وسلم الکثیر من آل یاسر أکثر من

إقرأ أيضاً:

غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها

اعتبر المفكر العربي وأستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور برهان غليون أن إعلان عدد من الدول الأوروبية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل، لا يعكس صحوة ضمير أو تحولاً جوهرياً في السياسة الغربية، بل هو "رد فعل متأخر يهدف لتفادي تهمة التواطؤ في حرب إبادة جماعية يتكشف فظاعتها تدريجياً"، مشيراً إلى أن "أوروبا كانت وما تزال شريكة أصيلة في الجريمة، تسليحاً وصمتاً وتغطية سياسية".

وقال غليون في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "ما غيّر موقف بعض العواصم الأوروبية ليس معاناة الفلسطينيين ولا احترام القانون الدولي، بل الخوف المتزايد من تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن صمتٍ طويل رافق مذبحة جماعية شُنّت بدم بارد على الشعب الفلسطيني في غزة".

وأضاف: "لا يوجد إنسان لا يتأثر مبدئياً باعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية، لكنه اعتراف متأخر ومشروط وفارغ من مضمونه، لأن دوافعه لا تنبع من شعور بالعدالة، بل من حسابات سياسية باردة تهدف لغسل اليدين من دماء أطفال غزة".

وأوضح المفكر السوري أن "الاعتراف يأتي بعد 21 شهراً من حرب همجية على غزة أوقعت مئات آلاف الضحايا ودماراً شاملاً في البنية التحتية والحياة المدنية، ولم يتحرك خلالها الأوروبيون إلا دفاعاً عن إسرائيل وحقها في القتل بلا ضوابط"، مضيفاً: "كان أغلب القادة الأوروبيين ينتظرون أن تنهي إسرائيل المهمة، أي تدمير غزة، وإلحاق الضفة الغربية، وتحويل فلسطين إلى ذكرى قديمة… ثم تُغلق القضية بهدوء".

وأكد غليون أن "نجاح إسرائيل الكلي في تنظيم المقتلة، وتحويل الحرب إلى محرقة ممنهجة، هو ما أسقط كل مبررات التغطية الأخلاقية والدبلوماسية، ودفع بعض الدول إلى محاولة الحد من تداعيات التورط الغربي".

وقال: "الغرب يعرف أن إسرائيل لم تخسر عسكرياً، لكنها خسرت سياسياً وأخلاقياً، لا بسبب عجزها عن تنفيذ الإبادة، بل بسبب تنفيذها الكامل لها أمام عدسات الكاميرات وضمير العالم، الذي بدأ يصحو متأخراً".

ووصف غليون الاعتراف الأوروبي المرتقب بـ"المناورة الوقائية"، مشدداً على أن "الغرب لن يجد صعوبة في التنصل من مسؤوليته، ورمي الجريمة على إسرائيل وحدها، رغم أنه كان مشاركاً في التخطيط والتنفيذ والتمويل".

وختم بالقول: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد سبعة عقود من قرار الأمم المتحدة وبعد واحدة من أبشع الحروب في العصر الحديث، لا يُعدّ خطوة تقدمية، بل محاولة مكشوفة لإعادة ترميم صورة انهارت تحت ركام غزة".




وأول أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.

إعلان كارني جاء عقب إطلاق 15 دولة غربية بينها فرنسا، نداء جماعيا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشرته الخارجية الفرنسية الأربعاء على موقعها الإلكتروني، وبعد إعلانات مشابهة في الأيام الماضية صدرت عن فرنسا وبريطانيا ومالطا.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو/ تموز الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل.

والثلاثاء، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، إذا لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع" بقطاع غزة.

والأربعاء، أعلنت مالطا أنها ستعلن اعترافها رسميا بدولة فلسطين، في سبتمبر المقبل.

وفي 28 مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفانيا في 5 يونيو/ حزيران من العام نفسه، ليرتفع الإجمالي إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأمس الخميس وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خطط بعض الحكومات الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها "غير مجدية"، وزعم أنه "لا دولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل".

وردا على سؤال خلال مقابلة مع إذاعة فوكس الأمريكية: "كيف تنظر الولايات المتحدة إلى خطوة قرارات دول غربية الاعتراف بفلسطين؟"، أجاب روبيو: "هذه خطوة محبطة للبعض، ولا تعني شيئًا".

وأكد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، مضيفاً: "لا تملك أي من هذه الدول (التي تخطط للاعتراف بفلسطين) القدرة على إنشاء دولة فلسطينية. لن تكون هناك دولة فلسطينية حتى توافق إسرائيل".

وزعم أن الدول التي تعتزم الاعتراف بفلسطين لا تعرف أين ستكون الدولة الفلسطينية ومن سيحكمها، قائلاً: "هذا القرار سيأتي بنتائج عكسية"، بحسب تعبيره.

وزير الخارجية الأمريكي رأى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "مكافأة لحماس".

وأشار إلى أن هذه "الخطوات اتخذت بسبب ضغوط سياسية داخلية في البلدان المذكورة، وأن هذا لا يتوافق مع الواقع على الأرض"، بحسب زعمه.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


مقالات مشابهة

  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • دولة أوروبية تطرد وزراء الاحتلال الإسرائيلي وتحظر دعمه عسكريا
  • سلوفينيا تعلن حظر استيراد وتصدير السلاح مع دولة الاحتلال الإسرائيلي
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • أردوغان: دولة الإرهاب إسرائيل تقتل الشعب الفلسطيني بإجرام منذ 22 شهرا
  • تصاعد التوتر التركي الإسرائيلي.. أردوغان يتحدى مشاريع الاحتلال في سوريا
  • الإمارات تدين الهجوم الذي استهدف مركبات في ولاية بلاتو بنيجيريا
  • الإمارات تدين الهجوم الذي استهدف مركبات في ولاية “بلاتو” بنيجيريا
  • أردوغان: دولة الإرهاب "إسرائيل" تقتل الشعب الفلسطيني بإجرام منذ 22 شهرا
  • الإمارات تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة في الكونغو