الثورة نت/..

استشهد مواطن لبناني اليوم الإثنين في استهداف مسيّرة صهيونية لدراجة نارية في جديدة مرجعيون جنوبي لبنان؛ وذلك مع تواصل خرق العدو الصهيوني لاتفاق وقف إطلاق النار.

كما أعلن الجيش اللبناني على منصة “إكس”، أن مسيّرة للعدو الصهيوني استهدفت جرافة للجيش أثناء تنفيذها أعمال تحصين داخل مركز العبارة العسكري في منطقة حوش السيد علي – الهرمل.

وأشار الجيش اللبناني إلى أن أحد العسكريين أصيب بجروح متوسطة جراء الاستهداف الصهيوني.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بوقوع إصابات في غارة صهيونية على بلدة طلوسة، كما قصفت مدفعية العدو بلدات شبعا وبيت ليف ويارون وحانين وبرغز والجبور والخيام وحورنا التحتا وميس الجبل وكفر شوبا وعيترون.

وأقدمت جرافات تابعة لجيش العدو الصهيوني مسجد بلدة مارون الراس بالكامل، الذي يقع على تلة تشرف على مدينة بنت جبيل.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مبادرات شبابية وفردية تضمد جراح الجنوب اللبناني

جنوب لبنان- مع تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، تحولت القرى الحدودية إلى مشاهد من الخراب التام، دمار شامل طال الحجر والبشر، ومس البنية التحتية والمنازل والمرافق العامة حتى باتت بعضها قاب قوسين أو أدنى من الانهيار الكامل.

وتشكّل بلدة رامية الحدودية نموذجا صارخا لهذا الواقع، إذ تحولت، وفق تعبير الناشط الشبابي وعضو المجلس البلدي حسين صالح، إلى "ضيعة منكوبة".

صالح تحدث للجزيرة نت عن حجم الكارثة التي ألمت بأهالي رامية قائلا: "كل المنازل دُمرت بالكامل، لم يبق بيت صالح للسكن، الاحتلال اقتحم البلدة بلا رحمة، وكأن هدفه اقتلاعها من جذورها ومحوها عن الخريطة".

وأضاف أن مشهد العودة عقب وقف إطلاق النار كان أشبه بصدمة جماعية: "ركام وصمت ثقيل ولا شيء سوى الخراب". ورغم هول المشهد، لم يقف أبناء البلدة مكتوفي الأيدي، بل شرعوا في ترميم مبنى المدرسة الرسمية -وهو البناء الوحيد الذي صمد جزئيًا- لتحويله إلى مأوى مؤقت لنحو 50 عائلة، بالتوازي مع جهود لتوفير منازل جاهزة بدعم من جمعيات محلية.

تعاني بلدة كفركلا من نقص المساعدات مما يعيق عودة الأهالي (الجزيرة) مبادرات أهلية

ويتابع صالح أن أبناء رامية لم ينتظروا تدخل الدولة، بل أطلقوا منذ الأيام الأولى للعدوان مبادرات أهلية جمعت أكثر من 100 ألف دولار بجهود فردية، خُصّصت لتقديم مساعدات عاجلة من أدوية، وحليب أطفال، وحفاضات، إضافة إلى تغطية تكاليف عمليات طبية ملحّة.

إعلان

لكنّ هذه المبادرات اصطدمت مجددًا بواقع الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، إذ يوضح صالح أن القصف والخروقات المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار جعلت من العمل داخل البلدة أمرا مستحيلا، مما اضطرهم إلى توجيه جهودهم نحو دعم النازحين المنتشرين في الجنوب وبيروت ومناطق لبنانية أخرى.

وغادر غالبية سكان رامية، بينما بدأت فرق شبابية بجمع بيانات حول أماكن نزوحهم واحتياجاتهم، تمهيدا لتقديم الدعم الصحي والغذائي والمالي لهم، ومتابعة تعليم الأطفال في أماكن إقامتهم المؤقتة، ويختم صالح قائلا: "رامية لم تُقصف فقط، بل شُرّد أهلها، وكرامتهم باتت مسؤوليتنا".

العدوان الإسرائيلي الأخير دمّر بلدة العديسة وجعل الحياة فيها مستحيلة (الجزيرة) مشهد متكرر

ما شهدته رامية يتكرر في قرى حدودية أخرى، حيث ملأت المبادرات الشبابية والجهود الفردية فراغ الدولة الغائبة عن المشهد، لتشكل بارقة أمل في ظل واقع النزوح والدمار، مشهد يعكس صلابة أبناء الجنوب وإصرارهم على البقاء في أرضهم رغم التهديدات.

وخلال جولة ميدانية للجزيرة نت في قرى يارون وكفرشوبا وعيتا الشعب والعديسة وكفركلا، بدت الطرقات خالية إلا من أنقاض المنازل وآثار القصف، فيما بدت العودة شبه مستحيلة في ظل سياسة الأرض المحروقة التي انتهجها الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب استمرار خروقاته الأمنية.

وجعلت تلك التهديدات من زيارات الأهالي لمناطقهم نادرة ومقتضبة، يتحركون إليها بحذر ويغادرون سريعًا خشية تجدّد القصف أو وقوعهم ضحية هجمات جديدة.

ذكريات موجعة

في بلدة يارون، تقف السيدة أم عيسى على أطلال قريتها بعيون مغرورقة بالدموع، وتقول للجزيرة نت: "يارون كانت جميلة، وكان مجرد تنشّق هوائها يمنحني إحساسًا بالأمان، لكن كل شيء تغيّر، هذه محنة كغيرها، وستمر، لكن لا نعرف متى ولا كيف".

وتضيف: "نزور البلدة أحيانا زيارات سريعة، فالحياة هنا باتت مستحيلة، لا مقومات للعيش، والمساعدات شحيحة. في البداية كانت الجمعيات حاضرة، أما اليوم فكل شيء تراجع، والدولة غائبة عن معاناتنا تمامًا".

إعلان

في بلدة كفركلا، يتكرر المشهد نفسه، فالبلدة خالية من أهلها، ولا أثر للحياة سوى الركام. وحده أبو بلال كان يتجوّل بسيارته في شوارعها الخالية. ويقول للجزيرة نت: "البلدة اليوم بلا ملامح، الحياة هنا لا تُطاق، عدنا بعد وقف النار ونصبنا خيامًا، وتلقينا مساعدات من مبادرات شبابية، لكنها تبقى غير كافية. نحن بحاجة إلى كل شيء، من سقف يأوينا إلى طعام ودواء".

ويختم حديثه قائلا: "الله يعطي العافية للشباب، لكن إمكانياتهم محدودة، ولهذا اضطررنا للعودة إلى بيروت واستئجار منزل، على أمل أن تكون العودة إلى كفركلا قريبة ودائمة".

العودة الصعبة

في العديسة، لا يبدو الحال أفضل، فالشوارع التي كانت تضج بالحياة باتت صامتة، والمنازل المتصدعة تحكي مآسي أهلها. على طرف الطريق، يقف الحاج حسن أمام منزله المدمر ويقول للجزيرة نت: "هذا البيت بنيناه حجرًا حجرًا، واليوم صار مأوى للريح، لا كهرباء، لا ماء، ولا أمان، كيف نعيش هنا؟".

ويضيف: "أهالي العديسة معروفون بصبرهم، لكن للصبر حدود، البعض يعود لزيارة البلدة، لكنه يغادر سريعًا، لا أحد يستطيع تحمّل هذا الواقع، لا دولة تعنى بنا، ولا مساعدات تلبّي احتياجاتنا، وكل ما بنيناه ينهار أمام أعيننا".

ومع ذلك، لا يُخفي الحاج حسن تمسّكه بالأرض، قائلا: "نعلم أن العودة صعبة، لكنها حتمية، العديسة ليست بلدة فقط، بل هويتنا، وكما صمدنا سابقًا سنعود من جديد".

مقالات مشابهة

  • سلام والمبعوث الفرنسي يبحثان تطورات الجنوب اللبناني
  • مقتل تسعة أشخاص وإصابة 12 في إطلاق نار داخل مدرسة في النمسا
  • الرئيس اللبناني: استمرار إسرائيل في اعتداءاتها انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار
  • بطلب من لجنة وقف إطلاق النار.. الجيش يكشف على مبنى في الضاحية (صور)
  • 3 شهداء ومصابون في قصف العدو الصهيوني خيمة نازحين بغزة
  • العدو الصهيوني يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ135 تواليا
  • ‏العاهل الأردني والرئيس اللبناني يؤكدان رفضهما لأية مخططات لتهجير الفلسطينيين
  • بالأرقام... خروقات العدوّ الإسرائيليّ لاتّفاق وقف إطلاق النار
  • مبادرات شبابية وفردية تضمد جراح الجنوب اللبناني
  • 8 شهداء جراء إطلاق العدو الإسرائيلي النار على المنتظرين للمساعدات في رفح