الصين تسعى لإعادة القضية الفلسطينية لمسارها الصحيح
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
تشو شيوان
عقد اجتماع أممي يوم الثلاثاء احتفالا باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقدم الرئيس الصيني شي جين بينغ تهانيه للاجتماع؛ حيث قال الرئيس الصيني إن القضية الفلسطينية هي جوهر قضية الشرق الأوسط وتتعلق بالعدالة والإنصاف الدوليين، مضيفا أن المهمة الملحة تكمن في التنفيذ الشامل والفعال لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن وتخفيف حدة الوضع الإقليمي.
وأكد شي أن المخرج الأساسي هو تنفيذ حل الدولتين وتعزيز التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، وحقه في الوجود، وحقه في العودة.
ومنذ عام 2013، يرسل الرئيس شي رسائل تهنئة إلى الاجتماع الأممي لـ"اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" كل عام، موضحا الموقف الصيني بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية. الصين طالما كانت داعما قويا للقضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، ودعمت دائما جميع الفصائل الفلسطينية من أجل تعزيز الوحدة وتنفيذ إعلان بكين بشأن إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية لتحقيق المصالحة الداخلية.
وتدعم الصين بقوة فلسطين في أن تصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، وتدعم عقد مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقا وأكثر موثوقية وفعالية. وستواصل العمل مع المجتمع الدولي لإنهاء الحرب ووقف القتل، ودعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، وإعادة القضية الفلسطينية إلى المسار الصحيح لحل الدولتين لتحقيق حل شامل وعادل ودائم بأسرع وقت.
استمرت الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لأكثر من عام، وقد قُتل أكثر من 40 ألف شخص في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه، امتد الصراع إلى لبنان وسوريا وغيرهما من المناطق؛ مما يجعل شعوب المنطقة تحمل الآلام الناجمة عن الصراع. وقد حثت الصين مرارًا وتكرارًا على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، وهو ما يتماشى مع توقعات الشعوب المحبة للسلام في جميع أنحاء العالم. تحتاج دول الشرق الأوسط إلى النهضة الاقتصادية والاجتماعية على كافة المستويات، وهذا بالضبط ما تدعمه الصين؛ حيث إن الصين تعارض الصراعات، وتأمل أن يحقق الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، بدلا من الصراعات والحروب الدامية.
وباعتبارها دولة كبرى مسؤولة، تتمسك الصين بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي ولا تؤدي دورًا نشطًا في تعزيز الحوار بين كافة الأطراف فحسب؛ بل تؤكد أيضًا على الدور الرئيسي للأمم المتحدة في التوسط في الصراعات. وخلال السنوات السنوات الأخيرة، عملت الصين بنشاط على تعزيز السلام والهدوء في الشرق الأوسط، من تحقيق المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران؛ إلى إصدار "ورقة موقف الصين عن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"؛ وإلى تعزيز المصالحة التاريخية بين مختلف الفصائل الفلسطينية، مما يحظى بإشادة واسعة النطاق من المجتمع الدولي بما في ذلك دول الشرق الأوسط.
لقد أثبتت الصين من خلال الإجراءات العملية أنها مارست دورًا مُهمًا في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وطرح الرئيس شي البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، وتعمل الصين باستمرار على التفاعل والتعاون مع الدول الأخرى لتعزيز التنمية المشتركة. ومن المؤكد أن الصين ستواصل القيام بدور نشط في تعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط، مع تقديم المساهمات الإيجابية لإعادة القضية الفلسطينية إلى المسار الصحيح.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
القضية الفلسطينية تتصدر الساحة العالمية.. تشيلي والمقاتل يرفعان الراية
في تطورين منفصلين يعكسان تصاعد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، تعهد الرئيس التشيلي جابرييل بوريتش بتكثيف الضغوط على إسرائيل بسبب الوضع في قطاع غزة، في حين هتف المقاتل الإيرلندي بادي مكوري بشعار “الحرية لفلسطين” خلال فوزه على خصمه الإسرائيلي في نزال للفنون القتالية المختلطة في العاصمة الإيطالية روما.
خلال خطاب استمر ثلاث ساعات أمام الكونغرس التشيلي بمدينة فالباريسو، أعلن بوريتش عن سلسلة من المبادرات السياسية والاجتماعية، أبرزها تعزيز الضغط الدبلوماسي على إسرائيل.
وشدد على أن بلاده اتخذت عدة إجراءات احتجاجية، منها استدعاء السفير التشيلي لدى تل أبيب، وسحب الملحقين العسكريين، والمشاركة في الدعوى المقدمة ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، فضلاً عن تعليق التعاون العسكري، ودعم مبادرة إسبانيا لحظر تصدير الأسلحة.
كما كشف بوريتش عن مشروع قانون مرتقب لحظر استيراد المنتجات القادمة من الأراضي المحتلة “بشكل غير قانوني”، مؤكداً أن هذه الخطوات تستهدف الحكومة الإسرائيلية وليست موجهة ضد الشعب الإسرائيلي، كما دان حركة حماس ودعا إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
في السياق نفسه، أثار المقاتل الإيرلندي بادي مكوري تفاعلاً واسعاً بعدما هتف “الحرية لفلسطين” أثناء نزاله مع الإسرائيلي شوكي فاراج، ضمن بطولة Cage Warriors 189 للفنون القتالية المختلطة، وخلال المواجهة التي انتهت بفوز مكوري بالإجماع، ردد المقاتل الشعار السياسي الصريح أمام خصمه، ورفع علم فلسطين على كتفيه بعد إعلان النتيجة، وسط ترديد جماعي للهتاف ذاته من قبل الحضور في القاعة.
ونشر مكوري لاحقاً عبر حسابه على “إنستغرام” مقاطع من النزال، معلقاً بكلمة “عدالة الشارع”، في موقف لقي إشادة واسعة من ناشطين ومتضامنين مع القضية الفلسطينية.
ويأتي هذان الحدثان في ظل تصاعد الغضب الشعبي والدولي جراء استمرار الحرب في قطاع غزة، وما تسببه من خسائر بشرية ومآس إنسانية متواصلة منذ أشهر.
???? ???? A huge win for Paddy McCorry, a big player in the Middleweight division. Giving the fans what they want????????#CW189 pic.twitter.com/ArV14M8fHR
— Cage Warriors (@CageWarriors) May 31, 2025