عربي21:
2025-07-29@19:33:31 GMT

خطاب الصعود الإسلامي الجديد

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

في ظل الفرص الكبرى والتحديات الراهنة التي تواجه العالم العربي والإسلامي، يبرز سؤال محوري: كيف يمكن أن يكون خطاب الحركات الإسلامية الذي يحمل مشروع استئناف الحضارة الإسلامية: مؤثرا، وجامعا، ومحققا لطموحات الأمة، ومتجنبا لسلبيات الخطاب السابق؟ الإجابة تكمن في تصميم خطاب جديد يعكس قيم الإسلام الأصيلة، ويربط بين العدالة، والحرية، والمقاومة والاستقلال، والوحدة، والتنمية، والهوية الإسلامية، والشراكات والتحالفات، في مسار متكامل يعالج تحديات الحاضر ويصوغ رؤى المستقبل.



فالخطاب الجديد هو الخطاب الذي يعيد تموضع الحركات الإسلامية في إطار التمهيد لمشروع استئناف الحضارة الإسلامية، كما يجب أن يكون شاملا ومتكاملا، يعكس القيم الأصيلة للأمة الإسلامية، ويواجه تحديات العصر برؤية مستقبلية واضحة. إنه خطاب يرسخ الكرامة الإنسانية، ويربط بين الهوية الإسلامية والشراكة الإنسانية، ليضع الأمة الإسلامية في موقع يتناسب مع تاريخها وإسهاماتها ودورها في تشييد الحضارية الإنسانية. هذا الخطاب له محددات يلزم التمسك بها مثل: وضوح الرسالة، والتركيز على القيم الأساسية، والتكامل بين الفكر والعمل، واستهداف الفئات المؤثرة:

الخطاب الجديد هو الخطاب الذي يعيد تموضع الحركات الإسلامية في إطار التمهيد لمشروع استئناف الحضارة الإسلامية، كما يجب أن يكون شاملا ومتكاملا، يعكس القيم الأصيلة للأمة الإسلامية، ويواجه تحديات العصر برؤية مستقبلية واضحة
- إنه الخطاب الذي يُبرز "العدالة" كقيمة محورية في نسق القيم الإسلامية، فالعدالة هي قلب المشروع الحضاري الإسلامي، وهي ليست مطلبا محليا فحسب، بل قيمة عالمية يتطلع الجميع لتحقيقها. الإسلام يقدم نموذجا يؤكد حقوق الإنسان، ويدعم الحرية، والمساواة في مواجهة الظلم والعنصرية والاستعمار، وفي هذا الإطار يجب أن يركز الخطاب الجديد على تقديم الإسلام كنظام عالمي ينشد تحرير الإنسان من كل أشكال الاستعباد والظلم.

- إنه الخطاب الذي يعلن ويعلي من شأن "المقاومة" كطريق للتحرر، فالمقاومة في الخطاب الجديد ليست مجرد عمل عسكري، بل هي تعبير حضاري شامل لتحرير الشعوب من الاحتلال والعنصرية والاستبداد. كما يجب وضع مقاومة المشروع الصهيوني العنصري ودعم الشعب الفلسطيني في إطارهما الصحيح، فهي ليست قضية خاصة بالعرب أو المسلمين فقط، بل هي قضية إنسانية لأنها تمثل أبرز وأشرف نماذج المقاومة دفاعا عن كرامة الإنسانية جمعاء. ومن هذا المنطلق، يصبح دعم المقاومة جزءا لا يتجزأ من إنسانية الشعوب، فضلا عن أنه ركن أساسي من مشروعنا للنهضة.

- التأكيد على قيم "الوحدة الإسلامية" في زمن تسود فيه الانقسامات الطائفية والعرقية، وتتسع مساحات تفكيك الدول والحروب الأهلية، حيث يحتاج الخطاب الجديد إلى الدعوة "لوحدة الأمة"، وهي الوحدة التي لا تلغي التنوع، بل تؤكد الهوية الإسلامية الجامعة، التي تركز على القضايا الكبرى مثل مكافحة الهيمنة ورفض التبعية والدعوة للاستقلال وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحرير فلسطين، وهو بالضرورة الخطاب الوطني الجامع الذي يحاصر الاستقطاب السياسي والأيديولوجي ويؤسس للتحالفات الوطنية، متجاوزا الخلافات الفرعية التي تستغرق الجهد وتشتت التركيز على الغايات الكبرى.

- إنه الخطاب الذي يرمم الصفوف ويلملم الخلافات والجراح ويقضي على الفتن والنزاعات في مهدها، وخاصة وقد أصبحت منطقتنا مفتوحة على مصراعيها لتحولات كبرى، كما تتميز مشكلاتها بالتقاطع الحاد والشديد، في ظل تناقضات عديدة، سياسية، وفكرية، واستراتيجية، فضلا عن العرقية، والطائفية، والتي أعد لها خصوم أمتنا مخططات كاملة لتفجيرها، والعمل على استغلالها في إطار استكمال مشروع هيمنتهم حتى نهاية التاريخ! علما بأن أخطرها هو التناقض الشيعي السني، الذي وُضعت مخططات تفصيلية لتفجيره، كما يعول عليه المشروع الأمريكي الصهيوني في إصابة المنطقة بالشلل، وذلك لإحكام القبضة على كل مداخلها ومخارجها!

- إنه الخطاب الذي يستخرج بُشريات المستقبل من بين أنياب مرارات الواقع، ويؤكد على الأمل برغم الألم، ويحاصر اليأس، ويطارد الإحباط، وينتصر على الأوجاع، ويستنهض الشعوب، ويستثمر كل طاقاتها.

- إنه الخطاب الذي يحض على "التكامل" بين الحركات الحية، فلا يمكن أن يتحقق المشروع الحضاري الإسلامي إلا بتكاملها بدلا من تناحرها وتآكلها، وهو ذات الخطاب الذي يحض على انخراط الحركات الإسلامية في نسيج مجتمعاتها والانغماس في مشكلاتها وهمومها، وذلك بتضافر وتكامل الجهود بين الشعوب والحركات الإسلامية. هذا التكامل يعكس رؤية تجمع بين مجهودات وأنشطة ومجالات عمل الحركات الإسلامية، وبين تطلعات المجتمعات وأهدافها باعتبارها جزءا أصيلا من النسيج الشعبي.

- إنه الخطاب الذي يقدم الإسلام كقوة للبناء وطاقة للعمران، فالإسلام ليس دينا للعبادات فحسب، بل هو دعوة شاملة لبناء الإنسان والمجتمع، ولهذا يجب أن يُبرز الخطاب الجديد الإسلام كقوة تدفع نحو النهضة والعمران والتنمية الشاملة، التي تعالج مشكلات الفقر، والتعليم، والصحة، فالتنمية ليست خيارا، بل شرطا أساسيا لتحقيق الكرامة الإنسانية.

- كما يجب ربط التنمية بالمقاومة، فالتحرر والتنمية هما وجهان لعملة واحدة، ولهذا فمقاومة الاحتلال والاستبداد تمهد الطريق لتحقيق تنمية مستدامة تضع المجتمعات على طريق التقدم، وهنا يصبح من الضروري تقديم مشاريع عملية تجمع بين دعم المقاومة وبناء المجتمعات.

- لا بد من استعادة خطاب الإسلام كحضارة إنسانية، فالإسلام يقدم نموذجا حضاريا يعالج مشكلات الإنسان، بعيدا عن الهيمنة والاستغلال، ويجب أن يتوجه الخطاب الجديد للعالم من هذا المنطلق، ويركز على القيم الإنسانية المشتركة مثل: العدالة، السلام العالمي، وحقوق الإنسان.

- ضرورة بناء الشراكات الدولية، فالحركات الإسلامية قادرة على أن تكون شريكا عالميا يدافع عن القضايا العادلة في مناطق العالم المختلفة، وهذا يتطلب دعوة القوى والحركات والأحزاب العالمية المناهضة للصهيونية والهيمنة الغربية إلى تحالفات نوعية، مما يستعيد موقع الإسلام كحاضنة للتعاون المدني والسياسي الدولي لمكافحة الظلم.

- ضرورة التجديد لمواكبة المستجدات والتصدي الكفؤ للتحديات، فالخطاب الجديد يجب أن يكون مرنا، يعالج القضايا المستجدة بأسلوب يناسب العصر، كما أن الشباب باعتبارهم الجمهور المستهدف الأكبر، يحتاجون إلى لغة حديثة تجمع بين الأصالة الإسلامية ومواكبة هموم العصر ومشكلاته.

- الوسطية والاعتدال كقيمة أساسية، فالإسلام دين وسط بين الأديان، كما أنه دين يوازن بين القيم الروحية والاحتياجات الواقعية. والخطاب الوسطي يعكس القيم الحقيقية للإسلام، بعيدا عن التطرف والغلو الذي يحاول الخصوم الصاقه بالإسلام لمحاصرة فاعليته، كما أن الوسطية تقدم الصورة الإيجابية الحقيقية للإسلام كقوة بناء لا هدم، وهو ما يلزم تبني موقف واضح تجاه الحركات المسيئة والمنسوبة زورا للإسلام مثل داعش.

الشعوب هم أهم شركاء التغيير، بل هم أصحاب هذا الحق الحصري، ولا يمكن أن يتحقق أي مشروع حضاري دونهم، وعلى هذا يجب على الحركات الإسلامية أن تقدم نفسها كممثلة لتطلعات الشعوب، وداعية إلى مشاركة الجميع في تحقيق العدالة والتنمية، وهذا الخطاب يجب أن يدعم قوة المجتمعات ويعيد إحياء دورها في قيادة التغيير
- الشباب كقادة المستقبل، هم أهم المستهدفين بالخطاب الجديد، فالشباب هم العمود الفقري لأي مشروع حضاري، ويجب أن يتوجه إليهم الخطاب الجديد بلغتهم، ويربطهم بالمشروع الحضاري من خلال الثقافة، والتعليم، والتدريب، وإشراكهم في صنع القرار، فتمكين الشباب يعني تمكين الأمة.

وكما لا يمكن أن ينهض مجتمع بدون شبابه فلا يمكن أن ينهض بدون المرأة، وعلى هذا يجب أن يؤكد الخطاب الجديد على مكانة المرأة في المشروع الحضاري، ويبرز دورها كقوة دافعة للتغيير وبناء المجتمع.

- الهيمنة الصهيونية ليست خطرا على العالم الإسلامي فحسب، بل هي خطر على الإنسانية والسلم العالمي، فيجب أن يكشف الخطاب الجديد مخاطر الصهيونية على العالم، كما يكشف مدى ازدواجية المعايير الغربية في دعم العنصرية والعدوان الصهيوني. ويجب أن يستخدم لغة علمية وإعلامية لفضح هذه السياسات، كما يجب العمل على بث الوعي بالمخططات العدوانية الكبرى الموضوعة لأمتنا، حتى لا تستغرقنا التفاصيل ونجد أنفسنا نعمل على تنفيذها دون وعي، أو نكون مجرد أدوات لتمزيق أمتنا دون قصد.

كما يجب في هذا المقام طرح الرواية الفلسطينية باعتبارها رواية تحرر عالمي، وليست مجرد رواية تحرر قُطري، ويجب أن يتبنى الخطاب الجديد نهجا إعلاميا وثقافيا يدعم ذلك، ويربط قضايا أمتنا بقضايا التحرر الأخرى في العالم.

كما يجب التأكيد على أن الشعوب هم أهم شركاء التغيير، بل هم أصحاب هذا الحق الحصري، ولا يمكن أن يتحقق أي مشروع حضاري دونهم، وعلى هذا يجب على الحركات الإسلامية أن تقدم نفسها كممثلة لتطلعات الشعوب، وداعية إلى مشاركة الجميع في تحقيق العدالة والتنمية، وهذا الخطاب يجب أن يدعم قوة المجتمعات ويعيد إحياء دورها في قيادة التغيير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه خطاب مشروع الحضارة الهوية التغيير اسلامي خطاب حضارة مشروع هوية مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرکات الإسلامیة المشروع الحضاری إنه الخطاب الذی الخطاب الجدید الإسلامیة فی لا یمکن أن أن یکون کما یجب ویجب أن هذا یجب یجب أن

إقرأ أيضاً:

بين خطابين.. خليل الحية والجنرال السيسي

"يا أهل مصر، يا قادة مصر، يا جيش مصر وعشائرها وقبائلها وعلماءها وأزهرها وكنائسها ونخبها: أيموت إخوانكم من الجوع وهم على حدودكم، وعلى مقربة منكم" (القائد الفلسطيني خليل الحية في نداء متلفز للشعبين المصري والأردني).

نداء إنساني يخاطب ضمائر المصريين بعد أن عجزت كل محاولات السياسة والسياسيين، توجه القائد الفلسطيني خليل الحية إلى الشعوب مباشرة، وهي محاولة رجل يشعر بآلام شعبه ويعيش هموم مواطنيه بعد أن أدرك أن الساسة العرب قد باعوا القضية وانحازوا للطرف الصهيوني المعتدي، فكان حتما ولا بد أن يخاطب المجتمعات بكل ما فيها، لعل وعسى أن تجد كلماته آذانا صاغية وقلوبا واعية. وأظن أنها وجدت ذلك وحرّكت بعض المياه الراكدة في المحيط العربي الآسن.

لقد تحركت الشعوب العربية وابتكرت طرقا جديدة بعد أن لم تجد صرخات الأطفال والنساء في غزة من يستجيب لها سوى بالكلام أو الصمت طويلا، وأنا هنا معني بتحليل ليس مغزى خطاب الحية فهو واضح لا يحتاج إلى تفسير، ولكن المطلوب هو فهم التوقيت الذي جاء فيه خطابه بل نداؤه.

1- جاء في خضم التفاعل الدولي والعجز العربي الرسمي.

2- جاء بعد أن بدأ العرب المقيمون في الخارج حملة "وضع الأقفال" على السفارات المصرية في الخارج، وتحديدا في أوروبا ثم انتقلت إلى اليابان وجنوب أفريقيا، ولا تزال مستمرة.

3- جاء البيان في ظل عدم تقديم الدعم اللازم للموقف الفلسطيني في التفاوض بعد إعلان ترامب سحب مفاوضيه وإدانة حماس، وكان المفترض أن يعلن الوسيطان العربيان (مصر وقطر) عن رفضهما لإدانة حماس وتعرية الموقف الصهيوني.

4-جاء البيان بعد أن قام ترامب بالانضمام إلى حملة نتنياهو الزاعمة أنه لا يوجد مجاعة تارة، وتارة أخرى أن حماس تسرق المساعدات.

أما لغة البيان فقد ابتعدت عن السياسة الرسمية أو إدانة أحد، بل توجهت مباشرة للقوة الفاعلة أو التي يجب أن تكون فاعلة في كل المجتمعات، واستدعى البيان لغة الإسلام وحسن الجوار (يا أهل مصر.. هل يموت إخوانكم جوعا؟)، وهذا ما جعل البيان يصل للقلوب ويحرك المشاعر. وكان من بين أهم آثاره المباشرة هو خروج حاكم مصر الجنرال السيسي ولأول مرة في تاريخ الحكام المصريين؛ يخرج ليدافع عن نفسه في موضوع فلسطين فقط لا غير، وقد جرت العادة أن يكون الموضوع ضمن خطابات رسمية أو على هامشها.

يأتي خطاب الجنرال بعد حملة ضغوط شعبية واسعة، وأظنه كان مضطرا ليس استجابة للضغط الشعبي ولكن استجابة لضغط مراكز القوى ومفاصل الدولة وعلى رأسها الجيش والشرطة التي حذرته من انفجار قادم لا يقدر على مواجهته أحد، خصوصا بعد موضوع اقتحام بعض الشباب المتأثرين بحصار غزة مقر أمن الدولة في منطقة حلوان بالقاهرة وما أثير حولها وبعدها من عزل رئيس جهاز أمن الدولة، وهو منصب اعتادت الداخلية على استمرار من يشغله لفترات طويلة دون تغيير، إضافة إلى حملة قفل السفارات، وقتل مواطن في مقر أمن الدولة في محافظة الشرقية والاحتجاجات الشعبية على محدوديتها، ناهيك عن صورة مصر التي تشوهت وتقزمت على مدار الأشهر الماضية، أضف إلى ذلك الأوضاع المعيشية السيئة والمعاملة غير الآدمية للمواطنين على كافة المستويات في الدولة.

أما أهم الملاحظات على خطاب السيسي ناهيك على أنه متفرد من نوعه، فالخطاب أظهر ما يلي:

1- بؤس الحالة التي ظهر عليها الجنرال شكلا من حيث لبس الزي الأسود، ومضمونا من حيث اختيار الكلمات وضعف التعبيرات.

2- الخطاب الدفاعي والتبريري البائس عن موقف مصر على غرار قوله: "أقول للمصريين إننا لا يمكن أن نقوم بدور سلبي تجاه أشقائنا في غزة".

3- شعوره بقلة الحيلة وعدم القدرة على اتخاذ أي إجراء (سلمي) ضد الكيان الصهيوني ولو من باب التهديد، على غرار ما قام به رئيس وزراء هولندا ديك شوف؛ الذي ربط بين إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا وإلا فستعلن بلاده الانضمام إلى تعليق مشاركة الكيان في برنامج الأبحاث الأوروبي.

4- فقدان الثقة في القدرة على الفعل منفردا أو من خلال المنظومة العربية والإسلامية، لذا لم يتوجه لأي من المنظومتين، وتوجه إلى دونالد ترامب بصفته كفيل كل الأنظمة في المنطقة وترجّاه أن يفعل شيئا، وهذا نداء العاجز البائس العليل الذي لا يثق في ذاته وليس لديه القدرة على الفعل أيما كان.

5- الدفاع عن نفسه بأنه ليس بخائن وليس بعميل من خلال ترديد كلمات دائما ما يقوله في معرض دفاعه عن نفسه منذ الانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي (أنا مخلص وأمين جدا خالص)، حين قال: "دورنا محترم ومخلص وشريف".

6- تكرار مقولة "المعبر مفتوح.. المعبر مفتوح"، ورغم ذلك يناشد بإدخال المساعدات ويطالب ترامب بانهاء الحرب وإدخال المساعدات، فإذا كان المعبر مفتوحا فلماذا لا تسمح مصر بدخول الشاحنات أو القوافل أو المنظمات الإنسانية التي تنادت من كل أنحاء العالم مطالبة بالدخول إلى غزة؟ ولماذا خرجت وسائل إعلام النظام تشيد بدخول مساعدات مصرية عبر المعبر قبل يومين من خطاب الجنرال الأخير؟

7- ادعاء الفضيلة بقوله "مانقدرش نمنعه، لا أخلاقياتنا ولا قيمنا تسمح لنا بكده، ولكن التنسيق مع الطرف الآخر". ويلاحظ أنه لم يقل ديننا يمنع ذلك بل قال أخلاقياتنا وقيمنا، ولا أدري أين كانت تلك الأخلاق وهو يعتقل ويحاكم كل من هب لنصرة غزة وأهلها، ويحاصر الشعب المصري ويمنع من التظاهر نصرة لغزة وفلسطين.

8- ادعى أن مصر قامت بإدخال "أكبر حجم من المساعدات" ولم يذكر رقما يمكن الرجوع إليه، وهذا يعني الكذب الصراح ومحاولة تحسين الصورة التي تشوهت بفعل النظام وجرائمه.

9- أعاد تكرار أسطوانة رفض التهجير وهي أسطوانة مشروخة كما نقول في مصر، إذ إن هذا الشعار الجميل أخفى خلفه قضية مهمة وهي التغطية على جرائم الصهاينة ومجازرهم وحرب التجويع، وكأن رفض التهجير يعني القبول بكل تفعله دولة الاحتلال وداعموها.

10- يلاحظ أنه لم يوجه أصابع الاتهام مباشرة إلى دولة الكيان وكأنه محرم عليه فعل ذلك، رغم قيام قادة دول غربية بإدانة قادة الكيان واتهامهم، كما فعلت المحكمة الدولية بارتكاب جرائم حرب.

في رأيي المتواضع، خطاب الجنرال الأخير يشبه إلى حد كبير خطابات مبارك في أواخر أيامه عند اندلاع ثورة 25 يناير (2011) وإن اختلفت الظروف، وأن الحالة المزرية وحالة الاستجداء تلك ليس مقصودا منها دعم غزة ولا فك الحصار ولا وقف القتال، وإنما الهدف هو تنبيه الإدارة الأمريكية إلى خطورة موقف الجنرال في مصر وأنه في وضع ضعيف وهزيل وأنه قد يكون على وشك السقوط، فكان الخطاب عبارة عن رسالة موجزة ملخصها: "أنقذوني.. وإلا".

مقالات مشابهة

  • خالد أبو بكر عن خطاب الرئيس السيسى : عبّر عن كل مصري واعٍ ومُدرك لتحديات الأمن القومي
  • بين خطابين.. خليل الحية والجنرال السيسي
  • بورصة موسكو تعاود الصعود رغم مخاوف العقوبات الجديدة
  • محكمة قنا تصدر تعليماتها للمكلفين بالعمل في لجان انتخابات الشيوخ
  • وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري
  • الذهب يواصل الصعود مدعوماً بتراجع الدولار
  • إبراهيم عثمان يكتب: تبرير العدوان: لماذا حدث ولماذا فشل؟
  • البورصة تواصل الصعود في ثاني جلسات الأسبوع
  • نشأت الديهي: تنظيم الإخوان أساء إلى القضية الفلسطينية.. وقدموا لإسرائيل ما لم تقدمه الحركات الصهيونية
  • ما الذي يبحث عنه الجيل الجديد في بيئة العمل؟ مختص يوضح