حقل غاز الريشة … عراقي بامتياز الدفاع عن الأرض واجب وطني ومبدأ سماوي
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
بقلم : الخبير المهندس حيدر عبدالجبار البطاط ..
الأرض ليست مجرد تراب أو مساحة جغرافية إنها مبدأ راسخ في الأعراف السماوية والقوانين الوضعية.
لقد أكدت جميع الشرائع الدينية أهمية الأرض، و وصفت الدفاع عنها بأنه واجب مقدس، واعتبرت اغتصابها عملاً مشيناً لا يقبله أي إنسان وطني مخلص لوطنه.
إن الأرض هي الهوية والجذور والكرامة، وأي تفريط بها هو خيانة للأمانة التي وضعها الله بين أيدينا.
في هذا السياق تأتي قضية حقل الريشة الغازي لتفتح باب التساؤلات حول تنازل العراق عن هذا المورد الاستراتيجي لصالح الأردن في إطار اتفاقية إعادة ترسيم الحدود عام 1984 وما ترتب على ذلك من خسائر اقتصادية وسيادية للعراق.
حقل الريشة قضية وطنية ملحة
في عام 1984 اقدم العراق على تعديل حدوده مع الأردن متنازلاً عن أراضٍ بعمق 70 كيلومتراً على طول الحدود ليصبح حقل الريشة الغازي الذي كان يقع بالكامل داخل الأراضي العراقية ضمن الحدود الأردنية.
في المقابل حصل العراق على قاعدة الوليد الجوية، التي أصبحت فيما بعد تحت السيطرة الأمريكية بعد عام 2003.
هذا التبادل تم في ظروف سياسية وعسكرية حساسة إلا أن آثاره على العراق كانت كارثية خاصة فيما يتعلق بخسارة الموارد الطبيعية.
أهمية حقل الريشة الغازي للأردن
اليوم يُعد حقل الريشة الغازي أحد أهم مصادر الطاقة للأردن حيث يساهم في تحقيق استقلاله الطاقوي وتقليل اعتماده على استيراد الطاقة.
لكن هذا الحقل الذي كان يمكن أن يكون دعامة أساسية للاقتصاد العراقي أصبح الآن شرياناً حيوياً للأردن مما يزيد من حدة التساؤلات حول مدى جدوى هذا التنازل وأبعاده على المدى البعيد.
التداعيات الاقتصادية على العراق
- حرمان العراق من مورد استراتيجي. - خسارة سوق الطاقة الأردني. - تعزيز المنافسة الإقليمية.المطالبة بإعادة الحقوق العراقية
إن التنازل عن الأراضي والموارد ليس قراراً يمكن التسامح معه خاصة عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب العراقي.
ان إعادة ترسيم الحدود العراقية-الأردنية عام 1984 يجب أن تُعاد دراستها ويجب على الحكومة العراقية التحرك بجدية لاستعادة الحقوق المهدورة.
هذه القضية ليست مجرد مسألة اقتصادية بل هي قضية وطنية وسيادية تمس كل عراقي غيور على وطنه.
على البرلمان العراقي والجهات التنفيذية تحمل مسؤولياتهم التاريخية في هذا الصدد والعمل على
- إعادة ترسيم الحدود بما يحفظ حقوق العراق. - التحرك دولياً لاستعادة حقل الريشة الغازي. - ضمان عدم تكرار مثل هذه التنازلات التي أضرت بالعراق لعقود طويلة.الدفاع عن الأرض مبدأ وطني وأخلاقي
اغتصاب الأرض عمل شائن ينافي القيم الوطنية والإنسانية و الدفاع عنها واجب لا يسقط بالتقادم بل هو أمانة يجب الحفاظ عليها جيلاً بعد جيل.
إن قضية حقل الريشة ليست مجرد ملف اقتصادي أو سياسي إنها اختبار لمدى التزامنا بالدفاع عن حقوق وطننا واستعادة ما سُلب منا.
الوقت قد حان للعمل الجاد لإعادة الحق إلى نصابه وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
حيدر عبد الجبار البطاطالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات حقل الریشة الغازی الدفاع عن
إقرأ أيضاً:
مروحيات «كاريكال» تدخل الخدمة في العراق.. ماذا يعني ذلك للقدرات القتالية؟
أعلنت وزارة الدفاع العراقية، عن دخول دفعة جديدة من مروحيات “كاريكال” الفرنسية متعددة المهام، الخدمة ضمن قواتها الجوية، في تعزيز ملموس لقدرات سلاح الجو العراقي، بفضل الدعم المباشر من القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، والجهود الفنية المستمرة لتجهيز هذه الطائرات الحديثة.
وأوضح بيان الوزارة أن هذه المروحيات المتطورة، التي وصلت في دفعة أولى مكونة من طائرتين من طراز “H225M” المعروف بـ”كاريكال”، ستشكل نقلة نوعية في مجالات النقل التكتيكي، والإسناد القتالي، والإخلاء الطبي، مما يعزز جاهزية الجيش العراقي لتنفيذ مهامه الخاصة في ظروف متعددة.
وتتوقع وزارة الدفاع استلام دفعات إضافية من هذه المروحيات خلال العام الجاري والعام المقبل، ضمن العقد الموقع مع فرنسا، ما يعكس التزام العراق بتحديث وتطوير قواته الجوية بما يتواكب مع التحديات الأمنية والعملياتية التي تواجهها البلاد.
وأكد وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، أن تسلم هذه الطائرات يتزامن مع ذكرى تأسيس قيادة طيران الجيش العراقي، معبراً عن أمله في أن تسهم هذه الطائرات الفرنسية في تعزيز القدرات العملياتية والأمنية، مشيراً إلى أن عملية استلام الطائرات ستستمر تباعًا بعد إكمال تصنيعها.
ويأتي هذا التطور في سياق تعزيز قدرات الجيش العراقي، الذي يواجه تحديات أمنية معقدة على أكثر من جبهة، حيث تسهم مروحيات “كاريكال” متعددة المهام في رفع كفاءة النقل السريع للقوات، تقديم الدعم الناري في الميدان، وتنفيذ عمليات الإخلاء الطبي للجرحى بكفاءة عالية، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا لتعزيز الجناح الجوي للقوات المسلحة.