بوابة الوفد:
2025-06-03@14:27:41 GMT

دور الزراعة في مواجهة التغيرات المناخية

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

تُعد الزراعة من القطاعات الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية، وفي الوقت نفسه، تعتبر أحد الأدوات الرئيسية التي يمكن من خلالها التخفيف من تأثيرات هذه التغيرات، ففي مواجهة التحديات البيئية المتزايدة مثل تغير درجات الحرارة، وتذبذب الأمطار، وارتفاع مستويات المياه الجوفية، والظواهر المناخية المتطرفة، تلعب الزراعة دوراً حيوياً في التكيف مع هذه التغيرات وكذلك في التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة التي تساهم في التغيرات المناخية.

التكيف مع التغيرات المناخية

الزراعة يمكن أن تسهم في التكيف مع التغيرات المناخية من خلال اعتماد استراتيجيات وطرق عمل مبتكرة تتماشى مع البيئة المتغيرة:

اختيار المحاصيل المقاومة للمناخ: يمكن للمزارعين اختيار أصناف نباتية قادرة على تحمل الظروف المناخية القاسية مثل الجفاف أو الأمطار الغزيرة. كذلك، يمكن تطوير أصناف جديدة عبر التقنيات الحديثة (مثل الهندسة الوراثية) تكون أكثر مقاومة للآفات والأمراض الناتجة عن تغيرات المناخ.تقنيات الري الذكي: مع تقلبات هطول الأمطار وتزايد فترات الجفاف، أصبحت أنظمة الري الذكية والمترشدة (مثل الري بالتنقيط والري بالغمر التلقائي) ضرورية لتحسين كفاءة استخدام المياه وتقليل الهدر، ما يساعد في التكيف مع الظروف المناخية الجافة.الزراعة المتكاملة: يمكن تطبيق نظم الزراعة المتكاملة التي تجمع بين الزراعة والحيوانات، ما يعزز من استدامة الإنتاج الزراعي ويحد من تأثيرات تغيرات المناخ، كما يساعد في تحسين خصوبة التربة وتقليل الفاقد الغذائي.الزراعة في البيوت المحمية: الزراعة تحت البيوت المحمية أو الزراعة المائية (الزراعة بدون تربة) توفر بيئة خاضعة للتحكم، مما يتيح للمزارعين تقليل التأثر بالتغيرات المناخية المحيطة.

التخفيف من آثار التغيرات المناخية

الزراعة ليست فقط ضحية لتغيرات المناخ، بل يمكنها أيضاً أن تلعب دوراً كبيراً في التخفيف من آثار هذه التغيرات من خلال:

احتجاز الكربون في التربة: يمكن للزراعة أن تساهم في التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عبر تحسين تقنيات إدارة التربة مثل الزراعة المستدامة واتباع أساليب الزراعة العضوية التي تزيد من قدرة التربة على احتجاز الكربون (التخزين البيولوجي للكربون).استخدام تقنيات الزراعة المستدامة: الزراعة بدون حرث، أو ما يعرف بـ "الزراعة الحافظة"، تساعد في تقليل التعرية وتحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه والكربون، مما يقلل من الانبعاثات المرتبطة بالزراعة.إدارة المخلفات الزراعية: يمكن تحويل المخلفات الزراعية إلى طاقة أو سماد عضوي، ما يقلل من انبعاثات الميثان الناتج عن تحلل المخلفات في المكبات ويساهم في إنتاج طاقة متجددة.زيادة المساحات الخضراء والزراعة الحراجية:زراعة الأشجار والمحاصيل الحراجية (الشجرية) في الأراضي الزراعية يمكن أن تساهم في عزل الكربون من الغلاف الجوي وتحسين جودة الهواء، كما تعزز التنوع البيولوجي. الزراعة: جهود مكثفة لتوفير السلع بأسعار مخفضة لدعم المواطنين

الزراعة والابتكار التكنولوجي

التكنولوجيا تلعب دوراً مهماً في تعزيز قدرة القطاع الزراعي على مواجهة التغيرات المناخية. من أبرز الابتكارات:

الاستشعار عن بعد: يمكن استخدام الأقمار الصناعية وتقنيات الاستشعار عن بعد لمراقبة التغيرات المناخية والظروف البيئية في المناطق الزراعية، مما يساعد في اتخاذ قرارات موجهة لتحسين الإنتاج الزراعي وتحديد المناطق المتأثرة بالتغيرات المناخية.التطبيقات الذكية: تطبيقات الهواتف الذكية والتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد المزارعين في اتخاذ قرارات أكثر دقة بخصوص مواعيد الزراعة والري والحرث.التحكم البيولوجي: استخدام الأعداء الطبيعية للآفات بدلًا من المبيدات الكيميائية يقلل من التأثير البيئي السلبي ويساهم في تعزيز استدامة الأنظمة الزراعية في مواجهة التغيرات المناخية.

التحديات التي تواجه الزراعة في ظل التغيرات المناخية

رغم الفوائد العديدة التي يمكن أن تقدمها الزراعة في التكيف مع التغيرات المناخية، إلا أن هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها:

نقص المياه: مع تزايد فترات الجفاف في بعض المناطق، تصبح المياه أحد الموارد الحيوية التي تزداد ندرتها. ويشكل ذلك تحدياً كبيراً للزراعة في المناطق ذات الأمطار المحدودة.ارتفاع درجات الحرارة: يمكن أن تؤدي الزيادة في درجات الحرارة إلى انخفاض المحاصيل الزراعية وزيادة تكاليف الإنتاج، كما يمكن أن تؤدي إلى زيادة أمراض النباتات والآفات.فقدان التنوع البيولوجي: التغيرات المناخية قد تؤدي إلى اختفاء أنواع نباتية وحيوانية معينة أو تؤثر سلباً على الأنظمة البيئية الزراعية.التحديات الاقتصادية: من الصعب على المزارعين في بعض المناطق النامية تبني التقنيات الحديثة بسبب ضعف القدرة المالية وعدم توفر التدريب الكافي. محافظ كفر الشيخ يستقبل وفد لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي بمجلس النواب

الاستجابة السياسية والاقتصادية

يجب أن تكون هناك استجابة منسقة على مستوى السياسات من قبل الحكومات والمنظمات الدولية للتعامل مع هذه التحديات. تشمل هذه الاستجابة:

إطلاق برامج توعية للمزارعين: للتعريف بالتقنيات الزراعية المتقدمة وأساليب التكيف مع التغيرات المناخية.دعم الابتكار الزراعي: من خلال تمويل البحث والتطوير في مجالات مثل تحسين المحاصيل والممارسات الزراعية المستدامة.السياسات البيئية: وضع قوانين وتشريعات تحفز الممارسات الزراعية الصديقة للبيئة وتقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التغيرات المناخية المياه الجوفية الزراعة آثار التغيرات المناخية والابتكار التكنولوجي التکیف مع التغیرات المناخیة فی التکیف مع من انبعاثات الزراعة فی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

طلب إحاطة عاجل لمواجهة آثار التغيرات المناخية على الإسكندرية

تقدم النائب محمود عصام، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة عاجل إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، بشأن الآثار الخطيرة للتغيرات المناخية على محافظة الإسكندرية، داعيًا إلى تدخل عاجل من رئيس مجلس الوزراء ووزراء البيئة والتنمية المحلية والموارد المائية لمواجهة هذه التحديات.  

جاء طلب الإحاطة في ظل التغيرات المناخية غير المسبوقة التي تشهدها الإسكندرية، والتي تجلت مؤخرًا في تساقط ثلجي نادر نهاية شهر مايو – وهو حدث غير معتاد في مناخ المدينة المتوسطي. وأكد النائب أن هذه الظواهر تمثل إنذارًا واضحًا بضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وشاملة لمواجهة تداعيات التغير المناخي، خاصة في المدن الساحلية الأكثر عرضة للخطر.  

عاصفة الإسكندرية

وأشار البيان إلى أن الاضطرابات الجوية الحادة، مثل العواصف المفاجئة وارتفاع منسوب الأمطار، تهدد البنية التحتية للمدينة، كما أن ارتفاع منسوب مياه البحر يتسبب في تآكل السواحل ويزيد مخاطر غمر المناطق المنخفضة، مثل حي المنتزه وشرق الإسكندرية. كما حذر من التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك تضرر القطاع الزراعي وتهديد استقرار السكان في المناطق الساحلية.  

وطالب النائب بخطة عاجلة لتقييم وتحديث البنية التحتية في الإسكندرية لمواجهة الكوارث المناخية، مع التركيز على تحسين أنظمة تصريف الأمطار وتعزيز الحماية الساحلية. 

ودعا إلى تفعيل استراتيجية وطنية للتكيف مع التغير المناخي بالتعاون مع الجهات العلمية، مثل جامعة الإسكندرية والمركز القومي للبحوث، وتخصيص موازنة طارئة لمشروعات التخفيف من الآثار المناخية.  

نظام إنذار مبكر للظواهر الجوية

وشدد على ضرورة إنشاء نظام إنذار مبكر للظواهر الجوية المتطرفة بالشراكة مع هيئة الأرصاد الجوية، مع أهمية مشاركة المجتمع المحلي في وضع الحلول ورفع الوعي بالمخاطر المناخية.  

واختتم البيان بالتأكيد على أن الإسكندرية من أكثر المدن الساحلية عرضة لتداعيات التغير المناخي، وأن أي تأخير في اتخاذ إجراءات فعالة قد يؤدي إلى كوارث إنسانية واقتصادية يصعب تداركها.

طباعة شارك الإسكندرية محافظة الإسكندرية النائب محمود عصام محمود عصام وزراء البيئة

مقالات مشابهة

  • ثروت إمبابي يكتب: الزراعة دون تربة.. مستقبل الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية
  • مجلس الشيوخ يُحيل طلبات مناقشة بشأن التغيرات المناخية للجنة الطاقة
  • وزيرة البيئة تكشف استراتيجيات الحكومة للتعامل مع التغيرات المناخية
  • مناقشة برلمانية حول خطط البيئة لمواجهة التغيرات المناخية
  • طارق رسلان: التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير علي المحاصيل الزراعية
  • بدء الجلسة العامة للشيوخ لمناقشة ملف التغيرات المناخية
  • نائب بالشيوخ يطالب الحكومة بتوضيح خطط التكيف الخاصة بالمناطق الساحلية تجاه تداعيات التغيرات المناخية
  • التغيرات المناخية والمرأة.. تأثيرات ورؤى استشرافية
  • مستشار الرئيس للشؤون الزراعية: التغيرات المناخية لم تكن مفاجئة
  • طلب إحاطة عاجل لمواجهة آثار التغيرات المناخية على الإسكندرية