الهجرة الدولية: نزوح آلاف الأسر بولاية النيل الأبيض جراء هجمات “الدعم السريع”
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الخميس، نزوح أكثر من 3 آلاف أسرة من عدة مناطق بولاية النيل الأبيض جنوب السودان جراء هجمات قوات "الدعم السريع"، وأفادت المنظمة الأممية في بيان، بـ"نزوح 3219 أسرة من قرى مدينتي الجبلين والدويم، ومنطقة أم ريمتا في ولاية النيل الأبيض خلال يومي الاثنين والثلاثاء"
عادل عبد الرحيم / الأناضول
أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الخميس، نزوح أكثر من 3 آلاف أسرة من عدة مناطق بولاية النيل الأبيض جنوب السودان جراء هجمات قوات "الدعم السريع".
وأفادت المنظمة الأممية في بيان، بـ"نزوح 3219 أسرة من قرى مدينتي الجبلين والدويم، ومنطقة أم ريمتا في ولاية النيل الأبيض خلال يومي الاثنين والثلاثاء".
وأضاف البيان: "نزحت 250 أسرة من قرية التبون بريف مدينة الجبلين عقب هجمات شنتها قوات الدعم السريع".
كما نزحت 3069 أسرة من 3 قرى بريف مدينة الجبلين، وقرى "مدينة الدويم" ومنطقة أم ريمتا، "بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة في جميع أنحاء الولاية"، بحسب البيان.
وذكر البيان، أن الأسر النازحة لجأت إلى مواقع داخل مدن" الجبلين ورَبَكْ والديوم وكوستي داخل ولاية النيل الأبيض" ، وكذلك عبر الحدود إلى جنوب السودان.
وأشار البيان إلى ورود تقارير عن وفيات وإصابات بين المدنيين (دون تفصيل).
وحتى الساعة 12:20 (ت.غ) لم تعلق قوات الدعم السريع على بيان منظمة الهجرة الدولية.
ويسيطر الجيش السوداني على ولاية النيل الأبيض وعاصمتها رَبَكْ، ماعدا الأجزاء الشمالية للولاية المتاخمة للعاصمة الخرطوم التي تسيطر عليها قوات "الدعم السريع" منذ اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان 2023.
وتشهد ولاية النيل الأبيض التي تمتد من جنوب العاصمة الخرطوم وحتى الحدود مع جنوب السودان معارك متفرقة بين الجيش و"الدعم السريع".
وقالت هيئة نداء الوسط (كيان أهلي يضم ناشطين بجهود إغاثة ضحايا الحرب) في بيان الخميس: "يتواصل نزوح المواطنين من قرية التبون شمالي مدينة الجبلين، وسط مخاوف من قوات الدعم السريع في أعقاب الهجوم الذي نفذته ونتج عنه مقتل 22 مواطنا في حصيلة أولية، والعديد من الجرحى الأسرى".
والثلاثاء، أعلن ناشطون عن مقتل 13 مدنيا بقرية "التبون" جراء هجوم قوات الدعم السريع، دون تعليق من القوات شبه العسكرية.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش و"الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ولایة النیل الأبیض قوات الدعم السریع الهجرة الدولیة جنوب السودان أسرة من
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: الدعم السريع تحتجز آلاف الرهائن وتقتل مَن لا يدفع فدية
استعرضت صحيفة واشنطن بوست شهادات لبعض الناجين ذكروا فيها أن مقاتلي قوات الدعم السريع قاموا باعتقال جماعي للمدنيين في مدينة الفاشر بالسودان مع تعريضهم للتعذيب وابتزاز عائلاتهم للحصول على المال.
وذكرت الصحيفة -في تقرير بقلم كاثرين هوريلد وحافظ هارون- بأن شهادات الناجين ومنظمات حقوقية أشارت إلى ارتكاب قوات الدعم السريع انتهاكات واسعة النطاق عقب سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، تمثلت في خطف جماعي للمدنيين واحتجازهم مقابل فدى مالية، مع تنفيذ إعدامات فورية بحق الذين يعجزون عن الدفع، وأحيانا أمام أفراد من أسرهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلاlist 2 of 2"إسرائيل مسؤولة".. هآرتس: المياه أغرقت خيام غزة والأوضاع تنذر بالخطرend of listووفق هذه الروايات، تعرّض المحتجزون للتعذيب والتجويع والإذلال، وأُجبروا تحت تهديد السلاح على الاتصال بذويهم للمطالبة بمبالغ مالية كبيرة مقابل الإفراج عنهم، كما نقلت الصحيفة الأميركية.
وتفاقمت هذه الانتهاكات بعد حصار طويل للمدينة استمر نحو عام ونصف -حسب الصحيفة- ومع انسحاب الجيش السوداني أواخر أكتوبر/تشرين الأول، نفذت قوات الدعم السريع حملات اعتقال واسعة شملت رجالا ونساءً وأطفالا.
ومع أنه يصعب تحديد الحجم الحقيقي للجرائم بسبب انقطاع الاتصالات -كما تقول الصحيفة- فإن الشهادات المتوفرة تصف مشاهد مروعة من دهس مدنيين بمركبات مدرعة، وإعدامات جماعية مصورة، إلى ترك أطفال يتامى تائهين في الصحراء.
وتأتي هذه الأحداث في سياق حرب مستمرة منذ أبريل/نيسان 2023، صنفتها الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أدت إلى نزوح نحو 12 مليون شخص، مع مقتل أعداد هائلة من المدنيين.
ويعتقد ناثانيال ريموند، مدير مختبر البحوث الإنسانية في كلية ييل للصحة العامة، أن عشرات الآلاف قُتلوا بالفعل على يد قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر وحدها، مشيرا إلى أن مختبره سوف يصدر تقريرا الأسبوع المقبل يوثّق ما لا يقل عن 140 موقعا لتكدس الجثث، ويرصد جهودا واسعة النطاق لإخفاء أدلة المذابح.
إعلانوقد كشفت التقارير عن وجود منظومة ابتزاز منظمة داخل مراكز احتجاز -كما تقول الصحيفة- خاصة في مدينة نيالا، حيث يحتجز آلاف المدنيين في ظروف قاسية، ولا يُفرج عنهم إلا بعد دفع فدى عبر تحويلات مالية، في حين أدت عمليات التعذيب وسوء الأوضاع الصحية إلى وفيات متكررة.
وأكدت منظمات طبية وحقوقية احتجاز أطباء وسياسيين وإعلاميين ضمن الضحايا، وقال عامل طبي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام، إنه بقي في مدينة الفاشر طوال فترة الحصار، وعندما اجتاح المقاتلون المدينة، فر مع مجموعة تضم نحو 100 شخص، لكنهم أُسروا سريعا، وأُعدم نحو 30 منهم في المكان عينه.
الشهادات المتوفرة تصف مشاهد مروعة من دهس مدنيين بمركبات مدرعة وإعدامات جماعية مصورة إلى ترك أطفال يتامى تائهين في الصحراء
محتجزون تحت تهديد السلاحوقال العامل إن الناجين نقلوا في قافلة إلى مدينة كتم، وأضاف: "أنزلونا في منزل مهجور وأمرونا بالاتصال بعائلاتنا. قالوا لي عليك إقناعهم بدفع 50 مليون جنيه سوداني، وإلا سنعدمك فورا".
اتصل العامل الطبي -حسب الصحيفة- بأصدقائه لأنه يعلم أن عائلته لا تملك هذا المبلغ، وتمكّن أصدقاؤه من تخفيض الفدية إلى 15 مليون جنيه سوداني (نحو 25 ألف دولار)، وحُوّلت الفدية وأُطلق سراحه.
وقال هذا العامل إن الحراس يشجعون على القتل العشوائي، وإنه سمع أحدهم يقول: "يجب أن تقتلوا نصفهم للضغط على البقية كي يدفعوا". وقال شاهد آخر إن نحو 150 شخصا غادروا الفاشر معه لم يبقَ منهم سوى 30، بعد أن قتلت قوات الدعم السريع الباقين على الحواجز وفي القصف وبالدهس.
وعلى الصعيد السياسي، سلّطت الفظائع الضوء على التنافس الإقليمي حول السودان، وسط اتهامات بدعم أطراف في النزاع، في وقت لم تفلح فيه العقوبات الدولية في وقف العنف.
وبينما تتواصل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، لا يزال آلاف المدنيين محتجزين تحت تهديد السلاح، مما يعكس عمق المأساة الإنسانية واتساعها في دارفور والسودان عموما.