وثّقت منظمة اليونسكو مؤخراً مجموعة متنوعة من الممارسات الثقافية التي تمثل الذاكرة الحية للشعوب، مؤكدة أهمية الحفاظ على التراث الإنساني في عالم متغير.

اعلان

إذ أضافت مجموعة متنوعة من الممارسات الثقافية إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي، مسلطة الضوء على الثراء الثقافي العالمي من أوكرانيا، وصولا إلى فلسطين، مرورا بـسلوفيكيا وباريس.

..

أوكرانيا: بيسانكي.. رمز الصمود والهوية

يمثل بيض "بيسانكي" الأوكراني أكثر من مجرد تحفة فنية. فهو يحمل في طياته قصة مقاومة ثقافية عميقة. تُزين هذه البيضات بأنماط معقدة باستخدام تقنية الشمع، متجاوزة حدود الحرب والصراعات. فقد صرح وزير الثقافة الأوكراني مكولا توتشيتسكي قائلا: "في معركة الدفاع عن وطننا، يسقط فنانونا حاملو التراث الحي، لكننا نثبت أننا غير منكسرين حتى في أكثر الأوقات ظلامًا".

حقوق الطبع والنشر لوبا بيتروشاCC licenceالفن الساذج في سلوفاكيا: حكاية إبداع ريفي

في قرية كوفاتشيتا، ولد فن ساذج يروي قصص الحياة اليومية برؤية فريدة. بدأت القصة عام 1939 عندما قرر مزارعان - مارتن بالوسكا وجان سوكول - الرسم خلال أشهر الشتاء الطويلة. كانا من أصحاب التعليم المحدود، لكنهما أسسا تقليداً فنياً متميزاً.

ستيفان فارغا يرسم في غرفته في قرية كوفاتشيتسا، صربيا. داركو فوينوفيتشAP Photo

تقول آنا زولناج بركا، مديرة معرض الفن الساذج: "بدأ كل شيء بريشة مزارعين بسيطين". اليوم، يضم المعرض المحلي أعمال 50 فناناً، ويستقبل 20 ألف زائر سنوياً. من أبرز الفنانين زوزانا تشالوبوفا التي رسمت لوحات الأطفال التي انتشرت على ملايين بطاقات اليونيسيف.

باريس: حرفة الأسقف الزنكية.. ذاكرة عمرانية

تغطي الأسقف الزنكية 80% من مساحة باريس، لتشكل أرشيفاً حياً للهندسة المعمارية. تتطلب الحرفة مهارات دقيقة في إزالة الزنك القديم وتركيب القطع الجديدة باستخدام تقنيات تقليدية.

الشابة فانتين ديكنز (21 عاماً) ترى في هذا الإدراج فرصة للتركيز على أهمية جذب الشباب للحرف التقليدية، قائلة: "إنه اعتراف بمهنتنا، لكن الأهم هو التفكير في سبب ندرة العاملين في هذا المجال".

عامل أسقف يحمل ألواح الأسقف المصنوعة من الزنك في باريس.Louise Delmotte/ 2024 AP Photoالتراث الثقافي غير المادي: رحلة فلسطين في ذاكرة العالم

 في إنجاز دبلوماسي وثقافي بارز، أضافت منظمة اليونسكو الصناعات التقليدية الفلسطينية إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، لتحتل صناعات صابون نابلس وحلب والحناء مكانة عالمية تليق بأصالتها وعراقتها.

تمثل هذه الخطوة اعترافاً عالمياً بالتراث الفلسطيني، حيث يُعد صابون نابلس رمزاً ثقافياً وتاريخياً يمتد لمئات السنين. تتميز صناعته بتقنيات تقليدية دقيقة تبدأ باستخدام زيت الزيتون النقي، ويتم طهيه على النار لمدة خمسة أيام، ثم صبه وتقطيعه لمكعبات صغيرة، ليخضع بعدها لعملية تجفيف طبيعية تستمر 30 يوماً في الصيف وحتى 60 يوماً في الشتاء.

 وازدادت أهمية الإدراج مع صابون حلب، الذي يُعتبر من أقدم الصناعات العالمية، حيث تمتد طرق إنتاجه لـ3000 عام. يصنع باستخدام زيوت الزيتون واللوز المحلية، محافظاً على تقاليد صناعية عريقة.

أما الحناء، فقد حظيت باهتمام خاص كرمز للدورة الحياتية الإنسانية، حيث تم إدراجها كتراث ثقافي في 16 دولة عربية. تستخدم في طقوس الزفاف وتلوين الشعر، لتكون شاهداً على استمرارية التقاليد.

الصابون النابلسي الفلسطيني المصنوع بطرق تقليديةMOHAMMED BALLAS/AP

وصفت المديرة العامة لليونسكو أوديري أزولاي هذا الإنجاز بإعادة تعريف مفهوم التراث، بحيث لم يعد ممكناً فصل الملموس عن غير الملموس. ووقعت 183 دولة اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي منذ 2003، وأدرجت 145 دولة عناصر ثقافية على القائمة.

Relatedإسرائيل تقصف حماما يعود إلى العهد العثماني في غزة وحماس تدعو اليونسكو لإنقاذ المعالم التاريخية اليونسكو تضم موسيقى التكنو في برلين إلى لائحة التراث الثقافي غير المادياليونسكو تدرج ديرًا يعود إلى القرن الرابع الميلادي في غزة ضمن قائمة المواقع المهددة بالخطر

يمثل هذا الإدراج احتفاءً بالهوية الثقافية وإشارة واضحة إلى أهمية الحفاظ على الممارسات التقليدية كجزء أساسي من الذاكرة الإنسانية.

رؤية اليونسكو: حماية الذاكرة الإنسانية

أكدت المديرة العامة أوديري أزولاي أن هذه الاتفاقية أعادت تعريف التراث ليشمل الممارسات والتقاليد غير الملموسة. وأضافت فوميكو أوهيناتا، أمينة اتفاقية حماية التراث الثقافي: "نحن نوثق طريقة عيشنا، موسيقانا، رقصاتنا، معارفنا، طعامنا، ملابسنا، وكل ما يجعلنا نشعر بالحياة".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية 62 % من المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي لا يتحققون من محتواهم وفق اليونسكو اليونسكو: طالبان حرمت 1.4 مليون فتاة أفغانية من التعليم بينها طريق روماني ومناجم ذهب: هذه هي المواقع الجديدة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي لعام 2024 فلسطينتراث ثقافيمنظمة اليونسكواعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. 426 يوماً من الهجوم على غزة: قتلى وحصار مستمر ومستشارو ترامب يتحدثون عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار يعرض الآن Next الحكومة الفرنسية سقطت بعد تصويت حجب الثقة.. ماذا بعد؟ يعرض الآن Next غزة: "بتحس إنك مش بني آدم".. تقرير للعفو الدولية يتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بشكل سافر ومستمر يعرض الآن Next إيران: "الحرية حقنا.. عاشت الحرية" إفراج مؤقت عن الناشطة نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل للسلام يعرض الآن Next عاجل. فصائل المعارضة تدخل حماة والجولاني يزعم: "فتح لا ثأثر فيه" والجيش السوري يعيد تموضعه خارج المدينة اعلانالاكثر قراءة الجيش السوري يقتل 300 مسلح وسط دعم روسي لدمشق والمعارضة تسيطر على قريتين شمال غرب حماة مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز 5 ملايين جرعة من لقاح إنفلونزا الطيور: المملكة المتحدة تستعد لجائحة محتملة بتكلفة قياسية رئيس كوريا الجنوبية يرفع الأحكام العرفية بعد فرضها بساعات عقب تصويت البرلمان على إبطالها فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومقطاع غزةضحاياقصفالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيلفرنسابرلماندونالد ترامبأزمة إنسانيةوفاةميشال بارنييهروسياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: قطاع غزة ضحايا قصف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيل روسيا قطاع غزة ضحايا قصف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيل روسيا فلسطين تراث ثقافي منظمة اليونسكو قطاع غزة ضحايا قصف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيل فرنسا برلمان دونالد ترامب أزمة إنسانية وفاة ميشال بارنييه روسيا التراث الثقافی غیر المادی یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

موسوعة نساء نابلسيات على جناح الريادة للفلسطينية فاتن سلهب: العراقة لها عنوان

تعكس الموسوعة التي بين أيدينا حالة من التنوير الثقافي والعلمي والسياسي المتتابعة على مدار قرن من الزمان، مرّ على نابلس بشكل خاص، وفلسطين بشكل عام.

والكتاب، الذي يصنف أدبيا بأنه ببيوغرافيا، فإنه يعدّ وثيقة جمعت في ثناياها سير ما يقرب من مائة من نساء مدينة نابلس العريقة، والتي كانت ضمن مراكز النهضة العربية المشمولة في فلسطين، جنبا إلى جنب مع الحواضر العربية.

تتبعت الدكتورة سلهب حيوات جزءا من نساء نابلس اللواتي كانت لهن أدوار بارزة، من حيث المولد والنشأة، والعمل المهني، والوطني، وإنجازاتهن، بما في ذلك الإنتاج المعرفي. وقد تباين التعريف وحجم الكلمات مع ما توفر من معلومات عنهن، كما اقترب التعريف (والترجمة للشخصيات) من شكل السيرة الذاتية المختصرة، التي تعرّف بالشخصية وخبراتها وإنجازاتها.

وقد اختارت ترتيب نساء الموسوعة من خلال حروف الهجاء، في الوقت الذي عادت فيه المؤلفة إلى عشرات المصادر المكتوبة والإلكترونية، إضافة إلى المقابلات الشخصية معهن أو مع آخرين وأخريات تعرفن على الشخصية عن قرب.

ولربما كان يمكن ترتيب الأسماء المشمولة وفقا للتخصصات كون الموسوعة دلتنا على تخصصات ظهرت بشكل خاص، كان يمكن تصنيفها وفق ذاك تسهيلا على الباحثين.

بدأت المؤلفة الموسوعة بداية ذاتية باختيار والدتها لتكون فاتحة الكتاب. إنها السيدة تمام الحاج أحمد، مضمنة نصا من قصيدة فاروق جويدة بعنوان "لكنها أمي"، إهداء يعبر عن الوفاء والامتنان.

اختارت الباحثة ما يقرب المائة امرأة من نابلس، من خلفيات متنوعة، متفاوتات الشهرة، إذ يبدو أنها هدفت إلى إلقاء الضوء على النساء الرياديات بشكل عادل. لقد أنرت الباحثة جوانب المبحوثات، اعتمادا على ما نفر من مصادر، إضافة الى ما جمعته الباحثة من تاريخ شفويّ. لذلك فإن الببليوجرافيا التي بين أيدينا هي من جانب توثيق حياة الرياديات، ومن جانب آخر أثبتت أن العطاء لا يقف عند فترة زمنية محددة، بل يستمر.

لقد كان من الضروريّ جعل الموسوعة كجزء أول، إذ إن هناك نساء أخريات لم يدخل ذكرهن في الموسوعة، فكان من المهم الإشارة إلى استكمال العمل الموسوعي.

ولعله كان من الضروري اختيار هيئة تحرير للموسوعة، مكونة من تخصصات وخبرات مختلفة، تساعد الباحثة في اختيار المعايير، وطريقة العرض، وقضايا أخرى تخص الببليوجرافيا من جهة ونساء نابلس من جهة أخرى، لكن يبدو أن هذا تم بشكل وديّ، هدفه المساعدة في الاختيار وجمع المعلومات.

من ملاحظاتنا أن الموسوعة شملت نساء من خارج نابلس، أي من محيطها الريفيّ والقرويّ، كذلك اشتملت على نساء ارتبطن بنابلس من باب الولادة فيها.

لقد اندفعت الباحثة في عملها بالاعتماد على نفسها، حيث يتطلب إنتاج عمل موسوعي وجود جهات متضامنة، أي أنه عمل مؤسساتي، لكن يبدو أن المؤلفة وجدت أن العمل الفردي يمكن أن يكون عمليا، حيث أصبحت الموسوعة خلال عام بين أيدي القراء. لقد كشف هذا الجهد شغفا لدى الكاتبة بالكتابة عن النساء بشكل خاص، لتختط طريقا يسير بها آخرون وأخريات، كون النساء يعانين من وجود غالبيتهن في الظل.

عند تتبع نساء الموسوعة، عثرنا على كنز معرفي، فيما يخص عدد من المشمولات، سواء عرفناهن أم لم نعرفهن، لما وجدنا من غنى في سيرهن، يمكن أن تشكل القراءة دافعا للتوسع في تخصيص منشورات وأفلام وثائقية عنهن،

وستفيد الموسوعة الباحثين في مجالات متنوعة، لا تقف عند حدود قضايا المرأة الفلسطينية.

من دلالات الموسوعة الخاصة بنساء مدينة نابلس الفلسطينية، أن المدينة كانت حاضرة من حواضر النهضة العربية، جنبا إلى جنب مع مدينتي يافا والقدس بشكل خاص، ومدن أخرى كالخليل وحيفا وعكا والناصرة. من ذلك ما احتوته الموسوعة من نساء نابلسيات تلقين التعليم في الدول الأوروبية، ما يدلّ على موقع المرأة في المنظومة الثقافية والعلمية والاجتماعية.

من دلالات الموسوعة، عراقة مدينة نابلس التي تعدّ من أولى المدن في العالم، لما للمرأة فيها من دور في الفضاء العام، أكان ذلك في العمل الإنتاجي بدخول النساء مهنا كانت تخص الرجال، أو كان عملا وطنيا وسياسيا واجتماعيا وتطوعيا. ويبدو أن وجود أماكن التعليم والمكتبات والمركز الثقافية، كان حاضنا لوجود المرأة في الفضاء العام، يؤكد ذلك ما ذكرته الموسوعة عن مشاركة النابلسيات في الاتحادات والجمعيات منذ قرن من الزمان.

وقد أثارت الموسوعة التي تخصصت بنساء مدينة نابلس تشجيعا لتناول شخصيات نسوية من مدن أخرى، خاصة مدن قطاع غزة الذي يتعرض للإبادة.

من ناحية أخرى، فإن الموسوعة دفعت عددا من النساء المتضمنات فيها، إلى الكتابة عن المهمشات واللواتي كانت لهن أدوارا مهمة، جنبا إلى جنب مع النساء الرياديات.

والباحثة فاتن سلهب عضو جمعية المكتبات الفلسطينية، والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، ومنسقة فلسطين للخريطة الرقمية للمكتبات في مصر، وهي عضو اتحاد الكتاب والاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطينيين، بالإضافة لعضوية مؤسسات ثقافية فلسطينية وعربية.

وقد جاءت الموسوعة في سياق العمل الإبداعي للدكتورة فاتن سلهب، التي ابتدأت حياتها في مجال علم المكتبات دراسة وعملا، حيث سبق لها أن نشرت كتبا عن مكتبة بلدية نابلس، وأرشيف المكتبة. كذلك جاء اختيار النساء في سياق دراستها العليا في قضايا المرأة؛ فقد نشرت كتابا عن الرائدة النابلسية مريم هاشم، وآخر عن حقوق المرأة بين اتفاقية سيداو والتشريعات الفلسطينية، كما أعدت رسالة الدكتورة عن الدور الصحي للنساء الفلسطينيات في مدينة نابلس.

وقد حملت صورة الغلاف نساء نابلسيات من أعمار مختلفة، تعكس أدوار النساء الفاعلات في مدينة نابلس العريقة على مدار قرن من الزمان.

صدرت الموسوعة حديثا عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء، ووقعت في 342 صفحة. قامت بتقديم الموسوعة السيدة سماح الخاروف، إحدى نساء الموسوعة.

مقالات مشابهة

  • بوتين يعرض وساطة نووية بين واشنطن وطهران.. وترامب يتهم إيران بالمماطلة
  • قوات الاحتلال تداهم المحلات التجارية في شارع نابلس بالضفة الغربية
  • موسوعة نساء نابلسيات على جناح الريادة للفلسطينية فاتن سلهب: العراقة لها عنوان
  • مواكب الحج قديماً بين دمشق الفيحاء وحلب الشهباء
  • العدو الإسرائيلي يقتحم مخيم بلاطة شرق نابلس
  • قائد الثورة: فريضة الحج ليست مناسبة سياحية خاصة للاستغلال المادي بل مَعْلَم مقدَّس عظيم
  • جميح: انتهاكات المواقع المحمية من أهم مهددات سقطرى للخروج من "التراث العالمي"
  • السكرتير العام لمحافظة الإسماعيلية والمستشار الثقافي لسفارة الهند يشهدان الاحتفال باليوم العالمي لليوجا
  • مانشستر يونايتد يعرض سانشو على وست هام في صفقة تبادلية
  • مقاومة الجدار: 1691 اعتداءً نفذها الجيش ومستوطنوه في أيار