“شمس الطغيان تأفل: سوريا تنتظر فجراً جديداً”
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
#سواليف
“شمس الطغيان تأفل: #سوريا تنتظر فجراً جديداً”
بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة
ها هي سوريا تقف على أعتاب لحظة تاريخية فارقة، حيث يلوح في الأفق فجرٌ جديد بعد عقود من الظلم والطغيان. بشار الأسد، الذي حكم بقبضة من حديد، أمعن في تدمير الوطن وقتل الأبرياء وتشريد الملايين، يترنح الآن نحو نهايته الحتمية، تلك النهاية التي طالما حاول الهروب منها.
منذ استيلاء عائلة الأسد على السلطة، تحولت سوريا من وطنٍ غني بحضارته وثقافته إلى مسرح للدمار والموت. لقد أفسد الطاغية الأرض والنسل، ودفع بمدنها إلى الخراب، محولًا سماءها إلى غيومٍ سوداء تمطر قنابل ودماء. ملايين السوريين وجدوا أنفسهم بين قتيل أو مشرد، يبحثون عن أمانٍ لا يلوح في الأفق.
مقالات ذات صلة عادوا من غزة.. جنود إسرائيليون يرفضون العودة للقتال في جيش الاحتلال 2024/12/05الطغاة عبر التاريخ كانوا يسيرون في مساراتٍ متشابهة، ينطلقون من القمع وينتهون بالسقوط. لم يكن بشار الأسد استثناءً من هذه القاعدة. اليوم، يقف هذا النظام أمام عدالة إلهية وتاريخية لا تعرف المهادنة، عدالةً تكتب نهايته بيد شعبٍ عانى وصبر، شعبٍ يحمل في قلبه إيمانًا لا يتزعزع بأن سوريا الحرة ستولد من جديد.
لقد أثبت التاريخ أن الظلم مهما طال، فهو إلى زوال. وما تشهده سوريا اليوم من تغيرات، وما يلوح في أفقها من أمل، ليس إلا ترجمة لهذه الحقيقة الخالدة. الشعب السوري الذي عاش عقودًا من الألم والتشريد، يحمل اليوم مشاعل الأمل في يد، وحلم الوطن الحر في اليد الأخرى.
إن ولادة سوريا الحرة ليست مجرد حلمٍ بعيد المنال، بل حقيقة تقترب كل يوم مع تهاوي أركان هذا النظام الجائر. إنها سوريا العدل والكرامة، سوريا التي تسع أبناءها جميعًا، دون تفرقة أو ظلم. سوريا التي ستنهض من تحت الركام لتعيد بناء وطن يليق بشعبها العظيم وتاريخها العريق.
لقد آن الأوان أن تُكسر قيود القهر، وأن تتوقف آلة الحرب التي حصدت أرواح الأبرياء. آن الأوان أن يعود الوطن إلى أبنائه، وأن تنطفئ نار الحقد والطائفية، ليحل محلها نور العدالة والمساواة.
لن يبقى للظالمين إلا الخزي والعار الذي سيلاحقهم في صفحات التاريخ. أما الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل هذا الوطن، فسيظل مجدهم خالدًا في ذاكرة الأجيال. الشعب السوري الذي قاوم واستبسل، لن يعرف الاستسلام. إنه شعبٌ كُتب له أن يكون رمزًا للصمود والإباء.
سوريا الحبيبة تستحق مستقبلاً مشرقًا. عاشت سوريا حرة أبية، وعاش شعبها المقاوم الذي لم يعرف يومًا الانحناء. الله أكبر فوق كل طاغٍ ظالم، ومع كل يوم يمر، تقترب سوريا أكثر من حلمها الذي سيصبح واقعًا قريبًا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف سوريا محمد تركي بني سلامة
إقرأ أيضاً:
سوريا تستحق الحياة: نداء إلى أبناء الوطن والعالم لإعادة الإعمار والمصالحة
#سواليف
#سوريا تستحق #الحياة: #نداء إلى #أبناء_الوطن و #العالم لإعادة الإعمار والمصالحة
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
آن الأوان أن يعلو صوت العقل على صوت الخراب، وأن تنتصر إرادة البناء على ثقافة الهدم، وأن تتقدّم سوريا بثقة نحو مستقبل يليق بتاريخها وشعبها العظيم. إننا نوجّه هذا النداء من القلب، إلى القيادة السورية، والنخب الوطنية، وإلى أبناء الشعب السوري في الداخل والشتات، أن يضعوا يدًا بيد ويبدأوا مرحلة جديدة عنوانها: إعادة الإعمار، والمصالحة، والعدالة الانتقالية.
لقد عانت سوريا بما يكفي. دمّرت الحرب مدنًا، وأرغمت الملايين على مغادرة وطنهم، وأرهقت بنية الدولة والمجتمع. لكن سوريا اليوم تقف عند مفترق طرق: إما أن تبقى رهينة الماضي، أو تنهض من تحت الرماد وتستعيد دورها كـ”قلب العروبة النابض”، وكمركز حضاري وإنساني لا غنى عنه في المنطقة.
مقالات ذات صلة “الصليب الأحمر”:نحذّر من انهيار وشيك لمنظومة العمل الإنساني في قطاع غزة 2025/05/09وهنا نناشد أيضًا المجتمع الدولي، وبخاصة الدول العربية والإسلامية، أن تفي بواجبها الأخلاقي والإنساني، وأن تهب لمساعدة سوريا. آن للمواقف أن تتحوّل إلى مبادرات، وللبيانات أن تتحوّل إلى مشاريع. إن دعم إعادة الإعمار، وضمان عودة اللاجئين والنازحين بكرامة وأمان، ليس فقط خطوة إنسانية، بل هو واجب سياسي وأخلاقي.
إن انطلاقة حقيقية لعجلة الإعمار – إذا حدثت وتقدّمت – ستكون كفيلة بإسكات كل مشاريع الفوضى، وإسقاط رهانات التطرف، وإجهاض محاولات تقسيم سوريا أو عزلها. التنمية وحدها قادرة على فتح النوافذ للانفتاح، وتجاوز الأحقاد، وبناء وطن يتسع للجميع دون إقصاء أو تهميش.
التحزب الأعمى، والتعصب، والتشدد، كلها ستذوب أمام قوة المصالحة، وروح العدالة، ومشاريع الاستثمار التي تعيد الأمل للشباب، وتخلق بيئة جديدة تليق بالسوريين الذين أثبتوا في المنافي والمخيمات أنهم قادرون على الإبداع والصمود.
إن عودة دمشق لتكون عاصمة القرار العربي، ومركز الحوار الإقليمي، هو أمر مرهون بمسار داخلي حقيقي وشجاع يفتح الأبواب أمام المصالحة الوطنية، ويضع الإنسان السوري في قلب الاهتمام، ويكرّس العدالة والمساواة بين أبناء الوطن.
نعم، إذا تحقق هذا المسار، فإن كل ما مضى من جراح وآلام سيندرج في الذاكرة الجماعية كشاهد على القدرة على التغيير. فكما أن الحروب لا تدوم، كذلك فإن مشاريع الفوضى مصيرها الزوال إن اجتمعت الإرادات الصادقة على إعادة الحياة.
ختامًا، نقول للسوريين: وحدتكم قوتكم، ومصالحتكم طريق نجاتكم، وإعمار وطنكم رسالة للمستقبل. ونقول للعالم: من أراد سوريا آمنة مستقرة موحّدة، فليبدأ بدعم أهلها، لا بفرض الحلول عليهم. سوريا تستحق الحياة… فلنمنحها الفرصة.