مكتبة الإسكندرية تستعد لإطلاق فعاليات حملة "16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة"
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
تحتضن مكتبة الإسكندرية غدًا في تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً، فعاليات ضمن حملة " 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة"، التي ينظمها برنامج دراسات المرأة بقطاع البحث الأكاديمي بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة "UN Women".
وتتضمن الفعاليات عرضًا مسرحيًا بعنوان "ورقة كوتشينة"، تقدمه فرقة "مصير للفنون المسرحية" من تأليف مروة الشاطر وإخراج محمد النوبي.
ويسلط العرض الضوء على أبرز أشكال العنف الذي تتعرض له النساء، مثل الابتزاز الإلكتروني، زواج القاصرات من الأجانب، وختان الإناث، بهدف توعية المجتمع بخطورة هذه القضايا وتعزيز التضامن مع المرأة في مواجهة العنف والاضطهاد.
وتختتم فعاليات اليوم، بإضاءة مبنى مكتبة الإسكندرية بالكامل باللون البرتقالي، تماشيًا مع المبادرة العالمية لإضاءة المعالم البارزة بهذا اللون، تعبيرًا عن الدعم العالمي لمحاربة العنف ضد المرأة.
وتأتي هذه الفعالية ضمن حملة تمتد من 25 نوفمبر وحتى 10 ديسمبر 2024، وهي جزء من الجهود العالمية للتوعية بمخاطر العنف ضد المرأة وتعزيز حقوقها، بالإضافة إلى دور المكتبة كمركزًا رائدًا لدعم قضايا المرأة، من خلال شراكات دولية وبرامج تثقيفية تهدف إلى تحقيق المساواة ومواجهة كافة أشكال التمييز.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: 10 ديسمبر ابتزاز الإلكتروني الابتزاز الالكتروني الاسكندرية غدا الامم المتحدة للمرأة التضامن مع المرأة الجهود العالمية العنف ضد المراة اللون البرتقالي القاصرات هيئة الأمم المتحدة حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المراة ديسمبر 2024
إقرأ أيضاً:
كيف تصنع الشاشات اكتئابا جماعيا؟
في كل صباح، وقبل أن نرتشف أول فنجان قهوة، تهجم علينا مشاهد الدم والدمار من غزة والسودان وسوريا وأوكرانيا، تقتحم غرف النوم عبر الهواتف والتلفزة، وتسكن الذاكرة بصرخات الأطفال، وصور البيوت المنهارة على ساكنيها، لم يعد العنف حدثًا عابرًا في نشرات الأخبار، بل أصبح مادة يومية تقتات عليها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ويتجرعها الناس بلا وعي ولا حماية.
لكن ما لا يدركه كثيرون أن هذه المشاهد المستمرة لا تذهب دون أثر، بل تزرع داخل النفوس خوفًا خفيًا وقلقًا دائمًا، وتسهم في خلق «اكتئاب جماعي» داخل المجتمعات، يعطل الأمل، ويقلل الحافز على العمل والإصلاح.
-الخوف المزمن والعجز المكتسب
كيف تتحول المشاهدة إلى مرض نفسي؟ قد يظن البعض أن مشاهدة مشاهد العنف مجرد مرور عابر لصورة مؤلمة، لكن الأبحاث النفسية تؤكد أن التعرض المستمر لمشاهد العنف يولد: • اضطرابات القلق والخوف المزمن.
•اضطرابات النوم وضعف التركيز.
•خدر المشاعر والتعاطف مع الآخرين بسبب كثافة الصدمات.
ويذهب الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، حين تتحول هذه التجارب اليومية إلى ما أطلق عليه عالم النفس مارتن سلجمان «العجز المكتسب» (Learned Helplessness)، وهي حالة نفسية يشعر فيها الفرد أو المجتمع بالعجز أمام الأحداث، حتى لو كان بإمكانهم إحداث تغيير.
يقول سلجمان: إن التعرض المستمر لمواقف سلبية لا يمكن للفرد التحكم بها يولد استسلامًا نفسيًا وصمتًا داخليًا، يتحول لاحقًا إلى اكتئاب مزمن. في حالتنا، حين نشاهد المجازر والانتهاكات يوميًا دون قدرة على التدخل أو المساعدة، يبدأ الإحساس بأن العالم مكان خطر وظالم، وأن محاولات التغيير لا جدوى منها، ويترسخ الشعور بأن الألم قدر لا مفر منه.
العنف الإعلامي يقتل الأمل ببطء الخطير في هذه المشاهد اليومية إنها:
تطبع العنف وتجعل الدم والقتل أمرًا اعتياديًا.
•تزرع الخوف الجماعي والاستقطاب داخل المجتمعات.
•تسلب الأمل من النفوس وتقتل الحافز على الفعل.
•تزيد من معدلات الاكتئاب والقلق وضعف الثقة بالإنسانية والعدالة.
ومع الوقت، يتحول الصمت أمام الظلم إلى قبول ضمني به، ويتراجع التضامن والعمل التطوعي، وتصاب المجتمعات بـ «شعور جماعي بفقدان الأمل»، يجعلها أقل قدرة على مواجهة الأزمات أو دعم القضايا العادلة.
ماذا نفعل لمواجهة هذه الموجة الصامتة؟
لن يتوقف الإعلام عن بث مشاهد العنف، ولا الصراعات عن الظهور، لكن ما نستطيع فعله هو:
-التوعية النفسية بكيفية التعامل مع هذه المشاهد وتقليل التعرض المفرط لها.
-بناء التفكير النقدي لدى الأطفال والشباب لتفسير ما يشاهدونه دون استسلام للصدمة.
-إعادة تسليط الضوء على قصص الأمل والصمود والعمل الإنساني.
-توفير مساحات نقاش ودعم نفسي مجتمعي للتعامل مع مشاعر العجز والخوف.
إن المجتمعات التي تفقد الأمل تصبح هشّة أمام العنف والاستقطاب والتطرف، بينما المجتمعات التي تحمي صحتها النفسية وتحافظ على أملها، تكون أقدر على مواجهة الأزمات والعمل للتغيير، حتى وسط الحروب والصراعات.
ختامًا: ما نبثه ونشاهده ليس مجرد محتوى إعلامي، بل هو غذاء يومي للروح والعقل، وقد يكون سببًا في تدمير الصحة النفسية الفردية والجماعية إن لم ننتبه.
في زمن العنف المستمر، حماية الأمل أصبحت واجبًا نفسيًا ومجتمعيًا، حتى لا تصبح مشاهد الدم والدمار بابًا لصناعة اليأس، إنما تكون دافعًا للعمل والوقوف مع القضايا العادلة بوعي ومسؤولية.