اعتبر مصدر دبلوماسي غربي، أمس السبت، أن تسريع إيران لعملية تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من تلك اللازمة لتصنيع الأسلحة النووية يعد "خطيرا للغاية"، مؤكدا أن هذه الخطوة لا تخدم أي أغراض مدنية مشروعة وتتناقض مع تصريحات طهران بشأن استعدادها للدخول في مفاوضات نووية جادة.

وكشف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن إيران تعمل بشكل مكثف على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة جدا من الـ90% المطلوبة لتصنيع الأسلحة النووية.

وأظهر تقرير سري للوكالة أن طهران باشرت تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة داخل منشأة فوردو، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب.

وأضاف التقرير أن الكميات الجديدة المنتجة شهريا تُعادل أكثر من 7 أضعاف ما كانت تنتجه إيران في الفترة السابقة، وهذا يثير قلقا دوليا متزايدا بشأن نوايا إيران.

وردا على هذه التقارير، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن البرنامج النووي الإيراني يتم تنفيذه وفقا لمعاهدة حظر الانتشار النووي وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال إن جميع الأنشطة النووية تتم بشفافية تامة، وإن الوكالة تطلع باستمرار على جميع المستجدات في هذا المجال.

إعلان

ويأتي هذا التصعيد في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إيران والدول الغربية، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب، وفرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران. وإزاء ذلك، خفضت طهران التزامها بالاتفاق ورفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60%.

ورغم تأكيد إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية، إلا أن الدول الغربية تشكك في نواياها، معتبرة أن تسريع التخصيب لا يهدف إلا لتطوير سلاح نووي.

موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية

وطالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بتقديم ضمانات تقنية "موثوقة" تؤكد أن منشآتها النووية لن تستخدم لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة تتجاوز ما تم إعلانه.

واعتبر مدير الوكالة أن الخطوات الإيرانية الأخيرة تشكل ردا مباشرا على قرار الوكالة الشهر الماضي الذي أدان عدم تعاون إيران مع المجتمع الدولي.

ويشير خبراء إلى أن الخطوات الإيرانية قد تزيد من تعقيد الوضع في منطقة الشرق الأوسط وتعرقل أي جهود لإحياء الاتفاق النووي. ومع استمرار التصعيد، تزداد المخاوف من احتمالية دخول المنطقة في أزمة أعمق في الأمن والاستقرار.

ولا يزال المجتمع الدولي يترقب خطوات إيران التالية، حيث يشكل التخصيب المتسارع تحديا كبيرا للجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق جديد يلزم إيران بحدود واضحة لبرنامجها النووي، مع ضمان عدم تطويرها لأسلحة نووية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدولیة للطاقة الذریة تخصیب الیورانیوم

إقرأ أيضاً:

تعاون بين «الإمارات للطاقة النووية» و«هيونداي للهندسة والإنشاءات»

أبوظبي (الاتحاد) 

وقعت شركة الإمارات للطاقة النووية، وشركة هيونداي للهندسة والإنشاءات، مذكرة تفاهم في العاصمة الكورية سيول، لاستكشاف الفرص المشتركة في قطاع الطاقة النووية على الصعيد العالمي، حيث يأتي ذلك في وقت يشهد فيه العالم إقبالاً متزايداً على الطاقة النووية، مع سعي العديد من الدول لإيجاد مصادر طاقة نظيفة وآمنة وقابلة للتطوير لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
ويستند التعاون بين الجانبين إلى الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا في قطاع الطاقة النووية، ويدعم الأهداف المشتركة للبلدين في تطوير الطاقة النووية السلمية، بما يتماشى مع تقديرات الوكالة الدولية للطاقة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بزيادة كبيرة في القدرة الإنتاجية للطاقة النووية حول العالم بحلول عامي 2030 و2050 على التوالي.
وتوفر مذكرة التفاهم بين الشركتين إطاراً شاملاً لتبادل المعارف والخبرات، والتقييم المشترك للتعاون المحتمل في مشاريع الطاقة النووية، وتقييم فرص الاستثمار الاستراتيجية. كما تشمل المذكرة أيضاً تشكيل فريق عمل مشترك لتحديد المجالات ذات الاهتمام المشترك، ودعم تطوير مبادرات الطاقة النووية المستقبلية.
ويبرز هذا التعاون بين «الإمارات للطاقة النووية» و«هيونداي للهندسة والإنشاءات» وجود توجه عالمي واسع نحو زيادة الاستثمار في تقنيات الطاقة النووية، والتي تتزايد أهميتها مع تسارع ارتفاع الطلب على الكهرباء، نتيجة النمو الهائل لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات الضخمة، والصناعات الثقيلة، إلى جانب التوسع في استخدام الكهرباء في مختلف القطاعات. ويتسبب التحول الرقمي وزيادة الاعتماد على الكهرباء بضغط غير مسبوق على شبكات الكهرباء في جميع أنحاء العالم، مما يتطلب حلولاً مبتكرة في إنتاج الطاقة لتلبية الطلب المتزايد بشكل مستدام. وأصبحت الطاقة النووية الآن، وعلى نطاق واسع، أحد المصادر القليلة الموثوقة والقابلة للتطبيق لتوفير كهرباء الحمل الأساسي الخالية من الانبعاثات الكربونية، لدعم مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة النظيفة.
وتسلط مذكرة التفاهم هذه الضوء على الدور المتنامي لشركة الإمارات للطاقة النووية في عقد شراكات دولية في قطاع الطاقة النووية لتعزيز دور الطاقة ورسم مستقبلها، من خلال دعم تطوير واستخدام تقنيات الطاقة النووية الجديدة، بشكل أسرع وأكثر أماناً وفعالية.

أخبار ذات صلة كوريا الجنوبية تكثف جهودها لتفادي رسوم أميركية وشيكة بريطانيا وأستراليا توقعان اتفاقية تمتد 50 عاماً لبناء غواصات نووية

مقالات مشابهة

  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعود إلى إيران للمرة الأولى منذ حرب الأيام الـ12
  • الإمارات ترسّخ ريادتها في الطاقة النووية.. اتفاق جديد مع سامسونغ
  • «الإمارات للطاقة النووية» و«سامسونج» تستكشفان فرص الاستثمار المشترك
  • المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: المغرب بلدٌ مانح للخبرة والتضامن العلمي
  • معلومات الوزراء يستعرض تقرير الوكالة الدولية للطاقة حول سوق المعادن الحرجة
  • تعاون بين «الإمارات للطاقة النووية» و«هيونداي للهندسة والإنشاءات»
  • إيران تعلن عن زيارة مرتقبة لوفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • إيران تنتظر زيارة مفتشي الوكالة الذرية وتتمسك بالتخصيب
  • إيران.. وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران خلال أسبوعين
  • زيارة مرتقبة من "الطاقة الذرية" إلى إيران