بوابة الفجر:
2025-07-29@19:31:17 GMT

سوريا.. هنا دمشق الضائعة

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

تطور سريع جدا شهدته رحلة انهيار الرئيس السوري الراحل بشار الأسد، ففي أقل من شهر كان خارج أروقة قصره الجمهوري، في العاصمة دمشق، بعد تحرك المعارضة المسلحة المكونة من فصائل مختلفة التوجه والأيدلوجية، الموحدة البوصلة حول هدف واحد وهو إسقاط الأسد.

لن أقف عند السنوات الماضية، التي بدأت بأحداث الربيع العربي، وما شهدتها من خروج على الحكومات والأنظمة العربية، ومنها النظام السوري بقيادة الأسد، ومطالب السوريين بإصلاحات دستورية واقتصادية في البلاد، ثم ارتفاع سقف تلك المطالب برحيل النظام عن بكرة أبيه، قبل أن يتدخل الروس والإيرانيون، لدعم الأسد ونظامه حتى القضاء على المعارضة وإسكاتها بقوة النيران، ثم هدوء حذر تخلل تلك السنوات حتى فجر يوم رحيل بشار.

ولكن ما يشغل بالي وبال الكثيرين الآن، هو مستقبل ذلك البلد المحبوب ما بعد الأسد، في خضم التكتلات والأطراف المختلفة والمتشعبة التي تزيد المشهد السوري قتامة وتعقيدا شديدا، ينبئ بأيام لا يعلم مصيرها إلا الله.

ينتابني وغيري حزنا عميقا على الحال الذي وصل إليه هذا البلد، من أيقونة في الجمال والرقي والحضارة والقوة، إلى جثة شبه هامدة، تحيطها الأسلحة من كل مكان، وتحفها الأطماع في تحويلها إلى بؤرة صراع، لا رجاء منها.

دائما كانت سوريا منارة للحضارة، وموئلا للتاريخ والثقافة، بلد يحتضن في جنباته آثار أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية، وسقوطها في يد الجماعات الإرهابية لا يعني فقط تهديدا لشعبها ومصيرها، بل يعني أيضا كارثة للمنطقة والعالم.

خاصة وأن تلك الجماعات لا تعترف بالحدود ولا تلتزم بالقيم الإنسانية، بل تعمل على تصدير الفكر المتطرف والعنف إلى دول الجوار والعالم بأسره.

وإذا تحولت سوريا إلى قاعدة للإرهاب، فإن العواقب ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار الدوليين، فالإرهاب لا يدمر الحجر فحسب، بل يطمس الهوية الثقافية والدينية والاجتماعية.

فماذا سيبقى من تدمر وحلب ودمشق، إذا استمر التطرف في تمزيق النسيج الوطني؟ وماذا سيكون مصير الأطفال الذين يكبرون تحت وطأة القهر والعنف؟

إن مستقبل سوريا، بل والمنطقة، مرهون بمواجهة جادة للإرهاب، ليس بالسلاح فقط، ولكن بالفكر والتعليم والتنمية.

لا أنكر على السوريين تطلعهم إلى الأفضل فهذا حقهم وهذا مصيرهم يقررونه كيفما شاؤوا، ولا أقف مع بشار وأؤيد أفعاله فقد فعل في السوريين الأفاعيل وأحدث فيهم ما لم يحدثه الصهاينة في فلسطين، ولكني بكل صدق أقف مع الدولة السورية، أحد أركان العروبة ودعائم الاستقرار في المنطقة، جناح التوازن الذي شارك مصر نصرها العظيم على الصهاينة في 6 أكتوبر 1973.

يعتصرني الألم ومرارة التفكير في المجهول الذي ينتظر دمشق الآن، فها هي تقف وحيدة أمام الأطماع الإيرانية التي لطالما عبثت فيها ونحرت في شعبها طيلة السنوات الماضية، وكذلك الأهداف الروسية، التي دفعت موسكو لدعم الأسد، إضافة إلى الفصائل التي أتوقع تناحرها قريبا جدا على السلطة، بين جبهة داعش، والأكراد، والدولة العميقة، والعلويين، والدروز، وكذلك ما تطمح إليه تركيا في شمال سوريا، ناهيك عن الأطماع الإسرائيلية التي بدأت تحقيقها فور إعلان سقوط الأسد، إذ سارعت إلى تنفيذ عملية عسكرية في المنطقة الملاصقة لهضبة الجولان المحتلة، وحفرت الأنفاق والخنادق، وضربت مخازن أسلحة في العمق السوري.

كان الله في عون السورين الذين يعيشون حاليا بين خيارين أفضلهما مر جدا، ما بين نشوة الخلاص من بشار وحكمه وأخطائه وذلاته وجرائمه، وبين مصير مجهول ينتظرهم، نتمنى بإخلاص أن يكون خيرا في صالح سوريا العروبة، التي كانت ولا زالت أحد أعمدة الاستقرار في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بشار الأسد الاسد دمشق المعارضة المسلحة فصائل اسقاط الأسد الربيع العربي الأنظمة العربية النظام السوري اصلاحات دستورية الروس

إقرأ أيضاً:

سوريا تستعد لأول انتخابات برلمانية منذ سقوط الأسد

أنقرة (زمان التركية) – تستعد سوريا لأول انتخابات برلمانية منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أنه من المنتظر أن تشهد سوريا أول انتخابات برلمانية في ظل الإدارة الجديدة في سبتمبر/أيلول القادم.

وأصدر الرئيس السوري، أحمد الشرع، في منتصف يونيو/حزيران الماضي مرسوم لتشكيل لجنة “اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب” برئاسة محمد طه الأحمد بموجب المرسوم الرئاسي رقم 66 لعام 2025.

وأعلن رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري يوم الأحد أن انتخابات البرلمان ستنعقد في سبتمبر/ أيلول القادم.

وذكر الأحمد أن عدد مقاعد مجلس الشعب سترتفع من 150 مقعدًا إلى 210 مقعدًا وسيتم توزيع حصة المدن السورية وفقًا للتعداد السكاني لكل منها على أن يتولى رئيس البرلمان تعيين 70 نائبًا.

وأوضح الأحمد أنه عقب التوقيع على المرسوم الخاص بنظام الانتخابات المؤقت ستحتاج اللجنة إلى أسبوع لانتخاب اللجان الفرعية من ثم سُتمنح هذه اللجان 15 يومًا من أجل انتخابات لجنة الانتخابات ليُفتح بعدها باب الترشح قائلا: “سنمنح المرشحين أسبوعًا لإعداد برنامج الانتخابات من ثم سنعقد لقاءات بين المرشحين واللجان الفرعية ولجنة الانتخابات”.

ومن المنتظر إجراء العملية الانتخابية في الفترة بين 15 و20 سبتمبر/ أيلول وأن تشكل النساء 20 في المئة على الأقل من المشاركين.

وكانت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب أعلنت في 19 يونيو/حزيران بدء أعمالها وتشكيل مجلس الشعب الجديد خلال 60-90 يومًا.

وأشار الأحمد إلى استمرار أعمال إعداد مسودة نظام الانتخابات المؤقت الذي سيضمن التمثيل بدون إقصاء والموازنة بين تمثيل الجماعات.

وأضاف الأحمد أن التشكيلة المقترحة لمجلس الشعب ستتكون من 70 في المئة من الخبراء و30 في المئة من الشخصيات البارزة.

هذا وأفاد الأحمد أن الانتخابات ستُعقد في جميع المدن السورية إذا ما أمكن هذا وأنه في حال عدم الوصول إلى المدن الشرقية فإنه سيتم التواصل مع أعيان هذه المناطق لتشكيل لجان فرعية.

Tags: أحمد الشرعأول انتخابات برلمانية في سورياالانتخابات البرلمانية السوريةالتطورات في سوريا

مقالات مشابهة

  • وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار: سوريا الجديدة هي المنتجة التي تعيد تشكيل معاملها وبناء إنتاجها
  • حمزة: أدعو جميع الشركات والمستثمرين الوطنيين والدوليين للمشاركة في هذا الحدث الاقتصادي النوعي كما أدعو الجميع لزيارة المعرض والتعرف على التطورات الاقتصادية والصناعية والثقافية والاجتماعية التي تشهدها سوريا
  • بعد إسقاط الحصانة: فرنسا تطلب مذكرة توقيف جديدة بحق بشار الأسد
  • أول دولة أوروبية تصدر مذكرة توقيف دولية جديدة بحق الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
  • لهجوم 2013 الكيميائي.. طلب إصدار مذكرة توقيف بحق بشار الأسد في فرنسا
  • وزير الثقافة السوري يستقبل عميد المعتقلين السوريين الطيار رغيد الططري
  • النيابة العامة الفرنسية تطلب إصدار مذكرة توقيف جديدة بحق بشار الأسد
  • سوريا تستعد لأول انتخابات برلمانية منذ سقوط الأسد
  • الإبداع السوري يغني أول أيام الكتّاب السوريين في المكتبة الوطنية بدمشق
  • بيان للأمن السوري بشأن ماهر الأسد