رأت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن خطة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المبدئية لفك الحظر عن 6 مليارات دولار من الأموال لإيران مقابل الإفراج عن خمسة سجناء أمريكيين، صفقة أخرى مثيرة للجدل في السياسة الخارجية الأمريكية وأثارت الانقسام في واشنطن.

وبحسب التقرير الذي نشر على الموقع الإلكتروني للصحيفة، يقول المعارضون لتلك الخطوة إن الاتفاق يجعل الولايات المتحدة تبدو ضعيفة ويؤكدون أن الأموال قد تؤدي في النهاية إلى تمويل الجيش الإيراني، الذي استولى على ناقلات أمريكية ودعم الجماعات المسلحة التي هاجمت القوات الأمريكية.

ويرى المؤيدون أنها صفقة مهمة من شأنها أن تحرر المواطنين الأمريكيين المحتجزين. وهم يجادلون بأن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من التقدم الملموس مع طهران في المستقبل، مثل إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وقال أليكس فاتانكا، المدير المؤسس لبرنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، إن آليات الصفقة ستجعل من الصعب على إيران استخدام الأموال لأي شيء غير الأغراض الإنسانية، كما شدد على أن الاتفاق حيوي لتخفيف التوترات بين واشنطن وطهران.

كما أشار فاتانكا إلى أن الأموال البالغة 6 مليارات دولار ليست سوى جزء من مليارات الدولارات لإيران المجمدة في جميع أنحاء العالم.

وقال: "دعونا نأخذ نفسا عميقا ونلقي نظرة على الحقائق الصعبة هنا، وعندما أنظر إلى الأمر بهذه الطريقة، لا أرى هذا كخسارة للولايات المتحدة. أنا حقا لا. ولا أعتقد أن ذلك سيحدث فرقًا استراتيجيًا كبيرًا [لإيران]. إذا كان هناك أي شيء، فإنه يظهر لك مدى يأسهم".

وجمدت واشنطن في 2018، 6 مليارات دولار من بيع إيران للنفط إلى كوريا الجنوبية بعد انسحاب الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، والتي خففت العقوبات على طهران مقابل التزامات بعدم القيام بتطوير أسلحة نووية.

وبذلت إدارة بايدن جهودًا دبلوماسية أكبر مع إيران، بما في ذلك محاولات إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة. في الوقت نفسه، لطالما أرادت سيول الإفراج عن الأموال لمواصلة شراء النفط من طهران، ودفعت الولايات المتحدة للإفراج عن الرهائن الأمريكيين في الخارج التي تعتبرهم محتجزين ظلما.

ويحتجز الرهائن الأمريكيون الخمسة الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة بالسجن لمدة 10 سنوات بتهم تتعلق بالتجسس وصفتها الولايات المتحدة بأنها مشكوك فيها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: بايدن واشنطن الخارجية الأمريكية دونالد ترامب الأموال الإيرانية

إقرأ أيضاً:

بغداد ترد على عقوبات الكونغرس.. لا وصاية أمريكية ولا هيمنة إيرانية

ردت بغداد بلهجة حازمة على دعوات نواب جمهوريين في الكونغرس الأمريكي لفرض عقوبات فورية على العراق، بدعوى خضوع القرار العراقي لنفوذ طهران. ورفضت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي هذه التصريحات، مؤكدة أن "السيادة العراقية ليست للمساومة"، وأن البلاد ليست ساحة لتصفية حسابات إقليمية أو دولية.

موقف البرلمان العراقي.. تصريحات لا تمثل الإدارة الأمريكية

قال النائب مختار الموسوي، عضو لجنة العلاقات الخارجية، في تصريحات لـ"شفق نيوز" اطلعت عليها "عربي21"، إن دعوات بعض نواب الكونغرس "مواقف إعلامية متطرفة لا تمثل الإدارة الأمريكية"، نافياً وجود هيمنة إيرانية على القرار السياسي في العراق، مشددًا على أن العلاقات مع طهران تجري في "إطار طبيعي كما هو الحال مع بقية الدول".

وأكد أن واشنطن تدرك أهمية العراق الجيوسياسية، وتسعى لعلاقات مستقرة معه، وأن لا نية حقيقية لفرض عقوبات، واصفًا التصريحات الأمريكية بـ"الدعائية"، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة.

خلفيات التصعيد.. حملة ضغط جمهورية قبل الانتخابات

وكان عضوان جمهوريان في الكونغرس دعيا، الأربعاء، إلى تجميد المساعدات الأمريكية وفرض عقوبات، متهمين الحكومة العراقية بالخضوع الكامل لنفوذ طهران، خصوصاً داخل الأجهزة الأمنية. واعتبر مراقبون في بغداد أن هذا التحرك هو جزء من حملة ضغط سياسي ضمن إطار الصراع الأمريكي-الإيراني، وتحديدًا في ظل التحضيرات للانتخابات الأمريكية القادمة.

السوداني.. قرارنا الوطني مستقل.. ونتحرك لضبط السلاح

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، المعروف بسياسته الوسطية، رفض الاتهامات الأمريكية، مؤكدًا أن الحكومة العراقية تسعى إلى تعزيز استقلال القرار الوطني، وأن بغداد توازن بعناية علاقاتها مع واشنطن وطهران دون الانحياز لأي محور.

وفي إطار الرد على الضغوط الأمريكية، بدأت حكومة السوداني تنفيذ خطوات للحد من نفوذ الفصائل المسلحة، أبرزها تفعيل قانون "قوات الرد السريع"، ومراقبة تسليح الجماعات المرتبطة بالحشد الشعبي، وفرض سيطرة الدولة على الحدود، استعدادًا للانتخابات البرلمانية القادمة.

العلاقات مع إيران.. بين الجوار والمصالح والسيادة

تربط العراق وإيران علاقات تاريخية عميقة تشمل ملفات الاقتصاد، الأمن والطاقة. لكن بغداد تشدد على أن هذه العلاقات لا تعني هيمنة سياسية، وأنها تسعى لإبراز استقلالية القرار العراقي، في وقت تشكل فيه فصائل موالية لطهران تحديًا حقيقيًا في مشهد السيادة الوطنية.

وتواصل الحكومة حوارها مع طهران حول الملفات الحساسة، بينما تعمل داخليًا على إعادة ضبط التوازن بين المؤسسات الأمنية والفصائل المسلحة، في محاولة لصياغة عقد سيادي جديد يحفظ للعراق قراره واستقراره.




حلفاء طهران في العراق.. شبكة متشابكة من النفوذ

تمتلك إيران شبكة من الفصائل المؤثرة في العراق، أبرزها "عصائب أهل الحق"، "كتائب حزب الله"، و"كتائب الإمام علي"، التي تمثل قوى سياسية وعسكرية واقتصادية فاعلة. هذه الفصائل: سياسيًا: تهيمن على كتل نيابية وتشارك بوزارات ومناصب سيادية، أمنيًا: تتحكم بجزء كبير من الأجهزة الأمنية من خلال "الحشد الشعبي"، اقتصاديًا: تستثمر في مشاريع كبرى جنوب العراق وتدير شبكات تمويل تتجاوز الحدود.

ورغم محاولة الحكومة دمج "الحشد الشعبي" داخل الجيش النظامي، إلا أن بعض فصائله تعمل باستقلال شبه تام، وتمثل امتدادًا مباشرًا للنفوذ الإيراني.

تسريبات.. عملية عسكرية مرتقبة ضد الحشد بدعم أمريكي

كشفت مصادر عراقية رفيعة أن مسؤولين في مجلس الأمن القومي الأمريكي أبلغوا سياسيين عراقيين بأن عملية عسكرية مرتقبة ضد فصائل الحشد الشعبي قد تبدأ بين يونيو ويوليو المقبلين، بالتعاون مع الجيش العراقي و"بموافقة إيرانية غير مباشرة".

ووفقًا لتلك المصادر، فإن واشنطن ترى أن مبرر بقاء الحشد انتهى بعد القضاء على تنظيم "داعش"، وأن تمدده بات يهدد توازن القوى الإقليمي وفتح الحدود مع إيران.

كما تحدثت أنباء عن استعدادات داخلية في الحشد، خاصة من قبل "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق"، لتحصين مواقعهم في بغداد ومحيطها، تمهيدًا لأي مواجهة محتملة.

هارون محمد: واشنطن تُلوّح ولا تنوي المواجهة.. والسوداني متردد

في هذا السياق، شكك الإعلامي والسياسي العراقي هارون محمد، في تحليله المصوّر عبر "يوتيوب"، في صحة هذه التسريبات، معتبرًا أن الولايات المتحدة تمارس تلويحًا إعلاميًا أكثر من نيتها الدخول في مواجهة مباشرة.

وقال إن رئيس الوزراء السوداني لا يمتلك القرار ولا الجرأة الكافية لمواجهة الحشد الشعبي، مشيرًا إلى أن أجهزة الدولة الأمنية منقسمة الولاء، ولا يمكن التعويل على مشاركة الجيش ككتلة واحدة في أي عملية.

ووصف الادعاءات بشأن "موافقة إيرانية" بأنها مبالغ فيها وغير واقعية، مؤكدًا أن طهران تعتبر الحشد أحد أذرعها الإستراتيجية، ولن تقبل بإضعافه. كما اعتبر أن الضغوط الأمريكية الحالية مرتبطة بصراع داخلي بين الجمهوريين والديمقراطيين، أكثر من ارتباطها بقراءة موضوعية للوضع العراقي.



سيادة العراق على المحك.. والمعركة أبعد من بغداد

في ظل تصاعد الخطاب الأمريكي ضد النفوذ الإيراني في العراق، وسعي حكومة السوداني لإظهار استقلال القرار الوطني، يبدو أن العراق يسير على حبل مشدود بين واشنطن وطهران، وسط معركة نفوذ تتجاوز حدود بغداد.

المعركة، في جوهرها، ليست فقط حول الحشد الشعبي أو العقوبات، بل هي اختبار لقدرة العراق على فرض سيادته، وضبط أمنه، وتحرير قراره السياسي من هيمنة الخارج، أياً كانت بوصلته.


مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإيراني: نعد حاليا ردنا على رسالة أمريكا أقرب إلى التهديد
  • بين المقترح الأميركي ومشروع القرار الأوروبي.. النووي الإيراني إلى أين؟
  • تفاصيل المقترح الأميركي الجديد حول النووي الإيراني.. ما مقابل وقف التخصيب؟
  • البيت الأبيض: على إيران قبول العرض الأمريكي في المفاوضات النووية
  • صحيفة أمريكية تكشف عن تحدٍ كبير يواجه الشرع ويهدد الاستقرار في سوريا
  • صحيفة تكشف أبرز ملامح رد حماس المُنتظر على مقترح ويتكوف الجديد
  • الأمم المتحدة تخطط لخفض كبير في عدد موظفيها
  • طلبة يقولون: “نادمون” على التقديم لجامعات أمريكية بعد خطط إدارة ترامب بتعليق طلبات تأشيراتهم
  • بغداد ترد على عقوبات الكونغرس.. لا وصاية أمريكية ولا هيمنة إيرانية
  • طهران: تقرير الاستخبارات النمساوية المشكك في سلمية البرنامج النووي الإيراني كاذب