موقع 24:
2025-07-31@16:02:05 GMT

سوريا.. وماذا بعد؟

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

سوريا.. وماذا بعد؟

بشكل متسارع ومفاجئ سقطت المدن السورية تباعاً وصولاً إلى العاصمة دمشق، وبسطت الجماعات المسلحة سلطتها، وغادر الرئيس بشار الأسد البلاد بعد حكم دام 24 عاماً.

هذا التحول الدراماتيكي جعل المشهد السوري والإقليمي يدخل مرحلة جديدة وخطرة، ويفتح الباب أمام المجهول، نظراً للمصالح المتعارضة للجماعات المسلحة من جهة، ومصالح القوى الإقليمية والدولية التي ستتصادم على الجغرافيا السورية امتداداً للدول المجاورة التي بدأت تشعر بالقلق، خصوصاً في العراق والأردن، إزاء ما يجري على الساحة السورية.


كان مثيراً للانتباه أن الجيش السوري لم يقم بمواجهة فعلية منذ اللحظة التي بدأت فيها الجماعات المسلحة تحركها في محافظتي حلب وإدلب، كما أنه انسحب من مواقع عديدة من دون قتال، وسلّم العاصمة تسليم اليد. واللافت أكثر أن روسيا كان تدخلها العسكري رمزياً وعلى استحياء، وكذلك قوات الحرس الثوري الإيراني التي قيل إنها انسحبت يوم الجمعة الماضي، مع القوات الرديفة الأخرى التي لعبت دوراً حاسماً في معارك حلب وأرياف دمشق والقلمون وحمص عامي 2016 و2017، ما فتح باب التساؤل حول هذا الانقلاب المفاجئ الذي ترك الساحة أمام الجماعات المسلحة، المصنفة إرهابية بقيادة «جبهة النصرة» للسيطرة على مقاليد الأمور.
هكذا هبط إسلاميو ومعارضو الحكم في سوريا من عالم النظريات والشعارات إلى أرض الواقع ليبسطوا سلطتهم ويعيدوا تشكيل الصورة في المنطقة، وكأن «الفوضى الخلاقة» التي بشرت بها وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة كونداليزا رايس عام 2006، تعود بنسخة جديدة، رغم أن الإدارة الأمريكية نفضت يدها مما جرى، وأعلنت أنها تراقب الوضع من كثب، وأن أولويات الولايات المتحدة تتمثل حالياً في ضمان ألا يشجع النزاع الحالي على عودة ظهور تنظيم داعش.
لكن، ما يثير القلق والمخاوف أيضاً، أن إسرائيل كانت الأكثر تفاعلاً تجاه ما يجري في سوريا، إذ عمدت حكومة بنيامين نتنياهو إلى عقد اجتماعات متواصلة طوال الفترة الماضية، وفي اللحظة التي أعلن فيها المسلحون دخول دمشق، كانت القوات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل تتحرك متجاوزة السياج الحدودي داخل الأراضي السورية، وترسل تعزيزات عسكرية كبيرة، وتحتل المنطقة العازلة.
وإذا كانت المعارضة السورية أعلنت في بيانها الأول «عهداً جديداً»، وتعهدت بالحفاظ على المؤسسات باعتبارها ملكاً للشعب السوري، وأن «سوريا الجديدة ستكون دولة القانون التي تضمن الكرامة والعدالة وتعكس طموحات الشعب»، فإن المشهد السوري لا بد أن يعيد تشكيل المشرق العربي، وستكون له تداعيات إقليمية، لاسيما أن عودة الإسلام السياسي المعادي لمعظم الدول العربية سوف تنعكس حكماً على مجمل النظام العربي.
ما جرى من تطورات متسارعة خلال الأيام القليلة الماضية يطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل مصالح وعلاقات العديد من الدول، خصوصاً روسيا التي لها قاعدتان، بحرية في طرطوس وجوية في حميميم، ولها علاقات مميزة واستثنائية مع دمشق، وكذلك بالنسبة لإيران التي كانت تربطها علاقات خاصة مع الأسد، إضافة إلى العراق الذي تربطه مع سوريا حدود بطول أكثر من 600 كيلومتر، ومخاوف من عودة الجماعات الإرهابية إلى منطقة البادية، كذلك لا بد من الأخذ في الاعتبار العلاقات بين فصائل المعارضة والأكراد واحتمالات الصدام بينهما. لكن من الواضح أن تركيا الآن هي المستفيد الأكبر مما جرى، نظراً لارتباط هذه الفصائل بها.
لكن، بعد كل الذي جرى، من المهم المحافظة على أمن الشعب السوري وحمايته، والمحافظة على سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض التدخلات الخارجية، وعدم الوقوع في فخ الفتنة والتقسيم. فيما دعت جامعة الدول العربية إلى العمل على استكمال عملية الانتقال السياسي على نحو سلمي وشامل وآمن.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا

إقرأ أيضاً:

وزارة الداخلية السورية تنفي حصار السويداء وتؤكد فتح ممرات إنسانية

نفت وزارة الداخلية السورية، اليوم الأربعاء، بشكل قاطع الأنباء التي تحدثت عن فرض الحكومة المؤقتة حصارًا على محافظة السويداء الواقعة جنوبي سوريا، ووصفت تلك الأنباء بأنها “كذب وتضليل”.

جاء ذلك على لسان المتحدث الرسمي باسم الوزارة، نور الدين البابا، الذي أكد في تغريدة على منصة “إكس” أن الحكومة السورية عملت على فتح ممرات إنسانية لتوفير المساعدات لأهالي المحافظة، بالتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية.

وأضاف أن هذه الممرات تتيح أيضًا للخارجين من مناطق سيطرة المجموعات المسلحة الخروج المؤقت، دون أي عوائق حكومية.

وأوضح البابا أن مزاعم الحصار هي دعاية من مجموعات خارجة عن القانون تسعى لاستغلال الأزمة وفتح معابر غير نظامية مع محيط السويداء داخل وخارج البلاد بهدف إنعاش تجارة السلاح والمخدرات (الكبتاغون)، التي تشكل المصدر الرئيسي لتمويل هذه المجموعات المسلحة.

كما أشار المتحدث إلى أن عودة عمل المؤسسات الشرعية وتطبيق سيادة القانون في السويداء يهدد وجود العصابات المسلحة، وهو ما يدفع تلك المجموعات إلى ترويج مثل هذه الأنباء بهدف حماية مصالحها الإجرامية.

يأتي هذا التوضيح في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في السويداء خلال الأسابيع الماضية، حيث شهدت المحافظة تصاعدًا في أعمال العنف والاشتباكات بين السكان المحليين والعشائر والفصائل المسلحة، إضافة إلى التدخل الحكومي والقصف الإسرائيلي.

وقد أدت هذه التطورات إلى نفاد مخزون المواد الغذائية الأساسية، مثل الطحين والمحروقات، إلى جانب تدهور الوضع الصحي بسبب الأضرار التي لحقت بالمشفى الوطني في المدينة وعدم تعويض النقص في المستهلكات الطبية.

من جهة أخرى، انتشرت أخبار عبر وسائل إعلام ومنصات التواصل الاجتماعي تتحدث عن حصار مفروض على السويداء ومنع وصول الإمدادات الإنسانية إليها، مع مطالب بفتح معابر إنسانية عبر الحدود مع الأردن ومناطق شمال شرق سوريا.

في سياق متصل، أطلق شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان حملة إنسانية عاجلة لإغاثة محافظة السويداء، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية هناك.

وزير الخارجية السوري يتوجه إلى موسكو لبحث تعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا

من المقرر أن يصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، غداً الخميس إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة رسمية تهدف إلى بحث تطورات العلاقات الثنائية بين دمشق وموسكو.

ويأتي هذا اللقاء في ظل اهتمام روسي متزايد بدعم استقرار سوريا وتعزيز التعاون مع الإدارة السورية الجديدة، حيث سيجري الشيباني خلال الزيارة لقاءات مع عدد من المسؤولين الروس لبحث قضايا التعاون السياسي والاقتصادي.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد وجه دعوة رسمية للشيباني في مايو الماضي، مؤكداً حرص موسكو على تعزيز الاتصالات الرفيعة المستوى مع سوريا، ودعم الوفاق الوطني والعمليات السياسية الشاملة في البلاد.

وتأتي هذه الزيارة في سياق التزام روسيا بدعم وحدة سوريا وسيادتها، وسط تفاعلات إقليمية ودولية تسعى لتثبيت الاستقرار في البلاد.

اكتشاف نفطي جديد في تركيا وتصدير الغاز إلى سوريا

أعلن وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، عن اكتشاف احتياطيات نفطية جديدة تبلغ 57 مليون برميل خلال العام الجاري في تركيا، وتقدر قيمتها بحوالي 4 مليارات دولار.

وأوضح الوزير أن تركيا ستبدأ، ابتداءً من 2 أغسطس المقبل، تصدير الغاز الطبيعي القادم من أذربيجان إلى محافظة حلب السورية عبر ولاية كيليس التركية، في خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الطاقي الإقليمي.

كما أكد بيرقدار أن بلاده ستزود سوريا بعد استكمال الإجراءات اللازمة بحوالي 900 ميغاواط من الكهرباء، ما يكفي لتلبية احتياجات نحو 1.6 مليون منزل.

وتأتي هذه التطورات في سياق تحوّل كبير في سياسات الطاقة في سوريا، حيث وقعت الحكومة الانتقالية السورية ثلاث صفقات كبرى لاستيراد الغاز الطبيعي خلال أقل من خمسة أشهر منذ رحيل حكومة بشار الأسد في ديسمبر 2024، وهو ما يعكس توجهًا استراتيجيًا لتأمين مصادر طاقة مستقرة وتحسين الوضع الاقتصادي.

ويواجه الاقتصاد السوري تحديات كبيرة في تأمين مصادر مستقرة للوقود والغاز بسبب العقوبات الغربية والانهيار الاقتصادي، لكن دول الخليج تعهدت بدعم الحكومة الانتقالية بمساعدات شاملة في مجال الطاقة منذ توليها السلطة.

مقالات مشابهة