التنكيس في قراءة القرآن بين الجواز والكراهة.. ومتى يُبطل الصلاة؟
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
أثار موضوع "التنكيس" في قراءة القرآن الكريم أثناء الصلاة نقاشاً واسعاً بين العلماء والمصلين حول حكمه الشرعي وأثره على صحة الصلاة.
أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن التنكيس له أشكال متعددة، ولكل شكل حكمه الخاص في الفقه الإسلامي.
ما هو التنكيس؟
التنكيس هو أن يقرأ المصلي سور القرآن الكريم أثناء الصلاة بترتيب غير مطابق لما هو موجود في المصحف الشريف.
فعلى سبيل المثال، قد يقرأ المصلي سورة "الناس" في الركعة الأولى ثم سورة "الإخلاص" في الركعة الثانية، رغم أن ترتيب السور في المصحف يعكس العكس.
حكم التنكيس
بحسب الدكتور علي جمعة، فإن التنكيس جائز لكنه مكروه عند المالكية، بينما يراه الشافعية جائزاً دون كراهة.
وأضاف أن الأفضل للمسلم أن يلتزم بترتيب السور في المصحف، فهو أكثر دقة وأكمل في التعبد.
لكن الدكتور جمعة لفت النظر إلى نوع آخر من التنكيس وصفه بـ"المحرم"، حيث يقوم البعض بقراءة الآية بشكل مقلوب من نهايتها إلى بدايتها، وهو أمر مرفوض شرعاً ولا يجوز بأي حال من الأحوال.
متى يُبطل التنكيس في قراءة القرآن الصلاة
من جانبه، أوضح الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التنكيس في قراءة سور القرآن أثناء الصلاة مكروه لكنه لا يؤثر على صحة الصلاة.
وأشار إلى أن المكروه هو قراءة السور بغير ترتيبها في المصحف، مثل قراءة "الناس" قبل "الإخلاص".
أما التنكيس داخل السورة الواحدة، كأن يقرأ المصلي نهاية سورة معينة في الركعة الأولى ثم يبدأ في الركعة الثانية بآيات من بدايتها، فهذا يعدّ خطأً شرعياً يُبطل الصلاة تماماً.
أفضلية الالتزام بترتيب السور
أجمع الفقهاء، وفق تصريحات الدكتور علي جمعة، على أن قراءة السور وفق ترتيبها في المصحف هو الأفضل والأكمل للمسلم.
وأوصى جمعة جميع المصلين بالحرص على الالتزام بهذا الترتيب، فهو يعكس احتراماً للنص القرآني كما أنزله الله عز وجل.
تعليم المصلين وتجنب الأخطاء الشائعة
جاءت هذه التوضيحات خلال لقاءات مباشرة مع الجمهور عبر صفحات دار الإفتاء الرسمية، حيث تم تسليط الضوء على أهمية الوعي بأحكام الصلاة وتجنب الأخطاء التي قد تؤثر على صحتها.
لذلك، على كل مسلم أن يتحرى الدقة في قراءة القرآن أثناء الصلاة، ويحرص على تعلم الأحكام الفقهية المتعلقة بها، لضمان صحة صلاته وتقربه إلى الله بالطريقة الصحيحة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التنكيس التنكيس في قراءة القرآن المزيد المزيد فی قراءة القرآن أثناء الصلاة فی المصحف فی الرکعة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: باب التوبة مفتوح ما لم يغرغر الإنسان
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الله عز وجل يقول في محكم آياته: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ﴾؛ لا يعملونها فجرا وعدوانا وخروجا عن شرع الله، بل يفعلونها لضعفهم البشري: (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) (أورده الحاكم في المستدرك)، فهم يتوبون من قريب، في سرعة، يتنبهون ويفيقون فيعودون وينيبون إلى الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 17]، ﴿عَلِيمًا﴾ بأحوال البشر، ﴿حَكِيمًا﴾ في تربيتهم ودفعهم إليه، ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾.
واضاف جمعة، آية بليغة ترسم لنا منهج الحياة، ترسم لنا كيف يتعامل المؤمن مع ربه، يعود إليه ﴿مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ بالجزم؛ لم يقل: عسى الله أن يتوب عليهم، ولا: لعل الله أن يتوب عليهم؛ أبدا، بل قال: ﴿فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾.
ويقول كذلك: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّى تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [النساء: 18]؛ أي لا تكون التوبة للذين لا يتوبون حتى إذا حضرهم الموت، ﴿أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾، ﴿ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾ [الزمر: 16]؛ يربينا على التقوى وعلى العودة إليه سبحانه وتعالى.
واشار إلى أنه فيما ورد عن الله عز وجل في الحديث القدسي أنه قال: «مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا، أَوْ أَغْفِرُ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً لاَ يُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً» (صحيح مسلم).
هل هناك فضل – أيها المسلم – فوق هذا الفضل؟! وهل هناك بناء للشخصية السوية التي تعلم الحق والحقيقة فوق هذا؟!
التوبة على ثلاثة أنحاء، ولها ثلاثة شروط؛ شروط التوبة معروفة: أن أندم على الذنب، وأن أقلع عنه، وأن أعزم على ألا أعود إليه ثانية، وإن كان من حقوق العباد رددت الحق إلى العباد.