سواليف:
2025-08-01@04:19:17 GMT

الأردن والنظام الجديد في دمشق

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

#الأردن و #النظام_الجديد في #دمشق _ #ماهر_أبوطير

من التساؤلات المتداولة ذلك السؤال المتعلق بهوية النظام الوريث في سورية، وقدرة الأردن على التفاهم معه، خصوصا، بعد تراكمات السنوات الماضية مع النظام الراحل، وما يعنيه ذلك.

بالطبع من المبكر جدا الحكم على شكل العلاقة، لان سورية الجديدة قيد التشكل، وتواجه تحديات مختلفة، من ابرزها الملف الامني، والاستقرار، ووجود قوى عاملة في سورية من الروس والاميركيين، واحتلال اسرائيل لمناطق جديدة في سورية، ومصالح الاتراك والايرانيين، والتعارضات والتقاطعات هنا، وما يتعلق بوحدة سورية، والقدرة على تجنب سيناريو التقسيم، في ظل ملف الاكراد تحديدا، واحتمالات الاختلاف بين الجماعات المسلحة ذاتها، ومنسوب التوافقات بين الاطراف السياسية، وبقية المشاريع المعروفة والتي تهدد سورية بعد سقوط النظام.

يضاف الى ماسبق التحديات داخل سورية ذاتها على صعيد الوضع الاقتصادي، والصراعات، وتصفية الحسابات، والمحاكمات التي لا يمكن تجاوزها بحق الذين قتلوا او هتكوا الاعراض، ومارسوا التعذيب، واعمال الغضب التي قد نراها من ضحايا النظام السابق، او محاولات انصار النظام السابق اشعال حرائق هنا وهناك، لإثبات ان سورية بدون الاسد لا تستمر يوما، ومع هذا ملف المخدرات والذي يؤثر على الأردن، وما يرتبط بوجود جماعات متشددة مثل داعش، واحتمال نشوء جماعات جديدة، وسط معلومات عن احتمال نشوء جماعات ستتدفق ايضا الى العراق، في مرحلة جديدة من مخطط اخلاء المنطقة من النفوذ الايراني، وبدء مرحلة العراق، المجاورة لسورية، بما يعنيه ذلك من مهددات امنية وسياسية واقتصادية.

مقالات ذات صلة الفريق العدوان يكتب .. الحكم على الظالم بأثر رجعي . . ! 2024/12/10

هذا يعني ان الأردن سيكون بانتظار كثير من التفاصيل المتعلقة بالمشهد السوري، وهو معني هنا بوجود دولة مستقرة لاعتباراته، ونظام توافقي معترف به داخل سورية، وخارج سورية، اضافة الى عدم وجود اخطار امنية، ومعالجة ملفات مثل المخدرات وتهريب السلاح الذي كان يجري عبر الحدود بحماية جيش النظام السابق، بما ينعكس ايضا على عودة الاشقاء السوريين من الأردن الى سورية، وهم ايضا في حالة ترقب، قد تستمر حتى الصيف المقبل لما سيجري.

سورية امام تحديات ليست سهلة، ليس لان النظام الراحل كان ملائكيا وطيبا، بل لان سورية بعد سقوط النظام امام امتحانات تبدأ بالسيطرة الامنية الداخلية وتصل الى ملف رفع العقوبات واعادة الاعمار، اضافة الى وجود عشرات اللاعبين الذين سيحاولون فرض ارادتهم على السوريين بما سيؤدي الى نشوب صراعات سنراها قريبا، ومعهم الذين خسروا بسقوط النظام وقدرتهم على التسكين وعدم محاولة بث الاضطراب او الفوضى في سورية من باب الانتقام.

نبدو كمن يفاضل بين نظام راحل دموي رأيناه يحول دمشق الى مدينة من طابقين، حيث اسفل المدينة كل هذه السجون، وبين مرحلة ما بعد الاسد بكل ما فيها من تحديات، وواقع الحال ليس هكذا، فالنظام ظلم السوريين، لكن القلق يتمحور حول المرحلة التي ستلي سقوط النظام، وقدرة السوريين ومؤسساتهم على ترتيب اوراقهم، بوجود كل هذه الدول والاجهزة الامنية في سورية.

للأردن علاقاته مع كثير من رموز المعارضة السورية، والاسماء المطروحة لحكم سورية، ولديه علاقاته التي تأسست في فترة الربيع العربي وما تلاها، على المستوى الامني والعشائري وبالذات في مناطق جنوب سورية، لكن كل هذا لا يكفي لاننا امام معادلة مختلفة سيجد الأردن نفسه مضطرا للتعامل معها، من خلال عناوين التوافق السوري الداخلي ونشوء دولة مستقرة بنظام معترف به، دون اشكالات الصراعات الداخلية او التقسيم واحتمال نشوء دويلات قرب الأردن، وما يتعلق بالاعتراف الدولي بالنظام الوريث والمساحات التي سيتم منحها له.

الحسابات الاستراتيجية في الأردن لاتتغافل اولا واخيرا عن المشروع الاسرائيلي ضد الأردن من خلال ملف الضفة الغربية، خصوصا مع قدوم ترامب، وتمدد الاسرائيليين الحالي دون اي ازعاج او مشاغلات من جانب المعسكر الايراني في المنطقة بعد الذي جرى في لبنان وسورية، وكلفة الحرب في غزة، وما هو متوقع في العراق.

هذا يعني استراتيجيا ان سقوط القوى المناوئة لاسرائيل في بلاد الشام يضر بالأردن، ويخدم اسرائيل ويقدم لها المنطقة على طبق من ذهب لتفعل ما تشاء دون معارضات، ويكشف ظهر المنطقة كليا، حتى لو لم يكن الأردن محسوبا على المعسكر الايراني وتوابعه في الاساس.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأردن النظام الجديد دمشق سقوط النظام فی سوریة

إقرأ أيضاً:

هذه المناصب التي تقلدها رئيس مجلس قضاء الجزائر الجديد محمد بودربالة

قدم وزير العدل حافظ الأختام لطفي بوجمعة المناصب التي تقلدها محمد بودربالة رئيس مجلس القضاء الجديد للجزائر

وبودربالة هو خريج المعهد الوطني للقضاء عام 1996، تدرج في سلك القضاء بداية من قاضي حكم بمحكمة بريان، ثم أفلو ليرقى إلى وظائف رئيس محكمة المغير ثم الجلفة وبعدها رئيسا لمجلس قضاء تبسة ثم المسيلة ثم تيبازة.
وأكد وزير العدل  أن خبرة  وكفاءة ورزانة محمد بودربالة ستكون إضافة مفيدة  مع المهام والمسؤوليات الجديدة التي سيتقلدها

وأضاف الوزير ” هنيئا له على هذا التشريف السامي الذي يندرج ضمن مسار مواصلة المجهودات الرامية بتعزيز  الجهات القضائية بكفاءات متميزة”

مقالات مشابهة

  • سوريا: تزايد التوترات بين العشائر العربية وقوات سورية الديمقراطية
  • مديرية الحج والعمرة تعلن آلية استرداد أموال الحجاج السوريين غير المسافرين
  • ما هي الصدمة الثلاثية التي تعيق عودة السوريين إلى وطنهم؟
  • الشيخ ليث البلعوس: ضرورة العمل وفق أجندة سورية محضة تُعنى بخدمة السوريين وبناء دولة القانون
  • هذه المناصب التي تقلدها رئيس مجلس قضاء الجزائر الجديد محمد بودربالة
  • مختص: جريمة الاتجار بالأشخاص تمس أمن المجتمع والنظام يغلظ العقوبات إذا كان الضحية طفلا أو امرأة
  • الواقع القضائي في سوريا والتحديات التي تواجه عمل العدليات خلال اجتماع في وزارة العدل
  • من 3 مراحل و12 منتخباً.. تفاصيل النظام الجديد لبطولة غرب آسيا تحت 23 عاماً
  • استعدادات مكثفة لإنجاح الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي التي تقام خلال الفترة من الـ 27 من شهر آب المقبل حتى الـ 5 من أيلول
  • سيلين شميت لـ سانا: يبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين العائدين طوعاً 72 لاجئاً، وتتجه بعض العائلات إلى مناطق في حمص، فيما تعود عائلات أخرى إلى مناطق في ريف دمشق تشمل: قطنا، الزبداني، ببيلا، النشابية، وداريا