الجزيرة:
2025-06-03@23:56:41 GMT

صحيفة صينية: يجب دعم أي حل سياسي سلمي في سوريا

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

صحيفة صينية: يجب دعم أي حل سياسي سلمي في سوريا

بكين- قالت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية -في كلمتها الافتتاحية- إن إسرائيل استغلت سقوط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ولم تضيع أي وقت في شن ضربات جوية ضد أهداف في جميع أنحاء سوريا، وتنفيذ عمليات برية كبيرة هناك والسيطرة على منطقة عازلة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان المحتل، معتبرة أن "هذا السلوك بمثابة نهب منزل الجيران عندما تشتعل فيه النيران".

وأضافت الصحيفة "لا عجب أن هذا التوغل أثار على الفور انتقادات من دول المنطقة، منها إيران، والعراق، وتركيا، وقطر، والمملكة العربية السعودية. وكما ظهرت دعوات من المجتمع الدولي لاحترام سيادة سوريا، فيجب إدانة الهجمات الإسرائيلية المتهورة ووضع حد لها".

ووفق الصحيفة، لعب العدوان الإسرائيلي بالفعل دورا مهما، إن لم يكن حاسما، في إثارة ما يحدث الآن في سوريا وأماكن أخرى في المنطقة. وكانت هجماتها ضد حزب الله، وإيران، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ بداية صراعها معها قبل أكثر من عام، سببا في تغيير توازن القوى في الشرق الأوسط بشكل كبير، بل حتى الإخلال بالتوازن الإستراتيجي في المنطقة.

حل سلمي

ويذهب محرر الافتتاحية إلى القول إنه لطالما أعرب كثيرون في واشنطن عن أسفهم لتراجع النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط بعد الانسحاب من العراق، وسوف يشعرون بسعادة غامرة لسقوط الأسد الذي أضعف نفوذ طهران في المنطقة، مما يساعد على تعزيز نفوذ الولايات المتحدة فيها.

إعلان

وتابع "لكي يمنع المجتمع الدولي انزلاق دولة أخرى في الشرق الأوسط في أعمال عنف وفوضى لا نهاية لها، ومن أجل مستقبل سلمي للشعب السوري، فإن هذا ليس الوقت المناسب لحساب من سينتصر ومن سيخسر في سوريا، بل هو الوقت لجهود دولية متضافرة لإيجاد حل سلمي للسوريين".

وترى الصحيفة أنه كما هو موقف الصين التي أكدت ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأن يحدد مستقبلها الشعب السوري نفسه، فإنه ينبغي لجميع اللاعبين المؤثرين في الصراع أن يتصرفوا بما يحقق مصلحة هذا الشعب، وينبغي الترحيب والدعم بأي حل سياسي لاستعادة الاستقرار في البلاد في أقرب وقت ممكن.

علاقات صداقة

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ قد أكدت، في تصريحات لها الاثنين الماضي، أن بكين تراقب عن كثب تطورات الوضع في سوريا، وتأمل أن تعمل الأطراف المعنية على تحقيق المصالح الأساسية للشعب السوري.

وأضافت أن "مستقبل سوريا ومصيرها يجب أن يقرره شعبها، ونأمل أن تتبنى الأطراف المعنية موقفا مسؤولا تجاهه، وأن تجد سريعا حلا سياسيا يخدم مصالحه". وردا على سؤال أحد الصحفيين بشأن أي تحركات للجيش الإسرائيلي في منطقة الجولان، أجابت ماو نينغ: "ينبغي احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها".

وبشأن علاقات بكين مع القوى السياسية الجديدة في دمشق بعد علاقتها القوية مع النظام السابق، قالت المتحدثة إن "علاقات الصداقة الصينية مع سوريا هي روابط مع جميع أبناء الشعب السوري، ونحن نتابع الوضع فيها عن كثب ونأمل أن يعود الاستقرار إلى البلاد قريبا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی سوریا

إقرأ أيضاً:

مصر وإيران وتركيا: مثلث التوازن الجديد في الشرق الأوسط

في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة، تبرز الحاجة إلى إعادة صياغة العلاقات والتحالفات بما يتماشى مع التحديات الجيوسياسية التي تواجهها المنطقة، خاصة بعد تعقيد الملفات الإقليمية وتصاعد التهديدات الأمنية والاقتصادية. وفي هذا السياق، يبرز الحديث مجددًا عن إمكانية تقارب مصري- إيراني، ليس بوصفه ترفًا دبلوماسيًا، بل كضرورة استراتيجية تفرضها لحظة تاريخية فارقة.

محاولة تطويق الدور المصري

منذ سنوات، تتعرض مصر لمحاولات منظمة لتقزيم دورها الإقليمي، عبر تشتيت جهودها في أزمات داخلية اقتصادية واجتماعية، وفرض ضغوط من الشرق والغرب، بالتوازي مع محاولات إزاحتها من ملفات محورية في المنطقة. وقد بدا ذلك واضحًا في تعاطي بعض القوى الإقليمية، وعلى رأسها تركيا، التي رغم خطابها المتغير مؤخرًا، كانت في فترات سابقة تحاول ملء الفراغ الناجم عن انكفاء مصر عن ملفات محورية كسوريا وليبيا وشرق المتوسط.

لكن التحولات الأخيرة في لهجة أنقرة، والتقارب الملحوظ في ملفات الطاقة والمصالح المشتركة، يكشفان عن إدراك تركي متأخر بأن تجاهل مصر لم يعد ممكنًا، وأن أي صيغة إقليمية مستقرة تستلزم وجود القاهرة كشريك أساسي.

إيران.. من خصم إلى شريك في التوازن.. ؟

أما إيران، الدولة التي ظلت علاقتها بالقاهرة مجمدة منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، فإنها تقف اليوم أمام لحظة مراجعة تاريخية، تدرك فيها حاجتها لتفاهمات إقليمية كبرى لكسر عزلتها وتطويق النفوذ الإسرائيلي المتزايد في جوارها العربي.

ورغم التباينات الأيديولوجية والملفات الشائكة بين البلدين، فإن وجود أرضية مشتركة للتفاهم ليس أمرًا مستحيلًا، بل ضرورة إقليمية عاجلة. فإيران، وخصوصًا في ظل الضغوط الأمريكية والعقوبات، تدرك أن مصر ليست مجرد دولة عربية، بل لاعب متزن يمكن أن يعيد صياغة التوازنات بعيدًا عن سياسة المحاور.

من جهة أخرى، لا يمكن إغفال البعد الإنساني والسياسي في موقف مصر التاريخي من قضية الشاه بعد الثورة الإيرانية، حين استقبلت القاهرة أسرة الشاه كموقف إنساني يعكس أخلاقيات الدولة المصرية، رغم الخلاف السياسي. واليوم، وبعد أربعة عقود، يمكن لهذا الموقف أن يكون مدخلًا لفتح صفحة جديدة قوامها الندية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

نحو مثلث استراتيجي: مصر - تركيا - إيران، ،

في ضوء ما سبق، يمكن التفكير بصوت عالٍ في بلورة مثلث استراتيجي في المنطقة، قائم على تفاهمات غير عدائية بين مصر وتركيا وإيران، يحقق نوعًا من التوازن الجيوسياسي أمام القوى الكبرى، ويمنح شعوب المنطقة فرصة للالتقاط، بعيدًا عن الاستقطابات الحادة.،

هذا المثلث لا يقوم على تحالفات إيديولوجية، بل على منطق المصالح المشتركة وعدم التدخل، واحترام السيادة، والعمل المشترك في قضايا الإقليم، وعلى رأسها فلسطين، والأمن في الخليج، وإعادة الإعمار في سوريا واليمن.

"مصر.. حجر الزاوية""

إن مصر، رغم التحديات الداخلية والضغوط الخارجية، لا تزال حجر الزاوية في أي معادلة استراتيجية في الشرق الأوسط. والتقارب المصري- الإيراني ليس تهديدًا لمحور الخليج، بل يمكن أن يكون عامل توازن، بشرط أن يُبنى على الشفافية والوضوح، ويُدار بعقل الدولة العميقة في القاهرة التي تدرك جيدًا تعقيدات المشهد وخرائط التهديد.، ،

لقد سقطت مشاريع الهيمنة الإقليمية، ولم يعد بإمكان طرف واحد فرض تصوراته أو التمدد على حساب الآخرين. والتاريخ يعلمنا أن القوة لا تصمد طويلًا دون تفاهمات راسخة. وفي هذا السياق، فإن انفتاح القاهرة على طهران - بشروط مصرية واضحة- قد يكون خطوة في طريق استعادة التوازن الإقليمي، بعد سنوات من الفوضى والحروب بالوكالة.، !!

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية، !!

[email protected].. .

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوري: اتفاق سوري قطري على توريد الغاز إلى سوريا عبر الأردن
  • 350 مليار دولار حجم الإنفاق السياحي في الشرق الأوسط بحلول عام 2030
  • مصر وإيران وتركيا: مثلث التوازن الجديد في الشرق الأوسط
  • أمير الكويت والرئيس السوري يبحثان العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة
  • كيف ستنعكس علاقات الرياض ودمشق على المواطن السوري؟
  • العميد العايش لـ سانا: الطرفان أكدا التزامهما بالحوار البنّاء والتعاون المستمر، بما يصبّ في خدمة وحدة سوريا وسيادتها، وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار، وتم الاتفاق على تحديد اجتماع آخر في القريب العاجل، لاستكمال النقاش ومتابعة تنفيذ ما تم ال
  • سياسي تونسي: عمليات اليمن المساندة لغزة أثمرت مكاسب سياسية واقتصادية ضد الكيان
  • بكين تتهم واشنطن بتحويل آسيا والمحيط الهادئ إلى “برميل بارود”
  • بكين تستنكر وتعارض بشدة تصريحات وزير الدفاع الأمريكي السلبية بشأن الصين في حوار شانغريلا
  • كاتب سياسي: زيارة وزير الخارجية تؤكد اهتمام المملكة بالشعب السوري